سلطات الجزائر تتوقع لجوء إسبانيا إلى توظيف المهاجرين «ورقة ضغط» ضدها

استفحال التوتر السياسي يرتقب أن يزيد من رفض السلطات إصدار تأشيرات للجزائريين وفق ما تتوقعه السلطات الجزائرية (رويترز)
استفحال التوتر السياسي يرتقب أن يزيد من رفض السلطات إصدار تأشيرات للجزائريين وفق ما تتوقعه السلطات الجزائرية (رويترز)
TT

سلطات الجزائر تتوقع لجوء إسبانيا إلى توظيف المهاجرين «ورقة ضغط» ضدها

استفحال التوتر السياسي يرتقب أن يزيد من رفض السلطات إصدار تأشيرات للجزائريين وفق ما تتوقعه السلطات الجزائرية (رويترز)
استفحال التوتر السياسي يرتقب أن يزيد من رفض السلطات إصدار تأشيرات للجزائريين وفق ما تتوقعه السلطات الجزائرية (رويترز)

أكدت تقارير أمنية جزائرية أن السلطات السياسية في البلاد لا تستبعد لجوء إسبانيا إلى توظيف مئات المهاجرين السريين الجزائريين «ورقة ضغط» ضدها في خلافهما السياسي الحاد حول «نزاع الصحراء».
وجاءت هذه التقارير بعد أن اعترض خفر السواحل الإسباني الأربعاء والخميس الماضيين طريق 200 مهاجر جزائري، كانوا على وشك الوصول إلى مدينة ألميريا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وفي وقت تدرس فيه الحكومة الجزائرية احتمالات عديدة تخص «رد فعل إسبانيا» بعد وقف العمليات التجارية، في سياق «عقوبات» اتخذتها ضدها منذ بداية يونيو (حزيران) الماضي، وذلك على خلفية إعلان مدريد دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية في «الصحراء».
وتناولت تقارير أمنية حديثة الطرق المحتملة التي يمكن أن تتبعها مدريد في تعاملها مع إجراءات اقتصادية أقرتها الجزائر ضدها، أهم ما جاء فيها احتمال أن يرفع خفر السواحل الإسباني من عمليات صد قوارب الهجرة غير النظامية التي يكون مصدرها السواحل الغربية الجزائرية، والتي تزداد بشكل كبير في فترة الصيف. وفي الحالات القصوى، قد يتم اعتراض طريق المهاجرين إلى حدود بحرية متقدمة، قياساً إلى المعتاد، لحملهم على العودة إلى ما جاءوا منه، ورفض مرافقتهم إلى مراكز إيواء المهاجرين في إسبانيا، حيث تتم دراسة حالاتهم من جوانب إنسانية، حسب توقعات التقارير ذاتها.
ومعروف أن الممثليات القنصلية الإسبانية لدى الجزائر ترفض منذ سنوات أغلب طلبات الحصول على التأشيرة. لكن بعد استفحال التوتر السياسي يرتقب أن يزيد الرفض، حسبما تتوقعه السلطات الجزائرية.
وأطلقت «الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)»، التابعة للاتحاد الأوروبي، تحذيراً للسلطات الإسبانية من موجة هجرة جزائرية تجاه سواحلها. وقالت في تقرير حديث إنه بين 1 يناير (كانون الثاني) ونهاية يونيو (حزيران) 2022 وصل إلى السواحل الإسبانية وجزر البليار أكثر من 3600 مهاجر جزائري. وعبرت الوكالة عن مخاوفها من ارتفاع هذه الأعداد خلال الصيف، كما أصدرت تحذيراً للسلطات والهيئات المشرفة على أمن السواحل الإسبانية، بشأن «كثير من الأشخاص الذين يستعدون لمغادرة سواحل الجزائر باتجاه إسبانيا». كما أكد الموقع الإخباري «مهاجر نيوز»، المهتم بالهجرة غير الشرعية، أن مياه المتوسط «شهدت مؤخراً ارتفاعاً متزايداً لأعداد قوارب المهاجرين الجزائريين قبالة السواحل الإسبانية، خصوصاً منذ أن بدأت الأحوال المناخية في التحسن»، مبرزاً أن عناصر وحدات الإنقاذ وخفر السواحل الإسباني «باتوا يعيشون على الوتيرة نفسها بشكل شبه يومي منذ بداية الربيع، من خلال اعتراض وإنقاذ مهاجرين جزائريين على متن قوارب صغيرة».
وكانت «الجمعية المهنية للبنوك» الجزائرية، التابعة لوزارة المالية، قد راسلت كل مسؤولي الهيئات المالية العمومية في 9 يونيو الماضي، تعلمهم بأنه «تقرر تجميد عمليات التصدير والاستيراد من وإلى إسبانيا، ووقف أي عملية توطين بنكي لإجراء عمليات تجارية مع إسبانيا». وقد تم ذلك بعد ساعات من تعليق «معاهدة الصداقة» السارية منذ 2002، وبعد سحب السفير الجزائري من مدريد في خطوة دلت على بلوغ الأزمة مع إسبانيا حدة غير مسبوقة. وقد ألحق تجميد التجارة أضراراً بعشرات الشركات الجزائرية والإسبانية. وكتبت صحيفة «إلكوفيدنسيال» الإسبانية في 15 يوليو (تموز) الماضي أنه بعد شهر من قرار «جمعية البنوك»؛ «لا تزال عشرات الحاويات من المنتجات الإسبانية عالقة في مينائي الجزائر العاصمة ووهران». واستثنت الجزائر إمدادات الغاز من العقوبات، لكن رفضت طلب مدريد ضخ مزيد منه لمواجهة تداعيات الحرب الجارية في أوكرانيا.
ونقلت «الجمعية» عن مصدرين إسبان استياءهم من «نقص الدعم الدبلوماسي من الحكومة الإسبانية»، وتحدثوا عن الخسائر المالية التي تكبدوها، وعزوا هذه القيود التي فرضتها الجزائر على الصادرات الإسبانية إلى دعم رئيس الحكومة بيدرو سانشيز المبادرة المغربية للحكم الذاتي في «الصحراء».


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».