مولدافيا ستستعين بـ«الحلفاء» إذا هاجمتها روسيا

موسكو اتهمت كييف بقتل عشرات الأسرى... وبلينكين صارح لافروف بأن «العالم لن يعترف أبداً بما تضمونه من أراضٍ أوكرانية»

وزارة الدفاع الروسية اتهمت القوات الأوكرانية بشن هجوم صاروخي على مركز لاحتجاز الأسرى في دونيتسك ما أسفر عن مقتل أكثر من  50 أسيراً (أ.ف.ب)
وزارة الدفاع الروسية اتهمت القوات الأوكرانية بشن هجوم صاروخي على مركز لاحتجاز الأسرى في دونيتسك ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 أسيراً (أ.ف.ب)
TT

مولدافيا ستستعين بـ«الحلفاء» إذا هاجمتها روسيا

وزارة الدفاع الروسية اتهمت القوات الأوكرانية بشن هجوم صاروخي على مركز لاحتجاز الأسرى في دونيتسك ما أسفر عن مقتل أكثر من  50 أسيراً (أ.ف.ب)
وزارة الدفاع الروسية اتهمت القوات الأوكرانية بشن هجوم صاروخي على مركز لاحتجاز الأسرى في دونيتسك ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 أسيراً (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس (الجمعة)، أنه أجرى محادثات «صريحة» مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، موضحاً أنه حذر لافروف من أن العالم لن يعترف «أبداً» بضم روسيا أراضي أوكرانية.وقال بلينكين إنه حض لافرفروف على القبول بعرض الولايات المتحدة بهدف الإفراج عن أميركيين معتقلين في روسيا. وقال بلينكن في مؤتمر صحافي «أجرينا نقاشاً صريحاً ومباشراً. دعوت الكرملين إلى قبول العرض الذي قدمناه إليهم». وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف، إنه لا يرى أي تغيير في استعداد الغرب لتقديم تنازلات بشأن أوكرانيا من أجل ضمان وقف إطلاق النار. مشيراً إلى عدم توفر عناصر تدفع حواراً محتملاً بين روسيا والغرب. وكانت موسكو أعلنت أن الجانب الأميركي طلب إجراء اتصال على المستوى الوزاري لكنها لفتت إلى استبعاد مناقشة الملف الأوكراني خلال المكالمة.
بيسكوف يرد على تصريحات لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الذي دعا الغرب في مقال نشر في صحيفة «نيويورك تايمز» إلى «رفض مقترحات السلام الروسية الزائفة»، وزاد أن المواقف الروسية واضحة حيال آليات التوصل إلى سلام، لكن الغرب لم يقم بخطوات لتطوير مواقفه.
في السياق ذاته، اعتبر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن حديث واشنطن عن أن الوقت ليس مناسبا للمحادثات بين موسكو وكييف، يكشف بوضوح «من يتحكم بدفة القيادة في أوكرانيا». وقال الوزير إنه «فيما يخص أوكرانيا وأمورا أخرى، سمعت توني بلينكن يقول إنه لن يناقش أوكرانيا معي، لأن أوكرانيا يجب أن تمثل مصالحها بنفسها، ولا يحق للأميركيين التحرك بدلا منهم».
وزاد: «اسمحوا لي أن أذكركم بأنه منذ حوالي أسبوع، عندما قلت في مقابلة إن روسيا ليس لديها أي مانع من إجراء مفاوضات مع أوكرانيا، قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية على الفور إن الولايات المتحدة تعتقد أنه لا ينبغي لأوكرانيا أن تفعل ذلك الآن». ورأى أن هذه المواقف توضح «من يقود من» وتدل على أن «الأميركيين يقودون كييف إلى تبني سياسات محددة».
في غضون ذلك، عاد إلى الواجهة الحديث عن مخاوف بلدان الجوار الروسي الأوكراني من امتداد العمليات العسكرية الجارية إلى أراضيها. وقالت رئيسة مولدافيا مايا ساندو، الجمعة في مؤتمر صحافي في بوخارست، إنها ستطلب «المساعدة من الحلفاء» في حال نشوب نزاع عسكري مع روسيا.
وأضافت ساندو، التي تقوم بزيارة رسمية إلى رومانيا أقرب حلفاء بلادها في أوروبا : «نحن ندرس جميع الخيارات، بما في ذلك أكثرها تشاؤما. وإذا هاجمت روسيا مولدوفا، سنطلب المساعدة».
وشددت ساندو على أن مولدافيا تشعر بتهديد لأمنها، بسبب قرب «الجبهة الروسية الأوكرانية» من حدودها.
وكانت مولدافيا أعلنت أخيرا عن خطط لتعزيز قدراتها العسكرية في مواجهة «عدوان روسي محتمل» وكشفت عن خطة لزيادة جاهزية الجيش. وأثارت سلسلة انفجارات وقعت في إقليم بريدنيستروفيه الانفصالي عن مولدافيا مخاوف من تمدد ساحة القتال إلى هذا البلد، خصوصا بعد تصريحات اطلقها مسؤولون عسكريون روس بارزون قبل شهرين حملت إشارات إلى أن المرحلة المقبلة للعمليات القتالية سوف تستهدف أوديسا لفتح الطريق أمام إقليم بريدنيستروفيه.
وتحتفظ روسيا بقوات في الإقليم الذي أعلن في تسعينات القرن الماضي انفصالا من جانب واحد عن مولدافيا. فيما تطالب هذه الجمهورية التي تعد الأفقر في الفضاء السوفياتي السابق بانسحاب روسيا من الإقليم وإعادة توحيد البلاد.
وكان الكرملين حث مولدافيا أخيرا، على «السعي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع روسيا»، مؤكدا أن تعزيز كيشيناو لجيشها لا يشكل تهديدا لروسيا.
وقال الناطق الرئاسي الروسي: «لا توجد مخاطر بالنسبة لروسيا هنا. لكن مولدافيا لا ينبغي أن ترى أي تهديد. هذا عبثي تماما. ربما يقارن شخص ما هذا مع أوكرانيا. لكن هنا أي مقارنات غير مناسبة على الإطلاق».
وأشار بيسكوف إلى أن «مولدافيا على الرغم من وجود راغبين بذلك، لم تتحول إلى مركز مناهض لروسيا، كما حاولوا أن يفعلوا في أوكرانيا». وفي توضيح لموقفها قالت مايا ساندو التي قادت حملتها الانتخابية الرئاسية تحت شعار التقارب مع الغرب مع المحافظة على علاقات طبيعية مع موسكو، إن بلادها «لا تريد الدخول في حرب مع أي كان، لكنها مضطرة للاهتمام بإعادة تسليح الجيش حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها«، مشيرة إلى أن «منظومة الدفاع في البلاد في حالة سيئة للغاية، لذلك فإن الوضع في أوكرانيا جعلنا نفكر في الحاجة إلى تحديث الجيش».
ميدانيا تواصلت المواجهات العنيفة على طول خطوط التماس في لوغانسك ودونيتسك، وأعلنت القوات الروسية أن الجيش الأوكراني واصل خلال اليوم الأخير توجيه ضربات صاروخية إلى مناطق في الإقليمين. وفي زاباروجيه التي تسيطر القوات الروسية على أجزاء منها، أعلنت الإدارة المعينة من روسيا إحباط هجوم بالطائرات المسيرة، شنته القوات الأوكرانية على مواقع في مدينة ميليتوبول جنوب المقاطعة. وقال العضو في المجلس العام لإدارة زاباروجيه فلاديمير روغوف في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية، إن «المقاتلين الأوكرانيين حاولوا شن هجوم على البنية التحتية المدنية لمدينة ميليتوبول (ليل الجمعة) بطائرات مسيرة هجومية». وأضاف أن «نظام الدفاع الجوي صد الهجوم».
في غضون ذلك، اتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية بشن هجوم صاروخي على مركز لاحتجاز الأسرى الأوكرانيين في دونيتسك ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 أسيرا.
وأفاد بيان عسكري روسي بأن «القوات الأوكرانية قصفت الليلة الماضية بصواريخ هيمارس سجنا في بلدة يلينوفكا في جمهورية دونيتسك يحتجز فيه أسرى حرب أوكرانيون، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم».
ونتيجة هذا القصف الذي وصفه البيان بأنه «عمل استفزازي دموي نفذ بشكل متعمد»، قتل 40 وأصيب 75 آخرون من الأسرى، كما أصيب 8 من موظفي المركز بجروح متفاوتة الخطورة.
وفي وقت لاحق امس، أفاد مقر قوات الدفاع الإقليمي في دونيتسك بارتفاع حصيلة قتلى الأسرى الأوكرانيين جراء هجوم يلينوفكا إلى 53 شخصا.
وفي إطار حصيلة العمليات العسكرية خلال اليوم الماضي، أفادت وزارة الدفاع بأن الجيش الروسي قصف من البحر والجو والبر مواقع تمركز قوات الاحتياط الأوكرانية في مقاطعتي كييف وتشيرنيغيف. وبفضل هذه الضربات، فقد اللواء الميكانيكي رقم 30 الذي كان يستعد للتوجه إلى دونباس قدرته القتالية، وأشار البيان إلى أن الوحدات الأوكرانية كانت تجري عند تعرضها للقصف تدريبات في مركز ليوتيج في كييف. ووفقا للبيان فقد تسبب «القصف الدقيق في تكبيد لواء المشاة الميكانيكي رقم 57 خسائر فادحة، خلال تنفيذ تدريبات قتالية في مقاطعة تشيرنيغيف».
كذلك أشار البيان الروسي إلى أن وسائل الدفاع الجوي الروسية، أسقطت خلال الساعات الـ24 الماضية 6 طائرات أوكرانية بدون طيار في خاركوف ودونيتسك. وتم اعتراض 20 قذيفة صاروخية، فوق المراكز السكنية في خيروسون وخاركوف ولوغانسك.


