الجمهور الأميركي على موعد مع كلاسيكو العملاقين برشلونة وريال مدريد غداً

ماني ودي ليخت يسجلان في أول مشاركة بقميص البايرن... وانتصار لآرسنال وخسارة تشيلسي وإيفرتون

ماني يسجل أول أهدافه بقميص البايرن من ركلة جزاء في مرمى دي سي يونايتد (أ.ف.ب)
ماني يسجل أول أهدافه بقميص البايرن من ركلة جزاء في مرمى دي سي يونايتد (أ.ف.ب)
TT
20

الجمهور الأميركي على موعد مع كلاسيكو العملاقين برشلونة وريال مدريد غداً

ماني يسجل أول أهدافه بقميص البايرن من ركلة جزاء في مرمى دي سي يونايتد (أ.ف.ب)
ماني يسجل أول أهدافه بقميص البايرن من ركلة جزاء في مرمى دي سي يونايتد (أ.ف.ب)

برز الوافدان الجديدان المهاجم السنغالي ساديو ماني وقلب الدفاع الهولندي ماتَيس دي ليخت بقميص فريقهما بايرن ميونيخ، بطل ألمانيا في المواسم العشرة الماضية، في الفوز العريض الودي على دي سي يونايتد 6 - 2 في العاصمة واشنطن، بينما ألحق فريق شارلوت الأميركي بضيفه تشيلسي الإنجليزي الخسارة 5 - 3 بضربات الترجيح، فيما حقق آرسنال انتصاراً مقنعاً على أورلاندو سيتي 3 - 1 ضمن جولة الإعداد التجريبية للموسم الجديد.
في المباراة الأولى افتتح الدولي السنغالي القادم من ليفربول الإنجليزي مقابل قرابة 40 مليون يورو التسجيل من ركلة جزاء بعد 5 دقائق من صافرة البداية، فيما أضاف المدافع دي ليخت المنضم حديثاً من يوفنتوس الإيطالي مقابل 67 مليون يورو الهدف الرابع لفريقه من ركلة ركنية بعد دقيقتين من دخوله إلى أرض الملعب بعد الاستراحة في الدقيقة 47.
وتناوب على تسجيل الأهداف النمساوي مارسيل سابيتزر في الدقيقة (12) وسيرج غنابري (44) والهولندي يوشوا زيرتزي (51) وتوماس مولر (90 1).
وسجل أهداف دي سي يونايتد الذي تعاقد أخيراً مع لاعبه السابق الدولي الإنجليزي واين روني لكي يتولى إدارته فنياً، حيث يمر بفترة صعبة إثر احتلاله للمركز الأخير في الدوري، البديلان النرويجي سكاغه سيمونسن ليلاند في الدقيقة (54) وثيودور كو ديبيترو (83).


نيكيتاه يحتفل بتسجيل هدف لآرسنال في مرمى أورلاندو (إ.ب.أ)

وفي المباراة الثانية حقق فريق شارلوت انتصاراً صعباً على تشيلسي 5 - 3 بضربات الترجيح بعدما انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1 – 1، في بطولة كأس فلوريدا الودية. كذلك شهدت البطولة الودية انتصاراً مقنعاً لآرسنال الذي تغلب على أورلاندو سيتي الأميركي 3 - 1.
وشهدت مباراة تشيلسي وشارلوت أول مشاركة للنجم رحيم سترلينغ مع تشيلسي بعد انضمامه للفريق قادماً من مانشستر سيتي في صفقة قيمتها 47.5 مليون جنيه إسترليني.
وبينما كان تشيلسي في طريقه لإنهاء المباراة فائزاً بهدف سجله كريستيان بوليسيتش في الدقيقة 30 نجح شارلوت في خطف هدف التعادل في الثواني الأخيرة، عبر دانيال ريوس من ضربة جزاء، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح. وسجل لشارلوت، دانيال ريوس وكريستيان ماكون وأنتون والكس وجوزيف مورا وكاميل جوزوياك، فيما سجل لتشيلسي، كاي هافيرتز وبن تشيلويل ورحيم سترلينغ، وأهدر كونور غالاغر.
أما آرسنال، فحسم مباراته أمام أورلاندو سيتي بثلاثة أهداف سجلها غابرييل مارتينيلي وإدوارد نيكيتاه وريس نيلسون في الدقائق الخامسة و66 و80، بينما سجل فاكوندو توريس الهدف الوحيد لأورلاندو سيتي في الدقيقة 29.
وتلقى إيفرتون الإنجليزي هزيمة ثقيلة في جولته الأميركية بخسارته أمام مضيفه مينيسوتا يونايتد صفر - 4 على ملعب أليانز فيلد.
وأنهى مينيسوتا يونايتد الشوط الأول للمباراة متقدما بثلاثة أهداف سجلها إيمانويل رينوسو وجيمس تاركوفسكي لاعب إيفرتون (بالخطأ في مرمى فريقه) ولويس أماريا في الدقائق 18 من ضربة جزاء و32 و36.
وفي الشوط الثاني، أضاف أبو دانلادي الهدف الرابع لمينيسوتا في الدقيقة 77.
والهزيمة هي الثانية لإيفرتون خلال جولته الحالية في الولايات المتحدة، حيث خسر أمام آرسنال صفر - 2 مساء السبت. ويستهل إيفرتون مشواره في الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز بمواجهة تشيلسي في السادس من أغسطس (آب) المقبل.
وسيكون الجمهور الأميركي على موعد مع لقاء قمة غدٍ بين العملاقين الإسبانيين برشلونة وريال مدريد في لاس فيغاس.
ووضع عمالقة كرة القدم الأوروبيون قدمهم في الولايات المتحدة الأميركية بعد غياب قسري لموسمين بسبب تداعيات جائحة كوفيد - 19 والقيود الصحية.
يُتوّج الكلاسيكو الرابع في التاريخ خارج إسبانيا، جولة «سوكر تشامبيونز تور» التي ينظّمها عملاق الرياضة والترفيه «ايه آي جي»، مالك فريق لوس أنجليس غالاكسي لكرة القدم.
هذا اللقاء الناري بين عملاقي إسبانيا، يستضيفه ملعب أليجينت ستاديوم الذي يتسع لستين ألف متفرج، حيث يخوض فريق رايدرز مبارياته على أرضه منذ عام 2020.
ونفدت تذاكر المباراة سريعاً وتراوحت أسعارها بين 250 و900 دولار لأفضل المقاعد القريبة من أرض الملعب، حسب موقع بيع التذاكر تيكيتماستر. وكان الكلاسيكو السابق في الولايات المتحدة الذي أقيم أمام أكثر من ستين ألف متفرج عام 2017 على ملعب هارد روك في ميامي، ضمن بطولة «إنترناشونال تشامبيونز كاب» الجاذبة حتى 2019 لأفضل الأندية الأوروبية إلى الولايات المتحدة التي ستشترك في تنظيم مونديال 2026 مع جارتيها كندا والمكسيك.
وعلى أمل تطوير نشاطهما التجاري في الولايات المتحدة وتعزيز شعبيتهما في بلاد تشهد تطوّر كرة القدم مقارنة برياضات أخرى «أميركية»، خاضت نخبة الأندية الأوروبية مباريات قمة في البطولة. وتواجه ريال مدريد مع مانشستر سيتي الإنجليزي أمام 93 ألف متفرّج عام 2017 على ملعب لوس أنجليس كوليزيوم، كما شاركت أندية بايرن ميونيخ الألماني، يوفنتوس الإيطالي وباريس سان جرمان الفرنسي وغيرها... وبعد فترة جائحة كوفيد، تتم العودة إلى الولايات المتحدة بشكل متفرّق.
من جهة، فإن «سوكر تاشمبيونز تور» التي ينظمها «آي أي جي» تضمّ ريال مدريد، وبرشلونة، ويوفنتوس الإيطالي، أميريكا وتشيفاس المكسيكيين. وفي الوقت عينه، تتواجه أربعة أندية إنجليزية (مانشستر سيتي، وتشيلسي، وآرسنال وإيفرتون) وبايرن ميونيخ الألماني على الأراضي الأميركية استعداداً لموسم 2022 - 2023.
يشرح توم براون نائب الرئيس لكرة القدم وتطوير الأنشطة في «آي أي جي»: «أعتقد أن أناساً كثيرين سعداء لرؤية الأندية التي اعتدنا على الاستمتاع بها خلال فصل الصيف».
وتابع: «لا يزال الأمر جديداً في الولايات المتحدة أن نرى برشلونة وريال مدريد يتواجهان مع بعضهما البعض، لذا أعتقد أن الاهتمام لم يضعف، وهذا يسمح للجماهير بفهم هذه الرياضة بشكل أفضل، لقد مضى وقت طويل، ما يحثّ المتفرجين على العودة إلى الملاعب».
وستسنح الفرصة للجماهير الأميركية أن تكون أول من يرى عملاق الهجوم النرويجي إرلينغ هالاند، القادم من بوروسيا دورتموند الألماني، يحمل قميص مانشستر سيتي الذي يلاقي غداً السبت بايرن ميونيخ، في ملعب لامبو فيلد في ويسكونسن، التابع لفريق غرين باي باكرز أحد أندية دورة كرة القدم الأميركية. وانضم الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى صفوف برشلونة في الولايات المتحدة، بعدما غادر بايرن ميونيخ مطلع الأسبوع.
تشكل العودة إلى الولايات المتحدة أنباء جيدة للعملاق الكاتالوني الرازح تحت ديون ثقيلة: سافر رئيسه وأعضاء في مجلس الإدارة بهدف رئيس هو «تعزيز العلامة التجارية لبرشلونة عالمياً».
ويعلق براون: «هناك الكثير من الطموحات، خصوصاً تطوير علاقات مختلفة مع الشركاء. يتجاوز الأمر مجرّد كسب المال».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.