حالة من الحزن والقلق تخيم على الشارع المصري، بعد الإعلان عن فقدان القبطان البحري سامح سيد شعبان، خريج الأكاديمية البحرية الأردنية، في حادث غرق سفينة تجارية كان يعمل عليه، في المحيط الهندي، أثناء رحلتها من اليابان إلى ليبيا. وهو الحادث الذي أثار تساؤلات حول مصير القبطان المصري، ابن محافظة الفيوم (دلتا مصر)، وحول شروط السلامة الفنية للسفن، خاصة بعد تردد أنباء عن "تهالك" السفينة الغارقة.
تعود القصة إلى بلاغ تلقته السلطات المصرية نهاية الأسبوع الماضي، من أسرة سامح، بفقدانه في المحيط الهادي. وتروي أميرة سيد شعبان، شقيقة القبطان المصري المفقود، في فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، ما تعرفه عن الحادث بقولها إنها "تلقت مكالمة هاتفية فجر الثلاثاء الماضي، من شخص كان على المركب، قال فيها إن المركب غرقت في المحيط الهندي، يوم الجمعة الماضي، وأن شقيقها سقط وسحبه الموج، ولا نعرف مكانه"، مطالبة بحق أخوها وبعودته "حتى لو كان جثة".
وسامح من مواليد 1998 وتخرج من الأكاديمية البحرية الأردنية. وفي إطار التدريب، عمل على متن السفينة الغارقة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في وزارة الهجرة المصرية، قولها إنها "تتابع مع السفير الأردني عمليات البحث عن سامح".
وأصدرت الأكاديمية الأردنية البحرية، بياناً الخميس، أكدت فيه أنها "تتابع الأخبار المتداولة حول غرق إحدى السفن في المحيط الهندي، والتي تشير الأخبار الأولية إلى غرقها بعد إخلاء كل أفرادها"، وإن "أشارت معلومات متداولة فقدان اثنين من طاقمهما هما سامح، وزميله محمد جمال".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لسامح، ونشروا قصته تحت هاشتاغ #حق_سامح، مطالبين بمعرفة مصيره، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لرسائل متبادلة بين القبطان المفقود وأصدقاؤه تحدث فيها عن تهالك السفينة.
وأشارت أميرة، في تصريحات تلفزيونية، إلى أنها "تواصلت مع شقيقها للمرة الأخيرة قبل نحو 20 يوما، وكان وقتها يتحرك من المالديف إلى ليبيا، وأخبرها أنه ينوي زيارتها عندما يصل إلى قناة السويس"، وقالت إن "شقيقها أخبرها عن حال المركب المتهالك، وكان يرسل لها صورا توضح ذلك، ويقول لو حدث لي مكروه لا تتركي حقي".
وأثارت هذه التصريحات جدلا حول شروط السلامة الفنية للسفن، وهل يمكن أن يسمح بالملاحة لسفينة متهالكة. وهنا يقول اللواء الواء بحري أركان حرب متقاعد عصام الدين بدوي، الأمين العام لاتحاد الموانئ العربية، إن "دولة العلم التي تتبع لها السفينة تصدر شهادة صلاحية فنية للمركب، ولا يمكن لأي سفينة أن تبحر من دون تفتيش، أو التأكد من حصولها على شهادة الصلاحية الفنية التي تجدد بشكل دوري".
ويضيف بدوي، في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" إنه "ليس لديه علم عن حال السفينة الغارقة، لكن هناك الكثير من المعايير لضمان سلامة الملاحة. فإلى جانب شهادة الصلاحية، هناك التصنيف، والذي يصدر من هيئات التصنيف المعتمدة من هيئة السلامة البحرية، ودونه لا يمكن لأي سفينة أو مركب أن تبحر"، متسائلا: "لو كانت السفينة الغارقة متهالكة، فكيف سمح لها بالإبحار".
وبحسب تصريحات متداولة لأصدقاء القبطان المصري المفقود، فإن "سامح أخبرهم أن السفينة "متهالكة"، وأنها تعرضت لثقب كبير وهي في اليابان، وطلب من أفراد الطاقم شفط المياه حتى لا تغرق الى حين انتهاء الرحلة، لكن السفينة غرقت في المحيط". وقال عمرو إسماعيل، أحد البحارة المصريين الناجين من الحادث، إنه "وزملاؤه تحركوا من مطار القاهرة في اتجاه اليابان يوم 15 فبراير (شباط) الماضي، واستلموا المركب في ميناء أوساكا يوم 1 مارس (آذار) الماضي، وكانت متهالكة، و"رغم ذلك، توجهنا بها إلى كوريا الجنوبية ثم الصين، حيث تم تحميلها بشحنة حديد كوبلت لتسليمه في ميناء مصراته في ليبيا، وفي المحيط الهندي تعرضت المركب للغرق".
بدوره، كشف زكريا أوسطة، قبطان المركب الغارق بالمحيط الهندي، في تصريحات إعلامية، أن المركب كانت بحالة جيدة عندما تحركت من المالديف، لكن بسبب الطقس السيء، دخلت المياه للسفينة من كل اتجاه، واختل توازنها، ما دفعه لأن يأمر بإخلائها، ونزل هو و4 مصريين، من ضمنهم سامح سيد شعبان، ومحمد جمال، و3 سوريين، من على المركب، لكن سامح وجمال اختل توازنهما وسقطا في البحر.
غرق سفينة في المحيط الهندي يثير الجدل حول السلامة الفنية
حالة من الحزن والقلق على مصير مصريين بين ركابها
غرق سفينة في المحيط الهندي يثير الجدل حول السلامة الفنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة