سقوط صومعتين من إهراءات القمح المدمرة في مرفأ بيروت

إهراءات مرفأ بيروت بعد سقوط صومعتين اليوم (أ.ف.ب)
إهراءات مرفأ بيروت بعد سقوط صومعتين اليوم (أ.ف.ب)
TT

سقوط صومعتين من إهراءات القمح المدمرة في مرفأ بيروت

إهراءات مرفأ بيروت بعد سقوط صومعتين اليوم (أ.ف.ب)
إهراءات مرفأ بيروت بعد سقوط صومعتين اليوم (أ.ف.ب)

سقط جزء متصدع من إهراءات مرفأ بيروت، اليوم (الأحد)، بعد تكرر اندلاع النيران فيه، قبل أيام من إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للانفجار المروع، وفق مراسلين لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفور انهيار الجزء المتصدع، غطى غبار كثيف أجواء مرفأ بيروت. ونقلت وسائل إعلام محلية أن صومعتين سقطتا حتى الآن.
https://twitter.com/HusseinAlshiekh/status/1553747678550425600?s=20&t=a0tTYnNPgblwp6EbMt6yGQ
ويأتي ذلك بعد أسبوعين من اندلاع حريق في القسم الشمالي من الإهراءات نتج، وفق السلطات وخبراء، عن تخمر مخزون الحبوب مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة.
وحذرت السلطات اللبنانية قبل أيام من أن الجزء الشمالي المتصدّع جراء الانفجار معرّض لـ«خطر السقوط». وتحولت الإهراءات رمزاً لانفجار مرفأ بيروت، الذي تسبب في الرابع من أغسطس (آب) 2020 بمقتل أكثر من مائتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح.
وقد امتصت الإهراءات، البالغ ارتفاعها 48 متراً وكانت تتسع لـ120 ألف طن من الحبوب، القسم الأكبر من عصف الانفجار المدمّر لتحمي بذلك الشطر الغربي من العاصمة من دمار مماثل لما لحق بشطرها الشرقي، وفق خبراء.
وبحسب وزارة البيئة، لا تزال الصوامع الجنوبية ثابتة من دون رصد أي حركة تهدد سلامتها.
وتحتوي بعض الصوامع على قرابة ثلاثة آلاف طن من القمح والحبوب، تعذّر تفريغها جراء خطورة العمل قربها، خشية من أن يسرّع ذلك «تحريك بنية الصوامع المتصدعة أصلاً وانهيار أجزاء كبيرة منها»، وفق السلطات.
وأصدرت وزارتا البيئة والصحة العامة توجيهات وقائية بداية الأسبوع حول انبعاث الغبار المكون من مخلفات البناء وبعض الفطريات من الحبوب المتعفنة في حال سقوط الصوامع الشمالية.
وتضمنت التوجيهات وجوب إخلاء المرفأ فوراً ووضع كمامات عالية الفعالية، وإغلاق الأبواب والنوافذ في المنطقة المحيطة بالمرفأ لمدة 24 ساعة مع ارتداء الكمامات في الخارج.
واتخذت الحكومة في أبريل (نيسان) قراراً بهدم الإهراءات خشية على السلامة العامة، لكنها علّقت تطبيقه بعد اعتراضات قدّمتها مجموعات مدنية ولجنة أهالي ضحايا انفجار المرفأ التي تطالب بتحويل الإهراءات معلماً شاهداً على الانفجار.
ونتج الانفجار، وفق السلطات، من تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقاية، إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيّن لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكناً.
ولم تحرز التحقيقات القضائية المعلّقة منذ أشهر أي تقدم، في ضوء تدخلات سياسية ودعاوى ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار يرفعها تباعاً عدد من المدعى عليهم بينهم نواب حاليون ووزراء سابقون.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«القسام» تستهدف غرف قيادة للجيش الإسرائيلي جنوب غزة

الدخان يتصاعد أثناء القصف الإسرائيلي على غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد أثناء القصف الإسرائيلي على غزة (أ.ف.ب)
TT

«القسام» تستهدف غرف قيادة للجيش الإسرائيلي جنوب غزة

الدخان يتصاعد أثناء القصف الإسرائيلي على غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد أثناء القصف الإسرائيلي على غزة (أ.ف.ب)

أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» اليوم (الخميس)، استهداف غرف قيادة إسرائيلية في المحور الجنوبي لمدينة غزة.

وقالت «القسام»، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا» عبر منصة «إكس»: «استهدفنا غرف قيادة جيش الاحتلال في المحور الجنوبي لمدينة غزة بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114ملم».

بدورها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة «الجهاد» خوض «مجاهديها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور التقدم حي الشجاعية»، مشيرة إلى استهدافهم ثلاث آليات عسكرية بقذائف «التاندوم» وعبوات «العمل الفدائي».

وكانت «كتائب القسام» أفادت أمس (الأربعاء)، بأن «عناصرها خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في جميع محاور التوغل في قطاع غزة، وأحصينا تدمير 23 آليةً عسكريةً كلياً أو جزئياً فقط في محاور القتال بمدينة خان يونس وبيت لاهيا».

وأشارت إلى أن «قناصة القسام أوقعوا ستة جنود بين قتيل وجريح، ونسفوا منزلاً تحصنت به قوة خاصة بعبوة برميلية، كما استهدفوا قوة أخرى تحصنت في أحد المنازل بالقذائف المضادة للأفراد، ودكوا الحشود العسكرية بمنظومة رجوم قصيرة المدى وقذائف الهاون، ووجهوا رشقات صاروخية مكثفة نحو أهداف متنوعة».


