نظم عشرات من النشطاء المغاربة وأعضاء الجمعيات المدنية، مساء أول من أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الفرنسية في الرباط، للتنديد بقيام فرنسيتين تنتميان لمنظمة «فيمن» النسائية بتصوير أنفسهن عاريتين في ساحة صومعة حسان التاريخية في الرباط، ونشر تلك الصور على الإنترنت. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بما أقدمت عليه الفرنسيتان من سلوك «مستفز لمشاعر المغاربة»، وحملت بعض اللافتات عبارة «لا للإساءة لدولة يؤمها أمير المؤمنين»، و«لا لتصدير أمراضكم الاجتماعية إلى المغرب».
وكان عدد كبير من المغاربة قد تلقوا باستنكار شديد التقاط الناشطتين، اللتين تروجان للمثلية الجنسية، صورا خليعة في مكان تاريخي له رمزية دينية ووطنية أيضا، حيث يضم مسجدا، وضريحي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.
وأقدمت السلطات المغربية على ترحيل الفرنسيتين ومواطنة إسبانية تنتمي بدورها للمنظمة نفسها، كما جرى التحقيق معهن بسبب اقترافهن أعمالا مخلة بالحياء العام.
وأكدت وزارة الداخلية المغربية «أن الأمر يتعلق بسلسلة من مناورات الاستفزاز والتحرش، تباشرها منظمات أجنبية تخرق بشكل متعمد القوانين المغربية، وتستهدف الأسس الاجتماعية والدينية للمجتمع المغربي، وتحاول المساس بالأخلاق العامة»، وقالت: إن أعمال الاستفزاز هذه «تعتبر غير مقبولة من طرف المجتمع المغربي بمختلف مكوناته».
وتزامن هذا الحدث مع موجة استياء عام في البلاد تسببت فيها واقعتان متتاليتان: الأولى تتعلق بمقاطع مسربة من فيلم سينمائي مغربي جديد وصفت بالإباحية، وأثارت جدلا واسعا، قررت على إثره السلطات منع الفيلم من العرض في القاعات السينمائية، ثم أعقب ذلك نقل قناة «دوزيم» المغربية حفل المغنية الأميركية جنيفر لوبيز في مهرجان موازين، الذي تضمن استعراضات فاضحة مليئة بالإيحاءات الجنسية.
وفي موضوع ذي صلة، وتعليقا على الجدل الذي أثاره منع فيلم «الزين لي فيك» لمخرجه نبيل عيوش، والاستياء من نقل حفل لوبيز على التلفزيون المغربي حذر حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، في بيان أصدره أمس عقب اجتماع مكتبه السياسي، مما سماه «خطر الوصاية الآيديولوجية على حرية التعبير والإبداع المكفولة بمقتضى الدستور، والمحاولات المتكررة والمكشوفة للحجر على فكر المغاربة، ومحاصرة الفن والإبداع، والتطاول على صلاحيات المؤسسات الدستورية المخول لها اتخاذ التدابير القانونية»، ودعا الحزب إلى «تفادي الأحكام المتسرعة، لحين إبداء أهل الاختصاص لآرائهم في الموضوع». ولم يحدد الحزب الجهة التي تسعى من وجهة نظره، إلى فرض الوصاية على فكر المغاربة، علما بأن منع السلطات المغربية للفيلم المذكور جاء استجابة لمطلب عدد كبير من المغاربة أنفسهم، الذين استهجنوا اللقطات الخليعة واللغة البذيئة التي استعملت في الفيلم.
كما دعا الحزب إلى ضرورة الارتقاء بالنقاش العمومي، بعيدا عما وصفها «حملات التحريض والتهييج الانتخابي، ونزوعات بث سموم الكراهية والعنف والتكفير».
مغاربة يحتجون أمام سفارة فرنسا ضد استفزازات منظمة «فيمن» النسائية
حزب معارض يدعو إلى تجنب حملات التحريض والكراهية
مغاربة يحتجون أمام سفارة فرنسا ضد استفزازات منظمة «فيمن» النسائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة