الائتلاف السوري: تشكيل تجمع بديل عن الائتلاف «يشتت» المعارضة

إقامة هيئة الحكم الانتقالية بوابة لاستئصال الإرهاب في سوريا

الائتلاف السوري: تشكيل تجمع بديل عن الائتلاف «يشتت» المعارضة
TT

الائتلاف السوري: تشكيل تجمع بديل عن الائتلاف «يشتت» المعارضة

الائتلاف السوري: تشكيل تجمع بديل عن الائتلاف «يشتت» المعارضة

يهدف مؤتمر القاهرة الذي نظمه معارضون أمس، لإطلاق تجمع جديد يطرحونه للتفاوض مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لتسوية النزاع المستمر منذ أربع سنوات. هذا في الوقت الذي نبّه فيه محمد مكتبي، الأمين العام للائتلاف السوري المعارض من أن أي محاولة لتشكيل تجمع بديل عن الائتلاف خلال مؤتمر القاهرة، أو في أي وقت آخر، سيكون هدفه «تشتيت» قوى المعارضة، مستبعدا أن تكون هناك مساع جدية في هذا الإطار.
ويقلل محللون من قدرة التجمع الجديد على إيجاد مكان مؤثر له على الخريطة السورية المتشعبة، بينما لم يتبين بوضوح مدى الدعم الخارجي الذي يحظى به. وقال مكتبي لـ«الشرق الأوسط»: «نعي أن على الائتلاف ترتيب بيته الداخلي والأخذ ببعض الملاحظات لتصويب مساره، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق البدء بالبحث عن جسم جديد بديلا عنه».
وأشار مكتبي إلى أن الهدف من مقاطعة الائتلاف «مؤتمر القاهرة»، هو «اقتناعه بأنّه غير قادر على تقديم أي جديد أو أي إضافة على المشهد الحالي»، وتابع قائلا: «نحن نعتبر أن الكرة اليوم في ملعب المجتمع الدولي؛ وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وروسيا، وهي الدول المطلوب منها تحقيق توافق دولي بعد توافر الإرادة اللازمة للدفع باتجاه حل سياسي يرتكز على خطوات عملية وملموسة». وأكد مكتبي تمسك الائتلاف بأي حوار سوري - سوري «على أن ينطلق من مبادئ أساسية لحل سياسي يرتكز على بيان (جنيف1)، وعلى هيئة حكم انتقالي بصلاحيات واسعة، لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد وزمرته أي دور فيها وبمستقبل سوريا».
وفي حين أعرب مكتبي عن «تفاؤل الائتلاف بمؤتمر الرياض المرتقب عقده قريبا بوصفه منصة لتوحيد جهود المعارضة بإطار سياسي وعسكري ومدني يضع أسس مرحلة ما بعد الأسد»، أشار إلى أن «المملكة العربية السعودية تبذل جهودا كبيرة للإعداد الممتاز لهذا المؤتمر»، وقال: «لا معلومات تفصيلية حتى الساعة، وعندما تنضج المسائل، عندها يتحدد موعد المؤتمر وطبيعة الدعوات».
من جانبه، قال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة إن «استئصال شأفة الإرهاب في سوريا، لن يتم إلا عبر تشكيل هيئة الحكم الانتقالية المتوافق عليها، بالاستناد إلى بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة، لتتولى مهمة قيادة السوريين لتحقيق تطلعاتهم بنيل الحرية والكرامة والعدالة».
ويقول الباحث في معهد «إيريس» في باريس كريم بيطار، إن تأثير التجمع الجديد لن يكون كبيرا على الأرض، مضيفا أن «هناك خطرا بأن يصطدم سريعا بالمشكلات نفسها التي واجهت المعارضة السورية حتى الآن، وهي النفوذ الخارجي».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.