«العفو الدولية»: يجب التحقيق بهجوم إسرائيلي على صحافيين بجنوب لبنان بوصفه «جريمة حرب»

لقطة شاشة مأخوذة من فيديو «سيلفي» بالهاتف المحمول لصحافي «رويترز» عصام عبد الله في موقع بالقرب من قرية علما الشعب في لبنان (رويترز)
لقطة شاشة مأخوذة من فيديو «سيلفي» بالهاتف المحمول لصحافي «رويترز» عصام عبد الله في موقع بالقرب من قرية علما الشعب في لبنان (رويترز)
TT

«العفو الدولية»: يجب التحقيق بهجوم إسرائيلي على صحافيين بجنوب لبنان بوصفه «جريمة حرب»

لقطة شاشة مأخوذة من فيديو «سيلفي» بالهاتف المحمول لصحافي «رويترز» عصام عبد الله في موقع بالقرب من قرية علما الشعب في لبنان (رويترز)
لقطة شاشة مأخوذة من فيديو «سيلفي» بالهاتف المحمول لصحافي «رويترز» عصام عبد الله في موقع بالقرب من قرية علما الشعب في لبنان (رويترز)

أعلنت منظمة العفو الدولية اليوم (الخميس)، أن الضربات الإسرائيلية التي قتلت الصحافي في «رويترز» عصام العبد الله وأصابت ستة آخرين في جنوب لبنان في 13 أكتوبر (تشرين الأول) كانت على الأرجح هجوماً مباشراً على مدنيين ويجب التحقيق فيه بوصفه «جريمة حرب».

وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان منفصل أن الضربتين الإسرائيليتين كانتا «هجوماً متعمداً على ما يبدو على مدنيين وبالتالي تشكل جريمة حرب».

وخلص تحقيق أجرته «رويترز» ونشر اليوم إلى أن طاقم دبابة إسرائيلية قتل العبد الله، وأصاب ستة صحافيين آخرين بإطلاق قذيفتين في تتابع سريع من إسرائيل، بينما كان الصحافيون يصورون قصفاً عبر الحدود من مسافة بعيدة.


معارك عنيفة بين إسرائيل و«حماس» في خان يونس وأنحاء القطاع

دخان يتصاعد أثناء القصف الإسرائيلي على غزة صباح اليوم (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد أثناء القصف الإسرائيلي على غزة صباح اليوم (أ.ف.ب)
TT

معارك عنيفة بين إسرائيل و«حماس» في خان يونس وأنحاء القطاع

دخان يتصاعد أثناء القصف الإسرائيلي على غزة صباح اليوم (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد أثناء القصف الإسرائيلي على غزة صباح اليوم (أ.ف.ب)

تتواصل معارك عنيفة اليوم الخميس في قطاع غزة بين «حماس» والجيش الإسرائيلي الذي سيطر على مدينة خان يونس حيث يطارد زعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار المتهم بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على الدولة العبرية.

ومع اشتداد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية المتزايد، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء من «انهيار كامل وشيك للنظام العام» في قطاع غزة، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني، مما أثار تنديداً من إسرائيل، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن خلال الليل أنّ الدولة العبرية ستسمح بزيادة «بالحدّ الأدنى» لإمدادات الوقود إلى جنوب غزة بما يكفي «لتجنّب انهيار إنساني» وتفشي أوبئة في القطاع.

وبموازاة حملة القصف المدمر التي باشرتها رداً على هجوم «حماس» غير المسبوق، تشن إسرائيل منذ 27 أكتوبر هجوماً برياً في شمال غزة، وسعت نطاقه إلى مجمل القطاع الصغير المحاصر تماماً والمكتظ بالسكان، مما يدفع المدنيين إلى النزوح إلى دائرة تضيق بشكل متزايد في رفح على الحدود مع مصر.

وفي خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة، وصل الجنود بالمدرعات والجرافات إلى وسط المدينة، بحسب ما أفاد شهود.

وأكد الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء «خرق الخطوط الدفاعية» لحماس و«تصفية عدد من الإرهابيين» وتدمير نحو «ثلاثين مدخل نفق».

وتواصل تصاعد أعمدة دخان أسود كثيف وألسنة نيران فوق غزة مساء الأربعاء بعد يوم شهد إطلاق صواريخ من رفح على إسرائيل.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أن القوات الإسرائيلية «تحاصر منزل السنوار» في خان يونس.

من جهته، قال المتحدث العسكري دانيال هغاري إن «السنوار يختبئ تحت الأرض»، في إشارة إلى شبكة أنفاق حركة «حماس».

والسنوار (61 عاماً) الذي قضى 23 عاماً في السجون الإسرائيلية، متّهم بالوقوف خلف هجوم «حماس» المباغت الذي يعدُّ الأسوأ ضد المدنيين في تاريخ إسرائيل.

وقتل في إسرائيل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من هجوم «حماس»، وفق السلطات الإسرائيلية. وقتل 83 جندياً في المعارك في قطاع غزة.

ومن الجانب الفلسطيني، قتل 16 ألف و248 شخصاً منذ بدء الحرب، أكثر من 70 في المائة منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة «حماس».

وتفيد إسرائيل أن 138 رهينة اقتيدوا إلى قطاع غزة في يوم الهجوم لا يزالون محتجزين بعد الإفراج خلال الهدنة عن 105 رهائن من بينهم 80 إسرائيلياً أفرج عنهم مقابل إطلاق الدولة العبرية سراح 240 معتقلاً فلسطينياً من سجونها.

وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين الأربعاء في المعارك في قطاع غزة، بحسب الجيش.

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى أنه اكتشف في شمال القطاع «أحد أكبر مستودعات الأسلحة» في كل غزة، مشيراً إلى أنه يقع «بين المدنيين» قرب عيادة ومدرسة، معتبراً ذلك «دليلاً آخر على استخدام حماس سكان قطاع غزة دروعاً بشرية».

كما أعلن أنه قتل حتى الآن «نصف قادة حماس».

من جهتها، أكدت الحركة عبر تطبيق «تلغرام» أن كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لـ«حماس»، تخوض «اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في جميع محاور التوغل في قطاع غزة».

وقال حسن القاضي، الذي نزح من خان يونس إلى رفح، متحدثاً لوكالة الصحافة الفرنسية «المدينة برمتها تتعرض للتدمير والقصف المتواصل، يصل الكثيرون من الشمال في ظروف كارثية، بلا ملجأ، يبحثون عن أطفالهم».

وفي ظل تزايد حصيلة القتلى ونقص المواد الغذائية ونزوح الآلاف، استخدم غوتيريش للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017 إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر»، في وقت أفاد دبلوماسيون أن مجلس الأمن سيجتمع الجمعة للنظر في هذه الدعوة.

وكتب الأمين العام «مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلاً (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة».

ورد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عبر منصّة «إكس»، معتبراً أنّ «ولاية غوتيريش تمثّل تهديداً للسلام العالمي. إنّ مطالبته بتفعيل المادة 99 (من ميثاق الأمم المتحدة) والدعوة لوقف إطلاق النار في غزة يشكّلان دعماً لمنظمة حماس (الإرهابية)»، حسب قوله.

كذلك دعا قادة دول مجموعة السبع خلال اجتماع عبر الفيديو الأربعاء إلى تحرك عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، معلنين تأييدهم لهدنات جديدة ومكررين دعمهم قيام دولة فلسطينية.

كما دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى جانب ممثلين لنحو خمسين دولة ومنظمة دولية الأربعاء إلى احترام القانون الدولي في غزة، وإلى «هدنة إنسانية جديدة فورية ودائمة... تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار»، خلال اجتماع متابعة عبر الفيديو للمؤتمر الإنساني الدولي من أجل المدنيين في قطاع غزة الذي نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 9 نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال مكتب نتنياهو في منشور على منصّة «إكس» إنّ الحكومة الأمنية المصغّرة وافقت مساء الأربعاء على إدخال «حدّ أدنى من الوقود (الضروري لمنع حصول انهيار إنساني وتفشّي الأوبئة) إلى جنوب قطاع غزة»، موضحاً أن هذه «الكميّة الدنيا سيتمّ تحديدها بشكل دوري من قبل مجلس الحرب» الإسرائيلي، الذي يدير المعركة ضدّ «حماس»، وذلك تبعاً لتطوّرات الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني.

وصدر هذا الإعلان بعد يومين على دعوة الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، إلى السماح بدخول كميات أكبر من الوقود إلى غزة.

وتفيد الأمم المتحدة أن 1.9 مليون شخص أي 85 في المائة من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب في قطاع غزة حيث تعرّض أكثر من نصف المساكن للدمار أو لأضرار.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) إن مدينة رفح باتت المنطقة الوحيدة في قطاع غزة التي توزّع فيها المساعدات الإنسانية بكميات محدودة، فيما لم تعد تصل بشكل شبه كامل تقريباً إلى خان يونس، والوصول إلى المناطق الواقعة شمالاً غير ممكن.

ويلقي الجيش الإسرائيلي يومياً على خان يونس منشورات تحذّر من قصف وشيك وتطلب من السكان مغادرة مناطق سكنهم. إلا أن الأمم المتحدة التي قدّرت أن 28 في المائة من أراضي قطاع غزة مشمولة بهذه الأوامر، ترى أنه «من المستحيل» إقامة مناطق آمنة لاستقبال المدنيين كما حددتها إسرائيل.

وأقام فلسطينيون فروا من خان يونس على مسافة أقل من عشرة كيلومترات مخيماً بواسطة شوادر وأغطية بلاستيكية وألواح خشب، فيما يهيم بعض النازحين حاملين صفائح بحثاً عن بعض الماء.

قال غسان بكر لوكالة الصحافة الفرنسية: «وصلنا إلى هنا من دون ملجأ، قضينا الليل تحت المطر، لا نملك طعاماً ولا خبزاً ولا طحيناً».

وقالت أمل مهدي، التي نجت من غارة: «إننا منهارون، نحن بحاجة إلى من يدعمنا، إلى من يجد حلاً يخرجنا من هذا الوضع».


مقتل العشرات في قصف إسرائيلي على حي الصبرة بغزة

دخان يتصاعد إثر غارات الجيش الإسرائيلي على غزة (رويترز)
دخان يتصاعد إثر غارات الجيش الإسرائيلي على غزة (رويترز)
TT

مقتل العشرات في قصف إسرائيلي على حي الصبرة بغزة

دخان يتصاعد إثر غارات الجيش الإسرائيلي على غزة (رويترز)
دخان يتصاعد إثر غارات الجيش الإسرائيلي على غزة (رويترز)

أفادت وكالة «شهاب» الفلسطينية، اليوم (الخميس)، بأن عشرات الأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي الصبرة بمدينة غزة، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وأشارت الوكالة إلى أن القصف الإسرائيلي أسفر أيضاً عن إصابة آخرين، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قصفاً إسرائيلياً على منازل في خان يونس بجنوب قطاع غزة أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.


