كيانو ريفز لـ«الشرق الأوسط»: تصوير «ماتريكس» الأخير لم يكن نزهة

يجهز فيلماً من الخيال الياباني

ريفز في سلسلة «ذا ماتريكس»
ريفز في سلسلة «ذا ماتريكس»
TT

كيانو ريفز لـ«الشرق الأوسط»: تصوير «ماتريكس» الأخير لم يكن نزهة

ريفز في سلسلة «ذا ماتريكس»
ريفز في سلسلة «ذا ماتريكس»

إذا ما نجح كيانو ريفز في مسعاه، سنراه في المستقبل القريب وهو يمزق أعداءه تمزيقاً. لن يكتفي بفعل القتل ولا بالقليل من العنف، بل سيقتلع أطراف أعدائه ويستخرج أحشاءهم. هذا تبعاً لشخصية ابتدعها وساهم في كتابتها ووضع رسومات شعبية لها تحت عنوان BRZRKR.
في لقاء «كوميك - كون» في سان دييغو الأسبوع الحالي، جلس أمام محدّثه يشرح له كيف سيقوم بذلك. قال: «هو لا شك شخص عنيف جداً. شخص عاش منذ 80 ألف سنة. محارب قاسٍ وعنيف، لكننا سنتعرّف عليه وهو في نقطة فاصلة من حياته. يريد أن يعرف كيف يستطيع أن يعود إنساناً عادياً كسواه من الناس».
ليس أن العنف غريب عن الأفلام التي يمثلها. من مطلع سلسلة «ماتريكس» إلى (1999) وحلقاتها الأربع إلى حلقات «جون ويك»، التي انطلقت أول مرّة سنة 2014 وحالياً ما يستعد للوقوف أمام الكاميرا لبطولة جزء رابع، استخدم ريفز (57 سنة) يديه وقدميه في عمليات قتال متواصلة. قتل كثيرين وأصيب مراراً وتكراراً بجروح كبيرة وتلقى من الرصاص كماً كافياً ليقتل ديناصوراً. لكنّ شخصيتيه في هذين المسلسلين مرسومتان، لكي تقاوم العنف من ناحية وتمارسه على الآخرين من ناحية أخرى.

كما بدا مع باتريك سوايزي في «بوينت بريك»

- واحد من جيل المستقبل
وُلد في مدينة بيروت، لبنان، سنة 1964. وترعرع في مدينة تورونتو، كندا وأمضى فترة مبكرة من حياته في سيدني، أستراليا. وانتقل إلى هوليوود، حيث بدأ التمثيل على الشاشة بعد أن مارسه على المسرح. أول فيلم ظهر فيه هو«Young blood» سنة 1986 وهذا الفيلم مع«Point Break» و«My Own Private Idaho» (كلاهما في عام 1991) طرحاه كواحد من ممثلي الجيل الجديد لجانب روب لاو، وباتريك سوايزي، وشون بن الذي باشر انتشاره على بعد سنوات قليلة بعد توم كروز، وتوم هانكس، وجوني ديب، وروبرت داوني جونيور.
وجد ريفز نفسه على القمّة في فيلم«Speed» لجان دي بونت (1994).
استندت القصّة هنا على حبكة خيالية لا تخلو من البراعة: أوتوبيس للعموم يشق طريقه في المدينة من دون أن يعلم السائق بأنه إذا ما خفف سرعته ستنفجر القنبلة المزروعة في الحافلة.
ريفز هو أحد الركاب ومن حسن حظهم أنه يعرف كيف ينقذ الوضع في تلك اللحظات الحاسمة.
حتى ذلك الحين، ولمعظم التسعينات، توجه الممثل صوب الأدوار الدرامية والتشويقية. لكنه في سنة 1999 تسلم دوراً كانت هوليوود ترغب في إسناده إلى ويل سميث الذي كان مشغولاً بتمثيل فيلم وسترن كوميدي، بعنوان «Wild Wild West». شركة وورنر، منتجة «ماتريكس»، وحسب روايات، كانت تستطيع انتظار سميث لكي ينتهي من ذلك الوسترن، لكن سميث لم يكن راغباً في تمثيل «ماتريكس» ولاحقاً ما أشاد بأداء ريفز.
في كل الأحوال، تربّع الجزء الأول من «ماتريكس» على قمة العروض السينمائية حول العالم، وأصبح أنجح فيلم لعب ريفز بطولته، خصوصاً إذا ما أضيفت إلى أرقامه ما حققه الجزء الثاني (2001) من ثم الثالث (2003). الجزء الرابع خرج تحت عنوان «The Martix Resurrectionx»، لكنه لم يجد الإقبال نفسه.
في نحو ربع ساعة كان علينا تناول مواضيع كثيرة. لاختصار الوقت تنازلت عن طرح أسئلة تتعلّق بمسيرته وانكببت مباشرة على أسئلة حول أفلامه اليوم.
> ما حكاية هذا المشروع الجديد الذي من الصعب ترتيب أحرف عنوانه من الذاكرة؟
- (يضحك) عليك أن تتعوّد، وربما الأمر سيكون أسهل مما تتصور. كل شيء انطلق من رغبتي في ابتداع شخصية مستوحاة من فن «الأنيمي» (الرسوم الشعبية اليابانية) وما تحفل به من وقائع خيالية بعضها ليس هناك في العالم ما يجاريها.
اهتديت إلى هذه الشخصية واشتركت في كتابتها كرسوم «كوميكس» منذ أكثر من عام. خلال ذلك كنت موقناً من أني سأنقل الشخصية إلى الشاشة، وعرضت الفكرة على «نتفليكس» التي تحمّست والمشروع في طور الكتابة للسينما حالياً.
> هل العنف هو جزء محوري من الفيلم؟ وكيف سيكون شكله وتأثيره؟
- أفضل التفرقة بين العنف للعنف، والعنف للترفيه. لن يكون أعنف من العدد الهائل من الأفلام التي نتابعها اليوم، ومنذ سنوات في السينما أو في التلفزيون.
لكن الفكرة هي العنيفة. المؤثرات البصرية ستوهمك بأن هناك عنفاً قاسياً، لكن القسوة تتبدى كفكرة أكثر منها كفعل مباشر.
> هل تأثرت بسينما «الأنيمي» باكراً؟
- بالتأكيد. عندما كنت ما زلت صبياً في كندا تابعت على أحد القنوات أفلام الرسوم اليابانية. كنت متعجباً أمام ما أراه. لم تكن تشبه أي نوع آخر لا من أفلام الرسوم ولا من أفلام التشويق عموماً.
نعم تستطيع أن تقول إنني تأثرت كثيراً، وصور تلك الشخصيات كانت في بالي حتى عندما كنت أمثّل في «ماتريكس». وأعتقد أن المخرجتين لانا وليلي واشوفسكي، كانتا على الموجة ذاتها. كانتا تفكران «أنيمي» حين كتبتا السيناريو وحين نفذتاه.
> على ذكر «ماتريكس»، هل هناك نية لجزء خامس رغم أن الإقبال عليه لم يكن بمستوى الإقبال على الأفلام السابقة؟
- ربما كان يستطيع أن ينجز أفضل مما أنجزه. أعتقد أن الإنتاج تكلّف كثيراً (195 مليون دولار حسب مصادر)، والفيلم أنتج سريعاً ولم يكن الجمهور حاضراً له. لكن هذا قد يحدث مع أي فيلم وحدث بالفعل. إذن، جواباً على سؤالك، لا. لا أعتقد. ربما بعد سنوات ليست بعيدة لكن ليس الآن.
> تصوير هذا الفيلم كان مشقّة كبيرة بسبب التوقعات التي تصاحب أي جزء لاحق يريد تجاوز الجزء السابق. صحيح؟
- نعم. تصوير «ماتريكس» الأخير لم يكن نزهة بل مشقّة. كلنا عملنا بإخلاص لكي ننجز عملاً أكثر غرابة وتشويقاً وأقل تماثلاً مع النسخ السابقة، طبعاً من دون أن نخون أسباب نجاح تلك الأجزاء. شخصياً كنت أقوم بكل شيء بنفسي. أتمرّن وأتدرب وأنفّذ الكثير من المشاهد الخطرة بنفسي. حين لا أكون أمام الكاميرا تجدني أتابع ما يدور عوض أن أرتاح في حجرتي. هناك مشهد قفز من طابق علوي قمت به بنفسي ومثلته 19 مرّة قبل أن أعلن رضائي عنه.

