إسرائيل تستأنف بناء الجدار الفاصل جنوب الضفة الغربية

60 آلية ثقيلة تعمل في المشروع تحت حماية الجيش

جانب من بناء الجدار الفاصل حول قرية سالم عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع الضفة الغربية (د.ب.أ)
جانب من بناء الجدار الفاصل حول قرية سالم عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع الضفة الغربية (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تستأنف بناء الجدار الفاصل جنوب الضفة الغربية

جانب من بناء الجدار الفاصل حول قرية سالم عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع الضفة الغربية (د.ب.أ)
جانب من بناء الجدار الفاصل حول قرية سالم عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع الضفة الغربية (د.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته ووحداته الهندسية باشرت العمل أمس الجمعة، تحت حماية القوات العسكرية، في بناء القسم الجنوبي من الجدار الفاصل بين الأراضي المحتلة في عامي 1948 و1967 لغرض منع دخول فلسطينيين من جنوب الخليل إلى إسرائيل بدعوى «منع وإحباط عمليات إرهابية».
وقال مكتب الناطق باسم الجيش إن «الأعمال الهندسية أدت إلى تقدم ملموس في إقامة العائق الهندسي في جنوب جبل الخليل وصحراء يهودا، ما أدى إلى انخفاض ملموس في عدد المتسللين الذين يحاولون الدخول إلى إسرائيل بشكل غير قانوني». وأكد أن وحدات «الهندسة القتالية» في الجيش تعمل بالتعاون مع كتائب المعدات الثقيلة التابعة لسلاح الهندسة على مشروع استكمال بناء الجدار من خلال استخدام أكثر من 60 آلية ثقيلة مخصصة لذلك، في وقت واحد. وخلال الأسابيع الأخيرة أنجز حفر 5 كيلومترات على شكل خندق وتمت السيطرة على خط طول 7 كيلومترات ونصف الكيلومتر بالتنسيق مع سلطة الطبيعة والمتنزهات وسلطة الآثار.
اللافت أن الجيش الإسرائيلي يعتبر استئناف البناء في الجدار الجنوبي جزءاً من حملة واسعة تقودها قواته في الضفة الغربية منذ مارس (آذار) الماضي تحت اسم «كاسر الأمواج»، والتي تم في إطارها تنفيذ اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين بدعوى «اعتقال مطلوبين ومشتبه بهم في قضايا أمنية وإحباط عمليات تخريبية بوسائل علنية وسرية». وشملت هذه الحملة مئات المعتقلين وسقط نحو 20 شهيداً، بينهم الصحافية شيرين أبو عاقلة. ولكن هذا لم يمنع جيش الاحتلال من الحديث عن «حملة ناجحة» قادت إلى «انخفاض ملموس في عدد أعمال التسلل في الأسابيع الأخيرة عبر منطقة التماس».
ومع أن العمل ما زال في بدايته، فقد ذكر الجيش أن قواته تمكنت في الأسابيع الأخيرة من منع أكثر من 200 مركبة من دخول إسرائيل بشكل غير قانوني، وألقت القبض على عشرات المركبات الإسرائيلية المسروقة واعتقلت متسللين مشبوهين حاولوا دخول الأراضي الإسرائيلية من دون تصاريح. وأكد أن قيادة الجيش أنشأت مقر لواء لمهام محددة في منطقة التماس، يضم كتيبتين ويهدف إلى تعزيز الحماية على طول خط التماس ومنع المتسللين من العبور. كما أن وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي، ونائبه اللواء هارتسي هليفي، قاموا مؤخراً بجولة تفقدية في المنطقة واطلعوا على التقدم في بناء الجدار.
ونقل عن كوخافي قوله إنه «قبل عدة أشهر بدأت موجة الإرهاب في الدولة، حيث هاجمناها بقوة وإصرار وبدأنا حملة كاسر الأمواج، التي تشترك فيها كافة وحدات جيش الدفاع بما في ذلك الاستخبارات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والوحدات والكتائب التابعة لفرقة يهودا والسامرة والقيادة الوسطى، واضعين هدفاً أمامنا وهو الأول في سلم مهماتنا، وهو الدفاع عن مواطني إسرائيل ومنع الإرهاب. وقمنا في الأشهر الأخيرة بتطوير القدرات الاستخباراتية الدفاعية والهجومية، فعززنا الوسائل إلى حد تضاعفت فيه قدراتنا، في الأشهر الأربعة الأخيرة إلى عشرة أضعاف».
المعروف أن الفلسطينيين لا يقبلون الادعاء بأنه «جدار أمني لحماية الإسرائيليين» ويعتبرونه «جدار فصل عنصري يعرقل حياة الفلسطينيين ويخنق بلداتهم ويلتهم نحو ربع أراضيهم في المنطقة، فيمنعهم من الوصول إليها وفلاحتها، بغرض منحها للمستوطنات».
وكانت إسرائيل قد أقرت بناء الجدار في زمن حكومة أرئيل شارون سنة 2002 في ظل انتفاضة الأقصى. وبحسب المخطط، كان يفترض أن يبلغ طول الجدار 733 كيلومتراً، أي أكثر من نصف مساحة حدود الضفة الغربية. والسبب في إطالته إلى هذا الحد هو الطرق الالتفافية التي يتبعها، خصوصاً حول البلدات الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة. وفي غضون أربع سنوات، أي في نهاية عام 2006 بلغ طول ما بني من الجدار 402 كيلومتر. وقد توجه العديد من أصحاب الأراضي الفلسطينية المتضررين من الجدار إلى المحاكم الإسرائيلية للاعتراض على المشروع. وتسبب هذا في عرقلة البناء في أجزاء عديدة منه. ويمر 15 في المائة من الجدار فقط على الخط الأخضر، ما بين الضفة الغربية وإسرائيل، بينما يخترق مسار الجدار أراضي الضفة الغربية بنسبة 85 في المائة، وفي منطقة نابلس يدخل الجدار لمسافة 30 كيلومتراً في عمق الضفة الغربية، لكي يشمل المدينة الاستيطانية أرئيل.


