الأمن السوداني يصادر جوازات قادة المعارضة ويمنعهم من السفر إلى فرنسا

حال دون مشاركتهم في جلسة البرلمان الأوروبي بشأن التحول الديمقراطي

الأمن السوداني يصادر جوازات قادة المعارضة ويمنعهم من السفر إلى فرنسا
TT

الأمن السوداني يصادر جوازات قادة المعارضة ويمنعهم من السفر إلى فرنسا

الأمن السوداني يصادر جوازات قادة المعارضة ويمنعهم من السفر إلى فرنسا

قال تحالف المعارضة السودانية المعروف بقوى «نداء السودان» إن السلطات السودانية منعت سبعة من قياداته السفر إلى باريس للمشاركة في جلسة البرلمان الأوروبي بشأن الأزمة السودانية، وصادرت جوازات سفرهم للحيلولة بينهم والمشاركة في تلك الجلسة التي تبحث التحول الديمقراطي والحوار الوطني والسلام في السودان. وأوضح في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم أمس، أن سلطات الأمن السودانية بمطار الخرطوم صادرت جوازات سفر كل من نائب رئيس حزب الأمة محمد عبد الله الدومة ونائبة رئيسه الحزب مريم الصادق المهدي، والقياديين في الحزب الشيوعي، صديق يوسف وطارق عبد المجيد، وعضو قوى الإجماع الوطني، فتحي نوري عباس، وعضو حزب الأمة إمام حسن إمام، وممثل منظمات المجتمع المدني مهيد صديق. وكانت سلطات الأمن قد منعت استباقًا رئيس التحالف المعارض فاروق أبو عيسى من مغادرة البلاد الأسبوع الماضي، والمنشق عن الحزب الحاكم فرح العقار أول من أمس.
وقالت القيادية في تحالف المعارضة مريم الصادق للصحافيين أمس، إن الوفد كان ينوي المشاركة في جلسة استماع للاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة السودانية، وأضافت أنهم سيضطرون للمشاركة في جلسة البرلمان الأوروبي الافتتاحية اليوم عبر وسائط الاتصال، في الوقت الذي تحضر فيه تلك الجلسة قيادات الحركات المعارضة المسلحة الممثلة في تحالف «الجبهة الثورية»، وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي المقيم خارج البلاد، ورئيس قوات التحالف عبد العزيز خالد.
وحسب المهدي، فإن القادة المعارضين تقدموا بشكوى لمكتب استعلامات جهاز الأمن السوداني طالبوا فيها برد وثائق سفرهم على الفور، لاستئناف رحلتهم إلى فرنسا في الساعات القادمة، مشيرة إلى أن الأمن أمر سلطات الطيران المدني بإعادة أمتعتهم من داخل طائرة الخطوط الجوية التركية، وأنهم أبلغوا بالمنع بعيد إكمال إجراءات السفر النظامية.
ووصفت المهدي الإجراءات الأمنية المتخذة ضدها وضد زملائها بأنها امتداد لـ«الانتهاكات المهينة من قبل الحكومة للسودانيين»، منوهة إلى أن وزير العدل الذي تم تعيينه قبل أيام بدأت أيام استوزاره بانتهاك حقوق المعارضين في السفر، وأضافت: «بعض المشاركين استطاعوا السفر إلى فرنسا لأنهم يحملون جوازات سفر من دول أخرى».
وكان مقررًا مشاركة وفد المعارضة السودانية في جلسة استماع ينظمها نواب البرلمان الأوروبي في مقره بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، لتعريفهم بموقف قوى «نداء السودان» بشأن عملية السلام والإصلاحات الديمقراطية المخطط استئنافها بعد الانتخابات التي جرت في أبريل (نيسان) الماضي.
وفي غضون ذلك، وصلت «قوى الجبهة الثورية» العاصمة الفرنسية باريس وشرعت في عقد سلسلة اجتماعات قبيل المشاركة في لقاء البرلمان الأوروبي الثلاثاء، فيما يصل رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي إلى باريس متوجهًا إلى مدينة «ستراسبورغ» الفرنسية للمشاركة في جلسة البرلمان الأوروبي.
يذكر أن سلطات الأمن السودانية اعتقلت كلا من الأمين العام لتحالف قوى الإجماع الوطني المعارض فاروق أبو عيسى، ورئيس تحالف منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني، وفرح عقار لأربعة أشهر، لمشاركتهم في اجتماع مع قوى الجبهة الثورية في أديس أبابا نهاية العام الماضي، وقعوا خلاله «إعلان نداء السودان»، بيد أن سلطات الأمن لم تعترض على سفر ممثلي المعارضة إلى برلين والمشاركة في اجتماع رعته الحكومة الألمانية أبدت فيه الأطراف استعدادها للمشاركة في اجتماع تحضيري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث الحوار الوطني بين الفرقاء السودانيين. من جهتها فإن الخرطوم أعلنت عقب تنصيب الرئيس عمر البشير أنها مستمرة في الحوار مع معارضيها، ودعتهم للمشاركة فيه، بيد أنها تشترط إجرائه داخل البلاد مع استعدادها لتوفير الضمانات اللازمة للمشاركين في الحوار من القيادات المعارضة بما في ذلك قيادات الحركات المسلحة، وأن يكون حوارًا سودانيًا بلا مشاركة أجنبية. وكانت المعارضة قد اشترطت إجراء اللقاء التحضيري قبل الانتخابات، لكن حكومة الخرطوم لم تذهب المشاركة في الموعد المضروب، ما جعل قوى نداء السودان توجه خطابًا للاتحاد الأفريقي أبريل الماضي، تنعى فيه المبادرات السابقة، وتطالبه بتبني مبادرة جديدة لتحقيق السلام والتحول الديمقراطي، تتوفر فيها الضمانات الدولية والإقليمية، وأن يمارس الضغط على الخرطوم لتتخلى عن شرطها بإقامة الحوار داخل البلاد ومن دون مشاركة أجانب.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.