كيانو ريفز

- جزء واحد
> فيلم كهذا لا تستطيع أن تصوّره حسب مراحله طبعاً. ليس هناك إلا أفلام قليلة يمكن تصويرها باتباع سرد الأحداث، لكني قرأت أن التصوير قسّم العمل على مرحلتين. المشاهد التي تدور في النهار أولاً، ثم مجموعة المشاهد التي تدور في الليل.
- لم يُصوّر كل شيء على هذا النحو، لكن العديد من المشاهد الليلة صورناها في الشهر الأخير من العمل. كنت أنام في السابعة صباحاً وأستيقظ في الواحدة أو في الثانية ظهراً. لم يكن هذا أفضل حالاً من التمثيل نهاراً والسهر على قراءة مشاهد اليوم التالي ليلاً ثم سرقة بعد ساعات الليل للنوم.
> هل تمارس خلال التصوير أعمالاً أخرى، مثل مناقشة مشاهد لاحقة أو مراجعة ما تم تصويره أو تقديم اقتراحات؟
- الممثل الذي هو أنا ليس أكثر من جزء واحد في عملي. نعم أراقب وأناقش وربما أتدخل لكني لا أطالب. هذا بالنسبة للفيلم الذي نتحدّث فيه («ماتريكس: انبعاث») لكن بالطبع هناك حدود أقف عندها وليس من طبيعتي أن أتجاوز الآخرين أو أتدخل في أعمالهم.
> ماذا عن BRZRKR الذي وضعت فكرته وتشترك في إنتاجه؟
- هذا مختلف. كما تقول، وضعت فكرته وأشرفت على نشره ووقفت وراء الرغبة في تحويله إلى فيلم وتراني هذه الأيام أتابع كل شيء من السيناريو وما بعد، لكن هذا لأني أنا المنتج. وأنا منتج لأن المشروع هو حلمي، ولا أستطيع تسليمه إلى آخرين قد لا يشاركونني النظرة ذاتها.
> أخيراً، هل تعتقد أن توجهك صوب أنواع أفلام الأكشن والشخصيات الصينية واليابانية له علاقة بخلفيتك الشخصية؟
‫- بالتأكيد. والدي من هاواي، ووالدتي إنجليزية وفي الشجرة جذور برتغالية وصينية... طبيعي أن أكون تحت تأثير الجزء الشرقي. ‬‬
> هل من تأثير لبناني؟
- (يضحك) أنت لبناني. أخبرني.
لا أعتقد.


مقالات ذات صلة

الموت يغيّب المخرج المصري منير راضي

يوميات الشرق المخرج منير راضي (أرشيفية)

الموت يغيّب المخرج المصري منير راضي

شيع الوسط الفني المصري المخرج السينمائي منير راضي، ظهر السبت، بعدما وافته المنية عن عمر يناهز 80 عاما.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق نيلي كريم (حساب الفنانة على إنستغرام والشرق الأوسط)

نيللي كريم لـ«الشرق الأوسط»: أنا في مرحلة استمتاع كبير بأعمالي

بحضور نجمة فيلم «فوي فوي فوي» نيللي كريم، ومخرجه عمر هلال، تم إطلاقه في صالات السينما اللبنانية. وفي المناسبة تمت دعوة أهل الصحافة والإعلام، إضافة إلى فنانين…

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)

بوادر إيجابية في المفاوضات بين كتّاب السيناريو والاستوديوهات الهوليوودية

تسارعت التطورات في هوليوود بشأن إضراب كتّاب السيناريو، إذ أعلنت نقابتهم أنها ستواصل اليوم المفاوضات مع الاستوديوهات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق هاني سلامة خلال ندوة تكريمه (إدارة المهرجان)

هاني سلامة: تراجُع الإنتاج السينمائي في مصر قد يفقدها لقب «هوليود الشرق»

أثارت تصريحات الفنان المصري هاني سلامة عن تراجع الإنتاج السينمائي في مصر، نقاشات «غاضبة»، خلال ندوة تكريمه ضمن فعاليات «مهرجان الغردقة لسينما الشباب».

محمود الرفاعي (الغردقة (مصر))
ثقافة وفنون الممثلة السينمائية المصرية نيللي كريم خلال العرض الإقليمي الأول ﻟ«الفيلم المصري 2023» «فوي! فوي! فوي!» في سينما فوكس سيتي سنتر في بيروت في 21 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

«فوي! فوي! فوي!» فيلم مصري يطمح للأوسكار بموضوعه الساخن عن الهجرة غير الشرعية

يطرح فيلم «فوي فوي فوي» الذي رشحته القاهرة لجوائز الأوسكار، موضوع الساعة وهو الهجرة غير الشرعية من الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعدّ مصر وكذلك لبنان من منابعها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ما فوائد مكملات الزنجبيل لعلاج أمراض المناعة الذاتية؟

دور مكملات الزنجبيل في السيطرة على الالتهاب لدى أشخاص يعانون من أمراض المناعة الذاتية (شاترستوك)
دور مكملات الزنجبيل في السيطرة على الالتهاب لدى أشخاص يعانون من أمراض المناعة الذاتية (شاترستوك)
TT

ما فوائد مكملات الزنجبيل لعلاج أمراض المناعة الذاتية؟

دور مكملات الزنجبيل في السيطرة على الالتهاب لدى أشخاص يعانون من أمراض المناعة الذاتية (شاترستوك)
دور مكملات الزنجبيل في السيطرة على الالتهاب لدى أشخاص يعانون من أمراض المناعة الذاتية (شاترستوك)

يحدث الالتهاب كردّ فعل طبيعي يقوم به الجهاز المناعي للإنسان لمواجهة العدوى، بهدف إزالة مسببات الأمراض الضارة وإصلاح الأنسجة التالفة.

لكن في حالة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، فإن الجهاز المناعي يهاجم الأنسجة أو الأعضاء السليمة عن طريق الخطأ، ويُعتقد أن الالتهاب يلعب دوراً مهماً في تطوّر الإصابة بهذه الأمراض.

وفي محاولة لمواجهة هذه الحالة، كشفت دراسة أميركية عن دور مهم يمكن أن تلعبه مكملات الزنجبيل في السيطرة على الالتهاب لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية، ونُشرت النتائج، السبت، في دورية «جي سي آي إنسايت».

ومن خلال السيطرة على الالتهاب، يمكن للأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية تحسين نوعية حياتهم وتقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة.

وركز الفريق في دراسته على رصد تأثير مكملات الزنجبيل على «العَدِلات»، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، التي تشكل خط الدفاع الأول في جهاز المناعة البشري، وهي مسؤولة عن مهاجمة مسببات الأمراض الغازية وقتلها، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات.

واهتمت الدراسة بشكل خاص بإحدى الطرق الدفاعية التي تستخدمها «العَدِلات» ضد الأمراض والعدوى، التي تسمى (NETosis)، ويمكنها أن تتحول إلى أداة مرضية في حالة وجود مشكلة بجهاز المناعة، وتكون سبباً في الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

وفي حالة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، تعمل آلية «NETosis» على تحفيز الالتهاب، ما يساهم في حدوث كثير من أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك مرض الذئبة (مرض مناعي يصيب الجلد والمفاصل والأعضاء) والتهاب المفاصل الروماتويدي.

