باتت الزيارة المزمعة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، موضع شك، في ظلّ تخوف البيت الأبيض من احتمال قيام الصين بإعلان منطقة حظر طيران فوق الجزيرة، ما قد يجبر الولايات المتحدة وتايوان على الرد على هذه الخطوة، وفق ما نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد ألقى بتلك الشكوك، حين قال الأربعاء الماضي إن «الجيش يرى أنها فكرة غير صائبة في الوقت الراهن، لكنني لا أعلم وضعها». وهددت بكين بالرد بـ«إجراءات صارمة» إذا زارت بيلوسي الجزيرة، مضيفةً أن مثل تلك الزيارة «ستقوّض سيادة الصين ووحدة أراضيها بشدة». ونقلت محطة «سي إن إن» عن مسؤول أميركي قوله إن الصين يمكن أن تردّ أيضاً على الزيارة عبر إرسالها طائرات مقاتلة إلى منطقة الدفاع الجوي لتايوان، مما قد يؤدي إلى رد من الولايات المتحدة وتايوان.
وفيما لم يعلن مكتب بيلوسي عن أي تغيير في خططها، ورفض نفي أو تأكيد قيامها برحلتها إلى الجزيرة خلال الأسابيع المقبلة «لأسباب أمنية»، فإنه شدد على أهمية «إظهار دعمنا لتايوان». ولن تكون زيارة بيلوسي، في حال تأكّدت، الأولى لمسؤول أميركي إلى تايوان، حيث دأب الكثير من أعضاء الكونغرس في مجلسي الشيوخ والنواب على زيارة الجزيرة. إلا أنها ستكون أرفع زيارة من مسؤول حكومي أميركي منذ ربع قرن. ورغم أن بيلوسي ليست مسؤولة تنفيذية في الإدارة الأميركية، فإنها تشغل منصباً رفيعاً، يضعها في المرتبة الثالثة بعد الرئيس ونائبه في حال فراغ السلطة.
وسبق أن أرسلت الصين طائراتها الحربية للتحليق في منطقة الدفاع الجوي التابع لتايوان، خلال زيارات مسؤولين أميركيين آخرين في الأشهر الأخيرة. ورغم أن تحليق الطائرات لا يعد انتهاكاً للقانون الدولي، لكنّه عادةً ما يؤدّي إلى قيام تايوان باتخاذ إجراءات دفاعية وإرسال طائرات حربية لمراقبة الطائرات الصينية ومنعها من الاقتراب من أجوائها. وقد تلجأ الصين إلى تكرار هذا التحليق لمنع بيلوسي من القيام بزيارتها، الأمر الذي قد يرفع حدة التوترات في المنطقة، سواء بين الصين وجيرانها، أو مع الولايات المتحدة التي سيّرت في الأسابيع الأخيرة دوريات بحرية وجوية في مياه بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، ردّت عليها الصين بدوريات مماثلة، كان آخرها مطاردة حاملة طائراتها «شاندونغ» قبل أيام للمدمرة الأميركية «يو إس إس بينفولد» في مضيق تايوان.
ويعتزم الرئيس بايدن التحدث مع نظيره الصيني شي جينبينغ خلال الأيام المقبلة، لاحتواء التوترات حول تايوان وقضايا التجارة بين البلدين، حيث تدرس إدارته خفضاً كبيراً للتعريفات الجمركية على السلع المستوردة من الصين للمساعدة في تقليل ضغوط التضخم على المستهلك الأميركي.
شكوك حول زيارة بيلوسي إلى تايوان بعد تهديد الصين بإجراءات «صارمة»
شكوك حول زيارة بيلوسي إلى تايوان بعد تهديد الصين بإجراءات «صارمة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة