توقعات بتحول منطقة الشرق الأوسط إلى مركز عالمي لتصدير الطاقة المستدامة

يمكن للهيدروجين أن يصبح عاملاً رئيسياً للتخلص من الانبعاثات الكربونية في منطقة الشرق الأوسط (رويترز)
يمكن للهيدروجين أن يصبح عاملاً رئيسياً للتخلص من الانبعاثات الكربونية في منطقة الشرق الأوسط (رويترز)
TT

توقعات بتحول منطقة الشرق الأوسط إلى مركز عالمي لتصدير الطاقة المستدامة

يمكن للهيدروجين أن يصبح عاملاً رئيسياً للتخلص من الانبعاثات الكربونية في منطقة الشرق الأوسط (رويترز)
يمكن للهيدروجين أن يصبح عاملاً رئيسياً للتخلص من الانبعاثات الكربونية في منطقة الشرق الأوسط (رويترز)

أوضحت بيانات مؤشر جاهزية تحول قطاع الطاقة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أن المنطقة تتمتع بفرص هائلة تتيح لها أن تصبح من أهم المراكز الإقليمية والعالمية لتصدير الطاقة المستدامة للأسواق العالمية في المستقبل. غير أن ذلك سيتطلب نوعًا من الاستقرار لتشريعات الطاقة في المنطقة بالإضافة لحجم هائل من الاستثمارات الموجهة للقطاع، وزيادة مُطّردة في الشراكات الهادفة لإطلاق قدرات وإمكانيات إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر في المنطقة.
مؤشر جاهزية تحول قطاع الطاقة في الشرق الأوسط وأفريقيا، الذي أطلقته سيمنس للطاقة ورولاند بيرجر للاستشارات الإدارية الأوروبية، يصف مدى جاهزية تحول قطاع الطاقة في المنطقة على مؤشر من 0 إلى 100 في المائة.
ضم المؤشر إجابات حوالي 400 خبير عالمي للطاقة ممن حضروا فاعليات أسبوع الطاقة في الشرق الأوسط وأفريقيا يونيو الماضي، والذين أكدوا أنه على الرغم من التوقعات القوية التي تشير لقدرة المنطقة في أن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج وتصدير الطاقة المستدامة للعالم، إلا أن المنطقة سجلت 26 في المائة فقط على مؤشر جاهزية تحول قطاع الطاقة.
وأشارت بيانات المؤشر، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إلى «أن الإمكانيات المستقبلية الكبيرة لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر تتوافق مع قدرات وموارد المنطقة، خاصة مع تلك الوفرة الهائلة من الطاقة المتجددة ذات التكلفة المنخفضة، ووجود بنية تحتية قوية للتصدير ومصادر تمويلية متعددة». لكن في الوقت نفسه، أشار المشاركون في المؤشر، إلى وجود فجوة كبيرة بين التوقعات والأرقام الحقيقية على أرض الواقع فيما يتعلق بالتقدم الذي أحرزته المنطقة في تحول قطاع الطاقة. فقد ارتفعت الانبعاثات الكربونية في المنطقة بحوالي 50 في المائة من 2005 وحتى 2021.
وعلى الرغم من أن مساهمة المنطقة في حجم الانبعاثات الكربونية على المستوى العالمي ما زالت صغيرة نسبيًا، حيث تصل تلك النسبة إلى 7 في المائة بمنطقة الشرق الأوسط و4 في المائة في أفريقيا، فإنّ المنطقة، تعاني بشكل كبير من عواقب التغير المناخي الذي يضربها في شكل موجات حرارة خانقة أو أحداث مناخية حادة ومتقلبة، بما لا يتناسب مع هذه المساهمات المتواضعة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا. ويمكن للهيدروجين أن يصبح عاملًا رئيسيًا للتخلص من الانبعاثات الكربونية لاقتصاديات دول المنطقة التي تعتمد حاليًا وبشكل أساسي على تصدير بدائل الوقود التقليدية. وتعليقًا على نتائج المؤشر، قال كريم أمين عضو المجلس التنفيذي لشركة سيمنس للطاقة بمنطقة الشرق الأوسط إنّ الفارق الكبير بين تحول قطاع الطاقة على أرض الواقع وتوقعات الخبراء لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، يؤكد الرغبة الكبيرة من الحكومات والشركات لإبراز النجاحات التي تمكنوا من تحقيقها في إطار جهود التخلص من الانبعاثات الكربونية.
أضاف أمين: «هذا الحماس بالطبع يُعد أمرًا رائعًا ويؤكد اهتمام الحكومات والشركات بهذه القضية العالمية، ولكن يجب علينا التأكد من أن هذه الإنجازات تدعمها أفعال وأرقام فعلية على أرض الواقع بحيث تصبح هذه الأرقام بمثابة مرجعًا ماديًا لفحص الأوضاع الحقيقية لتلك الجهود. ولكن علينا الاعتراف بأنّ أمامنا طريق طويل وشاق للتخلص من الانبعاثات الكربونية في أنظمة الطاقة إقليميا وعالميًا».