إحصاء القتلى أصبح عسيراً في حرب غزة... كيف تجمع الحصيلة وهل الأرقام دقيقة؟

فلسطينيون يصلون على جثث القتلى في القصف الإسرائيلي الذين تم إحضارهم من مستشفى الشفاء قبل دفنهم في مقبرة جماعية في بلدة خان يونس، جنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يصلون على جثث القتلى في القصف الإسرائيلي الذين تم إحضارهم من مستشفى الشفاء قبل دفنهم في مقبرة جماعية في بلدة خان يونس، جنوب قطاع غزة (أ.ب)
TT

إحصاء القتلى أصبح عسيراً في حرب غزة... كيف تجمع الحصيلة وهل الأرقام دقيقة؟

فلسطينيون يصلون على جثث القتلى في القصف الإسرائيلي الذين تم إحضارهم من مستشفى الشفاء قبل دفنهم في مقبرة جماعية في بلدة خان يونس، جنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يصلون على جثث القتلى في القصف الإسرائيلي الذين تم إحضارهم من مستشفى الشفاء قبل دفنهم في مقبرة جماعية في بلدة خان يونس، جنوب قطاع غزة (أ.ب)

شنَّت القوات الإسرائيلية حملة جوية وبرية على قطاع غزة بعد هجوم الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل. وتشير أرقام وزارة الصحة في غزة إلى أن الهجوم الإسرائيلي أودى بحياة 16015 فلسطينياً على الأقل، فيما تقدر الإحصاءات الإسرائيلية أن 1200 شخص لاقوا حتفهم في هجوم «حماس» داخل إسرائيل.

وتحذر وكالات إغاثة من أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم كل ساعة مع تشرد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ومحاصرتهم في جيب ساحلي ضيق مع القليل من الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى الآمن.

ويتزايد القلق من احتمال عجز السلطات الصحية في غزة عن مواصلة الإحصاء الدقيق للقتلى مع تدمير البنية التحتية الأساسية وتكرار تعطل خدمات الهاتف والإنترنت ومقتل أو اختفاء عدد من القائمين على هذه العملية.

كيف جُمعت الحصيلة حتى الآن؟

في الأسابيع الستة الأولى من الحرب، أرسلت مشارح المستشفيات في أنحاء غزة الأرقام إلى مركز الإحصاء الرئيسي التابع لوزارة الصحة التي تديرها «حماس» في مستشفى الشفاء. واستخدم المسؤولون برنامج «إكسل» في تسجيل أسماء القتلى وأعمارهم وأرقام بطاقات هوياتهم ونقلوا ذلك إلى وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، بحسب تقرير أعدته «رويترز».

لكن عمر حسين علي، مدير مركز عمليات الطوارئ التابع للوزارة في رام الله، قال إن من بين المسؤولين الأربعة الذين يديرون مركز بيانات الشفاء، توفي أحدهم في غارة جوية أصابت المستشفى بينما لا يُعرف مصير الثلاثة الآخرين حين استولت القوات الإسرائيلية على المبنى بحجة أنه مخبأ لـ«حماس».

وأوضح هاميت داردوغان، مؤسس ومدير مشروع ضحايا حرب العراق الذي أنشئ أثناء الغزو والاحتلال الأميركي للعراق أن «ذاك النوع من تسجيل الضحايا المطلوب لفهم ما يجري أصبح أكثر صعوبة. فالبنية التحتية للمعلومات والأنظمة الصحية تتعرض لتدمير ممنهج».

ومع انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعاً واحداً في الأول من ديسمبر (كانون الأول)، أصبح تحديث الحصيلة الذي كان يصدر يومياً بشكل عام غير منتظم. وجاءت أحدث إضافة لبيانات وزارة الصحة في غزة يوم الاثنين عبر المتحدث باسمها أشرف القدرة ليرفع عدد القتلى إلى 15899.

ولم يعقد القدرة مؤتمره الصحافي المعتاد يوم الثلاثاء. ولم يصدر أي بيان لنحو 48 ساعة حتى وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء عندما بعث برسالة عبر تطبيق «واتساب» للصحافيين لم تتضمن تقريراً يومياً عن الضحايا من القتلى والمصابين، لكنه قال إن مستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة مكتظ بالمصابين والقتلى، وإن المصابين ينزفون حتى الموت، وفقاً لـ«رويترز».

ولم يصدر سوى تقريرين جزئيين من الوزارة حدثا عدد القتلى، بناء على عدد الجثث التي وصلت مستشفيين، بواقع 43 جثة يوم الثلاثاء، و73 جثة أمس الأربعاء.

وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة يوم الثلاثاء إن الخدمات الصحية في غزة في حالة يرثى لها، بعد قتل القوات الإسرائيلية لأكثر من 250 موظفاً واعتقالها 30 على الأقل.

هل أرقام الضحايا المعلنة شاملة؟

جواب الخبراء لـ«رويترز» على هذا السؤال كان بالنفي. وقال متحدث باسم وكالة لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة: «يشير رصدنا إلى أن الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة قد تكون أقل من الواقع لأنها لا تشمل القتلى الذين لم يصلوا إلى المستشفيات أو من يُحتمل وجودهم تحت الأنقاض».

