«أشباح الأوبرا» مسرحية ترصد مخاوف الذات وأشواق الحب

معالجة شبابية مصرية لواحدة من روائع الأدب العالمي

صورة من المسرحية (مسرح الهناجر)
صورة من المسرحية (مسرح الهناجر)
TT

«أشباح الأوبرا» مسرحية ترصد مخاوف الذات وأشواق الحب

صورة من المسرحية (مسرح الهناجر)
صورة من المسرحية (مسرح الهناجر)

لم يكن غريباً أن تأتي مشاركة مسرح «الهناجر» في المهرجان القومي للمسرح الذي تستمر عروضه في القاهرة حتى الثامن من أغسطس (آب) المقبل، بمسرحية «أشباح الأوبرا»، حيث توفر للعمل عدد من العناصر جعل من نجاحه رهاناً رابحاً، وهو ما تجلى في نفاد جميع التذاكر وامتلاء المقاعد عن آخرها بالمشاهدين في كل ليلة عرض، يستند العمل إلى نص عالمي شهير هو رواية «شبح الأوبرا» للأديب الفرنسي جاستون ليرو (1868 - 1927) بما تتضمنه من أجواء تشويق وإثارة وفضاء عام سابق لزمانه، فضلاً عن طاقة الشباب الهادرة عبر فريق من الممثلين صغار السن من الجنسين، الذين رأى فيهم الجمهور انعكاساً صادقاً لهمومه، وكذلك حساسية الجيل الجديد من حيث القاموس اللغوي، ويظل التجلي الأبرز للعرض يتمثل في «ثيمة» الحب والبحث عنه ليس باعتباره مجرد علاقة عاطفية بين طرفين وإنما بمعناه الأعمق كحالة من حالات البحث عن الذات والتوحد مع الآخر كمصدر للسلام النفسي والسعادة الداخلية».
يحكي العرض قصة فرقة مسرحية تستعد لتقديم عرضها الأول الذي تراهن عليه وتعقد من أجله البروفات المتوالية أملاً في تحقيق نجاح ساحق ينقل صناع العمل من خانة «المغمورين» إلى خانة «النجومية»، يعكر صفو الحماس المتدفق ظهور شبح في كواليس العمل يثير البلبلة، في البداية يكون رد فعل الشباب السخرية من بعض الظواهر الغامضة مثل اهتزاز المقاعد وانقطاع الأنوار، لكنهم يأخذون الأمر على محمل الجد حين يتطور الأمر إلى سقوط قطع ديكور ضخمة على نحو يهدد مهندسة الديكور ثم الهروب الجماعي للموسيقيين والعازفين المشاركين في العمل قبل الافتتاح بليلة واحدة، في هذا التوقيت يتم تعيين مديرين جديدين فيأتيان لتسلم مهام المنصب الجديد ويتعرفان على مشكلات الفرق على أرض الواقع، يتحول المديران من عنصر إنقاذ محتمل إلى عبء، فهما شديدا الجبن ويرتعدان من موضوع الشبح كما أن ذمتهما المالية ليست فوق مستوى الشبهات!.
تتخذ مخرجة العرض مروة رضوان من هذه الحبكة إطاراً لعرض أفكارها وهمومها التي تخص بنات جيلها حيث تتولى أيضاً كتابة النص، هنا تبرز الأشواق النسائية للحب باعتباره نوعاً من الخلاص ومصدراً هائلاً لطاقة كبرى تعيننا على مواجهة الحياة. تتجلى تلك الفكرة من خلال عدد من الممثلات اللواتي ينطلقن كل منهن في مونولوج حول أحلامها في الحياة، فإذا بها لا تطلب شيئاً سوى تلك الرعشة التي تهز القلب حين يقع في الغرام. ويؤكد خط درامي موازٍ تلك الفكرة من خلال علاقة «شروق»، و«سعيد» الزميلين في المسرحية واللذين كانت تربطهما علاقة قوية فيما مضى واختلفا فافترقا لكن جذوة العشق، سرعان ما اشتعلت من جديد حين انضم «سعيد» للفرقة مؤخراً. وكم كان مؤثراً أن تحصي «شروق» بدقة الفترة الزمنية التي مرت أثناء الافتراق وتقول إنها أربع سنوات وثلاثة أشهر و17 يوماً فإذا سعيد يصحح لها: «بل أربع سنوات وثلاثة أشهر و19يوماً».
استعانت المخرجة كذلك بالموسيقى والأغاني التي شغلت مساحة هائلة من العرض لتسمه بالسمت الاستعراضي، مما أضفى على العمل بهجة وحيوية فائقة فضلاً عن بعض اللمسات الكوميدية التي لا تخطئها العين عبر عدد من الشخصيات خفيفة الظل مثل المؤلف والموسيقار الذي يخوض منافسة متوهمة من طرف واحد ضد الموسيقار عمر خيرت.
وكانت رواية «شبح الأوبرا» قد نشرت أولاً كحلقات مسلسلة بمجلة «Le Gaulois» الفرنسية في الفترة من 23 سبتمبر (أيلول) 1909 وحتى 8 يناير (كانون الثاني) 1910. ورغم أنها لم تلق نجاحاً كبيراً في البداية فإنه يُنظر إليها الآن باعتبارها واحدة من روائع الأدب العالمي. وقد تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي لأول مرة عام 1925 ثم أعيد إنتاجها بنسخة جديدة عام 2004. وتعد المسرحيات المأخوذة عنها واحدة من أقدم وأنجح العروض في تاريخ المسرح.
وتحكي الرواية قصة الممثلة «كرستين» التي يختطفها شبح يسكن دار الأوبرا ويقع في حبها، غير أنه سرعان ما يتضح أنه مجرد شاب عادي يفتقد الحب والحنان واختار الإقامة الأبدية في مخزن بالأوبرا ليهرب من البشر بسبب بعض التشوهات العميقة التي أصابت وجهه.
وحول التشابه بين الأصل الفرنسي والمعالجة المصرية، تقول المخرجة والمؤلفة مروة رضوان: «اشتغلت على الهيكل أو الإطار العام فقط لتأتي المعالجة بروح مصرية خالصة، ليتحول العرض إلى منصة درامية غنائية راقصة نبوح فيها بأسرارنا ومخاوفنا وأحلامنا وتفاصيلنا الإنسانية البسيطة، فضلاً عن رحلتنا التي لا تنتهي بحثاً عن الذات والحب معاً، مشيرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التجربة في مجملها كانت مجهدة فقد اعتمد صناعها على استقبال مواهب لفنانين معظمهم من الهواة وتم استقبال ما يقرب من 1700 متقدم ثم تمت تصفية العدد إلى 90 شاركوا في الموسم الأول للمسرحية والآن يشارك 50 في الموسم الثاني.
وتضيف مروة رضوان: «على مدار ستة أشهر من التدريبات والتجهيزات، بذلنا مجهوداً استثنائياً لكن نجاح العرض وردود فعل الجمهور جاءت مشجعة للغاية، وهو ما يشكل نهاية سعيدة لنا في الإخراج والكتابة والديكور والملابس والإضاءة وقبل كل ذلك أداء الممثلين».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

بعد 3 أشهر ونصف الشهر من المغامرة... كوسوفي يصل مكة المكرمة بدراجته الهوائية

سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
TT

بعد 3 أشهر ونصف الشهر من المغامرة... كوسوفي يصل مكة المكرمة بدراجته الهوائية

سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

مدفوعاً برغبة عميقة في تقوية إيمانه وإعادة اكتشاف ذاته قرَّر شاب كوسوفي في العقد الثالث من العمر يدعى سيكي هوتي ترك حياة الراحة والاستقرار خلفه ظهره واستقل دراجته الهوائية لبدء مغامرة استثنائية عابرة للقارات تنطلق من بلدته الصغيرة في جمهورية كوسوفو إلى مكة المكرمة.

وعلى مدار 3 أشهر ونصف الشهر، قطع سيكي أكثر من 6800 كيلومتر، وعبر دولاً عدة، مجابهاً صعوبات لا تُحصى ليصل إلى قلب العالم الإسلامي، «نعيش في عالم مليء بالملذات والماديات، وكثيرون منا ينسون الغاية التي خلقنا من أجلها»، بهذه الكلمات يشرح سيكي لـ«الشرق الأوسط» الدوافع خلف هذه الرحلة التي لم تكن مجرد مغامرة عادية؛ بل هي محاولة جريئة لإعادة الاتصال بروحه والتقرب إلى الله.

إعداد الجسد والعقل

لم يكن الاستعداد لهذه الرحلة سهلاً؛ إذ حرص سيكي على تعلم أساسيات صيانة الدراجات وحمل معه قطع غيار للطوارئ، كما جهز نفسه بمعدات بسيطة للطهي والنوم، بالإضافة إلى ذلك عمل على تقوية عزيمته ليكون مستعداً لما هو قادم، معتمداً بعد الله على قوته البدنية، التي كان يثق بأنها ستعينه على تحمُّل مشاق الطريق، وعن ذلك يقول: «اعتمدت على إيماني العميق وثقتي بأن الله لن يخذلني مهما واجهت من مصاعب. وقطعت على نفسي عهداً بأن أصل إلى وجهتي مهما كانت الظروف».

بعد رحلة دامت 3 أشهر ونصف الشهر وصل هوتي أخيراً إلى مكة المكرمة ليؤدي مناسك العمرة (الشرق الأوسط)

تحديات لا تُنسى

رحلة سيكي هوتي شملت دولاً عدة منها مقدونيا الشمالية، وبلغاريا، وتركيا، وإيران والإمارات العربية المتحدة، حتى وصل إلى المملكة العربية السعودية. وكان لكل محطة تحدياتها الخاصة، ففي تركيا، شكلت التضاريس الجبلية تحدياً له، خصوصاً بعد خروجه من مدينة إسطنبول. فالطرق الوعرة والأمطار الغزيرة جعلت الرحلة مرهقة. لكن وسط هذه الصعوبات، وجد سيكي دفئاً في كرم الناس. حيث استقبله أحد عمال محطة وقود مر عليها، وقدم له مأوى ومشروباً دافئاً. عن تلك التجربة يقول: «في أكثر اللحظات صعوبة، كان لطف الغرباء هو ما يدفعني للاستمرار».

أما إيران، فيتذكر سيكي أنها كانت واحدة من أكثر المحطات إثارة، فحاجز اللغة، واختلاف الثقافة، وصعوبة التعامل مع العملة المحلية، أموراً مزعجة. لكن مع ذلك، قال: «إنه رغم كل الصعوبات، أدركت أن الإنسانية تجمعنا. الابتسامة واللطف كانا كافيين لتجاوز تلك الحواجز».

سيكي هوتي إلى جانب العَلم السعودي بعد وصله مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

وفي الصحراء السعودية، وحين كان على مشارف الطائف، استقبلت سيكي أمطار غزيرة، شكّلت له تحدياً، لكن لحسن الحظ وقبل أن تسوء الأوضاع بشكل كبير التقى مواطناً سعودياً يُدعى فيصل بن مناعي السبيعي الذي مدّ له يد العون وقدم له المساعدة التي يحتاج إليها لمواصلة رحلته إلى خير البقاع. عن تلك التجربة يقول سيكي: «لن أنسى فيصل ما حييت. كان وجوده في ذلك الوقت معجزة أنقذت حياتي. وبفضله تمكنت من الوصول إلى مكة المكرمة».

مكة فرحة العمر

وعند دخوله إلى أم القرى بعد أشهر من مواجهة التحديات، يقول سيكي شعرت بسلام داخلي عميق، وأضاف: «كانت لحظة وصولي إلى مكة المكرمة أشبه بتحقيق حلم العمر. شعرت بالطمأنينة والفرح، توجهت إلى الله بالدعاء لكل من ساعدني في رحلتي ولكل إنسان يحتاج إلى الدعاء».

ولا تتوقف رحلة سيكي هوتي عند مكة المكرمة. فهو يخطط لمواصلة رحلته إلي المدينة المنورة وزيارة المسجد النبوي.

الكوسوفي هوتي حقّق حلم عمره بعد وصوله إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

إندونيسيا وجهة الحب

يقول سيكي: «زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة حلم كل مسلم، وأنا ممتن لله على هذه الفرصة»، لكنه ينوي بعد مغادرة طيبة الطيبة، البدء في رحلة جديدة إلى إندونيسيا، الهدف منها هذه المرة هو التقدم لخطبة المرأة التي يحبها. مدركاً أن هذه الرحلة ستكون مليئة بالتحديات، خصوصاً أن بعض الدول التي سيعبرها لا تعترف بجنسية كوسوفو. إلا أنه عبَّر عن تفاؤله بالوصول إلى وجهته الجديدة قائلاً: «حين يكون لديك إرادة، ستجد دائماً طريقاً لتحقيق حلمك. أنا مؤمن بأن الله سييسر لي هذه الرحلة كما فعل مع رحلتي إلى مكة المكرمة».

نصيحة للمغامرين

رحلة سيكي هوتي ليست مجرد مغامرة بالدراجة الهوائية، بل هي قصة عن الإيمان، والصبر، والإنسانية، تذكرنا بأن الصعوبات ليست سوى محطات تعزز قوتنا، وأن الغاية الأسمى في الحياة هي السعي لتحقيق الاتصال الروحي والسلام الداخلي هذا الشعور دفع الرحالة الكوسوفي لتوجيه رسالة إلى كل من يحلم بخوض تجربة مماثلة مفادها «لا تنتظر أن تشعر أنك مستعد تماماً؛ لأنك لن تصل إلى هذه اللحظة أبداً. ابدأ الآن، ثق بالله، وكن صبوراً ولطيفاً مع الآخرين. العالم مليء بالخير، وستكتشف ذلك بنفسك»