الأصوات المنددة بفساد الحوثيين تتعالى وسط استمرار صراع الأجنحة

مجموعة حوثية نظمت مسيرة راجلة إلى صعدة (معقل الميليشيات) تبنتها ودعمتها قيادات حوثية للضغط على زعيمهم للإطاحة بقيادات أخرى (تويتر)
مجموعة حوثية نظمت مسيرة راجلة إلى صعدة (معقل الميليشيات) تبنتها ودعمتها قيادات حوثية للضغط على زعيمهم للإطاحة بقيادات أخرى (تويتر)
TT
20

الأصوات المنددة بفساد الحوثيين تتعالى وسط استمرار صراع الأجنحة

مجموعة حوثية نظمت مسيرة راجلة إلى صعدة (معقل الميليشيات) تبنتها ودعمتها قيادات حوثية للضغط على زعيمهم للإطاحة بقيادات أخرى (تويتر)
مجموعة حوثية نظمت مسيرة راجلة إلى صعدة (معقل الميليشيات) تبنتها ودعمتها قيادات حوثية للضغط على زعيمهم للإطاحة بقيادات أخرى (تويتر)

تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المنددة بفساد الميليشيات الحوثية، وسط استمرار صراع الأجنحة على النفوذ والأموال، وصولاً إلى توجيه موالين للجماعة انتقادات حادة لقادتها مع اتهامهم علناً بالفساد والقمع وتجويع السكان.
في هذا السياق، هاجم القيادي الحوثي صادق أبو شوارب رئيس وأعضاء مجلس الحكم الانقلابي في صنعاء، متهماً إياهم بالتنصل من الاستجابة لسد جوع الناس رغم السبل المتاحة. بحسب ما جاء في تغريدات له على «تويتر».
وسبق ذلك الهجوم بأيام توجيه ذات القيادي تحذيرات أخرى لجماعته من أحداث دامية في العاصمة المحتلة صنعاء، متوقعاً أنها ستكون شبيهه بأحداث يناير (كانون الثاني) 1986 الشهيرة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن.
واستمراراً للصراع المحتدم منذ أشهر داخل رأس هرم القيادة للميليشيات، وتحديداً بين جناحي المشاط وجناح أبو شوارب، ومن خلفه محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الميليشيات (الجناح القبلي داخل الجماعة)، كشف مصدر مقرب من دائرة حكم الحوثيين بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بلوغ صراع الجناحين على النفوذ والمال ذروته. وقال إن ذلك وصل حد التهديد بالتصفية الجسدية في ظل فشل الجماعة في احتوائه.
وكشف المصدر عن قيام أبو شوارب، بإيعاز من محمد علي الحوثي وقيادات أخرى بارزة، بعد حشد العشرات من أتباعهم، بتسيير مسيرة «راجلة» انطلقت مطلع الشهر الحالي باتجاه محافظة صعدة (معقل الجماعة) بهدف الضغط على زعيم الميليشيات وإقناعه بالإطاحة بالمشاط وأتباعه في المجلس الانقلابي.
وكشف المصدر عن تهديدات أصدرتها جهات أمنية تتبع المشاط وأحمد حامد مدير مكتبه في صنعاء، متضمنة الخطف والسجن والتعذيب وغيرها، بحق المشاركين بالمسيرة الحوثية الراجلة المدعومة من قيادات أخرى في الجماعة.
ونقل المصدر عن القيادي أبو شوارب قوله: «إن تهديد الخلق بألا يذهبوا إلى صعدة عمل لا يقوم به إلا خائن أو عميل (...) نحن ماضون بمسيرتنا، ومن عنده اعتراض يبدي (يظهر) وجهه، ولا يستخدم أجهزة الأمن لترويع وإخافة المشاركين».
وتوالياً لتصاعد الانتقادات من داخل أورقة الانقلابيين ضد فسادهم، شنّ القيادي محمد المقالح هجوماً لاذعاً ضد جماعته، متهماً قادتها بالفساد وتعطيل الدولة وإهدار الأموال ورفض السلام ووصفهم بـ«تجار الحروب».
واتهم المقالح، وهو عضو فيما تسمى «اللجنة الثورية العليا للانقلابيين» عبر سلسلة تغريدات على منصة التدوين «تويتر»، جماعته بتعطيل الدولة وتفكيكها والعبث بمؤسسة القضاء والنسيج الاجتماعي وإهدار الأموال وإضعاف الخدمات ورفض السلام.
وقال: «عطلوا الدولة وفككوا أو أجروا القطاع العام وعبثوا بالقضاء والنسيج الاجتماعي، وأهدروا الأموال، وأضعفوا الخدمات، ويرفضون السلام، وحربهم لم تعد من أجل الوحدة بل للسلطة (...) ولا يزالون يعتقدون أنهم على الطريق الصحيح وأن غيرهم فقط هو من عمل ويعمل كل هذا الخراب».
وأضاف: «إن الحوثيين أصبحوا غطاء لأذية اليمنيين في كل مجالات حياتهم دون رغبة أو حاجة للإصلاح أو للتغيير».
وروى المقالح بعض تفاصيل محاولة نهب الجماعة لأرضية شقيقته ضمن عمليات نهب وسطو حوثية متكررة، وقال: «‏أرضية أختي محمية من الله منذ 40 سنة» مخاطباً الحوثيين: «خافوا على أنفسكم، أنتم اليوم في وضع مرعب».
في سياق ذلك، وجه الأكاديمي القريب من الميليشيات إبراهيم الكبسي قبل أيام انتقادات شديدة اللهجة للجماعة بسبب نهبها للمال العام والعبث به في لوحات إعلانية خاصة بمناسباتها العقائدية والمذهبية.
وخاطب الكبسي، عبر تغريدات في حسابه بـ«تويتر» الميليشيات، قائلا: «عليكم أن تفهموا أنكم لن تستطيعوا أبداً تغيير أو تبديل معتقدات الشعب اليمني ولا آرائه ولا قناعاته، ولا يحق لكم الاعتداء على حريات الشعب، ولا يحق لكم إجبار مؤسسات الدولة على أن تحيي مناسباتكم الخاصة بكم، سواء أكانت سياسية أو مذهبيَّة».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
TT
20