بدوره، أشار ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي لمختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة في جامعة ييل، الذي عمل في إحصاء قتلى الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية أكثر من 20 عاماً إلى أنه «افتراض منطقي أن الأعداد المسجلة أقل من الواقع، ومنخفضة».

وجاء في تقرير للسلطة الفلسطينية صادر في 26 أكتوبر أن ألف جثة على الأقل لا يمكن انتشالها أو نقلها إلى المشارح، نقلاً عن عائلات أجرى موظفو السلطة الفلسطينية مقابلات معها، وهو مثال واضح لتأثير الحرب «على جمع البيانات والإبلاغ عنها»، حسبما جاء في تقرير لمجلة «لانسيت».

وقالت الوزيرة مي الكيلة يوم الثلاثاء إن عدد الجثث التي يخشى أنها مطمورة تحت الأنقاض يصل الآن إلى الآلاف، وإن الدمار لحق بجزء كبير من معدات الحفر التابعة لقوات الدفاع المدني في غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية.

ما مدى مصداقية أرقام الخسائر البشرية حتى الآن؟

حسبما أوضح خبراء في الصحة العامة لـ«رويترز»، فإن غزة قبل الحرب كانت تتمتع بإحصاءات سكانية جيدة، من إحصاء عام 2017 وعمليات مسح أحدث للأمم المتحدة وأنظمة معلومات صحية سلسة وأفضل من معظم دول الشرق الأوسط.

أشخاص يصلون بجوار جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في قصف إسرائيلي على المنازل (رويترز)

وأكدت أونا كامبل، الأستاذة في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، أن السلطات الصحية الفلسطينية تتمتع بمصداقية راسخة في أساليبها للحفاظ على الإحصاءات الأساسية وتتبع الوفيات بشكل عام، وليس فقط في أوقات الحرب. وتعتمد عليها وكالات الأمم المتحدة.

وقال ريموند: «قدرات جمع البيانات الفلسطينية احترافية وكثيرون من موظفي الوزارة تدربوا في الولايات المتحدة. وهم يعملون بجد لضمان الدقة الإحصائية».

في 26 أكتوبر، نشرت وزارة الصحة الفلسطينية تقريراً مؤلفاً من 212 صفحة تضمن أسماء وأعمار وأرقام هويات 7028 فلسطينياً سجلتهم كقتلى جرَّاء ضربات جوية إسرائيلية، بعد أن شكك الرئيس الأميركي جو بايدن في أعداد القتلى.

وحللت كامبل وأكاديميان آخران البيانات الواردة في تقرير مجلة «لانسيت» الطبية في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) وخلصوا إلى أنه ليس هناك سبب واضح للشك في صحتها. وكتب الباحثون: «نرى أنه من غير المعقول أن هذه الأنماط (لمعدلات الوفيات) مستقاة من بيانات ملفقة».

ولم تصدر وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية تقريراً مفصلاً مماثلاً منذئذٍ في تجلٍ لضعف الاتصالات مع غزة.

ماذا تقول إسرائيل؟

بحسب «رويترز»، قال مسؤول إسرائيلي كبير للصحافيين يوم الاثنين إن نحو ثلث القتلى في غزة حتى الآن ممن وصفهم بالمقاتلين الأعداء، مقدراً عددهم بأقل من عشرة آلاف لكن أكثر من خمسة آلاف دون أن يقدم تفاصيل عن مسوغات لتقديره هذا. وقال المسؤول إن العدد الإجمالي للقتلى الذي أعلنته السلطات الفلسطينية الذي بلغ حتى يوم الاثنين نحو 15 ألف قتيل دون تقسيم بين مدني ومقاتل، صحيح «بشكل أو بآخر».

وتقول جماعات لحقوق الإنسان وباحثون إن ارتفاع عدد القتلى المدنيين ناجم عن استخدام أسلحة ثقيلة تتضمن ما يسمى بالقنابل «الخارقة للتحصينات»، التي تستهدف تدمير شبكة أنفاق «حماس» الاستراتيجية والضربات الجوية لمناطق سكنية تقول إسرائيل إن «حماس» تخبئ فيها قواعد لمقاتليها ومنصات إطلاق صواريخ وأسلحة داخل المباني السكنية والمستشفيات وأسفلها.

ما نسبة الأطفال بين القتلى؟

تعرف الأمم المتحدة والقانون الإسرائيلي والفلسطيني، الطفل بأنه الشخص الذي يقل عمره عن 18 عاماً، على الرغم من أن بعض مقاتلي «حماس» يُعتقد بأنهم في هذه الفئة العمرية.

وقالت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء إن نحو 70 في المائة من القتلى في غزة من النساء والأطفال دون 18 عاماً، لكنها لم تنشر أي تقسيم للفئات العمرية منذ تقريرها الصادر في 26 أكتوبر.

وجاء في تقرير مجلة «لانسيت» الطبية أن بيانات تقرير الوزارة الفلسطينية أظهرت أن 11.5 في المائة من الوفيات التي سجلتها في الفترة من السابع إلى 26 أكتوبر كانت لأطفال لا تزيد أعمارهم على أربع سنوات، وأن 11.5 في المائة تراوحت أعمارهم بين خمس وتسع سنوات، و10.7 في المائة أعمارهم بين عشرة و14 عاماً و9.1 في المائة بين 15 و19 عاماً.

وجاء في التقرير: «هناك ارتفاع واضح بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و34 عاماً، فيما قد يمثل مقاتلين أو تعرض المدنيين» مثل المسعفين في مواقع القصف والصحافيين والأشخاص الذين يخرجون لجلب الماء والغذاء لعائلاتهم.

أيمكن أن يصبح إحصاء القتلى من خسائر الحرب الآن؟

قال ريتشارد بيبركورن مبعوث منظمة الصحة العالمية إلى غزة يوم الثلاثاء إن المرحلة الجديدة من الهجوم الإسرائيلي التي تمتد إلى النصف الجنوبي من قطاع غزة اعتباراً من الأول من ديسمبر زادت من تراجع القدرة على جمع بيانات موثوق بها عن عدد القتلى.

وأضاف: «مثلما نعلم جميعاً، نحصل عادة على (البيانات) من وزارة الصحة، ومنذ أيام اعتمد الأمر أكثر على التقديرات، وأصبح الأمر أكثر صعوبة».

والد طفل فلسطيني يبلغ من العمر عامين يضع جثة ابنه الذي قتل بالقصف الإسرائيلي بين الضحايا خارج مستشفى النجار في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وبحسب خبراء، فإن من المؤشرات المروعة الأخرى لخسائر الحرب أنه أصبح من المستحيل تقريباً أن تعمل مجموعة من التكنوقراط في مجال الصحة تتمتع بالكفاءة سابقاً.

وأوضح ريموند أنها «علامة رهيبة حين نصل إلى نقطة، كما هو حال السودان حيث لا يكون هناك حتى تسجيل للوفيات. وهذا في حد ذاته يبدو لنا كعمال إغاثة الاحتمال الأسوأ».


الهلال الأحمر: 60 % من جرحى غزة بحاجة لإخراجهم من القطاع للعلاج

أطفال فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يتلقون العلاج في مستشفى الأقصى في دير البلح (أ.ب)
أطفال فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يتلقون العلاج في مستشفى الأقصى في دير البلح (أ.ب)
TT

الهلال الأحمر: 60 % من جرحى غزة بحاجة لإخراجهم من القطاع للعلاج

أطفال فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يتلقون العلاج في مستشفى الأقصى في دير البلح (أ.ب)
أطفال فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يتلقون العلاج في مستشفى الأقصى في دير البلح (أ.ب)

قال الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الخميس إن 60 في المائة من الجرحى في قطاع غزة بحاجة إلى إخراجهم من القطاع لتلقي العلاج فوراً.

ونقلت الإذاعة الفلسطينية عن الهلال الأحمر قوله: «نحن على أعتاب كارثة صحية وبيئية في قطاع غزة... القطاع الصحي منهار تماماً وبحاجة إلى إسناده بكوادر من خارج القطاع».

وذكر الهلال الأحمر أيضاً أن 280 من أفراد طواقمه قتلوا في غزة، في حين اعتقل آخرون من بينهم مدير مركز إسعاف خان يونس، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف أن القوات الإسرائيلية «تتعمد اعتقال المرضى والجرحى والتنكيل بهم ومنهم مسعفون من طواقمنا».

كما أشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن هناك حاجة ملحة لإدخال الوقود لتتمكن طواقم الإسعاف والأطباء من التحرك.

كانت السلطات الإسرائيلية وافقت مساء أمس الأربعاء على زيادة كميات الوقود اليومية المسموح بإدخالها إلى غزة، وقالت إن الكميات التي جرت الموافقة عليها هي «الحد الأدنى المطلوب لمنع حدوث انهيار إنساني وتفش للأوبئة في جنوب القطاع».


جهود الوساطة للتهدئة في غزة لم تتوقف... لكنها تجري في «بيئة صعبة»

النازحون الفلسطينيون، الذين فروا من منازلهم بسبب الغارة الإسرائيلية، يحتمون في مخيم برفح، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (رويترز)
النازحون الفلسطينيون، الذين فروا من منازلهم بسبب الغارة الإسرائيلية، يحتمون في مخيم برفح، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (رويترز)
TT

جهود الوساطة للتهدئة في غزة لم تتوقف... لكنها تجري في «بيئة صعبة»

النازحون الفلسطينيون، الذين فروا من منازلهم بسبب الغارة الإسرائيلية، يحتمون في مخيم برفح، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (رويترز)
النازحون الفلسطينيون، الذين فروا من منازلهم بسبب الغارة الإسرائيلية، يحتمون في مخيم برفح، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (رويترز)

قال مصدر مطلع على جهود الوساطة المصرية والقطرية الرامية لتحقيق هدنة إنسانية في قطاع غزة وتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة «حماس» لـ«وكالة أنباء العالم العربي» اليوم (الخميس)، إن جهود الوساطة لم تتوقف رغم مغادرة الوفد الإسرائيلي للدوحة، لكنها تجري في «بيئة صعبة».

وأبلغ المصدر أنه حتى بعد مغادرة وفد المخابرات الإسرائيلية للعاصمة القطرية، فإن «جهود الوساطة تواصلت، وظلت هناك رسائل متبادلة بين طرفي النزاع».

وأوضح أنه منذ انهيار التهدئة يوم الجمعة الماضي شدد كل طرف شروطه، إذ تريد إسرائيل التفاوض تحت النار، بينما ترهن «حماس» إجراء عمليات تبادل جديدة بأن تكون شاملة مع وقف إطلاق النار في غزة.

