هل ينتقل القلق من الآباء إلى الأبناء؟

ضرورة طلب المشورة الطبية للكشف عن «القلق المَرَضي»

هل ينتقل القلق من الآباء إلى الأبناء؟
TT

هل ينتقل القلق من الآباء إلى الأبناء؟

هل ينتقل القلق من الآباء إلى الأبناء؟

من المعروف أن الجينات يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الإصابة بالأمراض المختلفة سواء العضوية أو النفسية ومنها اضطراب القلق (Anxiety Disorder). ولكن بالطبع هناك عوامل بيئية يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث المرض النفسي مثل السلوك العائلي للأسرة خصوصاً إذا كان الطفل من نفس الجنس -بمعني أن الطفلة الأنثى تزيد احتمالية إصابتها بالقلق إذا كانت الأم تعاني منه ونفس الأمر ولكن بشكل أقل جداً مع الطفل الذكر في حالة إصابة الأب- وهو ما خلصت إليه أحدث دراسة لعلماء تابعين للهيئة الصحية في مقاطعة نوفا سكوشيا الكندية (Nova Scotia Health Authority).

- انتقال القلق
أوضحت الدراسة التي نُشرت في منتصف شهر يوليو (تموز) الحالي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية «JAMA Network Open»، أن الأبناء أكثر تأثراً بالممارسة المباشرة بغضّ النظر إذا كان الأمر يتعلق بشيء صحيح من عدمه، بمعني أن الأم التي تعاني من القلق الدائم على أطفالها من إصابتهم بالأمراض المختلفة مثل جائحة «كورونا» على سبيل المثال يمكن أن تحميهم فعلاً من الإصابة العضوية بالمرض. ولكن في المقابل ينتقل الإحساس الدائم بالخطر من الطفل إلى الأم وعلى أرض الواقع، إذ إن هناك مراهقين لم يستطيعوا التخلص من الإجراءات الصحية شديدة الصرامة المتعلقة بالجائحة حتى في الأوقات التي رُفعت فيها القيود بشكل جزئي وبعد تناولهم للقاح المضاد للفيروس.
وأكد العلماء أن انتقال القلق من الآباء للأبناء ليس حتمياً. ويمكن –رغماً عن العامل الجيني- التحكم في سلوكهم لكي يقوم بحماية أطفالهم. وعلى سبيل المثال فإن الآباء الذين يعانون من القلق من الأمراض أو تعلم أطفالهم المراهقين بعض العادات السيئة مثل التدخين يمكن أن يتحكموا في التعبير عن هذه المشاعر حتى في حالة معانتهم منها.ولذلك يجب على الآباء اللجوء إلى طلب النصيحة الطبية لمعرفة إذا كان القلق الذي يعانون منه طبيعياً أم أنه قلق مَرضي لأن الشعور بالقلق المبرَّر طبيعي ومنطقي مثل الأم التي تنصح أطفالها بالالتزام بالتعليمات في حالة الذهاب لرحلة مدرسية (قلق طبيعي) مقابل الأم التي تمنع أطفالها من الذهاب للرحلات تماماً لخوفها عليهم (قلق مرضي).
قام الباحثون بإجراء الدراسة لمعرفة إذا كان القلق ينتقل من نفس جنس الآباء من عدمه، ولذلك راجعوا بيانات نحو 400 طفل كندي متوسط أعمارهم 10 سنوات من 221 أماً و237 أباً وكانوا جميعا قد شاركوا في دراسة نفسية سابقة على العائلات الأكثر عُرضة للاضطرابات المزاجية (mood disorders).
وكانت النتيجة أن الأمهات اللاتي يعانين من القلق أكثر عرضة لإصابة بناتهن بالقلق ثلاثة أضعاف الأخريات، والأمر نفسه مع الآباء أيضاً ولكن بنسبة أقل على الرغم من ثبات العامل الجيني، بمعنى أن تأثر الابنة بالأم القلقة أكثر من أخيها من نفس الأم. كما أن مشاركة نفس المنزل مع والد أو والدة من نفس الجنس لا يشعر بالقلق بشكل مرضي يحمي الأطفال من الإصابة كما تبين أن هؤلاء الأطفال كانوا أقل عرضة بنسبة 38 في المائة للإصابة باضطراب القلق من الأقران الآخرين.

- دائرة القلق
أوضح الباحثون أن اضطرابات القلق شائعة جداً بين المراهقين وخطيرة بشكل ربما لا يتخيله الآباء نظراً لحداثة العمر وقلة التجارب في التعامل مع المخاوف المختلفة وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاكتئاب وضعف التحصيل الدراسي والانخراط في تعاطي المواد المخدرة لمحاولة الحصول على الاطمئنان من القلق على كل المستويات وأيضاً يمكن أن ينتهي به الحال إلى التفكير في الانتحار. وأكدت الدراسة أن القلق المرضي على الرغم من خطورته فإن العلاج يعطي نتائج جيدة وسريعة عن طريق الجلسات النفسية والعقاقير.
وحذّرت الدراسة من حدوث ما يمكن تعريفه بدائرة القلق، وعلى سبيل المثال الأم دائمة القلق من حدوث الأمراض المختلفة لأطفالها وتبالغ في الالتزام بوسائل الوقاية المتعددة تنقل إليهم الإحساس بالخطر الوشيك وبالتالي يشعرون بنفس المشاعر تجاه الأم خصوصاً أنها أكبر عمراً وأكثر عرضة للإصابة بشكل حقيقي. ولذلك يجب على الآباء طلب المساعدة المختصة فيما يتعلق بقلقهم ليس فقط للحفاظ على صحتهم النفسية ولكن أيضاً للحفاظ على صحة أطفالهم ويجب أن يقوموا بتقديم نموذج السلوك الشجاع لأطفالهم وتشجيعهم على مواجهة المواقف التي قد تكون مثيرة للقلق.
وذكرت الدراسة أن وجود والد من الجنس الآخر من دون حالة قلق لم يكن وقائياً من الإصابة بنفس نسبة وجود والد من نفس الجنس لا يعاني من القلق من الأساس. وقام الباحثون بإجراء تجربة لمعرفة إذا كان يمكن منع انتقال القلق من خلال تغيير السلوك، حيث تم توجيه الآباء للتصرف سواء بقلق أو بهدوء في أثناء استعداد أطفالهم لأداء اختبار إملاء بحيث يكون تعبير القلق والسلوك المرتبط به ظاهراً بشكل واضح، وتبين أن هذا السلوك انعكس بشكل واضح على الأطفال، حيث تمكنوا من التغلب على القلق الطبيعي من الامتحان في حالات هدوء الآباء والعكس في حالة قلق الآباء.
ونصحت الدراسة الآباء بمحاولة اتباع روتين معين للتغلب على القلق كنوع من الوقاية لهم ولأبنائهم مثل ممارسة الرياضة بشكل منتظم وممارسة أشياء تساعدهم على الاسترخاء مثل التأمل أو القراءة أو ممارسة طقوس دينية معينة تُشعرهم بالسكينة وبالطبع في حالات عدم نجاح هذه المحاولات يجب اللجوء إلى طبيب أو معالج نفسي للتخلص من المشاعر السلبية حتى لا يتم انتقالها إلى أطفالهم.

- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: الرنين المغناطيسي يكشف أدلة جديدة عن الأعراض

صحتك فريق طبي يحاول إنقاذ مريض داخل وحدة العناية المركزة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» في الصين (رويترز)

«كوفيد طويل الأمد»: الرنين المغناطيسي يكشف أدلة جديدة عن الأعراض

أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعيشون مع مرض «كوفيد طويل الأمد» بعد دخولهم المستشفى هم أكثر عرضة لإظهار بعض الأضرار في الأعضاء الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مادلين بالدو تبلغ من العمر 100 عام وتعيش في شيكاغو حيث عملت لمدة 81 عاماً (سي إن بي سي)

تقاعدت عن عمر الـ100... مُعمرة تتحدث عن أهمية «الانشغال بالعمل» لعيش حياة طويلة

تقاعدت مادلين بالدو حديثاً عن عمر يناهز 100 سنة، حيث عملت لأكثر من 80 عاماً - من سن 18 إلى 99 عاماً - وتعتقد أن العمل كان مساهماً كبيراً في طول عمرها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك المجموعة التي قمعت الأفكار السلبية ضمن الدراسة أكدت أن المخاوف كانت أقل حيوية وأن صحتهم العقلية تحسنت (رويترز)

عكس الشائع... قمع الأفكار السلبية قد يكون مفيداً لصحتك العقلية

أظهرت دراسة جديدة أن الاعتقاد السائد بأن قمع الأفكار السلبية يضر بصحتك العقلية قد يكون خاطئاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟

ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟

نظام «OMAD» أو (تناول وجبة واحدة في اليوم) هو في الأساس نسخة أكثر تطرفًا من الأنواع الأخرى من أنظمة الصيام الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة أرشيفية من داخل معمل (إ.ب.أ)

الأمراض المرتبطة بالفطريات... خطر يتمدد حول العالم

لا يزال الاهتمام المعطى لمعالجة حالات العدوى الناجمة عن الفطريات في جميع أنحاء العالم أقل من المستوى المطلوب.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«كوفيد طويل الأمد»: الرنين المغناطيسي يكشف أدلة جديدة عن الأعراض

فريق طبي يحاول إنقاذ مريض داخل وحدة العناية المركزة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» في الصين (رويترز)
فريق طبي يحاول إنقاذ مريض داخل وحدة العناية المركزة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» في الصين (رويترز)
TT

«كوفيد طويل الأمد»: الرنين المغناطيسي يكشف أدلة جديدة عن الأعراض

فريق طبي يحاول إنقاذ مريض داخل وحدة العناية المركزة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» في الصين (رويترز)
فريق طبي يحاول إنقاذ مريض داخل وحدة العناية المركزة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» في الصين (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعيشون مع مرض «كوفيد طويل الأمد» بعد دخولهم المستشفى هم أكثر عرضة لظهور بعض الأضرار في الأعضاء الرئيسية.

وكشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن المرضى كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة ببعض التشوهات في أعضاء متعددة مثل الرئتين والدماغ والكليتين، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ويعتقد الباحثون أن هناك صلة بخطورة المرض.

ومن المأمول أن تساعد الدراسة البريطانية في تطوير علاجات أكثر فاعلية لمرض «كوفيد طويل الأمد».

ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Lancet Respiratory Medicine»، في 259 مريضاً أصيبوا بمرض شديد بسبب فيروس «كورونا» لدرجة أنه تم إدخالهم المستشفى.

وبعد خمسة أشهر من خروجهم من المستشفى، أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لأعضائهم الرئيسية بعض الاختلافات المهمة عند مقارنتها بمجموعة مكونة من 52 شخصاً لم يصابوا بـ«كوفيد» على الإطلاق.

ولوحظ التأثير الأكبر على الرئتين؛ إذ كانت عمليات المسح أكثر عرضة بنسبة 14 مرة لإظهار التشوهات.

وكانت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أيضاً أكثر عرضة بثلاث مرات لإظهار بعض التشوهات في الدماغ - ومرتين في الكلى - بين الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض حادة من «كوفيد».

ولم يكن هناك فرق كبير في صحة القلب أو الكبد.

وتقول الدكتورة بيتي رامان، من جامعة أكسفورد وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، إنه من الواضح أن أولئك الذين يعانون من أعراض «كوفيد» الطويلة هم أكثر عرضة للتعرض لبعض تلف الأعضاء.

وقالت: «بعد خمسة أشهر من خروجنا من المستشفى بسبب (كوفيد)، وجدنا تشوهات في الرئتين والدماغ والكلى لدى هؤلاء المرضى أكثر من المجموعة التي لم تصب بـ(كوفيد) على الإطلاق».

وأضافت: «عمر المريض، ومدى خطورة إصابته بالفيروس، وكذلك ما إذا كان يعاني من أمراض أخرى في نفس الوقت؛ كلها عوامل مهمة ترتبط فيما إذا وجدنا تلفاً في هذه الأعضاء المهمة في الجسم أم لا».

موظفة داخل مستشفى تقوم بتعديل النظارات الواقية قبل علاج مريض مصاب بفيروس «كورونا» في إسبانيا (رويترز)

علاجات جديدة

تعد النتائج جزءاً من دراسة أكبر تبحث في التأثيرات طويلة المدى لـ«كوفيد» على أولئك الذين تم إدخالهم المستشفى، والمعروفة باسم دراسة «Phosp-Covid».

ووجد الباحثون بعض الأعراض المتطابقة مع علامات تلف الأعضاء التي كشفت عنها فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، على سبيل المثال: ضيق الصدر والسعال مع وجود تشوهات في الرئتين. ومع ذلك، لا يمكن ربط جميع الأعراض التي يعاني منها المصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» بشكل مباشر بما شوهد في عمليات الفحص.

وتشرح الدكتورة رامان أنه يبدو أيضاً أن التشوهات في أكثر من عضو كانت أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تم إدخالهم المستشفى، وما زالوا يبلغون عن مشاكل صحية جسدية وعقلية بعد تعافيهم من العدوى الأولية.

وقالت: «ما نراه هو أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الأعضاء المتعددة في التصوير بالرنين المغناطيسي - أي إن لديهم أكثر من عضوين متأثرين - كانوا أكثر عرضة بأربعة أضعاف للإبلاغ عن ضعف عقلي وجسدي شديد وحاد للغاية».

وتابعت رامان: «تسلط النتائج التي توصلنا إليها أيضاً الضوء على الحاجة إلى خدمات متابعة متعددة التخصصات على المدى الطويل تركز على الصحة الرئوية وخارج الرئة (الكلى والدماغ والصحة العقلية)، خاصة بالنسبة لأولئك الذين دخلوا المستشفى بسبب (كوفيد)».

من جهته، يوضح البروفيسور كريس برايتلينغ، من جامعة ليستر الذي يقود دراسة «Phosp-Covid»، أن البحث جزء من جهد أوسع لفهم مجموعة الأعراض المختلفة التي تشكل المتلازمة المعروفة باسم «كوفيد طويل الأمد».

ويضيف: «تؤكد هذه الدراسة التفصيلية لتصوير الجسم بالكامل أن التغييرات في أعضاء متعددة تظهر بعد أشهر من دخول المستشفى بسبب (كوفيد)... تعمل دراسة (Phosp-Covid) على فهم سبب حدوث ذلك وكيف يمكننا تطوير اختبارات وعلاجات جديدة لـ(كوفيد طويل الأمد)».


ما علاقة شدّة «كوفيد-19» بصوت السعال؟

طريقة جديدة يمكن أن تحدّد شدّة الإصابة بـ«كوفيد-19» (بابليك دومين)
طريقة جديدة يمكن أن تحدّد شدّة الإصابة بـ«كوفيد-19» (بابليك دومين)
TT

ما علاقة شدّة «كوفيد-19» بصوت السعال؟

طريقة جديدة يمكن أن تحدّد شدّة الإصابة بـ«كوفيد-19» (بابليك دومين)
طريقة جديدة يمكن أن تحدّد شدّة الإصابة بـ«كوفيد-19» (بابليك دومين)

أعلن باحثون في إسبانيا تطوير طريقة سريعة وسهلة وفعالة لجهة التكلفة لتحديد شدّة مرض «كوفيد-19»، اعتماداً على خصائص السعال لدى المرضى، سواء في المنزل أو في أي مكان للرعاية الصحية. الدراسة أجراها باحثون في «معهد الهندسة الحيوية» بكاتالونيا، ونُشرت، الخميس، في «المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي».

يعاني معظم المصابين بـ«كوفيد-19» أعراضاً معتدلة، ويتعافون خلال أسابيع، لكن المرض لا يزال يشكل تحدياً صحياً كبيراً، قد يتطوّر لدى البعض إلى مرض أكثر خطورة وإلى التهاب رئوي.

ورغم تطور بروتوكولات لتقييم المخاطر التي يتعرض لها المرضى، فإنّ أدوات التشخيص والتنبؤ تعتمد، في المقام الأول، على «طرق غالية الثمن، مثل الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية، وهي غير متاحة في كثير من الأماكن».

ووفق الباحثين، «ثمة حاجة لتطوير أداة تشخيصية أبسط وأكثر سهولة تُمكّن مقدمي الرعاية الصحية من تحديد المرضى الذين تطوّرت حالتهم أو المعرَّضين لخطر الإصابة بمرض شديد، وهذا من شأنه تبسيط عملية فرزهم وتسهيل التدخل المبكر، حتى في المنزل أو في أماكن الرعاية الأولية».

وأجرى الفريق دراسة تعتمد على تحليل أصوات السعال في المراحل الأولية من السعال الناجم عن «كوفيد-19»، وتفسيرها، وقد أُجريت باستخدام بيانات جُمعت بين أبريل (نيسان) 2020 ومايو (أيار) 2021 في مستشفى «ديل مار» ببرشلونة، عبارة عن تسجيلات بالهواتف الذكية لأصوات السعال من 70 مريضاً مصاباً بعدوى «كوفيد-19»، جُمعت، خلال الـ24 ساعة الأولى، بعد دخولهم المستشفى. وأجرى الفريق تحليلاً لهذه التسجيلات، وكشفت النتائج عن اختلافات كبيرة في أصوات السعال اعتماداً على شدّة الحالة التنفسية، وهو ما أكدته سابقاً اختبارات التصوير وحاجة المرضى إلى الأكسجين الإضافي.

وتشير النتائج إلى أنه يمكن استخدام هذا التحليل لتصنيف شدّة عدوى «كوفيد-19» إلى خفيفة، ومتوسطة، وشديدة. وأشار الفريق البحثي إلى أن هذه الطريقة يمكن اعتمادها أداة توقع محتملة وبسيطة، ويمكن الوصول إليها لتقييم خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي الوخيم.

من جانبه، يقول المتخصّص في معالجة الإشارات الطبية الحيوية وتفسيرها، الباحث المشارك في الدراسة الدكتور رايمون جاني: «طوّرنا المنهجية والخوارزميات للتحليل الصوتي لإشارات السعال المجمّعة عبر الهواتف الذكية»، مضيفاً، في بيان نُشر عبر موقع المعهد: «باستخدام نموذج إحصائي يُعرَف بالنموذج الخطي المختلط، حدّد الفريق 5 عوامل، بناء على التردّدات الصوتية، أظهرت اختلافات كبيرة في سعال المرضى الذين يعانون مستويات متفاوتة من شدّة المرض وتطوّر الالتهاب الرئوي. وقد تعكس هذه الاختلافات التغيرات التقدّمية في الجهاز التنفسي لدى المرضى».

ويتابع: «رغم اقتراح طرق تحليل السعال الصوتي سابقاً لتشخيص أمراض الجهاز التنفسي، لكن الفريق البحثي يهدف إلى اتخاذ خطوة أبعد من خلال التحقيق على وجه التحديد في العلاقة بين الخصائص الصوتية للسعال والمستويات المتفاوتة من شدّة الالتهاب الرئوي لدى مرضى (كوفيد-19)».


عكس الشائع... قمع الأفكار السلبية قد يكون مفيداً لصحتك العقلية

المجموعة التي قمعت الأفكار السلبية ضمن الدراسة أكدت أن المخاوف كانت أقل حيوية وأن صحتهم العقلية تحسنت (رويترز)
المجموعة التي قمعت الأفكار السلبية ضمن الدراسة أكدت أن المخاوف كانت أقل حيوية وأن صحتهم العقلية تحسنت (رويترز)
TT

عكس الشائع... قمع الأفكار السلبية قد يكون مفيداً لصحتك العقلية

المجموعة التي قمعت الأفكار السلبية ضمن الدراسة أكدت أن المخاوف كانت أقل حيوية وأن صحتهم العقلية تحسنت (رويترز)
المجموعة التي قمعت الأفكار السلبية ضمن الدراسة أكدت أن المخاوف كانت أقل حيوية وأن صحتهم العقلية تحسنت (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن الاعتقاد السائد بأن قمع الأفكار السلبية يضر بصحتك العقلية قد يكون خاطئاً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

وطلب الباحثون من المتطوعين حجب الأفكار السلبية، فوجدوا أن صحتهم النفسية تحسنت وأصبحت الأفكار السيئة أقل حيوية.

قال البروفسور مايكل أندرسون، من جامعة كامبريدج في بريطانيا، إن العلاج السريري تقبّل فكرة أن قمع الأفكار يؤدي في الواقع إلى انتشارها بشكل أكبر.

وتابع: «الهدف الأساسي من العلاج النفسي هو التخلص من هذه الأفكار حتى يتمكّن الشخص من التعامل معها وسلبها قوتها».

عندما ضرب فيروس «كورونا» العالم في عام 2020، قرر أندرسون التحقق من هذه الفكرة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه مساعدة الناس خلال الوباء.

ومن خلال العمل مع الدكتورة زولكايدا مامات، في وحدة الإدراك وعلوم الدماغ التابعة لمجلس البحوث الطبية، قاما بتجنيد 120 شخصاً من 16 دولة لاختبار ما إذا كان من الممكن - والمفيد - للناس ممارسة قمع أفكارهم المخيفة.

طُلب من كل مشارك أن يفكر في عدد من السيناريوهات التي يمكن أن تحدث في العامين المقبلين: 20 مخاوف سلبية، و20 أملاً إيجابياً، و36 حدثاً عادياً ومحايداً.

يجب أن تكون المخاوف هي المخاوف الحالية التي تطفلت مراراً وتكراراً على أفكارهم. وفي كل سيناريو، قدموا كلمة تذكرهم بالسيناريو.

طُلب من نصف المشاركين التحديق في إحدى كلماتهم السلبية لبضع ثوانٍ والاعتراف بالخوف، ولكن بعد ذلك حجب أي أفكار أخرى.

تم تكليف النصف الآخر من المشاركين بالمهمة نفسها، فقط مع كلماتهم المحايدة. يتم تكرار التمرين 12 مرة يومياً لمدة 3 أيام.

في نهاية التجربة، أفادت المجموعة التي قمعت الأفكار السلبية أن تلك المخاوف كانت أقل حيوية، وأن صحتهم العقلية تحسنت مقارنة بالمجموعة التي قمعت الأفكار المحايدة.

وثبتت النتائج صحتها بعد 3 أشهر من انتهاء التجربة.

وقال البروفسور أندرسون: «ما وجدناه يتعارض مع الرواية المعروفة... على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد النتائج، يبدو أنه من الممكن وربما يكون من المفيد قمع أفكارنا السلبية بشكل فعال».


ما أفضل وقت لممارسة الرياضة للوقاية من السكري؟

النشاط البدني الصباحي أكثر فاعلية للوقاية من مرض السكري (بابليك دومين)
النشاط البدني الصباحي أكثر فاعلية للوقاية من مرض السكري (بابليك دومين)
TT

ما أفضل وقت لممارسة الرياضة للوقاية من السكري؟

النشاط البدني الصباحي أكثر فاعلية للوقاية من مرض السكري (بابليك دومين)
النشاط البدني الصباحي أكثر فاعلية للوقاية من مرض السكري (بابليك دومين)

يُعدّ النشاط البدني عاملاً وقائياً ضد مرض السكري من النوع الثاني، لكن التوقيت الأمثل للحصول على أفضل نتيجة لم يتم استكشافه نسبياً. وأظهرت دراسة أميركية أن «ممارسة النشاط البدني في الصباح وبعد الظهر أفضل من فترة المساء للوقاية من السكري». ونشرت نتائج الدراسة (الأربعاء) في دورية الجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري.

ووفق الدراسة، توفر الأجهزة المعتمدة على مقياس التسارع، التي تقيس النشاط البدني، فرصة جديدة لقياس فاعلية هذا النشاط بشكل موضوعي على مدار اليوم والأسبوع. وقد أثبتت دراسات سابقة أن النشاط البدني في منتصف النهار وبعد الظهر يرتبط بانخفاض خطر الوفاة، لكن العلاقة بين توقيت ممارسة الرياضة والوقاية من السكري لا تزال غير مدروسة.

لذلك ركز الفريق في الدراسة الجديدة على تحليل العلاقة بين النشاط البدني في الصباح أو بعد الظهر أو المساء والاتساق (الروتين) وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وارتدت مجموعة مكونة من 93095 مشاركاً في المملكة المتحدة (متوسط العمر 62 عاماً) دون تاريخ من مرض السكري من النوع الثاني، مقياس تسارع يوضع على المعصم لمدة أسبوع واحد.

وقام الباحثون برصد وتحليل معلومات مقياس التسارع لتقدير النشاط البدني ومدته وتوقيتاته على مدار اليوم، بما في ذلك الأعمال المنزلية والمشي والنشاط القوي. وتم تقسيم فترات النشاط إلى الفترة الصباحية من 6 لـ12 صباحاً، والظهيرة من 12 لـ6 مساءً، والمساء من 6 لـ12 ليلاً.

ولاحظ الباحثون ارتباطات وقائية للنشاط البدني الصباحي، حيث ارتبطت كل ساعة مُسجلة من النشاط البدني على مقياس التسارع، بانخفاض بنسبة 10 في المائة في خطر الإصابة بالسكري، فيما بلغت النسبة 9 في المائة للنشاط خلال فترة الظهيرة.

وفي المقابل، لم يكن هناك ارتباط ذو دلالة إحصائية بين النشاط البدني المسائي وخطر الوقاية من السكري. وعدّ الباحثون عوامل نمط الحياة، مثل مقدار النوم وتناول الطعام، من شأنها أن تؤثر على مقدار النشاط البدني في الصباح وبعد الظهر والمساء، وبالتالي الدور الوقائي النشاط البدني من خطر الإصابة بالسكري.

وأكد الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور شيراج باتيل، أستاذ مشارك في المعلوماتية الطبية الحيوية بكلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية، لـ«الشرق الأوسط»: «دراستنا توصلت إلى أن العلاقة بين النشاط البدني الإجمالي والمخاطر المستقبلية للسكري يمكن أن تختلف حسب توقيت النشاط خلال اليوم». لكنه شدد على أن «النشاط البدني هو إجراء مهم للغاية للوقاية من السكري، بغض النظر عن التوقيت خلال اليوم، لذلك من الضروري المواظبة عليه للوقاية من السكري وأمراض القلب».

وعن أهمية نتائج الدراسة. أوضح باتيل: «يحتاج المجتمع العلمي للعمل معاً لتوضيح معايير قياس وتحليل النشاط البدني وربطها بالنتائج الصحية. نؤمن بشدة أنه كلما زاد النشاط البدني، قل خطر الإصابة بالأمراض، مثل السكري».

وحول خطواتهم المستقبلية، أشار باتيل إلى أن «الفريق مهتم بدرس كيفية تفاعل عوامل نمط الحياة مع النشاط البدني، مثل النظام الغذائي والنوم، ونريد أن نبدأ في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بأنواع التمارين الأكثر أهمية التي يُنصح بممارستها خلال اليوم».


ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟

ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟
TT

ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟

ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟

نظام «OMAD» أو (تناول وجبة واحدة في اليوم) هو في الأساس نسخة أكثر تطرفًا من الأنواع الأخرى من أنظمة الصيام الغذائية، مثل الصيام المتقطع والأكل المقيد بالوقت. لكن الفرق الرئيسي هو أنه بدلاً من صيام أيام معينة فقط أو تناول وجباتك فقط خلال فترة زمنية محددة، فإن الأشخاص الذين يتبعون «OMAD» يأكلون كل السعرات الحرارية اليومية في وجبة واحدة كبيرة.

وفي حين يقول مؤيدو OMAD ان اتباع النظام الغذائي يحسن العديد من جوانب الصحة، فإننا في الواقع لا نعرف سوى القليل جدًا عن تأثير تناول وجبة واحدة فقط يوميًا على الجسم؛ ناهيك عن ما إذا كانت آمنة.

ان الأدلة الداعمة لمدى فائدة اتباع OMAD محدودة. وأن عددا قليلا جدًا من الدراسات قد نظرت بالفعل OMAD. ومعظم تلك الدراسات التي أجريت على الحيوانات.

وعلى هذا النحو، فإن معظم الادعاءات بأن OMAD يعمل هي قصصية. أو أنها تستند إلى افتراض أنه إذا كانت أشكال الصيام الأخرى يمكن أن تفيد الصحة، فإن OMAD سيفعل ذلك أيضًا. إذ لا تزال الأبحاث المتعلقة بأنظمة الصيام الغذائية في طور الظهور.

وفي هذا الاطار، تشير بعض الأدلة إلى أن أحد أشكال الصيام المتقطع المعروف باسم «النظام الغذائي 5:2» (حيث يأكل الشخص بشكل طبيعي خمسة أيام في الأسبوع، ثم 800 سعرة حرارية أو أقل يومين في الأسبوع) قد يساعد الأشخاص على إدارة وزنهم بشكل أفضل. لكن، مع ذلك، فهو ليس أفضل من أساليب النظم الغذائية الأخرى، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن «ذي كونفيرسيشنز».

وقد وجدت الأبحاث أيضًا أن الأكل المقيد بالوقت (حيث تأكل كل السعرات الحرارية التي تحتاجها في يومك خلال فترة زمنية محددة) يمكن أن يساعد الأشخاص على إدارة وزنهم بشكل أفضل. وله فوائد صحية أخرى مثل خفض ضغط الدم.

كما وجدت إحدى الدراسات المراجعة أن العديد من أنواع الصيام المختلفة (بما في ذلك الصيام المتقطع والصيام كل يوم) يمكن أن تحسن عدة جوانب من عملية التمثيل الغذائي؛ وتشمل هذه تحسين مستويات السكر في الدم والكوليسترول، وتقليل مستويات الالتهاب ومساعدة الأشخاص على تنظيم شهيتهم بشكل أفضل. وهذا بدوره قد يساعد في تقليل خطر إصابة الشخص بالسمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجبة واحدة فقط

وقد نظرت إحدى الدراسات حتى الآن في تأثير OMAD على البشر؛ ففي هذه الدراسة، تم إعطاء المشاركين نفس العدد من السعرات الحرارية لتناولها كل يوم طوال مدة الدراسة.

وبالنسبة لنصف الدراسة، تناول المشاركون هذه السعرات الحرارية في وجبة واحدة، قبل التبديل، وتناول السعرات الحرارية اليومية مقسمة إلى ثلاث وجبات في اليوم. وتم اتباع كل نمط من الوجبات لمدة 11 يومًا فقط؛ وهي فترة ليست طويلة جدًا على الإطلاق. فتم تناول الوجبة الواحدة بين الساعة 5 مساءً و 7 مساءً.

أكمل 11 مشاركا فقط الدراسة. وعندما تناول المشاركون وجبة واحدة فقط في اليوم، لاحظوا انخفاضًا أكبر في وزن الجسم وكتلة الدهون. ومع ذلك، كان لدى المشاركين أيضًا انخفاض أكبر في الكتلة الخالية من الدهون وكثافة العظام عند تناول وجبة واحدة فقط في اليوم. فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض وظائف العضلات وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام إذا تم اتباع النظام الغذائي لفترة أطول.

وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات والتي بحثت في تأثيرات OMAD نتائج متضاربة، حيث بينت الأبحاث أن الفئران التي تناولت وجبة كبيرة واحدة يوميًا اكتسبت وزنًا أكبر مقارنة بالتي تناولت وجبات متعددة.

وفي حين أن هذه النتائج قد تشير إلى أن OMAD قد يكون له فوائد لبعض جوانب الصحة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عنه.

سيكون من المهم للدراسات المستقبلية أن تبحث في تأثير OMAD على عدد أكبر من المشاركين وفي مجموعات أخرى من الأشخاص . كما أنه سيكون من المهم أيضًا أن تنظر الدراسات في تأثير OMAD على مدى فترة زمنية أطول، وإجراء هذه التجارب في بيئة واقعية.

وسيكون من المثير للاهتمام أيضًا معرفة ما إذا كان توقيت الوجبة يمكن أن يحسن النتائج بشكل أكبر وما إذا كان المظهر الغذائي للوجبة يحدث فرقًا.

سلبيات أخرى

إذا كان شخص ما يتناول وجبة واحدة فقط في اليوم، فسيكون من الصعب جدًا عليه تلبية جميع متطلباته الغذائية، خاصة فيما يتعلق بالطاقة والبروتين والألياف والفيتامينات والمعادن الأساسية.

ان عدم الحصول على ما يكفي من هذه العناصر الغذائية المهمة يمكن أن يؤدي إلى فقدان كتلة العضلات وخطر الإمساك وضعف صحة الأمعاء. إذ سيحتاج الشخص الذي يتبع (أوماد) إلى التأكد من حصوله على حصة جيدة من البروتين والكثير من الخضروات والمكسرات والبذور وبعض الفاكهة والحبوب الكاملة خلال وجبته اليومية الوحيدة لتلبية هذه المتطلبات الغذائية. وسيحتاجون أيضًا إلى حصة جيدة من منتجات الألبان للتأكد من أنهم يستوفون متطلباتهم من الكالسيوم واليود - أو مكمل أو بديل إذا كانوا نباتيين.

هذا ليس نظامًا غذائيًا نوصي به للأطفال أو الحوامل أو الأمهات بفترة الرضاعة أو للأشخاص المعرضين لخطر اضطراب الأكل.

من المهم أيضًا ملاحظة أنه على الرغم من أن هذا النظام الغذائي قد يكون مفيدًا للمشاهير، إلا أنه يمكنهم أيضًا الوصول إلى خبراء التغذية والأنظمة الغذائية عالية الجودة والمكملات الغذائية عند الحاجة.

بالنسبة لأغلبنا، قد يكون هذا النوع من النظام الغذائي غير مستدام، وربما يكون ضارًا على المدى الطويل، وفق ما افادت الدكتورة أماندا أفيري المحاضرة في التغذية بجامعة نوتنغهام.


الأمراض المرتبطة بالفطريات... خطر يتمدد حول العالم

صورة أرشيفية من داخل معمل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية من داخل معمل (إ.ب.أ)
TT

الأمراض المرتبطة بالفطريات... خطر يتمدد حول العالم

صورة أرشيفية من داخل معمل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية من داخل معمل (إ.ب.أ)

لا يزال الاهتمام المعطى لمعالجة حالات العدوى الناجمة عن الفطريات في جميع أنحاء العالم أقل من المستوى المطلوب، رغم تسببها بكثير من الوفيات... ويتنامى هذا الخطر خصوصاً بفعل ازدياد مقاومة هذه الفطريات للعلاجات المتوافرة حالياً.

وفي تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يتم في المركز المرجعي الوطني للفطريات الغازية ومضادات الفطريات في معهد باستور في باريس، فحص الفطر بدقة شديدة.

ويجري الباحثون في المركز تحاليل لنحو 800 عينة كل عام، تشمل سلالات الخميرة أو الفطريات الخيطية (العفن) المزروعة، خصوصاً تحت المجهر، لتحديد أنواعها ومقاومتها المحتملة للعلاجات.

وتقول فاني لانترنييه، وهي متخصصة في الأمراض المعدية في مستشفى «نيكر»، ومسؤولة في المركز المرجعي التابع لمعهد باستور، إن «الفطريات موجودة في كل مكان، سواء كانت مرئية أم لا». ويطلق المعهد في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) عمليته السنوية لجمع الهبات المخصصة لتمويل المشروعات البحثية.

ويعتقد علماء الفطريات بأنّ هناك ما لا يقل عن مليون نوع من الفطر على الأرض.

تتكاثر الفطريات عن طريق نشر الجراثيم المجهرية. وغالباً ما توجد هذه الجراثيم في الهواء والتربة، ويمكن استنشاقها أو تناولها مع الطعام.

وتُعدّ بعض الخمائر جزءاً من الكائنات الحية الدقيقة، وتوجد على الجلد وفي الجهاز الهضمي.

كما أن بعض الالتهابات الفطرية الشائعة تكون خفيفة وسهلة العلاج بشكل عام، مثل مرض القلاع الفموي، أو الالتهابات المهبلية، أو عدوى الخميرة، أو عدوى الخميرة الجلدية وفروة الرأس.

وعلى الرغم من أن غالبية الجراثيم الموجودة على الجلد، أو التي يتم استنشاقها في الرئتين ليست لها أي عواقب على الأشخاص الأصحّاء، فإنها من المحتمل أن تسبب التهابات حادة لدى المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.

توسع متزايد

وتقول لانترنييه: «إنها ستؤثر بشكل خاص في المرضى الضعفاء، بينهم على سبيل المثال، المصابون بالسرطان، أو بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، أو الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء أو لجراحات ثقيلة».

وتشير إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ازدياداً في بعض الالتهابات الفطرية؛ بسبب الاستخدام المتزايد للعلاجات المثبطة للمناعة لعلاج أمراض أخرى.

وفي العام الماضي، نشرت منظمة الصحة العالمية قائمة تضم 19 نوعاً من الفطريات تجب دراستها بوصفها أولوية، قائلة إنها تشكّل «تهديداً كبيراً للصحة العامة».

ومن بين الأنواع المسببة للمشكلات بشكل خاص، بحسب المنظمة، «كريبتوكوكوس نيوفورمانس (Cryptococcus neoformans)»، الذي يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى التهاب السحايا، أو «كانديدا أوريس (Candida auris)»، الذي يمكن أن يسبب التهابات في أعضاء مختلفة، وخصوصاً الدماغ، أو «أسبرجيلوس فوفيغاتيس (Aspergillus fumigatus)»، الذي قد يسبب أمراضاً رئوية.

وترتبط هذه العدوى بمعدلات وفيات عالية جداً تصل إلى 60 في المائة لدى البعض.

ويتوسع انتشار الأمراض الفطرية المتوطنة ونطاقها الجغرافي، الذي كان يقتصر على مناطق معينة، في جميع أنحاء العالم؛ نتيجة للاحترار المناخي وزيادة السفر.

مقاومة أكبر للعلاجات

وفي الربيع، حذّرت المراكز الصحية الأميركية (سي دي سي) من ازدياد حالات الإصابة بفطريات «كانديدا أوريس»، وهي خميرة تنتشر حول العالم، في ظل توسع تفشيها في المؤسسات الصحية في جميع أنحاء البلاد.

ولا تزال فرنسا متأثرة قليلاً بهذه المشكلة. لكن لمنع توطن وانتشار هذه الخميرة في المستشفيات الفرنسية، يُوصى منذ هذا الصيف بإجراء فحص لمستوى انتشارها على المرضى الذين يدخلون بعد العلاج في مستشفيات خارج البلاد.

على الرغم من المخاوف المتزايدة، فإن الالتهابات الفطرية لا تحظى إلا بقليل جداً من الاهتمام والموارد، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ومن الشائع، على نحو كبير، أن تكون مسبّبات الأمراض أكثر مقاومة للعلاجات، مثل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

وتوضح سارة ديليير، وهي عالمة فطريات في مستشفى سانت لويس في باريس، وباحثة في معهد باستور: «نستخدم مضادات للفطريات (أدوية) لعلاج المرضى، ولكن أيضاً في الحقول لمنع بعض الفطريات من الفتك بالمحاصيل».

مع مرور الوقت، «تصبح بعض الفطريات مثل الرشاشيات (Aspergillus) مقاومة لمضادات الفطريات، ويتبين أن علاج المرضى الذين يصابون بها يصبح أكثر تعقيداً»، وفق ديليير.

وقد برزت هذه المقاومة بشكل خاص في هولندا، حيث انتشرت كميات كبيرة من مضادات الفطريات في حقول التوليب.


كيف تحسب نسبة الدهون بجسمك؟

كيف تحسب نسبة الدهون بجسمك؟
TT

كيف تحسب نسبة الدهون بجسمك؟

كيف تحسب نسبة الدهون بجسمك؟

إذا كنت من محبي اللياقة البدنية وكثيرًا ما تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، فإن معرفة نسبة الدهون في جسمك تصبح أمرًا ضروريًا.

لا يتعلق الأمر بالجمال فحسب، بل يتعلق بصحتك أيضًا.

ان نسبة الدهون في الجسم أو BF % هي جزء من وزن الجسم الذي يتكون من الأنسجة الدهنية. وأن معرفة هذا الرقم يمكن أن توفر لك رؤى حول مستوى لياقتك البدنية والمخاطر الصحية المستقبلية، وفق ما يذهب تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

لماذا تعتبر نسبة الدهون في الجسم مهمة؟

تعتبر نسبة الدهون في الجسم مهمة لأنها توفر صورة أكثر واقعية لصحتك من مجرد النظر إلى الرقم الموجود على الميزان.

وفيما يلي بعض الأسباب:

التقييم الصحي

وفقا للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، فإن معرفة نسبة الدهون في الجسم يمكن أن تساعدك على تقييم مخاطر الإصابة ببعض الحالات الصحية، مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.

يمكن أن تزيد الدهون الزائدة في الجسم، وخاصة حول البطن، من هذه المخاطر.

اللياقة البدنية

إذا كنت تعمل على تحسين لياقتك البدنية أو فقدان الوزن، فإن تتبع نسبة الدهون في الجسم يعد مؤشرًا أفضل لتقدمك بإدارة الوزن وحده. قد تكتسب عضلات بينما تفقد الدهون، وهو ما لن يظهر بالضرورة على الميزان.

الأهداف الشخصية

يمكن أن تساعدك نسبة الدهون في الجسم على تحديد أهداف اللياقة البدنية والتغذية الشخصية. فهي تسمح لك باستهداف نسبة محددة للحصول على تركيبة صحية للجسم.

ما هي طرق حساب نسبة الدهون في الجسم؟

هناك عدة طرق متاحة لحساب نسبة الدهون في الجسم، ولكل منها مستويات مختلفة من الدقة والتعقيد.

وفيما يلي بعض الأشياء الشائعة:

ثنيات الجلد (الفرجار)

تتضمن العملية التي تستخدم سمك ثنيات الجلد قياس سماكة ثنيات الجلد (الفرجار) في مواقع عديدة على جسمك. تم بعد ذلك استخدام هذه الأبعاد لحساب نسبة الدهون في الجسم.

وعلى الرغم من أنها غير مكلفة، إلا أن الأداء الدقيق يحتاج إلى مهارة كبيرة.

تحليل المعاوقة الكهربائية الحيوية

تقيس أجهزة BIA مقاومة التدفق الكهربائي عبر جسمك. فنظرًا لأن العضلات والدهون لهما موصلات مختلفة، فإن BIA قادر على قياس نسبة الدهون في الجسم.

ويقول فيبول شارما مدرب لياقة بدنية «إن العديد من موازين الحمامات تشتمل الآن على تقنية BIA؛ كالطاقة المزدوجة وقياس امتصاص الأشعة السينية؛ إذ توفر عمليات المسح باستخدام هذه التقنية تحليلًا دقيقًا للغاية لتكوين الجسم باستخدام تقنية الأشعة السينية. كما يمكنها التمييز بين كتلة العظام والعضلات والدهون. ومع ذلك، فهي غالبًا ما تكون باهظة الثمن وغير متاحة بسهولة».

ووفقا للجمعية الإشعاعية لأميركا الشمالية، فإن عمليات المسح في هذه العملية تنتج القليل جدا من الإشعاع.

الوزن الهيدروستاتيكي

تتضمن هذه الطريقة غمر جسمك في الماء لقياس كثافته. فمن خلال مقارنة كثافة جسمك بكثافة الماء، يمكن تقدير نسبة الدهون في جسمك.

إنها دقيقة للغاية ولكن قد لا يكون من الممكن الوصول إليها على نطاق واسع.

تطبيقات حاسبات الدهون

تقوم العديد من الآلات الحاسبة والتطبيقات عبر الإنترنت بتقدير نسبة الدهون في الجسم باستخدام بيانات مثل العمر والجنس والطول والوزن، وفي بعض الأحيان معلمات إضافية.

وعلى الرغم من أن هذه الأساليب مريحة، إلا أنها قد لا تكون دقيقة مثل الطرق الأخرى.

أهمية الاتساق

يصبح من المهم الحفاظ على الاتساق أثناء قياس نسبة الدهون في الجسم، بغض النظر عن الطريقة التي تختارها.

وللحصول على نتائج دقيقة، يمكنك اتباع هذه الإرشادات:

- قم دائمًا بأخذ قياساتك في نفس الوقت من اليوم، ويفضل أن يكون ذلك قبل تناول الطعام أو ممارسة الرياضة.

- حافظ على مستويات ترطيب منتظمة، لأن هذه يمكن أن تغير قياسات BIA.

- اختر حلاً يناسب ميزانيتك ومدى توفرك مع مراعاة الدقة.

- قد يساعدك فهم نسبة الدهون في جسمك على تقييم صحتك وتحقيق أهداف اللياقة البدنية الخاصة بك.

وأخيرا، على الرغم من وجود طرق مختلفة لحسابها، تذكر أن الدقة المطلقة قد لا تكون بنفس أهمية الاتساق وتتبع التغييرات بمرور الوقت.

من خلال مراقبة نسبة الدهون في الجسم، يمكنك اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أهدافك الصحية واللياقة البدنية.


دراسة: طفرة جينية تسبب خطرا حقيقيا للإصابة بسرطان الثدي!

دراسة: طفرة جينية تسبب خطرا حقيقيا للإصابة بسرطان الثدي!
TT

دراسة: طفرة جينية تسبب خطرا حقيقيا للإصابة بسرطان الثدي!

دراسة: طفرة جينية تسبب خطرا حقيقيا للإصابة بسرطان الثدي!

كتبت الممثلة المعروفة أنجلينا جولي مقالة كشفت فيها عن خضوعها لعملية استئصال الثديين. وعلى الرغم من أن جولي لم تكن مصابة بسرطان الثدي، إلا أن الاختبار الجيني كشف أنها تحمل طفرة جينية قال أطباؤها إنها معرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 87 % في حياتها. وكان لدى جولي أيضًا تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، حيث فقدت والدتها وجدتها وخالتها بسبب المرض.

تمتلك جولي طفرة جينية في أحد جينات BRCA الخاصة بها، وتحديدًا جين BRCA1. لدينا جميعًا جينات BRCA، التي تعمل كمثبطات للأورام. هذه الجينات ضرورية لبقاء الخلايا الصحية والوقاية من السرطان. إنها تعمل على إصلاح الحمض النووي لدينا وإصلاح الأخطاء التي تحدث بسبب الشيخوخة أو التعرض البيئي (مثل التبغ أو الإشعاع). وعندما يكون هناك خلل في هذه الجينات، فإنها لا تعمل كما ينبغي. وهذا يترك النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

ووفقا لبحث سابق، فإن الطفرات في جين BRCA1 تحمل ما يقدر بنحو 65-80 % من خطر الإصابة بسرطان الثدي مدى الحياة، في حين أن الطفرات في جين BRCA2 تحمل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 45 -85 %.

وأطلق على شهادة جولي اسم «تأثير جولي»، إذ كشف عن ارتفاع حاد بعدد النساء في مختلف أنحاء العالم اللاتي يخضعن للاختبارات الجينية ولعمليات استئصال الثدي الوقائية للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي إذا تبين أنهن يحملن الطفرة الجينية BRCA.

كما أدى هذا الوصول المتزايد للاختبارات إلى زيادة اكتشاف طفرات BRCA وأدى بلا شك إلى رعاية وقائية منقذة للحياة للكثيرين. وذلك وفق ما نشر موقع «theconversations» العلمي المرموق.

وكشفت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة إكستر تساءلت عن مدى فائدة هذه الاختبارات بعد أن أظهرت أن خطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب طفرات BRCA قد لا يكون دائما مرتفعا كما كان يعتقد من قبل.

ونظر الباحثون في إجمالي 454.712 مشاركة تتراوح أعمارهن بين 40 و69 عامًا من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة (دراسة صحية واسعة النطاق تحتوي على معلومات وراثية وطبية من نصف مليون من سكان المملكة المتحدة). وقاموا بتحديد المشاركات اللاتي لديهن طفرة جينية BRCA، ثم استخدموا قاعدة البيانات للسؤال عما إذا كان لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.

وباستخدام بيانات تسجيل السرطان التي تم جمعها كجزء من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، قام الباحثون بحساب خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي إذا كانت لديها طفرة جينية BRCA - مع أو بدون تاريخ عائلي معروف لسرطان الثدي.

ووجد الباحثون أنه في حين أن جميع المشاركات اللاتي لديهن طفرات جين BRCA لديهن خطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بعامة السكان، فإن هذا الخطر كان أعلى بنسبة 1.5 إلى 1.9 مرة بالنسبة للاتي لديهن تاريخ عائلي للمرض.

وأيضا وجدت الدراسة أن خطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب جين BRCA لم يكن مرتفعًا كما كان يعتقد سابقًا لدى النساء اللائي ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض. وكانت النساء اللاتي يحملن متغير الجين BRCA1 فقط أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 23 % بحلول سن الستين، في حين أن النساء اللاتي يحملن متغير BRCA2 كان لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 18 % تقريبًا قبل سن الستين.

أما بالنسبة للإصابة بسرطان الثدي، فكان متغير BRCA1 يحمل خطرًا أكبر بنسبة 45 % للإصابة بالمرض قبل سن 60 عامًا. وكان متغير BRCA2 يحمل خطرًا أكبر بنسبة 24 %.

وعلى الرغم من أن هذه دراسة مهمة شملت عددًا كبيرًا من المشاركات، إلا أنه تم إنشاء قيم الخطر النسبية لتشخيص السرطان قبل سن 60 عامًا.

وعادةً، يتم حساب المخاطر مدى الحياة حتى سن 75 عامًا. وهذا يعني أننا محدودون فيما يتعلق بفهم الخطر لدى النساء كبار السن اللاتي لديهن هذه الطفرات الجينية.

الاختبارات الجينية

تعد القدرة على الوصول إلى الاختبارات الجينية أمرًا مهمًا لأنها تتيح لكل شخص فهم صحته بشكل أفضل واتخاذ القرارات بشأن العلاجات التي ستفيده أكثر. لكن اختيار الخضوع لعملية جراحية للحد من المخاطر نتيجة للاختبارات الجينية ليس بالأمر السهل.

وفي هذه الاطار، تسلط الدراسة الجديدة الضوء على أهمية التحدث مع الطبيب عند تفسير نتائج هذه الاختبارات قبل اتخاذ أي قرارات. فلقد أظهرت الدراسة مدى أهمية أخذ تاريخ العائلة في الاعتبار عند تحديد ما إذا كان يجب إجراء جراحة وقائية أم لا. لأن النساء اللاتي لديهن طفرة جينية BRCA1 أو BRCA2 واللاتي كان لدى أحد أفراد عائلاتهن المقربات إصابات بسرطان الثدي (مثل إحدى الأمهات أو الأخوات) قد يحصلن على أكبر فائدة من إجراء جراحة وقائية. أما اللاتي ليس لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي فقد يرغبن في التحدث مع طبيبهن ومناقشة خطر الإصابة بسرطان الثدي، الى جانب استراتيجيات مراقبة صحتهن في المستقبل.


ماذا يحدث لجسمك لو تناولت الكثير من السكر؟

ماذا يحدث لجسمك لو تناولت الكثير من السكر؟
TT

ماذا يحدث لجسمك لو تناولت الكثير من السكر؟

ماذا يحدث لجسمك لو تناولت الكثير من السكر؟

كل ما نستهلكه تقريبًا في عصرنا هذا يحتوي على سكر مضاف؛ بدءا من علبة رقائق البطاطا إلى زجاجة كاتشب الطماطم إلى علبة العصير الطازج، لا شيء يدّخر. إنه أحد أكبر مصادر السعرات الحرارية اليومية والسبب الرئيسي للسمنة في جميع أنحاء العالم. ولكن ما هو السكر، وإلى جانب ذوقك، هل يحتاج جسمك إليه حقًا؟ يجب الإجابة على هذه الأسئلة لفهم كيفية تأثير السكر على جسمك ولماذا يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الطعام العديد من الآثار الجانبية.

من أجل ذلك يقدم الدكتور سويدال ترينيداد كبير أخصائيي التغذية بمستشفى PD Hinduja ومركز الأبحاث الطبية، Mahim إجابات لكل هذه التساؤلات، وفق ما نقل عنه موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

دور السكر:

تتكون الأطعمة التي نستمتع بها عادة بأشكال مختلفة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، والتي يقول ترينيداد إنها الجسم يهضمها ويمتصها للحصول على الطاقة.

السكر هو أحد أشكال الكربوهيدرات التي يقوم الجسم بتكسيرها لإنتاج الغلوكوز، المعروف أيضًا باسم «سكر الدم». وتنتشر هذه في بعض الأطعمة، مثل الفواكه ومنتجات الألبان. ويحتاج جسمنا بشكل خاص إلى هذا النوع من السكر للحصول على الطاقة ودعم الأداء السلس للجهاز العصبي المركزي والدماغ وخلايا الدم الحمراء (كرات الدم الحمراء).

لا حاجة للسكر المضاف

تقول جمعية القلب الأميركية (AHA) إن الجسم لا يحتاج إلى أي سكر مضاف ليعمل بشكل فعال. وتوصي بالحد من استهلاكه.

وبالمقارنة مع السكريات الطبيعية الموجودة في الأطعمة والفواكه ومنتجات الألبان، يحتوي السكر المضاف على أنواع أقل نسبيًا من العناصر الغذائية.

ووفقًا للخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS)، يجب ألا يتناول البالغون أكثر من 30 غرامًا من السكريات يوميًا، في حين يجب على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات الحد من تناوله بما لا يزيد على 24 غرامًا يوميًا.

وفي هذا الاطار، توصي جمعية القلب الأميركية بحد أقصى لتناول السكر المضاف يوميًا أقل من 36 غرامًا أو 9 ملاعق صغيرة للذكور وأقل من 25 غرامًا أو 6 ملاعق صغيرة للإناث.

ماذا يحدث عندما يكون لديك الكثير من السكر

ان تناول الكثير من السكر يمكن أن يسبب العديد من المشاكل، سواء على المدى القصير أو الطويل.

وتشمل الأعراض الشائعة التعب وانخفاض مستويات الطاقة وانخفاض الحالة المزاجية والانتفاخ.

وعلى المدى الطويل، قد تكون الآثار الجانبية أكثر ضررا. وتشمل:

- مقاومة الأنسولين

- مرض السكري من النوع 2.

مقاومة الأنسولين

الأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس ويساعد على التحكم بمستويات السكر في الدم ويساعد الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة.

وعادة، يقوم جسمك بتفكيك الأطعمة التي تتناولها إلى غلوكوز، الذي يدخل مجرى الدم ويرسل إشارة إلى البنكرياس لإنتاج الأنسولين. ثم يساعد الأنسولين الغلوكوز على دخول العضلات والدهون وخلايا الكبد، بحيث يمكن استخدامه للطاقة.

تحدث مقاومة الأنسولين عندما تتوقف خلايا الجسم عن الاستجابة للأنسولين. فإذا تناولت الكثير من السكر وتوقف جسمك عن الاستجابة بشكل صحيح للأنسولين، فمن المرجح أن يضخ البنكرياس المزيد من الأنسولين، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وأشارت دراسة نشرت بمجلة «PLOS ONE» العلمية إلى أن ارتفاع نسبة السكر في النظام الغذائي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري مع مرور الوقت.

البدانة

تُعرّف منظمة الصحة العالمية (WHO) السمنة بأنها «تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون يشكل خطراً على الصحة».

ووفقًا للمنظمة، فان أحد الأسباب الرئيسية تشمل الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.