وخلال دراسة أجريت على البشر، وجد الباحثون أن تناول متطوعين أصحاء لمكمل الزنجبيل يومياً لمدة 7 أيام بمقدار (20 مليغراماً من جينجيرول / يوم) عزز مادة كيماوية داخل «العَدِلات» تسمى «cAMP».

وثبت أن المستويات العالية من هذه المادة تعرقل حدوث آلية «NETosis» المُحفّزة للالتهاب، التي تسهم بشكل رئيسي في حدوث أمراض المناعة الذاتية.

وقال الدكتور جيسون نايت، الأستاذ المشارك في قسم أمراض الروماتيزم بجامعة كاليفورنيا، والباحث المشارك في الدراسة: «يقدم بحثنا، لأول مرة، دليلاً على الآلية البيولوجية التي تكمن وراء خصائص الزنجبيل الواضحة المضادة للالتهابات لدى البشر».

وأضاف، في حديث نقله موقع الجامعة: «لا يوجد كثير من المكملات الغذائية الطبيعية، أو الأدوية الموصوفة في هذا الشأن، التي من المعروف أنها تحارب فرط نشاط الجهاز المناعي. لذلك نعتقد أن الزنجبيل قد تكون لديه قدرة حقيقية على استكمال البرامج العلاجية الجاري تنفيذها بالفعل للمساعدة في تخفيف أعراض أمراض المناعة الذاتية».

وكخطوة تالية، يأمل الباحثون في إجراء دراسات على مرضى المناعة الذاتية والالتهابات لاستكشاف الآلية المباشرة التي يؤثر بها الزنجبيل على «العَدِلات»، وسيشجع ذلك مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على مناقشة ما إذا كان تناول مكملات الزنجبيل كجزء من خطة العلاج الخاصة بهم، يمكن أن يكون مفيداً.


الموت يغيّب المخرج المصري منير راضي

المخرج منير راضي (أرشيفية)
المخرج منير راضي (أرشيفية)
TT

الموت يغيّب المخرج المصري منير راضي

المخرج منير راضي (أرشيفية)
المخرج منير راضي (أرشيفية)

شيع الوسط الفني المصري المخرج السينمائي منير راضي، ظُهر السبت، بعدما وافته المنية عن عمر ناهز 80 عاماً، ونعت نقابة المهن السينمائية في مصر المخرج الراحل، كما نعته شقيقته المطربة الكبيرة عفاف راضي، عبر صفحتها في موقع «فيسبوك»، وكتبت: «إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي إلى رحمة الله، شقيقي الغالي، المخرج منير راضي».

وينتمي المخرج الراحل لعائلة راضي الفنية التي ضمت المخرج المسرحي والممثل السيد راضي، والمخرج السينمائي محمد راضي، وشقيقه مدير التصوير السينمائي د. ماهر راضي.

وبدأ منير راضي مسيرته الفنية عقب تخرجه في معهد السينما، قسم الإخراج، عام 1976، وقد عمل في البداية مساعد مخرج لابن عمه المخرج محمد راضي في أفلام «أبناء الصمت»، و«المقيدون إلى الخلف»، و«الحاجز».

بوستر فيلم «زيارة السيد الرئيس» (أرشيفية)

ثلاثة أفلام ناجحة شكّلت مسيرة منير راضي هي «أيام الغضب»، و«زيارة السيد الرئيس»، و«فيلم هندي»، وجاء أول أفلامه «أيام الغضب» عام 1989 الذي كتبه السيناريست بشير الديك، ولعب بطولته نور الشريف، ويسرا، وإلهام شاهين، ونجاح الموجي، وحقق الفيلم نجاحاً لافتاً، تبعه فيلم «زيارة السيد الرئيس» عام 1994 من بطولة محمود عبد العزيز أمام نجاح الموجي، وهياتم، وأحمد راتب، الذي كتب قصته الأديب يوسف القعيد، وتناول في إطار كوميدي اجتماعي شائعة زيارة الرئيس الأميركي إحدى القرى المصرية خلال زيارته لمصر، فتنقلب أحوال القرية، وتطفو على السطح أشكال الفساد والنفاق والدجل جميعها.

ثم جاء ثالث أفلامه «فيلم هندي» عام 2003، الذي لعب بطولته أحمد آدم، وصلاح عبد الله، ومنة شلبي، وتطرق فيه لعلاقة صداقة قوية تجمع بين سيد وعاطف في حي شبرا.

ويفسر السيناريست بشير الديك انسحاب منير راضي من الوسط السينمائي قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كان لديه كبرياء وأنفة، ويتمتع بعزة نفس، ولم يكن متكالباً على السينما مثلما لم يكن متكالباً على الحياة»، مؤكداً أنه هاتَف المخرج الراحل، قبل أيام، ولم يكن مريضاً أو يشكو من شيء.

«كان راضي يراهن دائماً على الفن وليس على الجانب التجاري، فهو ينتمي لمخرجي الثمانينات أمثال؛ داود عبد السيد، وخيري بشارة، ومحمد خان، وعاطف الطيب، الذين يمثلون جيلاً مهماً للغاية، وقد تأخر منير عنهم قليلاً».

الناقد طارق الشناوي

وعَدّ الناقد طارق الشناوي منير راضي، أحد أهم مخرجي السينما المصرية، وإحدى ضحاياها في الوقت نفسه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن فيلمه الأول «أيام الغضب» حظي بمكانة مميزة، بعدها أخرج فيلم «زيارة السيد الرئيس» الذي ينتمي للفانتازيا، لكن «فيلم هندي» جاء أقل مستوى، ولم تكتمل تجربته فنياً على الرغم من أنه كان صاحب رؤية سياسية واجتماعية، وصاحب موهبة حقيقية، وينتمي لعائلة فنية، وكانت لديه مشروعات فنية متعددة، لكنّه لم يتمكن من تنفيذها لظروف السوق السينمائية.

وأكد أنه كان «يراهن دائماً على الفن وليس على الجانب التجاري، فهو ينتمي لمخرجي الثمانينات أمثال؛ داود عبد السيد، وخيري بشارة، ومحمد خان، وعاطف الطيب، الذين يمثلون جيلاً مهماً للغاية، وقد تأخر منير عنهم قليلاً».

ويشير الشناوي إلى أن المخرج الراحل كان «يتمتع بسعة أفق، الأمر الذي يجعله يستمع لآراء فريق العمل، بدليل أنه استجاب لاقتراح الفنان نجاح الموجي بإضافة أغنية (اتفضل من غير مطرود) ضمن أحداث فيلم (أيام الغضب)، التي حققت نجاحاً وتماساً مع الجمهور، والتي تعدّ من أبدع أغاني الأفلام التي وُظّفت وصُوّرت بشكل جيد، غير أنه لم يتمكن من استكمال طريقه مخرجاً، وبقي على مدى أكثر من 20 عاماً بعيداً عن الاستوديو».


قناديل البحر تتعلّم من تجاربها السابقة

لا يزيد حجم قنديل البحر الكاريبي عن عقلة الإصبع (بابليك دومين)
لا يزيد حجم قنديل البحر الكاريبي عن عقلة الإصبع (بابليك دومين)
TT

قناديل البحر تتعلّم من تجاربها السابقة

لا يزيد حجم قنديل البحر الكاريبي عن عقلة الإصبع (بابليك دومين)
لا يزيد حجم قنديل البحر الكاريبي عن عقلة الإصبع (بابليك دومين)

يتحكم الجهاز العصبي المركزي عادة لدى البشر، في معظم وظائف الجسم، بما في ذلك الوعي والحركة، والتفكير، وكذلك القدرة على التعلم من الأخطاء والتجارب السابقة.

لكن في المقابل، لا تمتلك قناديل البحر الكاريبية جهازاً عصبياً مركزياً مُعقداً كالإنسان، وعلى الرغم من ذلك يمكنها أن تتعلم من تجاربها السابقة مثل البشر والفئران والذباب، حسب دراسة نشرت السبت في دورية «كارنت بايولوجي».