ولم يستبعد المصدر المطلع إمكانية حدوث انفراجة في المواقف، إلا أنه أكد على أن جهود الوساطة تجري في «بيئة صعبة ومعقدة».

وأضاف: «لن تتوقف الجهود، وستتواصل حتى تحقق ما نتطلع إليه من الوصول لهدنة إنسانية».

ويوم السبت الماضي، قالت الحكومة الإسرائيلية إن رئيس جهاز المخابرات (الموساد) دافيد بارنياع طلب من فريقه الموجود في الدوحة العودة إلى إسرائيل «في أعقاب الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات».

وتجددت الهجمات الإسرائيلية المكثفة في غزة منذ يوم الجمعة الماضي، في أعقاب هُدن إنسانية استمرت أسبوعاً وسمحت بإدخال مساعدات للقطاع وتبادل بعض المحتجزين لدى كل من إسرائيل وحركة «حماس».


اقتحامات في الضفة... و«كتائب الأقصى» تصيب جنديين إسرائيليين بمخيم طولكرم

آليات عسكرية إسرائيلية تتجول في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)
آليات عسكرية إسرائيلية تتجول في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)
TT

اقتحامات في الضفة... و«كتائب الأقصى» تصيب جنديين إسرائيليين بمخيم طولكرم

آليات عسكرية إسرائيلية تتجول في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)
آليات عسكرية إسرائيلية تتجول في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)

نفذت القوات الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، عمليات اقتحام في الضفة الغربية طالت مناطق عدة، قال التلفزيون الفلسطيني إن من بينها مدينة رام الله.

ونقلت وكالة أنباء «شهاب» عن «كتائب الأقصى» القول إنها أصابت جنديين إسرائيليين في اشتباكات بمخيم طولكرم في الضفة الغربية، خلال عملية اقتحام.

وقالت الكتائب، في بيان: «تمكّن مقاتلونا من إصابة جنديين في حارة المطار داخل مخيم طولكرم، ولا يزال جنودنا يتصدون لقوات الاحتلال في جميع أرجاء المدينة»، بحسب ما ذكرته الوكالة عبر «تليغرام».

من جهة أخرى، ذكرت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» أن القوات الإسرائيلية اعتقلت الليلة عدداً من عمال غزة القاطنين في بلدة فرعون جنوب طولكرم؛ ونقلت عن مصادر محلية أن القوات داهمت عمارة سكنية في الحي الشرقي للبلدة، ونفذت تلك الاعتقالات.

وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت الليلة مدينة طولكرم من جهتها الغربية مدعومة بآليات عسكرية وجرافات وسط إطلاق كثيف للرصاص، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع المواطنين.

فلسطينيون يبكون خلال تشييع 6 أشخاص قتلوا وسط مواجهات مع القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية (أ.ف.ب)

وقالت الوكالة إن القوات تمركزت في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي وفرضت حصاراً مشدداً عليه، ومنعت مركبات الإسعاف والطواقم الطبية من الخروج، بينما حاصرت مخيم نور شمس ونشرت قناصتها على أسطح البنايات العالية على طول شارع نابلس المحاذي لمخيمي طولكرم ونور شمس، ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وسط تحليق المسيّرات في سماء المدينة.

كما اعتقلت القوات الإسرائيلية الليلة شقيقين خلال اقتحامها بلدة ترقوميا غرب الخليل، وداهمت عدداً من المنازل والمحال التجارية خلال اقتحامها المدينة، بحسب ما ذكرته الوكالة.

مسلح فلسطيني يظهر خلال تشييع 6 فلسطينيين قتلوا في عملية للجيش الإسرائيلي بمخيم طولكرم للاجئين (إ.ب.أ)

وأشارت «وكالة الأنباء الفلسطينية» إلى أن القوات داهمت عدداً من المنازل والمحال التجارية في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة، ومنعت تنقل المواطنين، وأوقفت مركباتهم وقامت بتفتيشها.

وفي جنين، اعتقلت قوات إسرائيلية، مساء أمس (الأربعاء)، شاباً من قرية رابا، شمال شرق المدينة، وآخر من مخيم جنين، بالتزامن مع اقتحامها قرى وبلدات في المحافظة.

وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت قرى وبلدات سيلة الظهر والعطارة وعرانة والجلمة وفقوعة والعرقة وزبوبا، وسيرت آلياتها في شوارعها، دون أن يبلغ عن أي اعتقالات.

وقالت الوكالة إن طفلاً يبلغ من العمر 16 عاماً قُتل وأصيب مواطنان برصاص القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها بلدة يعبد جنوب غرب جنين.

سيارة مدمرة بعد عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

وفي شرق بيت لحم، اقتحمت قوة إسرائيلية مكونة من 4 دوريات مساء أمس قرية الرشايدة وتمركزت وسطها، ونصبت حاجزاً عسكرياً، بحسب ما ذكرته «وكالة الأنباء الفلسطينية»، التي أشارت أيضاً إلى اعتقال مواطن في منطقة البقعة بعيداً عن القرية أطلق سراحه لاحقاً.


