تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المنددة بفساد الميليشيات الحوثية، وسط استمرار صراع الأجنحة على النفوذ والأموال، وصولاً إلى توجيه موالين للجماعة انتقادات حادة لقادتها مع اتهامهم علناً بالفساد والقمع وتجويع السكان.
في هذا السياق، هاجم القيادي الحوثي صادق أبو شوارب رئيس وأعضاء مجلس الحكم الانقلابي في صنعاء، متهماً إياهم بالتنصل من الاستجابة لسد جوع الناس رغم السبل المتاحة. بحسب ما جاء في تغريدات له على «تويتر».
وسبق ذلك الهجوم بأيام توجيه ذات القيادي تحذيرات أخرى لجماعته من أحداث دامية في العاصمة المحتلة صنعاء، متوقعاً أنها ستكون شبيهه بأحداث يناير (كانون الثاني) 1986 الشهيرة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن.
واستمراراً للصراع المحتدم منذ أشهر داخل رأس هرم القيادة للميليشيات، وتحديداً بين جناحي المشاط وجناح أبو شوارب، ومن خلفه محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الميليشيات (الجناح القبلي داخل الجماعة)، كشف مصدر مقرب من دائرة حكم الحوثيين بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بلوغ صراع الجناحين على النفوذ والمال ذروته. وقال إن ذلك وصل حد التهديد بالتصفية الجسدية في ظل فشل الجماعة في احتوائه.
وكشف المصدر عن قيام أبو شوارب، بإيعاز من محمد علي الحوثي وقيادات أخرى بارزة، بعد حشد العشرات من أتباعهم، بتسيير مسيرة «راجلة» انطلقت مطلع الشهر الحالي باتجاه محافظة صعدة (معقل الجماعة) بهدف الضغط على زعيم الميليشيات وإقناعه بالإطاحة بالمشاط وأتباعه في المجلس الانقلابي.
وكشف المصدر عن تهديدات أصدرتها جهات أمنية تتبع المشاط وأحمد حامد مدير مكتبه في صنعاء، متضمنة الخطف والسجن والتعذيب وغيرها، بحق المشاركين بالمسيرة الحوثية الراجلة المدعومة من قيادات أخرى في الجماعة.
ونقل المصدر عن القيادي أبو شوارب قوله: «إن تهديد الخلق بألا يذهبوا إلى صعدة عمل لا يقوم به إلا خائن أو عميل (...) نحن ماضون بمسيرتنا، ومن عنده اعتراض يبدي (يظهر) وجهه، ولا يستخدم أجهزة الأمن لترويع وإخافة المشاركين».
وتوالياً لتصاعد الانتقادات من داخل أورقة الانقلابيين ضد فسادهم، شنّ القيادي محمد المقالح هجوماً لاذعاً ضد جماعته، متهماً قادتها بالفساد وتعطيل الدولة وإهدار الأموال ورفض السلام ووصفهم بـ«تجار الحروب».
واتهم المقالح، وهو عضو فيما تسمى «اللجنة الثورية العليا للانقلابيين» عبر سلسلة تغريدات على منصة التدوين «تويتر»، جماعته بتعطيل الدولة وتفكيكها والعبث بمؤسسة القضاء والنسيج الاجتماعي وإهدار الأموال وإضعاف الخدمات ورفض السلام.
وقال: «عطلوا الدولة وفككوا أو أجروا القطاع العام وعبثوا بالقضاء والنسيج الاجتماعي، وأهدروا الأموال، وأضعفوا الخدمات، ويرفضون السلام، وحربهم لم تعد من أجل الوحدة بل للسلطة (...) ولا يزالون يعتقدون أنهم على الطريق الصحيح وأن غيرهم فقط هو من عمل ويعمل كل هذا الخراب».
وأضاف: «إن الحوثيين أصبحوا غطاء لأذية اليمنيين في كل مجالات حياتهم دون رغبة أو حاجة للإصلاح أو للتغيير».
وروى المقالح بعض تفاصيل محاولة نهب الجماعة لأرضية شقيقته ضمن عمليات نهب وسطو حوثية متكررة، وقال: «أرضية أختي محمية من الله منذ 40 سنة» مخاطباً الحوثيين: «خافوا على أنفسكم، أنتم اليوم في وضع مرعب».
في سياق ذلك، وجه الأكاديمي القريب من الميليشيات إبراهيم الكبسي قبل أيام انتقادات شديدة اللهجة للجماعة بسبب نهبها للمال العام والعبث به في لوحات إعلانية خاصة بمناسباتها العقائدية والمذهبية.
وخاطب الكبسي، عبر تغريدات في حسابه بـ«تويتر» الميليشيات، قائلا: «عليكم أن تفهموا أنكم لن تستطيعوا أبداً تغيير أو تبديل معتقدات الشعب اليمني ولا آرائه ولا قناعاته، ولا يحق لكم الاعتداء على حريات الشعب، ولا يحق لكم إجبار مؤسسات الدولة على أن تحيي مناسباتكم الخاصة بكم، سواء أكانت سياسية أو مذهبيَّة».
الأصوات المنددة بفساد الحوثيين تتعالى وسط استمرار صراع الأجنحة
الأصوات المنددة بفساد الحوثيين تتعالى وسط استمرار صراع الأجنحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة