سريلانكا... سرنديب وسيلان سابقاً

عرف العرب والمسلمون سريلانكا قديماً باسم جزيرة سرنديب، ووردت في كتب الرحالة والمؤرخين ولا سيما في أيام الهيمنة البريطانية على الهند وجنوب آسيا باسم سيلان. وظل هذا الاسم مستخدماً على المستوى الدولي إلى حين اعتماد اسم «سريلانكا» عام 1972.
ومما ذكره الرحالة المسلمون عن هذه الدولة – الجزيرة (سرنديب) قول ياقوت الحموي في «معجم البلدان» زاعماً «فيها جبل هبط عليه آدم ويُقال له الرهون وهو ذاهب في السماء، وفيه أثر قدم آدم، وهي قدم واحدة مغموسة في الحجر طولها نحو سبعين ذراعاً، ويزعمون أنه خطا الخطوة الأخرى في البحر وهو منه على مسيرة يوم وليلة».
كما ذكر بن خرداذبه في كتابه «المسالك والممالك»، أن فيها جبل فيه يواقيت كثيرة و«يقول الناس إن هذه الجواهر هي دموع بوذا وقد تجمدت». في حين أفاد الإدريسي - الذي زار الجزيرة - في كتابه «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، أن «ملك هذه الجزيرة يسكن في مدينة أغنا، وهي مدينة القصر، وبها دار ملكه، وهو ملك عادل كثير السياسة، يقظان الحراسة، ناظر في أمور رعيته، حافظ لهم، وذابٌّ عنهم».
تقع سريلانكا جنوب الهند، وتبلغ مساحتها أكثر بقليل من 65 ألف و500 كلم مربع، ويفصل بينها وبين البر الهندي مضيق بالك. أما عدد سكانها فيزيد قليلاً عن 22 مليون نسمة.
تجود في جبال سريلانكا وسواحلها الزراعة، وهي تعد من أبرز دول العالم في إنتاج الشاي الفاخر والبن الفاخر.
العاصمة التنفيذية والقضائية للبلاد هي مدينة كولومبو، أما العاصمة التشريعية فهي سري جاياواردينهبوترا كوته الواقعة ضمن ضواحي كولومبو. أما أشهر المدن الأخرى، فهي: العاصمة القديمة كاندي (في وسط البلاد ولها قيمتها الدينية والسياحية الكبرى)، وجافنا في أقصى الشمال، وغاله في الجنوب، وباتيكالوا وترينكومالي في الشرق. وتعد مناطق الشرق والشمال الساحلية مركز الكثافة الأكبر للأقلية التاميلية.
يشكل السنهاليون البوذيون غالبية سكانية كبيرة تصل نسبتها إلى ما يقرب من 75 في المائة من مجموع السكان، ويليهم التاميل الهندوس بنحو 15 في المائة، ويأتي بعدهم المسلمون (نسبة عالية منهم من أصول عربية).
على الصعيد السياسي، بجانب الاستقطاب التقليدي منذ الاستقلال بين الحزب الوطني المتحد وسريلانكا الحرية (تحالف الحرية الشعبي)، نشطت تنظيمات متشددة ومسلحة للأقلية التاميلية، أبرزها تنظيم «نمور تاميلا إيلام» الذي نفذ عبر السنين العديد من العمليات الإرهابية كما اغتال عدداً من كبار الساسة في سريلانكا والهند على رأسهم الزعيم السريلانكي راناسينغي بريماداسا ورئيس وزراء الهند راجيف غاندي، حاول أيضاً اغتيال الرئيسة تشاندريكا كوماراتونغا التي ألحق بها إصابة بالغة.