نازحو غزة في رفح ينامون في العراء ويخشون هجوماً إسرائيلياً

مخيم في رفح يؤوي الفلسطينيين النازحين الذين فروا من منازلهم في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية (رويترز)
مخيم في رفح يؤوي الفلسطينيين النازحين الذين فروا من منازلهم في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية (رويترز)
TT

نازحو غزة في رفح ينامون في العراء ويخشون هجوماً إسرائيلياً

مخيم في رفح يؤوي الفلسطينيين النازحين الذين فروا من منازلهم في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية (رويترز)
مخيم في رفح يؤوي الفلسطينيين النازحين الذين فروا من منازلهم في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا في منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر هرباً من القصف الإسرائيلي على الرغم من مخاوفهم من أنهم لن يكونوا في مأمن هناك أيضاً.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الأربعاء في تقرير أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها.

ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.

وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين قد فروا بالفعل من شمال غزة إلى الجنوب في الصراع الدائر منذ شهرين بين إسرائيل وحركة «حماس».

ومع أحدث موجات النزوح الجماعي، يتزايد تكدس الفلسطينيين بالقرب من الحدود المصرية في منطقة يقول الجيش الإسرائيلي إنها آمنة.

وقال سمير أبو علي (45 عاماً) وهو أب لخمسة أطفال لـ«رويترز» عبر الهاتف من رفح إن الإسرائيليين يكذبون وإنه لا يوجد مكان آمن في غزة وإنهم سيلاحقونهم عاجلاً أم آجلاً في رفح.

ومضى يقول إن الإسرائيليين يريدون نكبة أخرى لكنه عقد العزم على ألا يتجاوز رفح إلى مكان آخر.

وردد سكان آخرون من غزة مخاوفه.

وقالت نازحة أخرى ذكرت أن اسمها زينب عبر الهاتف من خان يونس إن إسرائيل تدفعهم نحو رفح ثم ستهاجم المكان.

يقول الجيش الإسرائيلي الذي يريد القضاء على حركة «حماس» بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إنه يطلب من المدنيين مسبقاً إخلاء المناطق التي يعتزم تنفيذ عمليات فيها، وذلك باستخدام الرسائل الهاتفية والبيانات والمنشورات على الإنترنت. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 80 في المائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم في أثناء الحرب، وإن كثيرين منهم انتقلوا مرات تحت وطأة القصف الجوي.

وتقع مدينة رفح على بعد نحو 13 كيلومتراً من خان يونس التي تتعرض لهجوم عنيف. وتقع على الحدود مع مصر، ويعد معبر رفح نقطة العبور الوحيدة بين مصر وقطاع غزة.

وقال تقرير الأمم المتحدة الصادر أمس الأربعاء إنه على الرغم من دخول بعض المساعدات إلى غزة من مصر مروراً بالمعبر، تواجه المنظمة الدولية عقبات في توزيعها بسبب نقص الشاحنات وعدم قدرة الموظفين على الذهاب إلى معبر رفح نتيجة تصاعد أعمال القتال منذ انتهاء الهدنة الأسبوع الماضي.


قصف إسرائيلي صباحي جنوب لبنان... وصافرات الإنذار تدوي في مستعمرة مرغليوت

غارة إسرائيلية على منطقة غابات بالقرب من علما الشعب في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
غارة إسرائيلية على منطقة غابات بالقرب من علما الشعب في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي صباحي جنوب لبنان... وصافرات الإنذار تدوي في مستعمرة مرغليوت

غارة إسرائيلية على منطقة غابات بالقرب من علما الشعب في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
غارة إسرائيلية على منطقة غابات بالقرب من علما الشعب في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تعرّضت أطراف بلدتي حولا ومركبا في جنوب لبنان لقصف مدفعي إسرائيلي، صباح اليوم (الخميس)، كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أيضاً وادي السلوقي، بعد إطلاق صافرات الإنذار في مستعمرة مرغليوت وثكنة راميم في وادي هونين شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان. وذكر الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته ضربت سلسلة من الأهداف التابعة لـ«حزب الله» في الأراضي اللبنانية، تشمل بنى تحتية ومواقع إطلاق ومواقع عسكرية. كما سُجل صباح اليوم، تحليق للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط في لبنان، وصولاً إلى الساحل البحري جنوباً، بحسب «وكالة الأنباء المركزية».

وكانت القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، عاشت الليل الماضي هدوءاً حذراً، خرقته القنابل المضيئة والطيران الاستطلاعي الإسرائيلي وصوت انفجار اعتراضي في سماء منطقة صور (جنوب)، وسقوط قذيفة في البحر قبالة منطقة باب التم في محلة القاسمية (جنوب) لم يعرف مصدرها، وماذا استهدفت في عرض البحر، بحسب «المركزية».

إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن صافرات الإنذار انطلقت في بلدة مرغليوت الواقعة شمال إسرائيل. ولم يذكر الجيش الإسرائيلي تفاصيل على الفور، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

نزوح

وسجلت وحدة إدارة الكوارث الطبيعة في اتحاد بلديات قضاء صور، حتى أمس (الأربعاء)، 20 ألف نازح من القرى الجنوبية توزعوا على 5 مراكز إيواء في مدينة صور، ولا يشملون عشرات المئات ممن نزحوا إلى مناطق أخرى ولم يسجلوا ضمن إدارة الكوارث.

وأكدت إدارة الكوارث أنها تعاني ضعف الإمكانات المتاحة، علماً بأن عدداً من القرى التي لا تزيد على 40 قرية ليس فيها مأمن لحياة المدنيين، بعد أن استهدفت إسرائيل المنازل والمدنيين والصحافيين وسيارات الإسعاف ومشروعات الدواجن والمواشي والطاقة البديلة.