«احتضار الفرس»... السوداوية الواقعية في الجحيم السوري

عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر»، صدرت رواية «احتضار الفرس» للروائي السوري خليل صويلح. وهي رواية، كما كتب الناشر، «تقع ما بين بين؛ ما بين الموت والحياة، ما بين الواقع والحلم، ما بين أمس واليوم، ما بين العمران والخراب، ما بين شواهد القبور وقبور الشواهد، ما بين اليتم والحنين، ما بين جنازة الأم وجنازة الأمة، ما بين عزلة الـ(كوفيد) وعزلة الحرب... في مشاهد احتضارية لفرسٍ تحتضر بفعل مهندسي الجحيم.
الرواية سوداوية؛ ليست تلك السوداوية الكافكاوية؛ بل السوداوية الواقعية في الجحيم السوري الذي تخطى الخيال بمراحل، مبنية على لسان راوٍ واحد؛ راوٍ هش وهامشي يراقب الأحداث التي دمرته ودمرت بلاده من دون أن يشارك في ألعاب الحرب التي أفرزت أصناف كائنات جديدة وعاشت في إمبراطوريات مستحدثة من الملح، تذوب كل يوم لتأتي شبيهاتها مكانها.
وفي لعبته الروائية لم يكتف صويلح بالاحتضار؛ بل تعداه للاستحضار، فاستحضر كتاباً وشعراء من الوطن وعبر الحدود، حاور بعضهم واستنطق بعضهم، واقتبس نصوص بعضهم الآخر، فتراه يستحضر خوان رولفو من المكسيك ويرافقه في رحلة الباص إلى قريته، يجري حواراً مع أبي العلاء، مشيراً إلى قطع رأس تمثاله، يحلل جدارية محمود درويش، ويتناقش مع جورج أورويل ويرافق إحدى شخصياته الروائية، ويستعرض حيوات أخرى كحياة الشاعرة دعد حداد.
غاب نيتشه عن النص، لكن العود الأبدي حضر بقوة في استعادة الخطابات الكثيرة للانقلابات العسكرية المتتالية التي عصفت بسوريا والتي تتشابه كلماتها بل نتائجها!
نصٌ رفيع؛ مؤذٍ ومؤلم، صور (هشاشة الكائن الهامشيٍ في احتضاره واحتضار بلده)».