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
TT

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

قالت لجنة التعريفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني، يوم الجمعة، إن بكين ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير (شباط) 2025.

وأضافت اللجنة أن العناصر المدرجة، بما في ذلك خامات المعادن الأرضية النادرة والمطهرات الطبية وبطاريات النيكل والكادميوم وغيرها، ستظل معفاة من التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة بوصفها إجراءات مضادة للإجراءات الأميركية بموجب المادة 301.

وفي شأن منفصل، قال البنك المركزي الصيني، يوم الجمعة، إنه نفّذ عمليات إعادة شراء عكسية مباشرة بقيمة 800 مليار يوان (110.59 مليار دولار) في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال بنك الشعب الصيني إن عمليات إعادة الشراء تهدف إلى الحفاظ على السيولة في النظام المصرفي عند مستوى مناسب. وكانت مدة عمليات إعادة الشراء في نوفمبر 3 أشهر. ومن جهة أخرى، قال بنك الشعب الصيني إنه اشترى سندات حكومية صافية بقيمة 200 مليار يوان في عمليات السوق المفتوحة في نوفمبر.

وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الصينية يوم الجمعة لتنهي الشهر على ارتفاع، مع توقع المستثمرين صدور بيانات إيجابية عن المصانع وتحفيزات أخرى من اجتماع السياسة المهم الشهر المقبل.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية مرتفعاً 1.14 في المائة، لينهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين على مدار الأسبوع، ويحقق مكاسب بنسبة 0.7 في المائة في نوفمبر. كما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.93 في المائة.

وارتفع مؤشر قطاع الرقائق 2.38 في المائة، وأضاف قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية 0.95 في المائة، وارتفع مؤشر العقارات 0.75 في المائة.

وارتفعت أسهم هونغ كونغ أيضاً؛ حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي 0.29 في المائة. ومع ذلك، ولأنها أكثر حساسية لمشاعر المستثمرين الدوليين تجاه الصين، فقد سجلت الأسهم شهراً ثانياً من الخسائر وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي الوشيك ومخاطر التعريفات الجمركية.

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن نشاط المصانع في الصين ربما توسع بشكل متواضع للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر مع تدفق التحفيز، على الرغم من أن التهديدات بفرض تعريفات تجارية أميركية جديدة خيمت على التوقعات.

ومن المتوقع أن يسجل مؤشر مديري المشتريات الرسمي المقرر صدوره يوم السبت، 50.2 نقطة، وهو أعلى من 50.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) وفوق عتبة 50 نقطة التي تفصل النمو عن الانكماش في النشاط.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الركود العقاري طويل الأمد بعض التحسن؛ حيث من المقرر أن تنخفض أسعار المساكن بوتيرة أبطأ هذا العام وأن تستقر العام المقبل في عام 2026، وفقاً لاستطلاع منفصل أجرته «رويترز».

ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر (كانون الأول)، الذي قد يوفر المزيد من التفاصيل حول الميزانية المالية وحجم التحفيز للاستهلاك للعام المقبل، وفقاً لكيفن ليو، العضو المنتدب والاستراتيجي في «سي آي سي سي» للأبحاث، الذي أضاف أن الاجتماع سيركز على الأمد القريب، ومن المرجح أن يتقلب أداء السوق حول التوقعات.