فيروسات شائعة قد تسبّب «ألزهايمر»

رسم تخيلي لدور الفيروسات في إحداث «ألزهايمر» (جامعة تافتس)
رسم تخيلي لدور الفيروسات في إحداث «ألزهايمر» (جامعة تافتس)
TT
20

فيروسات شائعة قد تسبّب «ألزهايمر»

رسم تخيلي لدور الفيروسات في إحداث «ألزهايمر» (جامعة تافتس)
رسم تخيلي لدور الفيروسات في إحداث «ألزهايمر» (جامعة تافتس)

يمكن أن يبدأ مرض «ألزهايمر» بشكل غير محسوس تقريباً، وغالباً ما يتنكر في الأشهر أو السنوات الأولى على أنه نسيان شائع في كبار السن، ولا يزال سبب المرض لغزاً إلى حد كبير.
لكنّ الباحثين في جامعتي «تافتس» الأميركية و«أكسفورد» البريطانية، نجحوا باستخدام نموذج ثلاثي الأبعاد لزراعة الأنسجة البشرية يحاكي الدماغ، في إظهار أن فيروس الحماق النطاقي (VZV)، الذي يسبب عادةً جدري الماء، قد ينشّط الهربس البسيط (HSV)، وهو فيروس شائع آخر، لتحريك المراحل المبكرة من مرض «ألزهايمر»، وأعلنوا عن هذه النتيجة (السبت) في دورية «ألزهايمر».
وعادةً ما يكون أحد المتغيرات الرئيسية لفيروس الهربس (HSV - 1)، كامناً داخل الخلايا العصبية للدماغ، لكن عندما يتم تنشيطه فإنه يؤدي إلى تراكم بروتينات «تاو» و«أميلويد بيتا» التي تؤدي لفقدان وظيفة الخلايا العصبية، وهي سمات مميزة موجودة في مرضى «ألزهايمر».
ولفهم العلاقة بين الفيروسات ومرض «ألزهايمر» بشكل أفضل، أعاد باحثو جامعة «تافتس» إنشاء بيئات شبيهة بالدماغ في إسفنج صغير على شكل كعكة يبلغ عرضها 6 ملم ومصنوع من بروتين الحرير والكولاجين.
وقام الباحثون بتعبئة الإسفنج بالخلايا الجذعية العصبية التي تنمو وتصبح خلايا عصبية وظيفية قادرة على تمرير إشارات بعضها إلى البعض في شبكة، تماماً كما تفعل في الدماغ، وتشكل بعض الخلايا الجذعية أيضاً خلايا دبقية، والتي توجد عادةً في الدماغ وتساعد في الحفاظ على الخلايا العصبية حية وتعمل.
وجد الباحثون أن الخلايا العصبية التي تنمو في أنسجة المخ يمكن أن تصاب بفيروس الحماق النطاقي، لكنّ هذا وحده لم يؤدِّ إلى تكوين بروتينات «ألزهايمر» المميزة «تاو وبيتا أميلويد»، واستمرت الخلايا العصبية في العمل بشكل طبيعي.
ومع ذلك، إذا كانت الخلايا العصبية تحتوي بالفعل على فيروس الهربس (HSV - 1) الكامن، فإن التعرض لـ«فيروس الحماق النطاقي» أدى إلى إعادة تنشيط الهربس، وزيادة كبيرة في بروتينات «تاو وبيتا أميلويد»، لتبدأ الإشارات العصبية في التباطؤ.
ومن أوائل من افترض وجود علاقة بين فيروس الهربس ومرض «ألزهايمر»، هو روث إتزاكي من جامعة «أكسفورد»، والمشارك في هذه الدراسة، لكن لم يكن الباحثون يعلمون تسلسل الأحداث التي تخلقها الفيروسات لتحريك المرض.
يقول ديفيد كابلان، رئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة «تافتس»، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «نعلم الآن الدور الذي يلعبه فيروس الحماق النطاقي (VZV)، في تنشيط فيروس الهربس البسيط، المسبِّب للمرض، ونعتقد أن لدينا الآن أدلة على تلك الأحداث».
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُقدر أن 3.7 مليار شخص دون سن الخمسين أُصيبوا بفيروس الهربس (HSV - 1)، الذي يسبب الهربس الفموي، وفي معظم الحالات، يكون من دون أعراض، وكامناً داخل الخلايا العصبية، وعند تنشيطه، يمكن أن يسبب التهاباً في الأعصاب والجلد.



السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)

اختارت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية (UN - Water) السعودية أنموذجاً عالمياً رائداً في تحقيق مؤشر الإدارة المتكاملة لموارد المياه (6 - 5 - 1) ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (SDG 6)، وذلك نظير التقدم الذي تحرزه البلاد في هذا المجال.

جاء ذلك خلال ورشة تحضيرية لدراسة تجربة السعودية في نجاحها لتسريع تحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية، ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة في المملكة، التي افتتحها الدكتور عبد العزيز الشيباني، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه، وجمعت في الرياض 40 مشاركاً من القطاعين الحكومي والخاص، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمي.

وعدّ الشيباني هذا الاختيار إشادة دولية بالتقدم الذي أحرزته السعودية في ذلك، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» و«الاستراتيجية الوطنية للمياه»، خصوصاً في مجال الإدارة المتكاملة لتلك الموارد.

وتعمل اللجنة الأممية على إعداد دراسة حالة نجاح السعودية لتوثيق تجربتها، ومشاركتها مع الدول الأخرى، للاستفادة من نهج المملكة في هذا الشأن، وتشجيع استمرار الجهود عالمياً لتحقيق الهدف السادس.

جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)
جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)

وأكد أن الورشة ناقشت النتائج الأولية والرسائل الرئيسة لدراسة الحالة التي تعدّها اللجنة حول السعودية، بما يمكن من استثمار حالات النجاح وممارساتها الرصينة لإدارة المياه، والاستفادة منها عالمياً، ما يسرع بتحقيق المستهدف السادس الذي بحسب المؤشر على المستوى العالمي يشهد تباطؤاً في الوصول لأهدافه بحلول 2030.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن دراسة حالة النجاح تعتمد نهجاً شاملاً يعكس الروابط بين مختلف القطاعات، مثل البيئة، والزراعة، والطاقة، والصحة، ما يساعد على تحديد الفرص وتعزيز التكامل بين هذه المجالات، خصوصاً في مجال خلق البيئة الممكنة لإدارة فاعلة للمياه، بما في ذلك إشراك القطاع الخاص.

ويأتي اختيار الدول المشمولة بالدراسات بناءً على البيانات التي توفرها وكالات الأمم المتحدة المختصة، ويتم إطلاق تقارير دراسات الحالة خلال الحدث السنوي الخاص بالهدف السادس، ضمن المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي يُعقد في نيويورك خلال شهر يوليو (تموز) من كل عام.

يُشار إلى أن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية هي تنسيقية تابعة للأمم المتحدة، تضم 36 كياناً أممياً (أعضاء) و48 منظمة دولية أخرى (شركاء)، تعمل في مجالات المياه والصرف الصحي، وتهدف إلى ضمان استجابة منسقة وفعّالة للتحديات العالمية المتعلقة بالمياه.