وقد أفادت دراسة نشرت بالمجلة الطبية البريطانية (BMJ)، بأن الإفراط في استهلاك السكريات المضافة يمكن أن يؤدي إلى نقص المغذيات والطاقة، الأمر الذي يمكن أن يساهم بدوره في السمنة.

المشاكل القلبية

أشارت الأبحاث إلى أن اتباع نظام غذائي عالي السكر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض بما في ذلك أمراض القلب. فلا يمكن أن يؤدي ذلك إلى السمنة فحسب، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والسكر في الدم وضغط الدم، وكلها عوامل خطر تؤدي إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية.

الكبد الدهني

يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية عالية السكر إلى زيادة نسبة الغلوكوز في الدم، ما يؤدي بدوره إلى ظهور الخلايا الدهنية. والكبد هو العضو الذي عادة ما يخزن الدهون الزائدة. ومع مرور الوقت، إذا استمر الشخص في استهلاك الكثير من السكر، فمن المرجح أن تحل الخلايا الدهنية محل خلايا الكبد السليمة، ما يؤدي إلى مرض الكبد الدهني.

تسوّس الأسنان

يقول ترينيداد «إن تناول الكثير من الحلويات قد يؤدي أيضًا إلى إنتاج الحمض الذي يمكن أن يسبب تسوس الأسنان. وذلك لأن تناول الكثير من السكر يمكن أن يصبح أرضًا خصبة للبكتيريا التي تسبب المنتجات الثانوية الحمضية وإزالة المعادن وتسوس الأسنان، حسب دراسة نشرت بمجلة «الجمعية الدولية لطب الأسنان الوقائي والمجتمعي».

يعتبر السكر مصدراً مهماً للطاقة، إلا أن الإكثار منه يمكن أن يسبب عدة مضاعفات في الجسم. ومن الأفضل أن تحصل على حصتك من السكر من مصادر طبيعية، مثل الفواكه ومنتجات الألبان. لذا قلل من تناول السكر المضاف، والذي يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.


مؤتمر طبي دولي حول «الكشف عن أسرار صحة الأمعاء»

مؤتمر طبي دولي حول «الكشف عن أسرار صحة الأمعاء»
TT

مؤتمر طبي دولي حول «الكشف عن أسرار صحة الأمعاء»

مؤتمر طبي دولي حول «الكشف عن أسرار صحة الأمعاء»

«البروبيوتيك» هي بكتيريا حية وخمائر ذات فوائد صحية مختلفة. يُعتقد أنها تساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الجهاز الهضمي، بما في ذلك المعدة والأمعاء، عندما تتعطل بسبب مرض أو تناول علاج ما. وقد ثبت بالأدلة أن «البروبيوتيك» قد تكون مفيدة في بعض الحالات، مثل المساعدة في تخفيف بعض أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS). وغالباً ما توصف بأنها بكتيريا «جيدة» أو «صديقة» وأنها «آمنة»، وفقاً للمركز الوطني للخدمات الصحية (The National Health Service NHS) في المملكة المتحدة.

مؤتمر طبي إقليمي دولي

عقدت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، برعاية «جمجوم فارما» وتنظيم ملتقى الخبرات، مؤتمراً طبياً يوم الثلاثاء الماضي، حول استخدامات «البروبيوتيك» (PROBIOTICS) في ممارسة الرعاية الصحية الأولية تحت عنوان «الكشف عن أسرار صحة الأمعاء Unlocking the Secrets of Gut Health». تحدث فيه نخبة من الأطباء الاستشاريين المتخصصين في هذا المجال، من الولايات المتحدة الأميركية، الدكتور ماثيو تريسي (Matthewe Tracy)، ومن كوريا الجنوبية البروفسور ميونغ سو بارك (Myeong Soo Park)، ومن مصر الدكتور عبد الحليم الشريف، وترأس المؤتمر الدكتور أشرف أمير من السعودية.

وأوضح رئيس المؤتمر الدكتور أشرف عبد القيوم أمير، استشاري طب الأسرة نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، أن المؤتمر ناقش كل ما يتعلق بمستجدات «البروبيوتيك» في ممارسات الرعاية الصحية الأولية، وقد كان معتمداً من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ومستهدفاً جميع الكوادر الصحية، من الممارسين العامين، وطب الأسرة، والطب الباطني، وأطباء الجهاز الهضمي، وطب الطوارئ واختصاصيي التغذية.

«البروبيوتيك» بكتيريا نافعة

في حديثه لملحق «صحتك»، أوضح استشاري طب الأسرة الدكتور أشرف أمير، أن كثيراً من الناس يعتقدون أن البكتيريا هي عبارة عن جراثيم مُعدية وضارة، وهذا هو المفهوم السائد والشائع؛ لكنه مفهوم خاطئ، فمن الوجهة العلمية هناك أنواع من البكتيريا والخمائر لمنفعة الإنسان والحفاظ على صحته وسلامته، وبالذات فيما يتعلق بصحة وسلامة الجهاز الهضمي. «البروبيوتيك» أو البكتيريا النافعة تعزز قدرة الجهاز المناعي الموجود في الجهاز الهضمي، وتساعده في تسريع عملية الهضم وعملية الامتصاص وامتصاص الفيتامينات، مثل فيتامين بي 12.

وحيث إن هنالك أنواعاً كثيرة جداً من البكتيريا النافعة، فقد تم التركيز على بعضها، ومنها مجموعة «لاكتو بسلس»، أو البكتيريا العصبية الموجودة بكثرة في الزبادي والألبان، وطبعاً لها دور كبير في منع الإسهال والمغص عند الأطفال، كما أنها تحافظ أو تمنع تهيج الأمعاء والقولون العصبي والتشنج.

النوع الثاني الذي تم التركيز عليه في هذا المؤتمر هو «بيفيدو» بكتيريا، وهو نوع من البكتيريا التي تحمي الجهاز المعوي من الالتهابات، وتخفف من أعراض القولون العصبي، ولها عدة فوائد أخرى خارج الجهاز العصبي، من ضمنها رفع المناعة وتحسين الصحة العامة للفرد.

وأضاف الدكتور أمير أن البكتيريا النافعة تساعد أيضاً على تحقيق التوازن البكتيري بين البكتيريا النافعة والضارة في الجهاز الهضمي، وتعزز من قوة الجهاز المناعي، إضافة إلى تعزيز صحة الجلد ومناعته.

من أهم مصادر «البروبيوتيك» أو البكتيريا النافعة، كما ذكرنا هي موجودة في الزبادي والألبان والمخللات والعجين المخمر وشوربة أو حساء «الميسو».

هل هناك أعراض جانبية للبكتيريا النافعة؟ يجيب الدكتور أشرف أمير بعدم وجود آثار ضارة للبكتيريا النافعة، وبأنها تعد آمنة إلى حد كبير، ولكن في بعض الأحيان قد تحدث عند استخدامها لأول مرة شكوى من بعض الغازات أو الإسهال؛ لكن بعد ذلك يتعود عليها الجسم وتصبح هذه المضاعفات أو الأعراض الجانبية غير محسوسة ولا ملموسة.

ومن واقع الحياة العملية والإكلينيكية، أشار الدكتور أمير إلى أن الأطباء قد يضطرون لكتابة وصفة دوائية تتضمن مضادات حيوية لعلاج أحد الالتهابات البكتيرية، كالتهابات الجهاز التنفسي، والتهابات المسالك البولية، وغيرها. وهذه المضادات الحيوية تقتل الجراثيم الموجودة والبكتيريا الضارة، وفي الوقت نفسه تقتل البكتيريا النافعة أيضاً، ويصبح الجسم في حالة عدم توازن، وقد تدخل بعد ذلك أنواع أخرى متنوعة من البكتيريا الضارة وتسبب التهابات أخرى. لكن باستخدام البكتيريا النافعة يمكن للجسم أن يستعيد توازنه، ويمكن للبكتيريا النافعة أن تستوطن الجهاز الهضمي من جديد وبأسرع وقت، حتى يكون هناك توازن، ويكون الجهاز الهضمي في مأمن من الالتهابات والمضاعفات والإصابة بالأمراض التي تسببها البكتيريا الضارة.

آلية إدارة «البروبيوتيك»

الدكتور ماثيو تريسي (Matthew Tracy) مدير مركز الطب الوظيفي والعافية بالمركز الطبي الدولي، أوضح أن «البروبيوتيك» هي «كائنات حية دقيقة»، لها فائدة على صحة الإنسان؛ حيث يمكنها تنظيم التركيب الميكروبي المعوي بشكل إيجابي، وعليه فإن أي خلل في التوازن في الكائنات الحية الدقيقة المعوية يُعد من العوامل المهمة في كثير من الأمراض. وقد ثبت بالدراسات أن لـ«البروبيوتيك» تأثيراً صحياً عند تناولها بالجرعة المناسبة.

وأشار دكتور ماثيو إلى دراسة أجريت في الآونة الأخيرة، نشرت بتاريخ 26 أبريل (نيسان) 2020 في المجلة العالمية للحالات السريرية (World Journal of Clinical Cases)، بهدف مناقشة الإجراء العلاجي وآلية إدارة «البروبيوتيك VSL#3»، وهو «البروبيوتيك» الوحيد الذي يعتبر نوعاً من الأغذية الطبية، في الأمراض المزمنة لدى الحيوانات والبشر، بما في ذلك الأطفال.

