الرئيس الأوكراني يشرف على تحميل أول سفينة حبوب

الأمم المتحدة وتركيا لمراقبة الشحنات لئلا تهرّب السفن أسلحة إلى منطقة الحرب

زيلينسكي بمرافقة سفير مجموعة السبع أمس في ميناء تشورنومورسك المطل على البحر الأسود (إ.ب.أ)
زيلينسكي بمرافقة سفير مجموعة السبع أمس في ميناء تشورنومورسك المطل على البحر الأسود (إ.ب.أ)
TT

الرئيس الأوكراني يشرف على تحميل أول سفينة حبوب

زيلينسكي بمرافقة سفير مجموعة السبع أمس في ميناء تشورنومورسك المطل على البحر الأسود (إ.ب.أ)
زيلينسكي بمرافقة سفير مجموعة السبع أمس في ميناء تشورنومورسك المطل على البحر الأسود (إ.ب.أ)

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الجمعة)، ميناء تشورنومورسك المطل على البحر الأسود، والذي تحاصره روسيا، للاطلاع على الاستعدادات لتصدير شحنات الحبوب بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وتم توقيعه في تركيا الأسبوع الماضي. ونقل مكتب زيلينسكي قوله «جانبنا مستعد تماماً. أرسلنا كل الإشارات إلى شريكينا - الأمم المتحدة وتركيا، وجيشنا يضمن الوضع الأمني». ومرّ أسبوع منذ وقّع الجانبان اتفاقاً مهماً لاستئناف الشحنات في مدينة إسطنبول بمشاركة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وتوقعت الأمم المتحدة مغادرة أول سفن حبوب موانئ أوكرانيا (الجمعة) على أقرب تقدير، على الرغم من أن تفاصيل مسارها غير معروفة حتى الآن. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، الخميس، في نيويورك، إنه تم تحميل سفن بالحبوب وجاهزة للإبحار. وقال، إنه لا يزال يتم العمل على وضع اللمسات الأخيرة لتحديد الإحداثيات على وجه الدقة من جانب أوكرانيا وروسيا، إلى جانب الأمم المتحدة وتركيا. ومرّ أسبوع منذ وقّع الجانبان اتفاقاً مهماً لاستئناف الشحنات في مدينة إسطنبول بمشاركة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وحققت الأطراف الأربعة انفراجة يوم الجمعة الماضي لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود؛ ما يزيد الآمال بإمكانية أن تخف حدة أزمات الأغذية حول العالم.
وتفقد زيلينسكي المرفأ الأوكراني للاطلاع على تحميل أول شحنة من الحبوب على سفينة تركية بغرض تصديرها، على ما أعلنت الرئاسة الجمعة. ونقل بيان للرئاسة عن زيلينسكي قوله «أول باخرة، أول سفينة يجري تحميلها منذ اندلاع الحرب. إنها سفينة تركية». وجاء في البيان، إن التصدير يمكن أن يبدأ في «الأيام المقبلة» بموجب الخطة الهادفة إلى إيصال ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب الحصار البحري إلى العالم. وأضاف البيان الرئاسي، أن «وزير البنى التحتية على تواصل مباشر مع الجانب التركي والأمم المتحدة. نحن بانتظار إشارة منهم كي نبدأ».

قالت هيئة الموانئ البحرية الأوكرانية، إن قارباً تجريبياً صغيراً أبحر الجمعة، بحسب مشغل أرصفة محلي، في إشارة تشجيعية محتملة على اقتراب استئناف شحنات الحبوب. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن تجار المحاصيل يراقبون عن كثب إحراز تقدم ملموس باتجاه الإفراج عن ملايين الأطنان من الحبوب المتكدسة في أوكرانيا منذ إغلاق الموانئ منذ 24 فبراير (شباط) الماضي. وأضافت الهيئة الموانئ في اجتماع الخميس، أن قارباً تجريبياً صغيراً سوف يبحر اليوم (الجمعة)، بحسب شوتا خاجيشفيلي، أحد مؤسسي شركة «ريزويل» التي تشغل رصيف في ميناء تشورنومورسك. وقال خاجيشفيلي، إنه يمتلك سفينتين جاهزتين ويأمل أن تبحرا اليوم (السبت) في حال سارت التجربة وفق الخطة.
وقال الرئيس الأوكراني خلال زيارته للميناء، إن بلاده مستعدة لبدء شحن الحبوب من موانئ البحر الأسود الثلاثة التي تمت تسميتها في اتفاق إسطنبول وفي انتظار إشارة البدء من الأمم المتحدة وتركيا لتصدير الشحنات. وظهر زيلينسكي في تسجيلات مصورة من مرفأ تشونومورسك ونشرتها الرئاسة، أمام سفينة اسمها بولارنيت. وقالت الرئاسة، إن الصادرات ستبدأ بعدد من السفن التي كانت في الأساس محملة بالحبوب عند بدء الحرب في فبراير، لكن لم تتمكن من الإبحار بسبب الحرب. يهدف الاتفاق القاضي برفع الحصار الروسي عن السفن، إلى تخفيف أزمة غذاء عالمية تسببت في ارتفاع أسعار السلع في عدد من أفقر دول العالم.
وتقول أوكرانيا التي كانت من أكبر مصدّري الحبوب في العالم قبل الحرب، إنها تسعى لتصدير 20 مليون طن من إنتاجها من الحبوب والبالغة قيمتها نحو 10 مليارات دولار، بموجب الخطة. ونقل البيان عن زيلينسكي الذي كان يرافقه سفير من مجموعة الدول السبع، قوله «من المهم بالنسبة لنا أن تبقى أوكرانيا الضامن لأمن الغذاء العالمي».
وتعهدت أوكرانيا بإرشاد السفن عبر المياه المزروعة بالألغام، ووعدت روسيا بعدم استهدافها.
وستساعد الأمم المتحدة وتركيا في عملية تنسيق الصادرات ومراقبة الشحنات من أجل ضمان ألا تهرب السفن أسلحة إلى داخل منطقة الحرب. وقال غريفيث، إنه بمجرد أن تتحرك السفن ويتم تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، ستصل الصادرات من الموانئ في نهاية المطاف إلى مستويات ما قبل الحرب وتبلغ خمسة ملايين طن في الشهر. ولا يزال أكثر من 20 مليون طن من الحبوب من حصاد العام الماضي عالقة تنتظر التصدير، وفقاً لبيانات صادرة من أوكرانيا، التي توصف بأنها «سلة خبز أوروبا».
قال رئيس الحجْر الزراعي المصري، أحمد العطار، لـ«رويترز»، أمس، إن مصر ستبحث إرسال مفتشين لفحص القمح المقرر إرساله إليها من الموانئ الأوكرانية بمناطق الصراع. وقال مصدران مطلعان، إن مصر ألغت عقوداً لإجمالي 240 ألف طن من القمح الأوكراني تعاقدت عليها الهيئة العامة للسلع التموينية بمصر لتسليم فبراير ومارس (آذار)، لكن لم يتم تحميلها بسبب الحرب. وعادة ما ترسل الحكومة مفتشين من الحجْر الزراعي لفحص الشحنات في ميناء المنشأ قبل إبحار السفن.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.