مقالات ذات صلة

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مقتل فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في الضفة الغربية

مقتل فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في الضفة الغربية

قتل فلسطيني اليوم (الخميس)، بإطلاق نار من جنود إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينما قالت القوات الإسرائيلية إنه كان يعتزم تنفيذ هجوم. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت الوزارة إن «أحمد يعقوب طه، 39 عاما، استشهد برصاص الاحتلال قرب سلفيت» في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. من جهته، تحدث الجيش الإسرائيلي في بيان عن «محاولة دهس بسيارة قرب مفترق غيتاي أفيسار» في قطاع سلفيت.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية هل تزود واشنطن إسرائيل بأسلحة في أي حرب مستقبلية؟

هل تزود واشنطن إسرائيل بأسلحة في أي حرب مستقبلية؟

حذر الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي «أمان»، الجنرال أهرون زئيفي فركش، من سياسة حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تسيء للعلاقات بواشنطن، وقال إن الاستمرار في هذه السياسة قد يقود إلى وضع تُقطع فيه الأسلحة. وقال فركش إن «العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة هي أهم عنصر بين عناصر الأمن القومي الإسرائيلي. واستمرار الأزمة الحالية بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس جو بايدن، على خلفية خطة إضعاف جهاز القضاء الانقلابية وتعبير الأخيرة عن معارضتها الشديدة للخطة، من شأنه أن يؤدي إلى امتناع الولايات المتحدة عن تزويد إسرائيل بأسلحة وذخيرة خلال حرب ونفاد الذخائر في إسر

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الشرخ في المجتمع الإسرائيلي يصل إلى مقابر الجنود

الشرخ في المجتمع الإسرائيلي يصل إلى مقابر الجنود

في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الإسرائيلية الإعداد لفرض قوانين الانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، والتصدي لها بمظاهرات ضخمة، وصل شرخ هذه الخطة في المجتمع الإسرائيلي إلى المقابر التي دفن فيها الجنود والضباط، إذ انقسمت العائلات إلى قسمين، أحدهما يطالب بإبقاء المقابر خارج الخلافات السياسية، والثاني يطالب بإلغاء تقليد إلقاء ممثلين عن الحكومة والائتلاف كلمات تأبين. على هذا الأساس، قررت حركة الكيبوتسات (التجمعات السكنية القائمة على مبدأ التعاونيات)، إلغاء مشاركة وزير الدفاع، يوآف غالانت، في حفل تأبين أعضائها، وبعثت إليه برسالة تشكره فيها على تلبيته الدعوة لكنها مضطرة لإلغائها، لأن حضو

نظير مجلي (تل أبيب)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها، ما يجعل إيطاليا أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ أن عصفت حرب أهلية بالبلاد.

استدعت إيطاليا جميع الموظفين من سفارتها بدمشق عام 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على «العنف غير المقبول» من حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المواطنين.

واستعاد الأسد السيطرة على معظم سوريا بعد أن ساعدته إيران وروسيا على هزيمة جماعات من المعارضة المسلحة، تحركت ضده قبل 13 عاماً، مما أدى إلى حرب راح ضحيتها مئات الآلاف ودفعت ملايين من اللاجئين صوب أوروبا.

وتم الإعلان عن تعيين المبعوث الخاص حالياً لوزارة الخارجية إلى سوريا، ستيفانو رافاجنان، سفيراً. وقال تاياني لوكالة «رويترز» إنه من المقرر أن يتولى منصبه قريباً.

أرسلت إيطاليا و7 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، تطلب أن يلعب التكتل دوراً أكثر فاعلية في سوريا.

وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها «رويترز»: «لا يزال السوريون يغادرون بأعداد كبيرة، مما يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، في فترة يتصاعد فيها التوتر في المنطقة، ما ينذر بخطر موجات جديدة من اللاجئين».

وإلى جانب إيطاليا، وقّعت النمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا على الرسالة. وعبّرت عن أسفها إزاء «الوضع الإنساني» في البلاد الذي «زاد تدهوراً» في ظل بلوغ اقتصادها «حالة يرثى لها».

وقال تاياني، الجمعة: «كلف بوريل دائرة العمل الخارجي الأوروبي بدراسة ما يمكن القيام به»، مضيفاً أن تعيين سفير جديد «يتماشى مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل... لتسليط الضوء على سوريا».

هناك 6 سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر. ولم تُقْدم باقي دول مجموعة السبع بعد، وهي الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا، على خطوة إعادة تعيين سفراء لها لدى سوريا.