أحزاب وقوى سياسية ليبية تطالب بسرعة إجراء الانتخابات

دعت لإخراج «المرتزقة» والقوات الأجنبية

جانب من اجتماع قوى مدنية ليبية في طرابلس لمناقشة «المسار الدستوري» (مركز ليبيا للدراسات والبحوث الاستراتيجية)
جانب من اجتماع قوى مدنية ليبية في طرابلس لمناقشة «المسار الدستوري» (مركز ليبيا للدراسات والبحوث الاستراتيجية)
TT

أحزاب وقوى سياسية ليبية تطالب بسرعة إجراء الانتخابات

جانب من اجتماع قوى مدنية ليبية في طرابلس لمناقشة «المسار الدستوري» (مركز ليبيا للدراسات والبحوث الاستراتيجية)
جانب من اجتماع قوى مدنية ليبية في طرابلس لمناقشة «المسار الدستوري» (مركز ليبيا للدراسات والبحوث الاستراتيجية)

طالبت أحزاب سياسية ليبية وقوى مدنية مختلفة بسرعة استئناف العملية الانتخابية، وذلك بتحديث سجل الناخبين، وإعلان القوائم النهائية للمرشحين.
وكانت أحزاب سياسية وقيادات من المكونات الاجتماعية والثقافية، وبعض مشايخ قبائل التبو والطوارق قد اجتمعوا بفندق وسط العاصمة طرابلس مساء أول من أمس لمناقشة «المسار الدستوري» اللازم لعقد الانتخابات العامة في البلاد. وانتهى المؤتمر، الذي عُقد تحت عنوان «ليبيا تسع الجميع» إلى طرح مجموعة من التوصيات، مطالبا المفوضية الوطنية للانتخابات في البلاد بالتقيد بـ«تحقيق إرادة الليبيين، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، والنأي عن الخوض في المسائل السياسية أو الدخول في استقطاباتها».
كما طالب المجتمعون مجلس النواب الليبي باعتماد وإصدار القاعدة الدستورية للانتخابات، والعمل بها إلى حين إقرار الدستور الدائم للبلاد، داعين الأطراف السياسية كافة إلى «تغليب المصلحة العليا للشعب، والمحافظة على التهدئة، وعدم اللجوء إلى استخدام القوة أو العنف، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع بدلاً من صناديق الذخيرة».
في سياق ذلك، شدد المجتمعون على «رفض الاعتراف نهائياً باستخدام مصطلح القوة القاهرة في المماطلة أو التسويف، أو تعطيل الانتخابات، وذلك بعد مرور الوقت الكافي لمعالجة أسباب تأجيل الانتخابات عن موعدها السابق، الذي كان مقرراً في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
وحمّلت القوى السياسية المسؤولية القانونية الكاملة «للمسؤولين عن إدارة العملية الانتخابية، في حالة تجاهل إرادة الشعب الليبي في إجراء الانتخابات، أو الالتفاف عليها، ما قد يؤدي لمزيد من تدهور الأوضاع في البلاد».
وانتهى المؤتمر، الذي حضره أيضاً ممثلون عن الاتحادات والنقابات المهنية، وعدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بأنه يتوجب على الأطراف السياسية كافة «توحيد مواقفها من وجود القوات الأجنبية والمرتزقة، والمطالبة برحيلهم فوراً من الأراضي الليبي».
وكانت ستيفاني وليامز، المستشارة الأممية بشأن ليبيا، قد نوهت في ختام مهمتها بأن خروج البلد من أزمة الجمود السياسي «لا يأتي إلا عن طريق إقرار إطار دستوري توافقي، يحدد المراحل الرئيسية والعقد بين المحكومين ومن يحكمهم».
وفي ظل تعثر المحادثات بين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» حول «المسار الدستوري»، تتخوف أطراف محلية ودولية من تراجع التقدم الطفيف الذي عرفته الأزمة الليبية، بعد مغادرة وليامز. وفي هذا السياق رأى ميخائيل أونماخت، السفير الألماني لدى ليبيا، أن البحث عن اتفاق بشأن القضايا العالقة في المسار الدستوري «بات أمرا حاسما للانتخابات والاستقرار السياسي في ليبيا»، مشدداً على ضرورة الحفاظ على «إنجازات محادثات (القاهرة وجنيف) الخاصة بهذ المسار».
وسبق أن ناقش مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات مع إدارات المفوضية المشاريع الخاصة بتطوير العمل في المفوضية، وأوضحت المفوضية أن هذا الاجتماع يأتي استكمالاً لسلسة الاجتماعات، التي باشرت المفوضية في عقدها لمتابعة مستوى جاهزية إدارات ومكاتب المفوضية، بهدف تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة وسبل تعزيزها.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».