تايوان تكثّف استعداداتها لاحتمال «الهجوم الصيني»

مرشح لخلافة جونسون يعتبر الصين «أكبر تهديد» لبريطانيا

من التدريبات في تايوان أمس (أ.ف.ب)
من التدريبات في تايوان أمس (أ.ف.ب)
TT

تايوان تكثّف استعداداتها لاحتمال «الهجوم الصيني»

من التدريبات في تايوان أمس (أ.ف.ب)
من التدريبات في تايوان أمس (أ.ف.ب)

تكثّف جزيرة تايوان استعداداتها على مختلف المستويات، استعداداً لاحتمال تعرضها لهجوم صيني كبير، بينما اعتبر من لندن أحد أبرز المرشحين لخلافة رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون، أن الصين هي «أكبر تهديد» تواجهه بريطانيا.
وأفادت وكالات الأنباء من تايوان أمس، بأنه تم إخلاء الطرق، وصدرت أوامر ببقاء السكان في منازلهم في أجزاء من الجزيرة، بينها العاصمة تايبيه، لإجراء تدريبات جوية. ودوت صفارات الإنذار عند الواحدة والنصف ظهراً بالتوقيت المحلي، من أجل إخلاء الشوارع إجبارياً لإجراء التدريبات التي تسببت فعلياً في إغلاق بلدات ومدن في شمال تايوان لمدة نصف ساعة.
وطالبت السلطات المواطنين عبر رسائل نصية بالانتقال إلى أماكن آمنة على الفور؛ بينما وجهت الشرطة المركبات للتحرك إلى جانب الطريق، وطُلب من المارة البحث عن مأوى. وأغلقت المتاجر والمطاعم أبوابها، وأطفأت الأنوار تجنباً لأن تصبح هدفاً في حالة وقوع هجوم ليلي. وتدرب رجال الإطفاء «على إخماد حريق اندلع بسبب هجوم صاروخي». ودوت صفارات الإنذار مجدداً بعد 30 دقيقة، في إشارة إلى انتهاء التدريب.
وقال كو وين جي، رئيس بلدية تايبيه، في كلمة له بعد أن أشرف على التدريبات: «من الضروري الاستعداد لحالة الحرب». وأضاف: «الطائرات العسكرية الصينية كانت مصدر إزعاج لتايوان بشكل متكرر في السنوات الأخيرة، وحتى اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط) الماضي. هذه الحوادث تذكرنا بالحاجة إلى اليقظة في وقت السلم».
وتزعم الصين أن تايوان التي تدار بحكم ديمقراطي، هي جزء من أراضيها، ولا تستبعد أبداً الاستيلاء عليها بالقوة. وترفض تايوان ذلك وتتعهد بالدفاع عن نفسها. وقد جدد الغزو الروسي لأوكرانيا الجدل في شأن أفضل تصرف من جانبها، في حالة تعرضها لهجوم وسط تكثيف للمناورات العسكرية الصينية حولها.
ويفاقم القلق بخصوص نيات الصين تجاه تايوان، التوتر بين بكين والولايات المتحدة التي تلتزم بموجب القانون الأميركي بتزويد تايوان بوسائل الدفاع عن نفسها، برغم عدم اعترافها بالجزيرة دولةً منفصلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أمس، إن بلاده أصدرت «تحذيرات مشددة» لإدارة الرئيس جو بايدن، بخصوص الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وهي الزيارة التي كانت صحيفة «فايننشيال تايمز» أول من أورد خبراً عنها.
وفي لندن، وعد ريشي سوناك، أحد المرشحين لتولي رئاسة وزراء بريطانيا، بحظر «معهد كونفوشيوس» الصيني المثير للجدل من المملكة المتحدة، واصفاً الصين بأنها «أكبر تهديد طويل الأمد لبريطانيا». وذكرت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية، أن هذا التصريح يمكن أن يكون إشارة على التوجه الأكثر تشدداً في سياسة الحكومة تجاه الصين، إذا ما أصبح سوناك رئيساً للوزراء التالي، في أعقاب ضغوط مجموعة من أعضاء حزب المحافظين. وكانت ليز تراس منافسة سوناك على زعامة المحافظين قد اتخذت خلال الأشهر الأخيرة نهجاً متشدداً بشكل متزايد تجاه الصين، من خلال منصبها وزيرةً للخارجية؛ لكن سينظر إلى هذا التصريح الأخير على أنه خطوة لتعزيز أوراق اعتماد وزير الخزانة السابق سوناك؛ حيث وعد بإغلاق «جميع معاهد كونفوشيوس الصينية الثلاثين» في المملكة المتحدة. واتهم الصين «بسرقة التكنولوجيا البريطانية والتسلل إلى جامعاتها». وأكد أن الصين «على المستوى الدولي، تدعم غزو بوتين الفاشي لأوكرانيا بشراء نفطه، ومحاولة التنمر على جيرانها، بما في ذلك تايوان».
وسارعت حملة تراس إلى التشكيك في تعهدات سوناك الجديدة. وقال متحدث باسمها: «لقد عززت ليز من موقف بريطانيا تجاه الصين، منذ أن تولت وزارة الخارجية وساعدت في قيادة الاستجابة الدولية للرد على العدوان الصيني المتزايد، وسيستمر هذا فقط عندما تصبح رئيسة للوزراء، بينما تسعى إلى توسيع شبكة الحرية في جميع أنحاء العالم».


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.