تصاعد ملحوظ في حدة الصراع بين شركاء الانقلاب الحوثي في صنعاء

صورة تداولها ناشطون بمواقع التواصل للصفحة الأخيرة من أسبوعية الميثاق الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء) وتضم عناوين تهاجم قيادات وناشطين ووسائل إعلام حوثية دفاعاً عن رئيس الحزب
صورة تداولها ناشطون بمواقع التواصل للصفحة الأخيرة من أسبوعية الميثاق الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء) وتضم عناوين تهاجم قيادات وناشطين ووسائل إعلام حوثية دفاعاً عن رئيس الحزب
TT

تصاعد ملحوظ في حدة الصراع بين شركاء الانقلاب الحوثي في صنعاء

صورة تداولها ناشطون بمواقع التواصل للصفحة الأخيرة من أسبوعية الميثاق الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء) وتضم عناوين تهاجم قيادات وناشطين ووسائل إعلام حوثية دفاعاً عن رئيس الحزب
صورة تداولها ناشطون بمواقع التواصل للصفحة الأخيرة من أسبوعية الميثاق الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء) وتضم عناوين تهاجم قيادات وناشطين ووسائل إعلام حوثية دفاعاً عن رئيس الحزب

شهدت الأيام القليلة الماضية تصاعدا ملحوظا في حدة الصراع بين طرفي الانقلاب المتمثل في الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، وقيادة مؤتمر صنعاء الخاضع لها.
في هذا السياق، كشفت مصادر مؤتمرية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن هجمات إعلامية لا يزال يشنها ناشطون ووسائل إعلامية موالية للحوثيين وبإيعاز من قيادات بارزة ضد قيادة الحزب الموالية لها في العاصمة المحتلة صنعاء.
وأكدت المصادر أن هجمات الميليشيات المستمرة تأتي على خلفية اتهامات موجهة لمؤتمر صنعاء بموالاته الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف المساند لها من جهة، وعدم إقالة رئيس الحزب لنجل الرئيس اليمني الراحل أحمد علي عبد الله صالح من منصب نائب رئيس المؤتمر.
وكانت مصادر مطلعة في صنعاء، كشفت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، عن ضغوط وتهديدات حوثية مورست ولا تزال ضد أبو رأس، لفصل أحمد علي من الحزب، رغم أنه منتخب نائبا لرئيس المؤتمر.
وأفصحت المصادر في الحزب عن مساع حثيثة لدى الجماعة لإحداث انقسامات جديدة داخل الحزب بهدف تفكيكه. لافتة إلى إنشاء الجماعة تيارات داخل صفوف مؤتمر صنعاء الخاضع لها بغية تفكيكه وإنهائه.
وكشفت المصادر عن عملية استقطاب حوثية منذ مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أيديها أواخر 2017 لأعضاء وقيادات مؤتمرية وسطى إلى صفوفها ومن ثم توجيهها بشن هجمات إعلامية ضد ما تبقى من قيادة الحزب في صنعاء.
ويؤكد عضو في مؤتمر صنعاء، فضل عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن حملات الميليشيات الحوثية الحالية ضد رئيس وقيادة مؤتمر صنعاء المتحالفة معها ليست بالجديدة.
وأشار إلى مضي الجماعة منذ أعقاب انتفاضة ديسمبر (كانون الأول) التي قادها الرئيس السابق علي عبد الله صالح ضدها في استغلال تلك الأحداث لزيادة نفوذها وسيطرتها على كل مفاصل الدولة، مع إبقائها لموضوع الشراكة الصورية مع الحزب كمجرد ديكور لتوسيع مخططاتها واستكمال تحقيق أهدافها ومشاريعها المستوردة من إيران.
وفي حين شنت صحيفة «الميثاق» الأسبوعية لسان حال مؤتمر صنعاء، في عددها الأخير هجوما شديدا ضد قيادات وناشطين ووسائل إعلام حوثية دفاعا عن أبو رأس. كشفت الناشط في الحزب علي البعداني عن وجود قيادات حوثية بارزة لا يزال لديها مواقف حاقدة على المؤتمر وكل الأحزاب والتنظيمات اليمنية.
وتحدث البعداني عن مخطط انقلابي خبيث لاجتثاث المؤتمر كما حصل من قبل نظرائهم في العراق الذين سنوا قانون اجتثاث حزب البعث دون أي اكتراث للنتائج الكارثية التي تسبب بها ذلك القرار الذي اتخذه ونفذه شيعة العراق، والذي لا تزال تداعياته حتى الآن، حيث لا يزالون عاجزين عن إيجاد دولة قادرة على إعادة خدمة الكهرباء لبلد يعد من أغنى بلدان العالم في احتياطات النفط، بل وكان يصدر الطاقة الكهربائية إلى دول الجوار.
واتهم الناشط المؤتمر، في مقال له، الميليشيات بتسخير ناشطين ووسائل إعلامية موالية لها لغرض مهاجمة قيادة وأعضاء مؤتمر صنعاء، إضافة إلى استخدامها بعض القيادات التي أغرتها بالمال والمناصب بتبني مزيد من حملات الاستهداف.
وأشار إلى أن الانقلابيين استضافوا طيلة أيام ماضية قيادات وأعضاء في مؤتمر صنعاء ووعدتهم بمناصب عليا في الدولة المغتصبة بهدف شن حملات انتقاد واسعة ضد قيادتها.
وكان رئيس مؤتمر صنعاء أبو رأس أصدر قبل فترة قرارا بفصل القيادي علي محمد الزنم من عضوية اللجنة الدائمة الرئيسية ومن جميع تكوينات الحزب عقب ظهوره بتصريحات على وسائل إعلام حوثية هاجم فيها الحزب وقياداته.
وكرد فعل حوثي على فصل «الزنم» هدد قيادي في الجماعة رئيس مؤتمر صنعاء الموالي أبو رأس، بالقتل والسحل، وأنه سيدخل إلى «بطنه». متهما إياه بموالاة الحكومة الشرعية.
وأبدى عبد السلام جحاف، بمقابلة متلفزة بثتها قناة تمولها الجماعة، اعترافه بخسارة أسرته لأكثر من 260 قتيلا على أيدي الجيش الوطني المسنود بغارات طيران التحالف منذ الانقلاب في مختلف الجبهات.
في الصعيد أيضا، كافأت الجماعة القيادي الموالي لها حجاف بتعيينه بأحد المناصب عقب مهاجمته رئيس مؤتمر صنعاء وتهديده بالتصفية الجسدية.
وأصدر رئيس ما يسمى المجلس الانقلابي الأعلى غير الشرعي مهدي المشاط أول من أمس قرارا قضى بتعيين القيادي الحوثي جحاف عضوا بمجلس الشورى غير الشرعي.
وحسبما أكدته تقارير محلية، لا يزال حجاف يتصدر حملات إعلامية حوثية لمهاجمة وتخوين قادة مؤتمر صنعاء الخاضع تحت سلطة وإدارة جماعته. وكان الباحث اليمني المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، الدكتور علي الذهب، اتهم قبل أيام الانقلابيين الحوثيين باستباق التسوية السياسية المرتقبة في اليمن، بحملة شعواء لسرقة حزب المؤتمر.
وأضاف الذهب، خلال تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، أن الحوثيين يستبقون التسوية السياسية بمحاولة سرقة حزب المؤتمر واختراق قيادته العليا بعناصر سلالية كهنوتية.
وأكد أن الحملة التي تنفذها الجماعة، ضد حزب المؤتمر تفسر شعورهم العميق بأنهم مجرد عصابة لا مكان لها بين الأحزاب والتنافس السياسي الديمقراطي في اليمن.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».