انهار جزء إضافي من صوامع القمح المتصدعة في مرفأ بيروت، بالتزامن مع وصول مسيرات المحتجين إلى محيط المرفأ الذي أحيا اللبنانيون أمس الذكرى الثانية لانفجاره بمسيرات حاشدة، ودعوات لمحاسبة المتورطين والمسؤولين عن تخزين مواد خطرة أدت إلى الكارثة.
وسارت عائلات الضحايا وناشطون لبنانيون، في مسيرات التقت عند تمثال المغترب قبالة المرفأ، حاملين الشموع، مطالبين بحق أولادهم وأزواجهم وبناتهم وأشقائهم وأمهاتهم. وقال الأهالي من أمام قصر العدل إن «سنتين مرتا على مجزرة العصر في ظل غياب العدالة التي هي حق للشعب اللبناني وأساس استعادة القضاء والدولة». وأشاروا إلى أن «الضغط الشعبي فضح المناورات ونحن مستمرون بالتظاهر لتحقيق العدالة والمحاسبة».
وطالب الأهالي وزير المال بالإفراج عن التشكيلات القضائية ليستطيع المحقق العدلي في الملف القاضي طارق البيطار استكمال تحقيقاته، بالنظر إلى أن البت في طلبات الرد ينتظر استكمال تعيينات قضائية تحتاج إلى توقيع وزير المال. وطالب الأهالي بـ«تعديل القانون وفرض غرامات باهظة على معطلي العدالة وإسقاط الحصانات فورا».
وشدّد محيي الدين لاذقاني وهو ابن أحد ضحايا التفجير، على دعم الأهالي للقاضي طارق البيطار في تحقيقاته حتى صدور القرار الظني، مؤكداً انفتاحهم إلى أخذ حقهم بأيديهم في حال عدم تحقيق العدالة في هذا الملف.
وأمام السفارة الفرنسية، قال بعض الأهالي إن «فرنسا لديها فرصة اليوم للوقوف ضدّ المسؤولين عن تمييع العدالة في انفجار المرفأ»، وجددوا مطلبهم بإنشاء بعثة تقصّي حقائق «خصوصاً وأنّ التحقيق المحلّي متوقّف».
وقال وليام نون شقيق شهيد انفجار المرفأ جو نون في حديث إذاعي إن أهالي الضحايا يسيرون في قضية واضحة وتحت سقف القانون وسيستمرون بالمواجهة إلى حين تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة والمتورطين. ولفت إلى أن «61 سفيرا التقوا اليوم (أمس الخميس) مع أهالي شهداء فوج الإطفاء بطلب من الاتحاد الأوروبي وعرضنا مطلبنا الذي هو لجنة تقصي حقائق دولية تدعم المحقق العدلي وهدفنا الوصول إلى نتيجة التحقيق».
وما أن بدأ الأهالي بالوصول إلى محيط المرفأ في وسط بيروت، حتى سقط جزء إضافي من إهراءات القمح المتصدعة، بعد أسبوع على سقوط جزء آخر من الجهة الشمالية، بفعل الحرائق الناتجة عن تكدس الحبوب في الصوامع منذ عامين.
وأخلت الأجهزة الأمنية مركز الدفاع المدني وفوج الإطفاء داخل المرفأ والذي يبعد حوالي مائتين وأربعين متراً عن الإهراءات، وذلك في متابعة للإجراءات المتخذة لحماية المدنيين في حال انهيار أجزاء من الإهراءات.
وتحدث مصدر رسمي عن ساعات وليس أيام تفصل اللبنانيين عن سقوط الصوامع الشمالية في الإهراءات، بعد انحنائها بنسبة كبيرة جداً.
وتصاعد الغبار في محيط المرفأ بفعل سقوط الخرسانة الضخمة، من غير أن تسفر عن أي إصابة، بالنظر إلى أن المرفأ كان خالياً من الموظّفين.