لقد اجتذب هذا النوع (VSL#3)، من خليط «البروبيوتيك» الذي يتضمن 8 سلالات بكتيرية حية، اهتماماً كبيراً لتأثيره المشترك؛ حيث يشارك بشكل أساسي في تنظيم الوظيفة المعوية، بما في ذلك تحسين وظيفة البروتين، وموازنة التركيب الميكروبي المعوي، وتنظيم التعبير السيتوكيني المرتبط بالمناعة، وما إلى ذلك. وُجد في الدراسة أن (VSL#3) له تأثير علاجي ووقائي في أمراض جهازية مختلفة، بما في ذلك أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الكبد، والسمنة، والسكري، وأمراض الحساسية، وأمراض الجهاز العصبي، وتصلب الشرايين، وأمراض العظام، وأمراض الجهاز التناسلي الأنثوي، حسب عدد كبير من الدراسات.

البكتيريا النافعة والمضادات الحيوية

يؤكد الدكتور ماثيو تريسي أن السبب الأكثر شيوعاً لموت البكتيريا الجيدة، هو استخدام المضادات الحيوية. وتحدث عن العلاقة بين البكتيريا النافعة وتناول المضادات الحيوية، وأشار إلى أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في حالات مرضية مختلفة، مثل: السكري من النوع الأول، ومرض التهاب الأمعاء، والحساسية، والربو، والسمنة، والتي تضاعفت في كثير من سكان العالم. كما أن الأدلة العلمية تزداد يوماً بعد يوم، مؤكدة أضرار تناول المضادات الحيوية واكتساب البكتيريا مقاومة ضدها، مما يدعو لاستبدال عقاقير أخرى بها.

وتعمل المضادات الحيوية واسعة النطاق على تقليل التنوع البكتيري بسرعة.

كما تقوم المضادات الحيوية باختيار البكتيريا المقاومة، وزيادة فرص النقل الجيني الأفقي. وتتيح المضادات الحيوية دخول الكائنات المسببة للأمراض من خلال استنفاد البيئات الطبيعية المحتلة.

دراسة كورية حديثة

التقت «صحتك» المتحدث الكوري في المؤتمر، البروفسور ميونغ سو بارك (Myeong Soo Park) المدير التنفيذي لشركة «بيفيدو» الكورية الجنوبية المحدودة، الذي قدم في المؤتمر أحدث دراسة أجريت على الميكروبيوم وتطوير «البروبيوتيك»، وخصوصاً «بيفيدوبكتيريوم Bifidobacterium» والتي كشفت أن بيفيدوبكتيريوم هي أهم أنواع البكتيريا للأمعاء ولصحة الجسم بالكامل.

ومن نتائج الدراسة المثيرة للاهتمام أن الـ«بيفيدوبكتيريا» تتناقص مع التقدم في العمر، مما يسبب أنواعاً مختلفة من الأمراض عند المسنين. لذلك علينا استعادة مستوى «البيفيدوبكتيريوم» في أمعاء جسم الإنسان. ويتم ذلك من خلال تطوير وتوفير أفضل سلالات «بيفيدوبكتيريوم» المدروسة جيداً، والمبنية على أُسس وأدلة علمية، مما يجعلها مفيدة جداً لتعزيز صحة الأمعاء والجسم بالكامل في الحياة الطبيعية.

وعن «البيفيدوبكتيريا»، أوضح البروفسور بارك أنها نوع من بكتيريا «البروبيوتيك» المعروفة بفوائدها الصحية. أما الميكروبيوم فهو تجمع لجميع الميكروبات، مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات وجيناتها الموجودة في البيئة، ويرتبط تقدم التقنيات ذات الصلة بنتائج الأبحاث المبتكرة في مجال الميكروبيوم على مدى العقد الماضي.

ما أحدث مستحضرات «البروبيوتيكس» المتوفرة لدينا في السعودية؟ أجاب البروفسور بارك بأن هناك مجموعة من «البروبيوتيكس» في السعودية تحت مسمى «برولايف» (PROLIFE)، أهمها:

• برولايف بريميوم (PROLIFE Premium): يتكون من سلالات بيفيدوبكتيريوم بيفيدوم، وبيفيدوبكتريوم لاكتيس، الملبنة الحمضية، والملبنة المجبنة. ومن أهم ما يميز هذه البروبيوتيك أنها مزيج متآزر من البروبيوتيك والبريبايوتك، وأنها تساعد على تعزيز التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة في الأمعاء، كما تساعد على دعم الجهاز الهضمي.

• درع الحياة (PROLIFE SHIELD): يتكون من سلالات بيفيدوبكتريوم بيفيدوم، وبيفيدوبكتريوم لونغم، وبيفيدوبكتريوم لاكتيس، الملبنة الحمضية، والملبنة المجبنة. ومن أهم ما يميز هذه البروبيوتيك أنها تساعد على تجديد بكتيريا حمض اللاكتيك، وتثبيط البكتيريا الضارة، مما ينعكس بشكل رئيسي على تحسين صحة الأمعاء وتعزيز صحة المناعة، كما تساعد على تقليل قابلية الإصابة بالالتهابات المختلفة، إلى جانب دور الزنك الذي قد يشارك في تقوية جهاز المناعة.

• برولايف بيبي (PROLIFE BABY): يتكون من سلالات بيفيدوبكتيريوم بيفيدوم، وبيفيدوبكتريوم لونغم، وبيفيدوبكتريوم لاكتيس، الملبنة المجبنة. ومن أهم ما يميز هذه البروبيوتيك أنها تعزز صحة الأمعاء عند الأطفال من عمر 3 إلى 36 شهراً، وتساهم في تكوين البكتيريا النافعة في أمعاء صحية طبيعية، وتساعد على تقليل خطر الإصابة بالإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية، كما تساعد في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي العرضية، مثل الإسهال والغازات والإمساك.

سؤال وجواب حول «البروبيوتيك»

هناك مجموعة من الأسئلة حول البروبيوتيكس، يجيب عليها الدكتور عبد الحليم الشريف، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد، ورئيس قسم المناظير بمستشفى الدكتور سمير عباس الذي تحدث في المؤتمر عن دور الكائنات الحية الدقيقة (البروبيوتيك) في الأمعاء في اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية، وآلية عملها في السيطرة على الالتهابات.

• ما الجرعة الموصى بها من البروبيوتيك؟ وما مدة الاستخدام؟

- ليس من الممكن تحديد الجرعة اللازمة للبروبيوتيكس بشكل عام، فهي تختلف بشكل كبير اعتماداً على السلالة والمنتج والمرض المحدد.

ومع ذلك، فإن كثيراً من المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية توفر ما بين 1 و10 مليارات وحدة من المستعمرات لكل جرعة.

توصي الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي للرعاية الأولية بأن يتم تناول المنتج لمدة شهر واحد، عند تجربة العلاج بالبروبيوتيكس لمشكلة مزمنة في الجهاز الهضمي.

• هل استخدام سلالة واحدة أفضل أم سلالات متعددة؟

- من الناحية النظرية، يجب أن تكون للسلالات المتعددة نتيجة أفضل، ولكن هذا ليس مؤكداً.

من الناحية العلمية، خَلُصَ أكثر من 150 مراجعة بحثية إلى أن إضافة مزيد من السلالات لا تؤدي دائماً إلى نتائج أفضل لجميع الأمراض. إضافة إلى ذلك، فإن بعض البكتيريا له تأثيرات مثبطة بعضه على بعض.

أما التوصية، فهي استخدام سلالات معينة من البروبيوتيكس خصيصاً لبعض الأمراض.

• هل البروبيوتيك آمن لكبار السن ومرضى ضعف المناعة؟

- من الناحية العملية، تعد البروبيوتيك القائمة على العصيات اللبنية والبكتيريا المشقوقة من الأسباب النادرة للغاية للعدوى في جميع الفئات العمرية، وأيضاً للأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة.

ومع ذلك، فقد تم توثيق بعض الأمثلة على الآثار الضارة الخطيرة الناجمة عن البروبيوتيك في المرضى المصابين بأمراض خطيرة، بما في ذلك حالات الإنتان الجرثومي، وفطريات الدم، والتهاب الشغاف، والتهاب السحايا.

• هل هناك فجوة (فترة) زمنية بين عدة كورسات من البروبيوتيك؟

- لا تتوفر بيانات حتى الآن.

• هل للبروبيوتيك أي فائدة للأشخاص الأصحاء بشكل عام؟

- تشير الدراسات إلى أنه قد يكون هناك بعض الفوائد لدى الأشخاص الأصحاء بشكل عام. على سبيل المثال، أظهرت بعض الدراسات أن البروبيوتيكس يمكن أن تقلل بشكل طفيف من حدوث ومدة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي الشائعة. وتساعد الأدلة الأخرى في إدارة نسبة الدهون في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من فرط كولسترول الدم الخفيف. كما يمكن للبروبيوتيكس تحسين عملية هضم اللاكتوز لدى الأشخاص الذين لا يتحملون اللاكتوز.

• ما خصائص البروبيوتيك الفعال؟

- لها فترة طويلة من التجمع في المستعمرة. وقادرة على البقاء، وعلى ممارسة تأثير مفيد على المضيف (الإنسان)، وعلى تطور المرض. ويمكن نقلها بشكل آمن وهي مستقرة أثناء المعالجة والتخزين، وعدم التسبب في الأمراض وغير سامة. كما أنها منبهة للمناعة، مع فعالية عالية. ويمكن تحديد السلالات المستخدمة، وتأثيرها المضاد للالتهابات.

* استشاري طب المجتمع