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس (الثلاثاء) إن شركاء العمل الإنساني في ولاية شمال دارفور بغرب السودان يبلغون عن وضع صحي «مُزرٍ للغاية»؛ خصوصاً في مدينة الفاشر عاصمة الولاية، ومخيمات النازحين في المناطق المحيطة.

وأضاف المكتب في أحدث إفادة له، أن استمرار القتال «تسبب في موجات من النزوح، مما أدى إلى إرهاق نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل، والذي يكافح لتلبية حتى الاحتياجات الأساسية للناس».

وأوضح أن أكثر من مائتي منشأة صحية في الفاشر لا تعمل، وأن هناك نقصاً حاداً في الموظفين الطبيين والأدوية الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة.

وذكر «أوتشا» أن شركاء العمل الإنساني يحاولون توفير الإمدادات الطبية؛ لكن انعدام الأمن والقيود على الوصول ما زالت تعرقل عملهم.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن أكثر من 70 في المائة من المستشفيات والمرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة من النزاع في السودان «لم تعد تعمل، مما ترك الملايين من دون رعاية صحية».

وقال المكتب الأممي إن النظام الصحي في السودان تعرض لهجوم بشكل متواصل، وإنه حتى منتصف فبراير (شباط)، سجلت منظمة الصحة ما يقرب من 150 هجوماً على الرعاية الصحية في السودان منذ بدء الحرب هناك: «لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير».

وناشد «أوتشا» أطراف الصراع «ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام وفي الوقت المناسب، للوصول إلى الأشخاص المحتاجين للدعم المنقذ للحياة»، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين، وتلبية الاحتياجات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة.