لعلاج أفضل وأنجع... نموذج ثلاثي الأبعاد لبيئة ورم الدماغ

لعلاج أفضل وأنجع... نموذج ثلاثي الأبعاد لبيئة ورم الدماغ
TT

لعلاج أفضل وأنجع... نموذج ثلاثي الأبعاد لبيئة ورم الدماغ

لعلاج أفضل وأنجع... نموذج ثلاثي الأبعاد لبيئة ورم الدماغ

طور علماء جامعة فرجينيا للتكنولوجيا نموذجًا ثلاثي الأبعاد جديدًا مصممًا على الأنسجة للبيئة المكروية للورم الأرومي الدبقي الذي يمكن استخدامه لمعرفة سبب عودة الأورام والعلاجات الأكثر فعالية في استئصالها.
وقد تم وصف النموذج وتطوره في ورقة نشرت بمجلة «npj Precision Oncology»، وذلك حسبما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
ووفق جينيفر مونسون الأستاذة المساعدة بمعهد فرالين لبحوث الطب الحيوي بمركز التدريب التقني مؤلفة الورقة البحثية، فان «هدفنا في نهاية المطاف تطوير نهج طبي شخصي يمكننا من خلاله أخذ ورم المريض وبناء نموذج له في طبق واختبار الأدوية عليه وإخبار الطبيب المعالج الذي سيعمل بشكل أفضل لعلاجه».
ويعد النموذج خطوة مهمة لتحديد علامات وعلاجات جديدة للسرطان؛ فقد حدد البحث باستخدام النموذج الجديد بالفعل مقياسًا جديدًا لفهم ورم المريض، بما في ذلك قدرة الخلايا السرطانية على تجديد وتمييز نفسها؛ وهو مؤشر على كيفية استجابة السرطان للعلاجات الدوائية.
وحسب المعهد الوطني للسرطان، يتم تشخيص حوالى 15000 شخص سنويًا بالورم الأرومي الدبقي.
وبدأت مونسون مهندسة الأنسجة الأستاذ المشارك بقسم الهندسة الطبية الحيوية والميكانيكا بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا أحد المديرين المشاركين فيVirginia Tech» Cancer Research Alliance»، في تطوير النماذج عام 2014.
وبينما توجد نماذج هندسية أخرى، فان هذا النموذج يمثل أنواع الخلايا غير الخلايا السرطانية، إلى جانب المساحة المتاحة للورم للنمو والانتشار، وجوانب أخرى من البيئة الدقيقة الفعلية للورم.
نماذج مونسون، التي عادة ما تكون بحجم ممحاة القلم الرصاص، تعيد إنشاء تلك البيئة بدقة أكبر للدراسة، بما في ذلك الخلايا الفريدة للجهاز العصبي المركزي مثل الخلايا النجمية والدبقية، وبنسب تستند إلى تلك الموجودة في المرضى.
ويأخذ النموذج أيضًا في الاعتبار حركة السائل بين الخلايا وحولها في الأنسجة (المعروفة باسم تدفق السائل الخلالي المعروف بتزايد الأورام وتسريع انتشار السرطان). إذ يسمح تدفق السوائل في النموذج أيضًا باختبار سهل للعلاجات الدوائية.
وتعتبر البيئة المكروية ضرورية لفهم سبب صعوبة علاج الورم الأرومي الدبقي. فعلى الرغم من إمكانية إزالة الورم، تميل الخلايا السرطانية إلى غزو الأنسجة المحيطة حيث تصبح أكثر ضررًا أو مقاومة للعلاجات، ما يسمح للسرطان بالعودة.
وتوضح مونسون «أردنا تقليد تلك البيئة بأكبر قدر ممكن لأن هذا هو ما ستعالجه لاحقًا بالعقاقير أو تقوم بأي نوع من متابعة العلاج». مستخدمة وفريقها نماذج لاختبار تأثير العلاجات المختلفة، وتحليل كيفية غزو الخلايا السرطانية للأنسجة، وكيفية تكاثرها وقدرتها على تجديد نفسها، وعدد الخلايا التي تموت. ووجدوا أن النتائج تباينت على نطاق واسع، ما يسلط الضوء على أهمية نهج الطب الشخصي للورم الأرومي الدبقي والقدرة على إعادة تكوين البيئة الدقيقة للورم لدى المريض.
وتأتي أهمية النموذج في أنه يمكن أن يساعدنا في الإجابة على أسئلة مثل، هل يمكننا توقع الاستجابة العلاجية؟ وفق مونسون، التي تستدرك متسائلة «هل يمكننا أن نرى كيف تساهم هذه الأنواع المختلفة من الخلايا في سلوك الخلايا السرطانية، أو هل يمكننا أن نفهم بشكل أفضل هذه البيئة المكروية التي تسمح للأطباء بعلاج المرضى الذين لديهم عادة فرصة ضعيفة للبقاء على قيد الحياة بشكل أكثر فعالية؟».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».