«كهوف» على سطح القمر... هل تكون مناسبة للعيش فيها؟

حفرة قمرية (ناسا)
حفرة قمرية (ناسا)
TT
20

«كهوف» على سطح القمر... هل تكون مناسبة للعيش فيها؟

حفرة قمرية (ناسا)
حفرة قمرية (ناسا)

يمكن أن تختلف درجة الحرارة على القمر من الغليان إلى التجمد بين الليل والنهار، إلا أن العلماء يعتقدون أنه قد تكون هناك حفر وكهوف محمية بدرجة حرارة معقولة جداً، بحسب تقرير نقله موقع «ساينس أليرت» عن «Geophysical Research Letters».
وأشار التقرير إلى أن درجة الحرارة تحوم حول 17 درجة مئوية في مثل هذه البقع، وفقاً لحسابات جديدة. ويمكن أن تكون المواقع المثالية لإنشاء معسكرات أساسية لاستكشاف بقية سطح القمر، وقال إن الحفر هذه قد توفر أيضاً بعض الحماية ضد النيازك الصغيرة وحتى الإشعاع الشمسي الضار القادم من الشمس.
وفقاً للتقرير، فإنه مع وجود قاعدة مريحة، يمكن لمستوطني القمر المستقبليين التركيز على مساع أخرى، مثل زراعة المحاصيل للطعام أو إجراء البحوث.
وفي هذا الإطار، شرح عالم الكواكب ديفيد بيج، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا لوس أنجليس (UCLA)، أن البشر «تطوروا وهم يعيشون في الكهوف، وقد نعود إلى الكهوف عندما نعيش على القمر».
ولسنوات عدة، جرى الحديث عن الحفر على القمر، واستخدم الباحثون الصور التي تم التقاطها بواسطة مركبة ناسا الاستطلاعية القمرية (LRO) وتحديداً الكاميرا الحرارية لتجربة مقياس الإشعاع القمري «Diviner» لمحاولة قياس درجة الحرارة داخل حفرة في منطقة «Mare Tranquillitatis» على القمر، حسبما قال التقرير.
وأضاف: «من خلال استخدام نماذج الكومبيوتر لتحليل الخصائص الحرارية للصخور بمرور الوقت، قام الباحثون بحساب أن الجزء المضاء بنور الشمس من الحفرة يمكن أن يحتفظ بحرارة أكثر سخونة من السطح، لتصل إلى 300 درجة مئوية».
رغم ذلك، شرح التقرير أنه «في الظلال القريبة، يمكن أن يؤدي الدفء المحاصر إلى زيادة درجات الحرارة الباردة المتجمدة إلى شيء أكثر اعتدالاً قليلاً وإبقائه هناك حتى بعد غروب الشمس».
لكن السؤال، بحسب التقرير، هو ما إذا كانت تلك الأجزاء المتراكمة لديها مساحة كافية لمجتمع من المستكشفين للتجمع، وفسّر التقرير أن لقطات الصور من الفضاء تشير إلى أن بعضها يحتوي على تلك المساحة، وأن هذا هو الحال على الأرض، حيث تترك الأنفاق وراءها الحمم المنصهرة المتدفقة تحت السطح. ومن الممكن أن تكون بعض الحفر عبارة عن أنابيب حمم منهارة.
وقال عالم الكواكب تايلر هورفاث، وهو أيضاً من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «نظراً لأنه لم ينظر أي شخص آخر إلى الأشياء الصغيرة بهذا الحجم مع (Diviner)، وجدنا أن لديها القليل من الرؤية المزدوجة، مما تسبب في جعل جميع خرائطنا ضبابية بعض الشيء».
ويستمر كل يوم وكل ليلة على سطح القمر نحو 15 يوماً على الأرض، وتتراوح درجات الحرارة من نحو 127 درجة مئوية (261 درجة فهرنهايت) خلال النهار إلى نحو 173 درجة مئوية تحت الصفر (ناقص 279 درجة فهرنهايت) في الليل.
وسيحتاج كل من الأشخاص والمعدات إلى الحماية من تلك الظواهر المتطرفة خلال مشاريع الأبحاث القمرية طويلة الأجل، والتي ستكون تحدياً هندسياً كبيراً، بحسب «ساينس أليرت».
وتخطط وكالة «ناسا» لاستكشاف المنطقة بشكل أكبر خلال مهمة«مون دايفر» المقترحة، والتي ستشاهد مركبة الجوالة تنطلق داخل حفرة «Mare Tranquillitatis» وتتحقق من أي شبكات كهوف قد تكون متصلة بها.
وقال عالم جيولوجيا الكواكب نوح بيترو، من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لـ«ناسا» في ماريلاند: «تعتبر الحفر القمرية ميزة رائعة على سطح القمر. لعل معرفة أنها تخلق بيئة حرارية مستقرة يساعدنا في رسم صورة لهذه الميزات القمرية الفريدة واحتمال استكشافها يوماً».


