أكد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا، أمس، خلال محادثات أجراها مع الجانبين الإيطالي والفرنسي أن ليبيا «يمكن أن تكون مصدرا مستداما للطاقة غير المسيّسة» لأوروبا، وذلك في ظل أزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا بشدة.
وقال باشاغا عبر «تويتر»: «بعد محادثات إيجابية مع إيطاليا وفرنسا، أكدنا على التزامنا بالعمل معا من أجل توطيد العلاقات فيما بيننا وتحقيق مصالحنا المشتركة». مبرزا أن ليبيا التي وصفها بمفتاح الأمن بالبحر المتوسط «يمكن أن تكون مصدرا مستداما للطاقة غير المسيّسة لأوروبا، فضلا عن الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية».
ويبلغ حجم إنتاج النفط في ليبيا حاليا نحو 860 ألف برميل يوميا، بحسب المؤسسة الوطنية للنفط، التي أوضحت أنها حققت مع شركاتها «ارتفاعاً نسبياً في حجم الإنتاج النفطي». وأبرزت في بيان أول من أمس أن الإنتاج الحالي «بلغ 860 ألف برميل في اليوم، بينما كان الإنتاج الطبيعي قبل إعادة فتح الحقول في حدود 560 ألف برميل يوميا». مؤكدة أنها «تسعى جاهدةً لزيادة الإنتاج، والعودة به لمعدلاته الطبيعية البالغة مليونا ومائتي ألف برميل يوميا خلال أسبوعين». لكن خصوم باشاغا اعتبروا أن هذا الأخير يُمنّي أوروبا بالنفط الليبي بهدف دعمه ومساندته في قادم الأيام.
في المقابل، دافع باشاغا عن حكومته، التي لم تتمكن بعد من الدخول إلى العاصمة لممارسة أعمالها، قائلا: «أوضحت أيضاً أنه في ظل قيادتي ستبقى الأولوية القصوى لتحقيق السلام والاستقرار، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال، كما تنص عليه خارطة الطريق نحو التعافي التي أقترحها».
وسبق أن طرح باشاغا في العشرين من يونيو (حزيران) الماضي خارطة طريق للتعافي، من أجل ضمان مستقبل أفضل لليبيا، تتضمن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن، واستحداث منصب «المنسق السامي لشؤون الانتخابات والناخبين» للعمل على المتطلبات الفنية، والجداول الزمنية والخطوات اللازمة للانتخابات بشكل كامل، فضلا عن ضمان الأمن والازدهار الاقتصادي لليبيا.
والتقى باشاغا المبعوث الفرنسي الخاص إلى ليبيا، بول سولير، أول من أمس (الأربعاء)، وبحث معه بحسب السفارة الفرنسية لدى البلاد «الاتفاق على ضرورة وحدة البلاد والاستقرار من أجل تنظيم الانتخابات وفقاً لرغبة الشعب». كما التقى في بنغازي (شرق) المبعوث الإيطالي الخاص إلى ليبيا نيكولا نورلاندو، والسفير الإيطالي جوزيبي بيتشينو، وبحث معهما ذات الموضوعات، وقال إن حكومته «ستعمل على وحدة البلاد ودعم المسار الانتخابي، وفقا لمواعيدها المحددة بخارطة الطريق».
وعلّق باشاغا على اللقاءين، قائلا: «أثنيت على الموقف العلني للبلدين الداعم لاستقرار وأمن بلدنا، والمنادي بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. كما أنني أقدّر اعترافهما بأن الحكومة الليبية الموحدة هي شرط أساسي لنجاح الانتخابات».
ودفعت الاشتباكات المسلحة في مدينة مصراتة، مسقط رأس باشاغا، وخصمه عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، إلى دعوة جهات دولية، من بينها الولايات المتحدة، إلى ضرورة الاتفاق على مسار لإجراء الانتخابات، بما يمكن من تشكيل حكومة موحدة شرعية، وهو الأمر الذي لفت إليه السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، غير مرة.
باشاغا يُمنّي أوروبا بـ«طاقة غير مسيّسة»
أكد أن ليبيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في مكافحة الإرهاب
باشاغا يُمنّي أوروبا بـ«طاقة غير مسيّسة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة