العراق ينتظر تسلم رادارات أميركية للكشف بعيد المدى

بعد القصف التركي على محافظة دهوك في إقليم كردستان

أحد أفراد الأمن العراقي يتفقد آثار القصف في قضاء زاخو شمال إقليم كردستان (أ.ف.ب)
أحد أفراد الأمن العراقي يتفقد آثار القصف في قضاء زاخو شمال إقليم كردستان (أ.ف.ب)
TT

العراق ينتظر تسلم رادارات أميركية للكشف بعيد المدى

أحد أفراد الأمن العراقي يتفقد آثار القصف في قضاء زاخو شمال إقليم كردستان (أ.ف.ب)
أحد أفراد الأمن العراقي يتفقد آثار القصف في قضاء زاخو شمال إقليم كردستان (أ.ف.ب)

كشف وزير الدفاع العراقي جمعة عناد الجبوري، يوم الأحد، عن قرب وصول رادارات أميركية متطورة خاصة بالكشف بعيد المدى للأجسام والطائرات الأجنبية التي تخترق حدود البلاد. ويأتي إعلان الوزير بالتزامن مع الأزمة القائمة بين بغداد وأنقرة على خلفية القصف الذي قامت به الأخيرة لأحد المنتجعات في محافظة دهوك بإقليم كردستان وتسببه بمقتل أكثر من 30 مواطنا عراقيا، وما نجم عن ذلك من انتقادات محلية وجهها المواطنون للسلطات العراقية واتهامها في حماية حدود بلادها وعدم قدرتها على ردع الاعتداءات الخارجية وخاصة التركية منها في البر والجو.
وقال عناد، خلال حفل وضع حجر الأساس لمركز عمليات قيادة الدفاع الجوي في بغداد إن «مركز العمليات الرئيسي الجديد لقيادة الدفاع الجوي سيكون صرحاً من صروح الجيش العراقي وله خدمة كبيرة في قيادة عمليات الدفاع الجوي». وأشار إلى أن «المركز سيرتبط بالمنظومة الرادارية الجديدة التي تم التعاقد عليها واستيرادها من شركة تاليس الفرنسية، وهذه المنظومة ستعمل على الكشف العالي للأهداف الجوية المعادية، وستُنصَب بأماكن مختلفة من البلاد». ومعروف أن العراق كان لديه قبل 2003 منظومة رادارات ودفاعات جوية فعالة قبل الحرب التي شنتها عليه الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي في عام 2003، ولم تنجح السلطات العراقية في استعادة وبناء تلك المنظومة.
وأضاف الوزير الجبوري أن «المركز سيعمل بالتزامن مع وصول المنظومة الرادارية الأميركية الجديدة نوع (TBS 77) وهي منظومة تعد الحلقة الأولى لتطوير قيادة الدفاع الجوي والوصول بها إلى أعلى مستويات الجاهزية والاستعداد القتالي لتأمين السيطرة الجوية على الأجواء العراقية كافة؛ كونها خاصة بالكشف الراداري بعيد المدى». وأكد الوزير على أن «مساعي الوزارة تركز على الحصول على منظومة رادارية تعمل على الكشف الواطئ والمتوسط لاكتمال السيادة الجوية على جميع أرجاء الوطن».
بدورها، كشفت شركة «تاليس» الفرنسية، خلال حفل مركز عمليات قيادة الدفاع الجوي عن مضامين العقد المبرم مع العراق بشأن منظومة الرادارات. ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، عن ممثل الشركة الفرنسية، إيمانويل يونك فوي، قوله إن «علاقة وطيدة تربط شركة تاليس والعراق، يعود تاريخها إلى سنوات عديدة، ومركز العمليات الرئيسي الجديد لقيادة الدفاع الجوي يعد جزءاً من امتداد نشاطات شركة تاليس في العراق والتزامها في تطوير القدرات العالية بحماية الأجواء العراقية».
وأوضح فوي أن «المشروع يتضمن تزويد العراق في المرحلة الأولى بأربعة رادارات بعيدة المدى من طراز (GM 403) مع مركز للقيادة والعمليات لصالح قيادة الدفاع الجوي، والمشروع يمثل ركناً أساسيا في تعزيز سيادة العراق على أجوائه من خلال حمايتها من أي تهديد». وأضاف أن «رادار (GM 403) يعد الأحدث من حيث التطور التكنولوجي، وسيشكل حلاً أساسيا نضعه بين أيدي القوات المسلحة العراقية». وتابع فوي، أن «برنامج المرحلة الأولى يتضمن تزويد العراق بهذه الرادارات ولاحقاً سوف يتبع مرحلة ثانية عبر تجهيز ذات القيادة بعدد 14 راداراً من طراز (GM 200) والتي سوف تشكل بمجموعها الركن الأساسي لقدرات الدفاع الجوي العراقي في المستقبل، ويتضمن العقد مرحلة مهمة جداً وهي تدريب كوادر الدفاع الجوي العراقي على صيانة هذه الرادارات بشكل ذاتي ومستقل».
من جهة أخرى، اشتكت وزارة البيشمركة الكردية من أن وحدة من «الحشد الشعبي» قامت بإهانة أحد مقاتليها في لواء المشاة التاسع التابع للوزارة. وقالت الوزارة في بيان: «بعيداً عن كل الأعراف والقوانين، قامت هذه الوحدة بإهانة عنصر من البيشمركة (أيمن عبدي جاسم) وارتكبت ضده أعمالاً غير لائقة». وأشارت إلى أن «هذا العمل مرفوض، وندعو القوات الأمنية إلى تشكيل لجنة تحقيق فورية بهذا الشأن والقبض على المشتبه بهم وتقديمهم للعدالة حتى لا يحاول أحد تكرار مثل هذه الأعمال البشعة».
ونقلت وسائل إعلام محلية وكردية عن أيمن عبدي جاسم الذي ينتمي إلى الأقلية الدينية الكاكائية قوله إنه «داخل في شجار مع زملاء له وتفاجأ باقتياده بعد أيام إلى طريق آمرلي وإهانته وحلق شاربه الذي تقدسه الديانة الكاكائية وكذلك فروة رأسه تنكيلا به». وقال أعيان من الطائفة الكاكائية إن «ما حصل تجاوز حدود القضايا الشخصية، وإنهم يعتبرون ما حصل إهانة لمعتقداتهم الدينية، وإنهم رفعوا قضية قانونية ضد المهاجمين ورفضوا عروضاً للصلح العشائري». وأظهرت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي الجندي أيمن وهو حليق الشارب وأجزاء من شعر الرأس.
كما نددت كتلتا الحزب «الديمقراطي» و«الاتحاد الوطني» الكردستانيان في مجلس النواب الاتحادي، بالإهانة التي لحقت عنصر البيشمركة. وقالت الكتلتان في بيان مشترك: «في انتهاك صارخ وواضح للدستور وعدم احترام حقوق الإنسان العراقي وإهانة متعمدة لمعتقدات الكرد الكاكئيين، وفي تجاوز سافر على الحريات والحقوق المنصوص عليها في الدستور وانتهاك لحالة التآخي والتعايش السلمي، أقدمت مجموعة من عناصر الحشد الشعبي على تعمد إهانة ومعاقبة عنصر البيشمركة في منطقة آمرلي التابعة لقضاء طوز خـورماتو، بطريقة بعـيدة عن جميع السـياقات القانونية والأعـراف الأخلاقية والعسكرية والاجتماعية والعشائرية المتوارثة والمعروفة في مجتمعنا العراقي الأصيل». وطالبت الكتلتان، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ«فتح تحقيق فوري وسريع بالحادثة المهينة في حق هذا المنتسب والمواطن ومحاسبة الفاعلين ومعاقبتهم بأشد العقوبات».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

 حكومة سوريا المؤقتة تطالب «مجلس الأمن» بإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضيها

قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
TT

 حكومة سوريا المؤقتة تطالب «مجلس الأمن» بإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضيها

قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)

طالبت الحكومة السورية المؤقتة مجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها في الشمال في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام .1974

وفي رسالتين متطابقتين إلى المجلس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، بحسب وكالة أنباء «أسوشيتد برس» (أ ب)، إنه يتصرف «بناء على تعليمات من حكومته» لتقديم المطالب. ويبدو أن هذه هي الرسالة الأولى الموجهة إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة الجديدة

وتم توجيه الرسالتين بتاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول)، بعد إطاحة المعارضة السورية المسلحة بالرئيس بشار الأسد وإنهاء حكم عائلته الذي دام أكثر من 50 عاماً في سوريا.

وكتب السفير الضحاك: «في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة من تاريخها يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة حرية ومساواة وسيادة القانون وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة».