ترحيب دولي بـ«انفراج في أزمة الغذاء»… وتركيا تنتقد «مساعي الغرب لإضعاف روسيا»

أوكرانيا تستأنف صادرات الحبوب للمرة الأولى منذ الحرب

أول شحنة حبوب أوكرانية تغادر ميناء أوديسا (رويترز)
أول شحنة حبوب أوكرانية تغادر ميناء أوديسا (رويترز)
TT

ترحيب دولي بـ«انفراج في أزمة الغذاء»… وتركيا تنتقد «مساعي الغرب لإضعاف روسيا»

أول شحنة حبوب أوكرانية تغادر ميناء أوديسا (رويترز)
أول شحنة حبوب أوكرانية تغادر ميناء أوديسا (رويترز)

استأنفت أوكرانيا، اليوم الاثنين، صادرات الحبوب للمرة الأولى منذ بداية الغزو الروسي قبل 6 أشهر، مع إبحار أول سفينة من ميناء أوديسا بموجب اتفاق دولي سيسمح بالتخفيف من وطأة الأزمة الغذائية العالمية. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ«بحرارة» بمغادرة أول سفينة، معرباً عن أمله في أن يحقق استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية «الاستقرار والمساعدة الضروريين للأمن الغذائي العالمي». كذلك؛ أشار وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، إلى «يوم انفراج بالنسبة إلى العالم، خصوصاً بالنسبة إلى أصدقائنا في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا». وأوضح أن السفن الـ16 الأخرى المحملة بالحبوب «تنتظر دورها» لمغادرة أوديسا، في جنوب أوكرانيا.
ورحب الكرملين أيضاً بإبحار أول سفينة، وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافيين: «بالنسبة إلى مغادرة أول سفينة، فهذا إيجابي جداً. فرصة جيدة لاختبار فاعلية الآليات التي تم الاتفاق عليها خلال المحادثات في إسطنبول». أما الاتحاد الأوروبي فدعا إلى «التنفيذ الكامل» للاتفاق الذي تم التوصل إليه في إسطنبول لاستئناف الصادرات الأوكرانية، حسبما أعلن المتحدث باسم وزير خارجيته جوزيب بوريل.
وقال الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو: «هذه خطوة أولى مهمة للغاية ومرحب بها، ونتطلع إلى التنفيذ الكامل للاتفاقية واستئناف الصادرات الأوكرانية للعملاء المتأثرين بأزمة الغذاء في جميع أنحاء العالم»، بسبب حصار روسيا الموانئ الأوكرانية. وشكر الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ تركيا لـ«دورها المحوري» في إتمام الاتفاق، ودعا بدوره إلى تطبيق كامل للاتفاق. ويسمح الاتفاق الموقع في إسطنبول يوم 22 يوليو (تموز) الماضي بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، باستئناف الصادرات الأوكرانية تحت إشراف دولي. ووقعت اتفاقية مماثلة تضمن لموسكو تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة، رغم العقوبات الغربية.
ويتوقع أن تساعد هاتان الاتفاقيتان في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي ساهم فيها ارتفاع الأسعار في بعض أفقر دول العالم في ظل إغلاق الموانئ الأوكرانية بسبب الصراع مع روسيا.
وأكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن خروج سفن الحبوب من موانئ أوكرانيا سيتوالى وفق الآلية ذاتها التي اتبعت في خروج الشحنة الأولى من ميناء أوديسا، الاثنين، وأشار إلى انتظار سفن تحمل مواد غذائية وكيميائية في موانئ روسيا ستكون بلاده ممتنة حال قدمت مساهمة في خروجها. وقال أكار إن السفينة التي انطلقت من ميناء أوديسا حاملة نحو 26 ألف طن من الذرة ستصل إسطنبول، الثلاثاء، وستخضع للتفتيش من قبل فريق مشترك يضم أعضاء من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، قبل توجهها إلى لبنان.
وأعلنت أنقرة وكييف مغادرة أول شحنة حبوب أوكرانية ميناء أوديسا، على متن سفينة تدعى «روزاني». وقالت وزارة الدفاع التركية إن السفينة تحمل علم سيراليون وتحمل نحو 26 ألف طن من الذرة. وبحسب «المركز المشترك لتنسيق إخراج الحبوب من أوكرانيا»، في إسطنبول، ستتوجه السفينة إلى ميناء طرابلس في لبنان بعد خضوعها للفحص والتفتيش في تركيا. وهو إجراء سيطبق على جميع السفن المارة من مضيقي البسفور والدردنيل في تركيا، ذهاباً وإياباً، للتأكد من عدم حمل أسلحة أو معدات عسكرية لأوكرانيا. وأشار «المركز» إلى أن مزيداً من السفن سينطلق تباعاً. واعتبر أكار، في مقابلة مع وكالة «الأناضول» الرسمية التركية الاثنين، أن مسألة تحريك السفن من الموانئ الأوكرانية مسألة إنسانية وذات أهمية كبيرة، لافتا إلى أن روسيا وأوكرانيا تنتجان ثلث احتياجات العالم من الحبوب، وأن هناك كميات كبيرة من الحبوب تنتظر الخروج من الموانئ الأوكرانية، تبلغ أكثر من 25 مليون طن، وأن الاتفاقية الرباعية التي تم التوصل إليها بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة ووقعت في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) الماضي، بعد مشاورات طويلة ومكثفة، كانت الحل الأمثل لتحريك سفن الشحن. وأشار إلى وجود مواد غذائية وكيميائية تنتظر الشحن من موانئ روسيا، مضيفاً: «سنكون سعداء إذا قدمنا مساهمة بهذا الصدد».
وحذر أكار من أن أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يمكن أن تؤثر في حركة الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا وتركيا. وعن اتفاقية الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية، الموقعة بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، أكد أكار أنها ستتجدد تلقائياً بعد 120 يوماً في حال عدم اعتراض أي من الجهتين المعنيتين بها (روسيا وأوكرانيا).
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بمغادرة أول سفينة حبوب من ميناء أوديسا. وأعرب، في بيان صدر عن الأمم المتحدة، عن أمله في أن تكون هذه الشحنة الأولى من بين العديد من السفن التجارية بموجب الاتفاقية الموقعة في إسطنبول. وأكد أهمية الشحنة، التي قال إنها «ستحقق الاستقرار والمساعدة الضروريين للأمن الغذائي العالمي، خصوصاً في ظل الظروف الإنسانية الهشة جداً».
في سياق متصل، اتهم المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، بعض الدول الغربية بالسعي إلى إضعاف روسيا عسكرياً واقتصادياً، من خلال فرض العقوبات عليها، وجعلها دولة متوسطة القوة. وقال كالين، في مقابلة تلفزيونية، إن «الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا تبعث على القلق للجميع... الطرفان سيخسران في هذا الصراع، والعالم سيتأثر سلباً من استمراره».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

الولايات المتحدة​ زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الجيش الأوكراني: تدمير 15 من 18 صاروخاً أطلقتها القوات الروسية

الجيش الأوكراني: تدمير 15 من 18 صاروخاً أطلقتها القوات الروسية

أعلن الجيش الأوكراني أن فرق الدفاع الجوي دمرت 15 من 18 صاروخا أطلقتها القوات الروسية في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، فيما كثفت موسكو الهجمات على جارتها في الأيام القليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم حريق بخزان وقود في سيفاستوبول بعد هجوم بمسيّرة

حريق بخزان وقود في سيفاستوبول بعد هجوم بمسيّرة

قال حاكم سيفاستوبول الذي عينته روسيا إن النيران اشتعلت اليوم (السبت) في خزان وقود في المدينة الساحلية الواقعة في شبه جزيرة القرم فيما يبدو أنه ناجم عن غارة بطائرة مسيرة، وفقاً لوكالة «رويترز». وكتب الحاكم ميخائيل رازفوجاييف على تطبيق «تيليغرام» للمراسلة، «وفقا للمعلومات الأولية، نتج الحريق عن ضربة بطائرة مسيرة». وتعرضت سيفاستوبول، الواقعة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، لهجمات جوية متكررة منذ بدء غزو روسيا الشامل لجارتها في فبراير (شباط) 2022. واتهم مسؤولون روس كييف بتنفيذ الهجمات. ولم يرد الجيش الأوكراني على الفور على طلب للتعليق اليوم.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم بعد مقتل 25 بقصف روسي... زيلينسكي يطالب بدفاعات جوية أفضل

بعد مقتل 25 بقصف روسي... زيلينسكي يطالب بدفاعات جوية أفضل

طالب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بالحصول على مزيد من الأسلحة للدفاع عن بلاده بعد موجة من الهجمات الصاروخية الروسية التي استهدفت مواقع سكنية، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وقال زيلينسكي في رسالة فيديو مساء أمس (الجمعة) «الدفاع الجوي، قوة جوية حديثة - من دونها يستحيل الدفاع الجوي الفعال - مدفعية ومركبات مدرعة... كل ما هو ضروري لتوفير الأمن لمدننا وقرانا في الداخل وفي الخطوط الأمامية». وأشار زيلينسكي إلى أن الهجوم الذي وقع بمدينة أومان، في الساعات الأولى من صباح أمس، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا، من بينهم أربعة أطفال.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، أن الطيران الروسي شن سلسلة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى «كروز»، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطيات الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».