مقالات ذات صلة

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

يوميات الشرق تضاريس تختلف جذرياً عن المشهد القاحل (ناسا)

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

كوكب المريخ ربما شهد، في حقبة سحيقة، مناخاً دافئاً ورطباً نسبياً، ساعد على تساقط الأمطار والثلوج وجريان الأنهر...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نجمة البوب الأميركية كاتي بيري (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الحلم يصبح حقيقة»... نجمة البوب كايتي بيري تستعد للغناء في الفضاء

قالت نجمة البوب الأميركية كاتي بيري إنها تخطط للغناء في الفضاء ضمن فريق نسائي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم طائرة تمر أمام القمر الوردي في ألمانيا أمس (أ.ف.ب)

لماذا سُمي قمر شهر أبريل بالوردي رغم لونه الذهبي؟

أفاد تقرير إخباري بأن قمر شهر أبريل يبدو أصغر من المعتاد. وعلى الرغم من تسميته «القمر الوردي»، فإن لونه سيكون أبيض ذهبياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم يظهر شعار «ناسا» في منطقة عمل في مركز جونسون الفضائي التابع للوكالة في هيوستن بتكساس (رويترز)

ترمب يقترح تخفيض ميزانية «ناسا» العلمية إلى النصف

قد تُخفَّض ميزانية «ناسا» العلمية إلى النصف تقريباً بموجب نسخة مبكرة من اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب للميزانية المُقدَّم إلى الكونغرس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق علماء يشتهون هذا الاصطدام (ناسا)

كويكب «مُدمِّر للمدن» في مسار تصادمي مُحتَمل مع القمر

توقّعت التقديرات أن يؤدّي الاصطدام إلى تدمير المنشآت على بُعد 80 كيلومتراً من منطقة الاصطدام...

«الشرق الأوسط» (لندن)

تحويل ميدان «السيدة عائشة» إلى ممشى سياحي في القاهرة التاريخية

القلعة تقف على حدود القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
القلعة تقف على حدود القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT
20

تحويل ميدان «السيدة عائشة» إلى ممشى سياحي في القاهرة التاريخية

القلعة تقف على حدود القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
القلعة تقف على حدود القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ضمن خطة مصر لتطوير القاهرة التاريخية، بدأتْ خطوات تحويل ميدان السيدة عائشة الذي يقع على أطراف المنطقة التاريخية، جنوب قلعة صلاح الدين، إلى ممشى سياحي عالمي، بعد تطويره وإزالة الإشغالات حوله، وربطه بباقي الأماكن الأثرية المحيطة والقريبة منه.

وظهرت أعمال التطوير بميدان السيدة عائشة والمنطقة المحيطة بالقلعة خلال فيديو بثه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، يشرح ما يتم اتخاذه من خطوات لتطوير المنطقة، لتحويلها من مكان مزدحم بالسيارات والباعة وفي خلفيته كوبري قديم متهالك إلى ممشى سياحي عالمي، يتضمن الخدمات الترفيهية التي تجذب السياح من كل أنحاء العالم، وفق ما ورد بمقطع الفيديو.

وأوضح الفيديو أن الممشى سيتم تسميته «ساحة السلطان»، وسيضم ميدان السيدة عائشة ومسجدي السلطان حسن والرفاعي ومنطقة القلعة، وخلال أعمال التطوير تم اكتشاف أجزاء من سور القاهرة القديمة الذي سيعاد ترميمه ودمجه في الممشى السياحي الذي سيحافظ على الهوية البصرية للقاهرة التاريخية، بالإضافة لاستحداث مسطحات خضراء كبيرة بالمنطقة.

المساجد والوكالات القديمة أبرز ما يميز القاهرة التاريخية (الشرق الأوسط)
المساجد والوكالات القديمة أبرز ما يميز القاهرة التاريخية (الشرق الأوسط)

يذكر أن مصر أعلنت من قبل عن خطة لتطوير القاهرة التاريخية التي تتضمن آثاراً من العصر الفاطمي مروراً بالأيوبي ثم المملوكي، وتضم مساجد ومدارس وأسبلة وقصوراً ووكالات تجارية قديمة، وأشهر هذه الآثار الإسلامية توجد في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وشارع الأزهر وحي الغورية ومحيط منطقة القلعة وشارع الصليبة بالخليفة.

وفي ضوء هذا أشار خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن إزالة كوبري السيدة عائشة كان مطلباً مهماً منذ فترة، ليس فقط لأنه يمثل تشويهاً للمنطقة الأثرية بل أيضاً لكثرة الحوادث عليه.

من مدخل شارع الغورية بمنطقة القاهرة التاريخية (الشرق الأوسط)
من مدخل شارع الغورية بمنطقة القاهرة التاريخية (الشرق الأوسط)

بخصوص خطة التطوير، قال ريحان لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا المنطقة ضمن حدود القاهرة التاريخية التي تشمل الآثار الإسلامية والقبطية في ثلاث نطاقات، وهي منطقة القلعة وابن طولون والجمالية، والمنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، ومنطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودي، وقد اعتمدت حدود واشتراطات تلك المنطقة من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية طبقاً للقانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية في 2011».

وأشاد الخبير الآثاري بهذا التطوير، وعدّه «ضمن سلسلة تطوير شاملة بالقاهرة التاريخية، شملت مشروع تطوير ورفع كفاءة إضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية ومشروع قباب مقابر الأسرة العلوية الأثرية الموجودة بالمنطقة، واختراق منطقة المدابغ وإعادة صياغتها لتكون منطقة تراثية ومنفذاً للنزهة لكل المصريين للسياحة الداخلية ومقصداً للأجانب».

شوارع القاهرة التاريخية بها العديد من المساجد والأسبلة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
شوارع القاهرة التاريخية بها العديد من المساجد والأسبلة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتضم القاهرة التاريخية أو الإسلامية 537 مبنى أثرياً مسجلاً، وهي منطقة مدرجة ضمن التراث العالمي في اليونيسكو، وفق تصريحات سابقة لرئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، لافتاً إلى اتخاذ قرارات كل فترة لترميم أجزاء في المنطقة التاريخية دون نظرة عامة، وتسعى الحكومة حالياً لتطوير شامل للمنطقة، لما تمثله من كنز تراثي وتاريخي، وفق قوله.

ولفت عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة إلى أن «هذا المشروع سيخلق موقعاً تراثياً خاصاً أطلق عليه (ساحة السلطان) يشمل ممشى سياحياً يربط القلعة بمساجد الرفاعي والسلطان حسن والسيدة عائشة مع زيادة المسطحات الخضراء وغلق الميدان أمام حركة السيارات، وإزالة مواقف السيارات التي تشوه المنطقة مما يسهم في تحسين الصورة البصرية للقاهرة التاريخية».

في الوقت نفسه، حذر ريحان من أن «يمس المشروع هدم أي مقابر تراثية، ضمن حدود القاهرة التاريخية المسجلة باليونسكو، حتى وإن كانت غير مسجلة كآثار»، حسب تعبيره.