مقالات ذات صلة

ضابط روسي هارب: كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية في بداية الحرب

أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ضابط روسي هارب: كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية في بداية الحرب

قال ضابط روسي هارب إنه في اليوم الذي تم فيه شن الغزو في فبراير 2022 كانت قاعدة الأسلحة النووية التي كان يخدم فيها «في حالة تأهب قتالي كامل».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

عبر جعل التهديد النووي عادياً، وإعلانه اعتزامه تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، نجح بوتين في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا خبراء أوكرانيون يتفقدون الأضرار في موقع الهجوم الصاروخي الذي ضرب وسط خاركيف شمال شرقي أوكرانيا في 25 نوفمبر 2024 وسط الغزو الروسي للبلاد (إ.ب.أ) play-circle 01:26

روسيا تعلن إسقاط 8 «صواريخ باليستية» أطلقتها أوكرانيا

قالت موسكو إن دفاعاتها الجوية أسقطت 8 صواريخ باليستية أطلقتها أوكرانيا وسط تصاعد التوتر مع استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى زودها بها الغرب ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مدنيون أوكرانيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تدريبات عسكرية نظمها الجيش الأوكراني في كييف (أ.ف.ب)

القوات الروسية تعتقل رجلاً بريطانياً يقاتل مع أوكرانيا في كورسك

قال مصدر أمني لوكالة الإعلام الروسية إن القوات الروسية ألقت القبض على بريطاني يقاتل مع الجيش الأوكراني في منطقة كورسك.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».