المغرب يواصل جهوده لإخماد النيران في جهات البلاد

عناصر الإطفاء تمكنوا من السيطرة على حريق غابة بنسليمان

جانب من الحرائق التي شهدتها غابات شمال المغرب (الشرق الأوسط)
جانب من الحرائق التي شهدتها غابات شمال المغرب (الشرق الأوسط)
TT

المغرب يواصل جهوده لإخماد النيران في جهات البلاد

جانب من الحرائق التي شهدتها غابات شمال المغرب (الشرق الأوسط)
جانب من الحرائق التي شهدتها غابات شمال المغرب (الشرق الأوسط)

في إطار جهود السلطات المغربية لإخماد النيران المندلعة بجهات البلاد، جرى مساء أول من أمس السيطرة بشكل نهائي على حريق اندلع بغابة «ظهر بنعمر»، الواقعة بجماعة قرية عين تيزغة التابعة لإقليم (محافظة) بنسليمان (شمال شرقي الرباط)، وذلك حسب ما علم لدى المديرية الإقليمية للمياه والغابات والتصحر في المحافظة.
وقال مصدر مسؤول بالمديرية الإقليمية في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، إنه «بناء على آخر المعطيات الواردة من عين المكان، حيث توجد فرق عمليات إخماد حريق غابة (ظهر بنعمر)، فقد تمت السيطرة النهائية على الحريق الذي اندلع عند حوالي الساعة الثانية من زوال يوم الثلاثاء».
وأوضح المصدر ذاته أن «الحريق أتى على 2.9 هكتار من الغطاء النباتي، تتكون من أشجار البلوط الأخضر والأعشاب الثانوية، مخلفا خسائر بيئية ملحوظة». مضيفا أن الحريق انتشر بسرعة مهولة بفعل الرياح الجافة «الشرقي»، وارتفاع درجات الحرارة، التي يشهدها الإقليم في الآونة الأخيرة، إلى جانب قابلية اشتعال الغطاء الغابوي. كما أوضح أن السيطرة على الحريق استوجبت التدخل السريع لعناصر المياه والغابات والوقاية المدنية والدرك الملكي، والقوات المساعدة والسلطات المحلية والإقليمية.
ودعا المصدر المسؤول إلى «توخي الحذر واليقظة، وضرورة تجنب أي سبب يمكن أن يؤدي إلى نشوب حريق بالغابة في ظل الظروف المناخية الحارة، التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة من السنة».
في غضون ذلك، وفي ظل موجة حرارة استثنائية، تواصل فرق التدخل جهودها برا وجوا لإخماد الحريق، الذي اندلع الاثنين بغابة «بوهاشم جبل العلم»، الواقعة بالمجال الترابي لجماعتي (قريتي) تازروت وبني عروس بإقليم (محافظة) العرائش (شمال)، حيث تمت تعبئة فرق للتدخل، مكونة من عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات والدرك الملكي، والقوات المساعدة والسلطات المحلية، إلى جانب متطوعين من السكان، مدعومين بآليات إطفاء وشاحنات صهريجية وسيارات إسعاف، وسيارات نقل وأربع طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع «كانادير».
وحققت هذه الجهود تقدما ملحوظا في احتواء النيران، التي أججتها الظروف المناخية، إذ أفادت السلطات المحلية بأنه جرى إلى حدود مساء الثلاثاء تسجيل أربع بؤر نشيطة للنيران، ما زالت طواقم الإطفاء تجاهد لإخمادها، بينما تم احتواء حريقين غابويين بكل من جماعتي (قريتي) الساحل وزعرورة.
وفي ساعات محدودة، تحولت الغابة الكثيفة لجزء من منتزه «بوهاشم» إلى رماد تذروه رياح الشرقي، التي واصلت الهبوب على المنطقة. واجتاحت النيران مئات الهكتارات من هذه الغابة، التي كانت تتميز بتنوعها النباتي الكبير، واحتوائها على أصناف نباتية وحيوانية تشكل أساس الاقتصاد المحلي، سواء من خلال الرعي أو تربية النحل، أو تثمين الأعشاب الطبية والعطرية وغيرها من الأنشطة.
وتؤثر حرائق الغابات على المنظومة الغابوية في شموليتها، إذ تخل بالتوازن البيئي، وتحرم الحيوانات من مأواها، كما تقضي على الخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي تقدمها لفائدة الساكنة المجاورة. ومما زاد من صعوبة إخماد الحرائق، أن فرق التدخل كانت تكافح للسيطرة على 3 حرائق اندلعت في وقت واحد بمحافظة العرائش، ويتعلق الأمر بحريق غابة «بوهاشم جبل العلم»، وحريق غابة «المنزلة» بقرية الساحل، وكذا حريق غابة دوار (كفر) «الرمل» بجماعة (قرية) زعرورة.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.