ولا يزيد حجم قنديل البحر الكاريبي (Tripedalia Cystophora) عن عقلة الإصبع، وهي تبدو بسيطة، ولها نظام بصري مُعقّد يضمّ 24 عيناً مدمجة في جسمها الذي يشبه الجرس.

ويعيش هذا الحيوان في مستنقعات المانغروف، ويستخدم رؤيته للتوجيه عبر المياه العكرة والانحراف حول جذور الأشجار تحت الماء لاصطياد الفريسة.

وأثبت العلماء لأول مرة أن قنديل البحر الكاريبي يمكنه أن يكتسب القدرة على تجنب العقبات من خلال ما يسمى بـ«التعلم الترابطي»، وهي عملية تُشكّل من خلالها الكائنات الحية روابط عقلية بين المحفزات الحسية والسلوكيات.

وتتحدى الدراسة المفاهيم السابقة القائلة بأن التعلم المتقدم يتطلب دماغاً مركزياً وتلقي الضوء على الجذور التطورية للتعلم والذاكرة.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، درّب الباحثون قنديل البحر الكاريبي لتعلم كيفية اكتشاف العوائق وتفاديها، من خلال إجراء محاكاة للموطن الطبيعي لقناديل البحر تحت الماء.

وفي بداية التجربة، اصطدم قنديل البحر بالعوائق بشكل متكرّر، لكن في نهاية التجربة التي استمرت لمدة 7.5 دقيقة، تمكن قنديل البحر من مضاعفة عدد المحاولات الناجحة لعبور العوائق من دون أن يصطدم بها.

وأشار الباحثون إلى أن نتائجهم تثبت أن قناديل البحر يمكنها التعلم من التجربة من خلال المحفزات البصرية والميكانيكية، وذلك عبر جهازها العصبي البسيط.

يقول كبير الباحثين في الدراسة، أندرس غارم من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك: «إذا كنت تريد فهم الهياكل المُعقدة للدماغ، فمن الجيد دائماً أن تبدأ بالبساطة قدر الإمكان».

ويضيف في تصريحات نقلها موقع «نيوروساينس نيوز»: «بالنظر إلى هذه الأجهزة العصبية البسيطة نسبياً في قنديل البحر، لدينا فرصة أكبر بكثير لفهم كل التفاصيل وكيف تجتمع معاً لأداء السلوكيات».

ويتابع: «من المدهش مدى سرعة تعلم هذه الحيوانات، إنها تقريباً السرعة نفسها التي تفعلها الحيوانات المتقدمة. حتى أبسط نظام عصبي يبدو قادراً على القيام بالتعلم المتقدم».

بعد ذلك، يخطط الفريق للتعمق أكثر في التفاعلات الخلوية للجهاز العصبي لقناديل البحر لفهم عملية تكوين الذاكرة.

ويخططون أيضاً لفهم كيفية عمل المستشعر الميكانيكي الموجود في قنديل البحر الكاريبي لرسم صورة كاملة عن آلية «التعلم الترابطي» عند هذا الحيوان.


نيللي كريم لـ«الشرق الأوسط»: أنا في مرحلة استمتاع كبير بأعمالي

نيلي كريم (حساب الفنانة على إنستغرام والشرق الأوسط)
نيلي كريم (حساب الفنانة على إنستغرام والشرق الأوسط)
TT

نيللي كريم لـ«الشرق الأوسط»: أنا في مرحلة استمتاع كبير بأعمالي

نيلي كريم (حساب الفنانة على إنستغرام والشرق الأوسط)
نيلي كريم (حساب الفنانة على إنستغرام والشرق الأوسط)

بحضور نجمة فيلم «فوي فوي فوي» نيللي كريم، ومخرجه عمر هلال، تم إطلاقه في صالات السينما اللبنانية. وفي المناسبة تمت دعوة أهل الصحافة والإعلام، إضافة إلى فنانين لبنانيين، لحضوره في صالات سينما «فوكس» في الحازمية.

وأعرب مخرج العمل عن سعادته الكبيرة بوجوده في لبنان لإطلاق فيلمه. وذكر أمام الحضور في صالة العرض بأن الفيلم صوّر بين بيروت والقاهرة. وتابع: «لقد قمت حتى اليوم بثلاث حفلات لإطلاق الفيلم في مصر ودبي والسعودية».

والتقت «الشرق الأوسط» في المناسبة نجمة الفيلم نيللي كريم، التي تحدثت عن فرحتها باختيار الفيلم لتمثيل مصر في جوائز «الأوسكار» لعام 2024. «كان لدي شعور داخلي بأن (فوي فوي فوي) سيشارك في مهرجان سينمائي عالمي».

وذكرت كريم بأن هذا الإحساس ساورها حول أفلام أخرى مثلت فيها كـ«اشتباك» و«ستة سبعة ثمانية» لمحمد دياب. وعلّقت: «أنا معجبة بمحمد دياب على الصعيدين الشخصي والمهني. فهو لا يستسهل أو يستخف بالعمل الذي يقوم به. فيبحث ويجتهد للعثور على النص الذي يقنعه. وبالنسبة لـ(فوي فوي فوي) فأنا سعيدة للفريق بأكمله الذي عمل فيه. واختياره لتمثيل مصر في الأوسكار فرصة لا يستهان بها. عمر هلال عمل بجهد كبير على النص وراح يجمعه كالأحجية قطعة قطعة على مدى أكثر من سنتين. وأتمنى أن يحقق النتيجة المرجوة في المهرجان المذكور».

تدرس كريم حالياً عدة نصوص درامية وبينها لموسم رمضان (حساب الفنانة على إنستغرام والشرق الأوسط)

تجسد نيللي كريم في «فوي فوي فوي» دور الصحافية التي تواكب فريق كرة قدم مصرياً للمكفوفين يقترب من المشاركة في بطولة كأس العالم في أوروبا. أما قصة الفيلم فتحكي عن حسن (محمد فراج) الذي يعيش حياة فقيرة مع والدته ويعمل حارس أمن، فيتحايل بطريقة ما للانضمام إلى فريق كرة قدم للمكفوفين يرشح للمشاركة في بطولة كأس العالم في أوروبا. فيجد فيها الفكرة المناسبة للهروب من مصر. فهو يحلم وأصدقاؤه بتحقيق هذه الخطوة التي ستغير حياته برمتها.

فهل أحبت كريم دورها في الفيلم، لا سيما وأنه لا يحمل مساحة كبيرة؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «مهنة الصحافة جميلة وهي صعبة إذا ما كان صاحبها موضوعياً ويتمسك بنقل الحقيقة. كما أن الصحافيين هم أشخاص يحضرون في كل مكان، إن في الفن والسياسة أو في الرياضة والمجتمع والحفلات وغيرها. فهم يشكلون عنصراً أساسياً في حياتنا، ونلتقي بهم كل يوم، وعلاقتي بهم ممتازة. وبالنسبة لي أحببت فكرة الفيلم ككل، وبالرغم من أن الدور الذي لعبته لا يحمل مساحة كبيرة، ولكنني أعجبت به».

وفيما لو لم تكن ممثلة هل كان بمقدورها أن تكون صحافية؟ ترد: «لا أعلم، ولكن ربما أعمل مراسلة لأغطي الأحداث الصعبة على الأرض مباشرة. وقد أديت هذا الدور في مسلسل (هدوء نسبي) مع شوقي الماجري. وكانت مهمتي تغطية الحرب في العراق، فأحببت الدور كثيراً».

نيللي كريم خلال إطلاق «فوي فوي فوي» في بيروت (حساب الفنانة على إنستغرام والشرق الأوسط)

تؤكد كريم أن خياراتها لأدوارها السينمائية تختلف عن تلك الدرامية. وتوضح أن السينما تملك رونقاً أكبر ومختلفاً تماماً عن المسلسلات. «إنها وجهة نظري إذ أعدُّ أن السينما كانت بداية الفنون قبل شاشة التلفزيون. والفيلم يمكن أن تشاهديه أكثر من مرة بفعل مدته القصيرة وهي 90 دقيقة. فيما المسلسلات قد تتجاوز الـ20 ساعة، وهنا يكمن الفرق. فجميع المشاركين في شريط سينمائي يكونون بمثابة أبطال لأنه منتج مركز. والقصة يجب أن تلعب الدور الأكبر فيه كي ينجح فتكون محبوكة وملمومة. بينما في الدراما يمكن للقصة أن تتألف من شخصيات محورية أكثر وتتفرع منها عدة قصص. وفي جميع الأفلام التي أشارك فيها أبحث عن القصة أولاً، وليس عن نيللي كريم».

وترى كريم أنها حتى اليوم لم تلجأ إلى تفصيل دور خاص بها وعلى القياس الذي ترغب به. «ربما ألجأ إلى هذه الخطوة في المستقبل إذا ما رغبت بموضوع مختلف».

وبالنسبة للمسلسلات الدرامية، فهي وقبل الموافقة عليها تسأل أيضاً عن قصتها. «غير الأعمال الدرامية المعتمدة على سيرة ذاتية أو قصة تاريخية، يجب أن أسأل عن قصتها. وهذا هو أول أمر أقوم به وأسأل المخرج كي يضعني في أجوائها قبل قراءة الورق».

تقول بأن عملية اختيار أدوارها السينمائية تختلف عن الدرامية (حساب الفنانة على إنستغرام والشرق الأوسط)

وتتحدث عن «فوي فوي فوي»، وبأن فكرته أعجبتها جداً ووجدتها مختلفة عن غيرها، فلم تتردد بالموافقة والمشاركة فيه. «أنا اليوم أعيش مرحلة أستمتع فيها بعملي إلى آخر حد، خصوصاً مع فريق عمل أحبه. وهو ما وجدته في (فوي فوي فوي) ومع مخرجه عمر هلال الذي أكن له كل إعجاب».

وعن زيارتها إلى لبنان للمشاركة بإطلاق الفيلم في صالات العرض، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لبنان بمثابة بيتنا الثاني كمصريين نزوره باستمرار. وسعيدة بإطلاق الفيلم في الصالات اللبنانية. فلقد كان معنا فريق لا يستهان به من تقنيين وغيرهم من اللبنانيين. وصورنا كذلك مشاهد عدة منه هنا، وهو ما يولد عندي كما عند غيري من المصريين علاقة وطيدة بهذا البلد الرائع في كل أبعاده».

وعن أعمالها المستقبلية، تشير نيللي كريم إلى أنها بصدد قراءة نص درامي يتألف من 15 حلقة. وكذلك تقرأ نصاً سينمائياً لفيلم جديد، فيما لم تأخذ بعد قرارها النهائي بالنسبة لموسم رمضان. «أقوم حالياً بقراءة نصوص عديدة والقرارات ستأتي لاحقاً وستعرفون بها من دون شك».


مجسم لبرج إيفل في هانغجو يضفي ملامح باريسية على المدينة الصينية

 مجسّم لبرج إيفل في حيّ تياندوشنغ بمدينة هانغجو الصينية (أ.ف.ب)
مجسّم لبرج إيفل في حيّ تياندوشنغ بمدينة هانغجو الصينية (أ.ف.ب)
TT

مجسم لبرج إيفل في هانغجو يضفي ملامح باريسية على المدينة الصينية

 مجسّم لبرج إيفل في حيّ تياندوشنغ بمدينة هانغجو الصينية (أ.ف.ب)
مجسّم لبرج إيفل في حيّ تياندوشنغ بمدينة هانغجو الصينية (أ.ف.ب)

يطلّ مجسّم لبرج إيفل في الأفق، فيخال المرء نفسه في العاصمة الفرنسية باريس، وفي الواقع هو يتنزّه بحيّ تياندوشنغ في مدينة هانغجو الصينية التي تستضيف نحو 12 ألف رياضي يشاركون اعتباراً من السبت في دورة الألعاب الآسيوية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وتشكل دورة «آسياد» محطة رئيسية للعديد من الرياضيين قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في العاصمة الفرنسيّة في صيف 2024.

ويعكس هذا الحي السكني في هانغجو الذي شُيّد في العقد الأول من الألفية الجديدة، ولع الصينيين في مطلع القرن بكل ما هو أجنبي، ولو أنّ المجسّم شُيّد بثلث حجم البرج الأصلي.

وترتفع في المدينة مبانٍ سكنية من الطراز الباريسي، يزيّن شرفاتها «درابزين» من الحديد المزخرف وتعلوها سطوح منحنية.

يتوقف متقاعدون على الجادة لتأمل المشهد الممتدّ أمامهم تحت سماء رماديّة، أو يجلسون عند نافورة ترتفع حولها تماثيل أحصنة تذكّر بحديقة لوكسمبورغ.

وقدّم تياندوشنغ عند إنشائه على أنه حيّ فخم وموقع لتنظيم مهرجانات ثقافية فرنسية، غير أن العديد من متاجره وشققه بقيت فارغة على مدى سنوات، قبل أن تجتذب جاداته المحاطة بالأشجار والنباتات أعداداً من الزبائن مع ازدهار القطاع التكنولوجي في هانغجو.

وليس برج إيفل سوى واحد من المجسمات الكثيرة لتحف معماريّة غربية منتشرة في الصين، في وقت كان مطورو العقارات يستمدون إلهامهم من أوروبا وأميركا الشمالية، ومنها حي ثايمز تاون الشبيه بالأسلوب المعماري البريطاني في شانغهاي، وحي على طراز مدينة إنترلاكن السويسرية في وسط شينغين التكنولوجي.

وفي جوجون عند أطراف بكين، أضفت بيوت فسيحة مشيّدة على طراز أميركا الشمالية مسحة من جنوب كاليفورنيا على العاصمة الصينية.

وكلّها أحياء من حقبة مضت، إذ حظر القادة الشيوعيون في السنوات الأخيرة تشييد مبانٍ من طراز معماريّ أجنبي.


ساحة جامع الفنا في مراكش تستعيد حيويتها بعد «زلزال الحوز»

«ساحة جامع الفنا» في مراكش (الشرق الأوسط)
«ساحة جامع الفنا» في مراكش (الشرق الأوسط)
TT

ساحة جامع الفنا في مراكش تستعيد حيويتها بعد «زلزال الحوز»

«ساحة جامع الفنا» في مراكش (الشرق الأوسط)
«ساحة جامع الفنا» في مراكش (الشرق الأوسط)

بعد مرور أسبوعين على زلزال الحوز، الذي خلّف أضراراً بشرية ومادية كبيرة على مستوى ستة أقاليم في المغرب، يمكن القول إن «ساحة جامع الفنا» بمراكش استعادت كثيراً من نشاطها السياحي المعتاد.

وتعد الساحة القلب النابض لمراكش، على المستوى السياحي. وهي مؤشر تقاس عليه أحوال المدينة، من حيث مستوى جاذبيتها وواقع الإقبال عليها؛ فكلّما زاد الصخب فيها، ودبت الحركة في أوصالها، وأقبل الزائرون على مطاعمها والأسواق والمقاهي المحيطة بها، كان ذلك مؤشراً على درجة الانتعاش السياحي، الذي تعيش على إيقاعه هذه المدينة، التي يعدّ القطاع السياحي أحد محركات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فيها، إلى درجة أن دراسات عديدة أكدت أنّها لا يمكن أن تعيش من دون سياحة.

تعد الساحة القلب النابض لمراكش على المستوى السياحي (الشرق الأوسط)

كسكس أم طاجين؟

هكذا سأل عبد الله سائحَين قصدا مطعمه في ساحة جامع الفنا. وحرص على أن يغلّف سؤاله بابتسامة تمنح السائحَين كل شروط الضيافة والانشراح والأمان النفسي.

قال عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»، جواباً على سؤال كيف كانت درجة الإقبال على ساحة جامع الفنا ومطاعمها الشعبية، بعد كارثة الزلزال: «من الطبيعي أن تخفّ درجة إقبال الزائرين والنشاط السياحي في الأيام الأولى للكارثة». واستدرك قائلاً إن الأمور سرعان ما بدأت تعود إلى طبيعتها، بعد أن بدا كما لو أن الجميع اختار أن يترك خلفه صدمة الزلزال، الذي هو حدثٌ طبيعي لا راد لقدره، ويمكن أن يحدث في أي مكان من العالم.

غير بعيد عن المطاعم الشعبية، كان هناك مروضو قردة وثعابين. من عادتهم أن يحثوا زائري الساحة على أخذ صور مع قرد أو ثعبان، بمقابل.

وقال أنور لـ«الشرق الأوسط»، وهو يلاعب قردين صغيرين، إن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها بشكل تدريجي، مشدداً على أنه لاحظ أن النشاط لم يتأخر بالعودة إلى الساحة بعد كارثة الزلزال، مشيراً إلى أن إقبال السائحين عليها لم يتراجع كثيراً، وأن الأيام المقبلة ستكون أفضل.

ساحة جامع الفنا ليلاً (الشرق الأوسط)

فكاهة وضحك ومقاهٍ

في الجهة الأخرى من الساحة، في اتجاه «كلوب ميد» وصومعة «الكتبية»، كان الفكاهي «المْسيح» قد شكل حلقته، التي غصت بمغاربة جاءوا لاقتناص لحظات من الفكاهة والضحك.

لزائري ساحة جامع الفنا اختيارات عديدة، تحملهم على زيارتها. منهم من يقصدها للاستمتاع بجوّها، انطلاقاً من أسطح المقاهي المحيطة بها، خصوصاً «فرنسا» و«غلاسي» و«أركانة». وهناك من يقصدها للتسوق من «السمارين» و«ممر البرانس»، أو للأكل والشرب والفرجة.

على سطح مقهى «غلاسي» حرص سائحون يتكلمون بخليط من اللغات، على أن يلتقطوا صوراً توثق مشهد غروب الشمس، الذي كان يلقي بظلاله، وقتها، على ساحة جامع الفنا. كان مشهداً ساحراً، جمع بين الموسيقى وصراخ الباعة وهدير الدراجات النارية، فيما تخلله الدخان المنبعث من المطاعم الشعبية، وزيّنته الأضواء والألوان التي تقترحها العربات والمطاعم، بمأكولاتها ومشروباتها.

«مشهد رائع»، هكذا خاطبت سائحة إيطالية صاحبها وهي تلتقط صوراً بانورامية لساحة جامع الفنا. لم يجد رفيقها إلا أن يوافقها الرأي وهو يرسم على وجهه ابتسامة انشراح.

«ساحة جامع الفنا» تستعيد كثيراً من نشاطها السياحي (الشرق الأوسط)

سياحة في أحسن حال

في مراكش، كلما غصت ساحة جامع الفنا بزوارها تأكد للمهتمين والمتتبعين والمسؤولين أن الوضع السياحي بالمدينة في أحسن حال، سواء تعلق بأعداد السائحين الوافدين، أو ليالي المبيت بالمؤسسات الإيوائية السياحية، وغيرها، أو بالدينامية الاقتصادية التي تشمل المدينة ككل.

جرت العادة أن يسارع المسؤولون إلى البحث عن حلول للأزمات التي يمكن أن تعصف بالقطاع السياحي في المدينة، كلما استدعى الأمر ذلك. يعرفون أن كل أزمة تضرب القطاع سيكون لها تأثير سلبي، سريع ومباشر، على المدينة بأكملها.

دينامية ملحوظة تعرفها ساحة جامع الفنا أياماً بعد زلزال الحوز (الشرق الأوسط)

تحتفظ ذاكرة المراكشيين، خصوصاً من يشتغل منهم بشكل مباشر في القطاع السياحي، بعدد من الأزمات التي مرّت بمدينتهم. يذكرون، بشكل خاص، تلك التي تمخضت عن حادث فندق أسني في 1994، وحرب الخليج، وتفجير مقهى أركانة في 2011، فضلاً عن أزمة «كورونا»، التي أفرغت الساحة من زوارها لأشهر، بفعل التدابير والإجراءات التي اتُخذت عالمياً ومحلياً للحد من تفشي الجائحة.

ونظراً لخصوصية القطاع السياحي، بوصفه واحداً من أكثر القطاعات حساسية وتأثراً بالظروف السياسية والاقتصادية والمناخية والصحية، الشيء الذي ينعكس بشكل سلبي على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لفئات عريضة من المراكشيين، التي تشكل السياحة مصدر دخلها الوحيد، فقد دأب المسؤولون المغاربة باستمرار، على اتخاذ إجراءات لمواجهة كل مستجد، محلياً ووطنياً. لذلك كان عادياً أن تقوم فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مؤخراً، بزيارة تفقدية لمراكش وإقليم الحوز للاطلاع على النشاط السياحي وتقييم وضعية المؤسسات والمواقع السياحية التي تضررت جرَّاء الزلزال، بشكل يمنح الثقة للفاعلين في القطاع وطمأنة الشركاء والسائحين فيما يخص الوضع المستقر في المدينة بشكل خاص، والمناطق المتضررة من الزلزال بشكل عام.

وأكدت الوزيرة فاطمة الزهراء عمور، خلال زيارتها، أنَّ العديد من مؤسسات الإيواء السياحي أبانت عن صمود ومرونة كبيرين في مواجهة الزلزال، مشيرة إلى أن بعضها تعرض لأضرار تتطلب إصلاحات.

سائحون يتناولون وجبة العشاء في مطاعم جامع الفنا (الشرق الأوسط)

والتقت فاطمة الزهراء عمور، خلال وجودها في الحوز، ببعض السكان ومهنيي المنطقة، للاطلاع على أوضاعهم وتبادل الحديث في احتياجاتهم من حيث التشغيل، لا سيما في قطاعات السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، التي لها وقع ملموس على هذه المنطقة. كما زارت المدينة العتيقة في مراكش، التي شملت مجموعة من المواقع السياحية كساحة جامع الفنا، وسوق السمارين، ورحبة العطارين. وأكدت أن النشاط السياحي فيها استعاد وتيرته العادية، مؤكّدة ذلك من خلال جولتها في المدينة العتيقة التي ما زالت تستقطب السائحين بفضل جاذبيتها القوية، مضيفة أن هناك بالتأكيد بعض الأضرار التي لحقت بالمدينة، إلا أنه تم التكفل بها بسرعة.


لماذا رفضت ديانا حذاء «شانيل» وانتعلته كاميلا في باريس؟

حذاء كاميلا باللونين الأبيض والأسود من «شانيل» (غيتي)
حذاء كاميلا باللونين الأبيض والأسود من «شانيل» (غيتي)
TT

لماذا رفضت ديانا حذاء «شانيل» وانتعلته كاميلا في باريس؟

حذاء كاميلا باللونين الأبيض والأسود من «شانيل» (غيتي)
حذاء كاميلا باللونين الأبيض والأسود من «شانيل» (غيتي)

هناك من الحقائب والأحذية النسائية ما يتحول إلى موضة تقاوم الزمن. منها حذاء شهير واطئ الكعب باللونين الأبيض والأسود من تصميم دار الأزياء الباريسية «شانيل». وقد شوهدت الملكة كاميلا ترتدي واحداً منه في إحدى جولاتها بالعاصمة الفرنسية التي زارتها مع زوجها ملك بريطانيا تشارلز الثالث، مؤخراً.

الصحافة الفرنسية لم تمرّ بحذاء الملكة مرور الكرام، بل نبشت حكاية تعود لعام 1996 تفيد بأن الأميرة الراحلة ديانا، الزوجة السابقة لتشارلز، رفضت انتعال ذلك الحذاء على الرغم من أنها كانت قد اقتنته ضمن ضرورات أناقتها. فما الحكاية؟

في عام طلاقها من تشارلز، ولي العهد آنذاك، قامت ديانا برحلة إلى أستراليا، رافقها فيها مصفف شعرها جون بايلي. وكان لبايلي صديق مقرب هو مصمم الأزياء الأسترالي جيسون براندسون، وهذا الأخير هو الذي نقل الحكاية. فقد استعان به بايلي لمساعدة الأميرة في اختيار الثياب التي تظهر فيها خلال الزيارة، ولهذا الغرض ذهب إليها في جناحها بفندق «ريتز كارلتون» لتقديم النصيحة قبل تلبيتها دعوة لجمعية خيرية.

جاء في حديث نقلته عنه النسخة الأسترالية من صحيفة «هاربرز بازار»، قال براندسون إن ديانا خرجت من غرفتها حاملة تلاً من الحقائب والأحذية وألقت به على الأريكة. وهو قد اقترح عليها اختيار الحذاء ذي اللونين الأسود والأبيض لأنه يتناسب بشكل كبير مع البدلة التي كانت تنوي ارتداءها. لكنها رفضت أن ترتدي قطعة تحمل علامة الدار الفرنسية المؤلفة من حرفي «C» متصلين.

يروي براندسون أن ديانا قالت له إنه لا اعتراض لها على تصاميم الدار الباريسية، لكن السبب عاطفي ولا يتعلق بالذوق. إنهما الحرفان الأولان من اسمي طليقها تشارلز وحبيبته كاميلا. ويضيف المصمم أن جرح ديانا كان طرياً وقتذاك، وانتهى الأمر باختيارها حذاء من علامة «غوتشي».


مصر: غرفتان بمعبد رمسيس الثالث استُخدمتا كساعة زمنية لتحديد الفصول

معبد الملك رمسيس الثالث في الأقصر (أرشيفية - وسائل إعلام محلية)
معبد الملك رمسيس الثالث في الأقصر (أرشيفية - وسائل إعلام محلية)
TT

مصر: غرفتان بمعبد رمسيس الثالث استُخدمتا كساعة زمنية لتحديد الفصول

معبد الملك رمسيس الثالث في الأقصر (أرشيفية - وسائل إعلام محلية)
معبد الملك رمسيس الثالث في الأقصر (أرشيفية - وسائل إعلام محلية)

أكد أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، وجود أدلة على أن قدماء المصريين عرفوا فصل الخريف، وأن السنة المصرية القديمة كانت تتكوّن من أربعة فصول، مشيراً إلى أن دراسة حديثة قامت بها جمعيته، أثبتت أن اليوم (السبت) يوافق اليوم الأول من فصل الخريف.

وقال أبو زيد، في تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن الغرفتين بمعبد الملك رمسيس الثالث الواقع ضمن مجموعة معابد الكرنك، في مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، استُخدمتا من قبل المصري القديم كساعة زمنية لتحديد الفصول، لافتاً إلى أنه تمكّن من خلال الدراسة العلمية والرصد الميداني لحركة الشمس في هاتين الغرفتين من رصد نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف.

وأوضح أبو زيد أن معبد الملك رمسيس الثالث هو أحد المعابد المقدسة بمجموعة معابد الكرنك المشيّدة على أسس فلكية، والتي تجعل المعبد بمثابة ساعة تقويم لرصد فصول العام.

ولفت إلى أن ما تم رصده لحركة الشمس داخل الغرفتين المقدستين بالمعبد منذ 21 من شهر يونيو (حزيران) الماضي وحتى اليوم، وعلى مدار ثلاثة شهور كاملة، أكد على أن هاتين الغرفتين تسجلان نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف بحسب التقويم المصري القديم.

وبيّن أنه بذلك تكون السنة المصرية القديمة قد تكوّنت من أربعة فصول، كل فصل مكوّن من ثلاثة شهور، على عكس ما عُرف في الماضي أن السنة المصرية القديمة مكونة من ثلاثة فصول، كل فصل منها مكون من أربعة شهور.

وتابع أبو زيد أن الغرف الداخلية الملحقة بمعبد الملك رمسيس الثالث بالكرنك، صُممت لتسقط من خلالها أشعة الشمس عبر فتحات رأسية في سقف المعبد، وذلك بصورة مائلة تنتهي مع بداية فصل الخريف. وأشار إلى أن ذلك يدل، طبقاً لزوايا سقوط أشعة الشمس داخل هذه الغرف، على أن القياسات المعمارية توافقت مع حركة الشمس وسقوط أشعتها لتستمر حركة الشمس وسقوط أشعتها بزوايا مختلفة مع بداية فصل الصيف والانتهاء بإعلان فصل جديد وهو فصل الخريف.

ولفت أبو زيد إلى أن علماء الآثار لم يشيروا إلى فصل الخريف، وإنما نوّهوا إلى تداخله مع فصل الصيف، وبذلك توافقت الدراسات في السابق على القول إن السنة المصرية القديمة تكوّنت من ثلاثة فصول ارتبطت بالزراعة.

ورأى أن دراسته الجديدة، التي جرت من خلال الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أثبتت من خلال العمارة الفلكية التي شُيّد على أساسها معبد الملك رمسيس الثالث بالكرنك، أن المصري القديم عرف أربعة فصول في العام، وأن سقوط الشمس داخل تلك الغرف الملحقة بالمعبد، لم يكن من قبيل الصدفة، وإنما يدل على مدى معرفة قدماء المصريين بدقائق العلوم الفلكية، ومعرفتهم بأربعة فصول من بينها فصل الخريف.

ورفض أبو زيد القبول بصحة كل النظريات الأجنبية المتعلقة بتاريخ وعلوم وفنون مصر القديمة، عادّاً أن ما تركه المصري القديم من معالم أكد ريادته في شتى العلوم والفنون التي تستوعب وجود أكثر من نظرية علمية بشأن هذه الحضارة.

وقال إن معابد الكرنك هي الأشهر بين مجموعات المعابد والمعالم الأثرية بالعالم، وعمل بها العديد من علماء الآثار الأجانب والمصريين على مدار قرابة قرنين من الزمان، لافتاً إلى أن من كشف ارتباط معابد الكرنك بالانقلاب الصيفي، والظاهرة الفلكية التي تشهدها تلك المعابد في وقت الظهيرة، هم الباحثون المصريون الذين توصلوا لاكتشاف أهم حلقة من حلقات أطوار الشمس التي ذكرها المصري القديم بصورة رمزية ومعمارية في كتاباته وفي فنون عمارته التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعلوم الفلك.

يُذكر أن قدماء المصريين برعوا في علوم الفلك والهندسة، ونجحوا في توجيه معابدهم باتجاهات متعددة، بحسب معتقدات وطقوس كل معبد، وما كان يشهده من ظواهر فلكية تأتي إحياء لمناسبات ملكية ودينية.

وتتباين الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية، ما بين تعامد للشمس وقت الشروق، مثل ما يشهده معبد أبو سمبل في أسوان، وتعامد الشمس في وقت الظهيرة، مثل ما يشهده معبد إدفو، وتعامد القمر مثل ما يجري في معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة بمدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة.

وتقول الدراسات الأثرية إن مصر الفرعونية، عرفت الكثير من الظواهر الفلكية عبر تاريخها.


4 قبور تعود لألفي عام ضمن أول مقبرة رومانية كاملة في غزة

الفريق الفلسطيني بعمل في المقبرة الرومانية (أ.ف.ب)
الفريق الفلسطيني بعمل في المقبرة الرومانية (أ.ف.ب)
TT

4 قبور تعود لألفي عام ضمن أول مقبرة رومانية كاملة في غزة

الفريق الفلسطيني بعمل في المقبرة الرومانية (أ.ف.ب)
الفريق الفلسطيني بعمل في المقبرة الرومانية (أ.ف.ب)

أعلن خبير أثار فلسطيني، اليوم السبت، العثور على أربعة قبور تعود للعهد الروماني قبل ألفي عام، مما يرفع إلى 134 عدد القبور التي وُجدت حتى الآن في المقبرة الرومانية المكتشفة العام الفائت في شمال غزة.

وقال الخبير فضل العطل لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «باكتشاف القبور الأربعة يكتمل عدد القبور إلى 134 قبرا في هذه المقبرة الرومانية التاريخية التي تعود لحقبة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثاني بعد الميلاد»، وتوقع أن يكون «تم الانتهاء من اكتشاف أول مقبرة كاملة» في غزة.

وكان عدد من الفنيين ضمن فريق التنقيب وحماية الآثار الفلسطيني الذي يرأسه العطل، يواصلون أعمال الترميم والدراسة داخل المقبرة.

إخراج بقايا هيكل عظمي من المقبرة الرومانية (أ. ف. ب)

ويستخدم الفنيون أدوات بدائية أثناء أعمال التنقيب والحفر تحت الأرض، وفي أعمال التنظيف والترميم والصيانة.

وتقع هذه المقبرة على مسافة عشرات الأمتار من مدينة سكنية جديدة تقيمها مصر لدعم سكان قطاع غزة.

وقال العطل إن «ما يميز بعض القبور أنها منشأة بشكل هرمي»، مشيراً إلى «العثور على أجزاء من أوانٍ فخارية وقطع معدنية كانت تستخدم ضمن الطقوس الجنائزية». وأضاف «نحن في مرحلة الدراسة والترميم والصيانة، وآمل في أن تُفتح المقبرة أمام الزوار والباحثين في أقرب وقت».

وتحدث عن «العثور في الآونة الأخيرة على تابوتين مصنوعين من الرصاص، منقوش على أحدهما على شكل قطوف عنب والأخر عليه نقوش لدلافين تسبح في المياه».

ولفت إلى «أننا بحاجة لاكتشافات أخرى، غزة مدينة أثرية قديمة عبر التاريخ والحضارات»، مبدياً أسفه «لأن التمويل غير كاف لمواصلة أعمال التنقيب في بقية الأماكن الأثرية».

في ورشة العمل الأثري (أ.ف.ب)

وكان العطل الذي كان يرتدي قميصاً رمادياً تحمل شعارَي مؤسسة الإغاثة الأولية الدولية (منظمة فرنسية غير حكومية)، والمدرسة الفرنسية للآثار، ويعتمر قبعة، يعطي توجيهات لأحد الفنيين لكي يزيل بواسطة فرشاة خشبية صغيرة الأتربة التي لاتزال تغطي أجزاء من بقايا هيكل عظمي لأحد الموتى في هذه القبور.

جدير بالذكر أنه في مارس (آذار) من العام الماضي أعلنت وزارة الآثار في غزة العثور على مقبرة رومانية تعود للقرن الأول الميلادي.

وأوضح العطل، وهو رئيس فريق التنقيب الذي يضم 41 فنيا ومتخصصا، إنها المرة الأولى يُعثر على قبور ذات «شكل هرمي، ومقبرة كاملة من العهد الروماني في غزة».

وتجري أعمال التنقيب والترميم بدعم مالي من صندوق حماية الثقافة التابع للمجلس الثقافي البريطاني.

أما المدير العام لوزارة الآثار في قطاع غزة جمال أبو ريدة، فأكد في بيان أن وزراته «تولي اهتماما كبيرا بالمواقع الأثرية».


بوادر إيجابية في المفاوضات بين كتّاب السيناريو والاستوديوهات الهوليوودية

مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)
مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)
TT

بوادر إيجابية في المفاوضات بين كتّاب السيناريو والاستوديوهات الهوليوودية

مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)
مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)

تسارعت التطورات في هوليوود في شأن إضراب كتّاب السيناريو الذي يشلّ القطاع السينمائي والتلفزيوني منذ نحو خمسة أشهر، إذ أعلنت نقابتهم أنها ستواصل اليوم السبت المفاوضات مع الاستوديوهات، بعدما شهدت تقدماً يوحي برغبة في التوصل إلى اتفاق يضع حداً للتحرك المطلبي.

وأفادت «رايترز غيلد أوف أميركا» في رسالة وجهتها مساء الجمعة إلى 11500 كاتب سيناريو تمثّلهم أن المفاوضين من الطرفين «سيجتمعون مجدداً السبت». وأضافت أنها تُواصل «العمل للحصول على اتفاق يستحقه كتّاب السيناريو».

وكانت المحادثات بين شركات الإنتاج ونقابة كتّاب السيناريو في شأن تقاسم إيرادات البث التدفقي وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي استؤنفت الأربعاء بعد توقفها نحو شهر. ويؤمل أن تفضي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات إلى نتيجة إيجابية إذ لاحظ مراقبون في القطاع بوادر تقدم فيها.

ومن هذه البوادر أن كبار مسؤولي «ديزني» (بوب آيغر) و«نتفليكس» (تيد ساراندوس) و«وورنر براذرز» (ديفيد زاسلاف) و«إن بي سي يونيفرسال» (دونا لانغلي) شاركوا فيها شخصياً خلال الايام الثلاثة المنصرمة، بحسب وسائل الإعلام الأميركية.

لافتات تحمل شعارات يستخكها المضربون في مسيراتهم وتجمعاتهم موضوعة خارج استوديوهات «ديزني» في بوربانك (رويترز)

ومن المؤشرات الإيجابية الأخرى أن بياناً مشتركاً صدر مساء الأربعاء عن نقابة الكتّاب «رايترز غيلد أوف أميركا» والشركات التي يمثلها تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية، أعلن فيه الطرفان تمديد المفاوضات.

ورأى أكثر من مُراقب أن هذه المقاربة غير المسبوقة للمفاوضات توحي بقُرب التوصل إلى اتفاق، أو أقلّه إلى أن الهوة ضاقت بين الطرفين، بعد 144 يوماً على بدء الإضراب الذي أدى إلى جمود شبه كليّ في القطاع.

ومنذ منتصف يوليو (يوليو)، بدأ الممثلون أيضاً إضراباً، مما أدى إلى شلّ الغالبية العظمى من إنتاجات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية في الولايات المتحدة.

ونشرت صحيفة «فاينانشل تايمز» الاقتصادية البريطانية مطلع سبتمبر (أيلول) دراسة أجراها معهد «ميلكن» قدّرت بنحو خمسة مليارات دولار التكلفة التي ترتّبها على اقتصاد ولاية كاليفورنيا هذه الحركة المطلبية المزدوجة التي لم تشهد هوليوود مثيلاً لها منذ 1960.

ويجتمع كتّاب السيناريو والممثلون على مطالب متماثلة، أبرزها تقاسم إيرادات البث التدفقي، إذ يريدون الحصول على أجور أكبر من أفلامهم أو مسلسلاتهم التي تحقق نجاحاً واسعاً على المنصات، بدلاً من تقاضي مبلغ مقطوع، يكون عادةً منخفضاً جداً، لا يأخذ في الاعتبار عدد المشاهدين الذين يستقطبهم العمل المعروض.

ويطالب الممثلون كما الكتّاب بضمانات في شأن استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يخشى الممثلون استنساخ صورهم أو أصواتهم، في حين يتخوف كتاب السيناريو من إمكان استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج النصوص والحصول تالياً على أجور أدنى، أو استعمال سيناريوهاتهم لتدريب الروبوتات.

وحتى في حال التوصل إلى اتفاق بين الاستوديوهات وكتّاب السيناريو، سيواصل الممثلون إضرابهم. ولم تتواصل نقابتهم «ساغ-افترا» مع الشركات منذ منتصف يوليو. لكنّ الصحافة المتخصصة توقعت أن يمهّد أي اتفاق مع كتّاب السيناريو الطريق لإنهاء إضراب الممثلين، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.