إيران تحذر السويد من «فرص محدودة» للتراجع عن إدانة مسؤول سابق

جلسة في البرلمان البلجيكي الشهر الماضي (أرشيفية-إ.ب.أ)
جلسة في البرلمان البلجيكي الشهر الماضي (أرشيفية-إ.ب.أ)
TT

إيران تحذر السويد من «فرص محدودة» للتراجع عن إدانة مسؤول سابق

جلسة في البرلمان البلجيكي الشهر الماضي (أرشيفية-إ.ب.أ)
جلسة في البرلمان البلجيكي الشهر الماضي (أرشيفية-إ.ب.أ)

وجّه مسؤول قضائي إيراني تحذيراً إلى السويد، بأن فرصتها باتت محدودة لمراجعة سلوكها في قضية حميد نوري، ممثل الادعاء الإيراني السابق، الذي أدين في محكمة «تاريخية» بالضلوع في عمليات إعدام جماعية لسجناء رأي في صيف 1988. وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان التابعة للقضاء الإيراني، كاظم غريب آبادي، على «تويتر» إن إيران «لن تقف مكتوفة الأيدي، ولديها كثير من الخيارات، للرد على الحكم السويدي غير القانوني على نوري بالسجن المؤبد».
واتهم غريب آبادي أستوكهولم بـ«دعم الجماعات الإرهابية». في إشارة إلى المعارضة الإيرانية التي كانت طرفاً في مقاضاة المسؤول الإيراني. وفي وقت متأخر الأربعاء، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران استدعت سفيرها في السويد احتجاجاً على إدانة نوري.
وفي 14 يوليو (تموز)، حكمت محكمة سويدية على نوري بالسجن مدى الحياة لضلوعه في عمليات إعدام جماعية وتعذيب سجناء بسجن كوهردشت في إقليم كرج بإيران عام 1988، بناء على فتوى المرشد الإيراني الأول (الخميني).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: «احتجاجاً على الحكم غير القانوني الصادر في السويد بحق حميد نوري، قررت إيران استدعاء سفيرها للتشاور»، مضيفاً أن الحكم مبني على اتهامات «لا أساس لها ومضللة وملفقة»، بحسب «رويترز».
وتم اعتقال نوري (61 عاماً) في مطار أستوكهولم عام 2019، ونفى كل الاتهامات. وقالت منظمة العفو الدولية إن عدد من أعدموا عام 1988 بأوامر حكومية يصل إلى 5 آلاف. وأضافت، في تقرير صدر عام 2018، إن «العدد الحقيقي قد يكون أكبر». ولم تعترف إيران أبداً بعمليات القتل تلك. وفي الأسبوع الماضي، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفير السويدي في طهران للاحتجاج على الحكم.
جاءت الضغوط الإيرانية على السويد، في وقت أقرّ مجلس النواب البلجيكي مساء الأربعاء معاهدة ترعى تبادل السجناء بين بروكسل وطهران، على الرغم من تحذيرات منتقديها أنّها تفتح الباب أمام عملية «تبادل» بين عامل إغاثة بلجيكي مسجون في الجمهورية الإسلامية وعميل للنظام الإيراني مسجون في بلجيكا. وصادق النواب على نصّ المعاهدة بأغلبية 79 صوتاً، مقابل 41، وامتناع 11 عن التصويت. وكانت لجنة نيابية أقرت في 6 يوليو الحالي هذه المعاهدة التي أبرمتها الحكومتان الإيرانية والبلجيكية في مارس (آذار).
ومنذ الكشف عن مضمونها قبل 3 أسابيع تثير هذه المعاهدة الثنائية نقاشاً محتدماً في البرلمان، مع التعبير عن مخاوف مماثلة لتلك التي عبّر عنها معارضون إيرانيون في المنفى. ويرى هؤلاء المعارضون أنّ المعاهدة تفتح الباب أمام تسليم طهران بعد عفو محتمل، أسد الله أسدي الذي حكم عليه في العام 2021 في بلجيكا بالسجن 20 عاماً، بعد إدانته بتهم «محاولات اغتيال إرهابية». وقال نائب بلجيكي معارض إنّ النصّ «مفصل» على قياس أسدي.
وأدانت محكمة أنتويرب، في شمال بلجيكا، الإيراني البالغ 50 عاماً بتهمة التخطيط لعملية إرهابية، أحبطت في اللحظة الأخيرة، في 30 يونيو (حزيران) 2018، عندما أوقفت الشرطة البلجيكية قرب بروكسل زوجين بلجيكيين من أصول إيرانية، وبحوزتهما متفجرات.
وكان الزوجان في طريقهما إلى فرنسا حيث كان من المخطط تنفيذ هجوم قرب باريس في ذلك اليوم، يستهدف التجمع السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض للنظام الإيراني، ويضم في صفوفه حركة «مجاهدي الشعب».
ورأى القضاة في أنتويرب أن أسدي خطط للهجوم لحساب الاستخبارات الإيرانية تحت غطاء دبلوماسي. فعندما كان موظفاً في سفارة بلاده في فيينا أوقف في الأول من يوليو 2018 في ألمانيا، وسُلم إلى بلجيكا بعد 3 أشهر. وقد أثارت المحاكمة غضب طهران التي تواصل المطالبة بـ«الإفراج عنه من دون شروط». وطالبت السلطات الإيرانية بروكسل بإطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني فوراً (...) وبتصحيح سلوكها. وفي مطلع يوليو، واجه وزير العدل البلجيكي، فينسان فان كيكينبورن، صعوبة لدى عرضه المعاهدة على النواب، في تهدئة المخاوف وفي فصل هذا النص عن قضية أسدي. ولفت الوزير إلى أن «مصالح» بلجيكا في إيران، ورعاياها المئتين في هذا البلد، باتوا أهدافاً محتملة لإجراءات ردّ منذ توقيف «الدبلوماسي المزعوم»، مؤكداً أنه «منذ اليوم الأول شعرنا بضغوط من جانب إيران، وقد تدهور الوضع الأمني لمصالحنا بشكل منهجي».
وفي دليل على جدية هذه التهديدات، أوقف في 24 فبراير (شباط) الماضي البلجيكي أوليفيه فانديكاستيل، العامل في المجال الإنساني، من دون أي سبب، في طهران، ما يبرر بنظر السلطة التنفيذية البلجيكية الإقرار السريع للمعاهدة، التي وقّعت في 11 مارس، في بروكسل.
وأكد وزير العدل البلجيكي، الثلاثاء، بعد نقاش استمر ساعات في البرلمان، أن «إيران دولة مارقة، لكن لا يمكننا أن نختار إلى من نتحدث». وكان لرئيس الوزراء، ألكسندر دي كرو، الموقف نفسه، وقد شدد لهجته حيال نواب ندّدوا بحصول «ابتزاز» من جانب إيران بشأن البلجيكي المعتقل، البالغ 41 عاماً. وقال دي كرو، في 14 يوليو: «ما عسانا نقول لعائلته؟ إنّنا سندعه يقبع في زنزانته؟ بلجيكا لا تتخلّى عن مواطنيها».
وفي رسالة مصورة، في 11 يوليو، ناشدت عائلة فانديكاستيل السلطات «بذل كل المستطاع» للإفراج عنه، مشددة على تدهور وضعه الصحي والنفسي.


مقالات ذات صلة

أميركا تترقب انضمام السويد لـ«الناتو» قبل قمة يوليو

الولايات المتحدة​ أميركا تترقب انضمام السويد لـ«الناتو» قبل قمة يوليو

أميركا تترقب انضمام السويد لـ«الناتو» قبل قمة يوليو

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (الأربعاء) إن الولايات المتحدة تتطلع إلى الترحيب بالسويد عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل القمة المقبلة للحلف في يوليو (تموز)، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال في مؤتمر صحافي خلال زيارة إلى السويد: «نتطلع إلى الترحيب قريباً بالسويد بوصفها (العضو) الثاني والثلاثين (في حلف شمال الأطلسي). حتى نكون واضحين، فإننا نتطلع إلى حدوث ذلك قبل القمة في يوليو». وأضاف: «نشجع حليفتينا تركيا والمجر على الموافقة على طلب انضمام السويد في أقرب وقت ممكن».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم مدعٍ سويدي: سيكون من الصعب تحديد مفجر خط أنابيب «نورد ستريم»

مدعٍ سويدي: سيكون من الصعب تحديد مفجر خط أنابيب «نورد ستريم»

قالت هيئة الادعاء السويدية، التي تحقق في حادث انفجار خط أنابيب «نورد ستريم»، اليوم (الخميس)، إنه سيكون من الصعب تحديد المتسبب في تفجير خط أنابيب «نورد ستريم» الذي يصل روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق العام الماضي، وفقاً لوكالة «رويترز». ووقعت الانفجارات يوم 26 سبتمبر (أيلول) في خط الأنابيب الواصل بين روسيا وألمانيا في المناطق الاقتصادية بالسويد والدنمارك.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
الولايات المتحدة​ بلينكن يدعو تركيا والمجر للموافقة «من دون تأخير» على انضمام السويد للناتو

بلينكن يدعو تركيا والمجر للموافقة «من دون تأخير» على انضمام السويد للناتو

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، تركيا والمجر الى الموافقة «من دون تأخير» على انضمام السويد الى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك بعيد انضمام فنلندا رسمياً الى الحلف. وقال بلينكن في بيان إثر احتفال رُفع خلاله علم فنلندا أمام مقر الحلف في بروكسل، «نشجّع تركيا والمجر على المصادقة على بروتوكولات انضمام السويد من دون تأخير، بحيث نتمكن من استقبال السويد في الحلف الاطلسي في أسرع وقت». وتعطّل تركيا انضمام السويد، وتتّهمها بالتساهل مع «إرهابيين» أكراد لجأوا إلى أراضيها مطالبة إياها بتسليمهم.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم البرلمان التركي يصادق على انضمام فنلندا إلى «الأطلسي»

البرلمان التركي يصادق على انضمام فنلندا إلى «الأطلسي»

باتت تركيا، أمس (الخميس)، آخر دولة عضو في «حلف شمال الأطلسي» تُصادق على طلب انضمام فنلندا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ووافق النواب الأتراك بالإجماع على انضمام الدولة الإسكندينافية، بعد أسبوعين على إعطاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباركته علناً لانضمام فنلندا. ورحَّب الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ بمصادقة البرلمان التركي على انضمام فنلندا، قائلاً إن ذلك سيجعل «أسرة (الناتو) أقوى وأكثر أماناً». وكتب المسؤول النرويجي على «تويتر»: «أرحب بتصويت» البرلمان التركي «لاستكمال المصادقة على عضوية فنلندا»، مضيفاً: «هذا سيجعل أسرة (الناتو) بكاملها أقوى وأكثر أماناً». بدوره

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم الرئيس الفنلندي يوقع على قانون «الناتو» فيما يقترب الحصول على العضوية

الرئيس الفنلندي يوقع على قانون «الناتو» فيما يقترب الحصول على العضوية

وقع الرئيس الفنلندي، ساولي نينيستو، القانون الذي يسمح لبلاده بالانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» بمجرد اكتمال عمليات التصديق (من جانب المجر وتركيا) في الأسابيع المقبلة، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء. ووقع الرئيس مشروع القانون اليوم (الخميس) في هلسنكي بعدما مرره البرلمان أوائل الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)
جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)
TT

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)
جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

ألقت السلطات التركية القبضَ على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي بجنوب تركيا، في 11 مايو (أيار) 2013 وخلّف 53 قتيلاً.

وذكرت ولاية هطاي، في بيان، أنَّه «تمَّ القبض على الإرهابي المطلوب على النشرة الحمراء للإرهاب بوزارة الداخلية التركية، جنجيز سرتل، بالتنسيق بين جهازَي المخابرات والأمن».

ولفت البيان إلى أن «التحريات أظهرت أن سيرتل تولى الإشراف على نقل المتفجرات المستخدَمة في هجوم ريحانلي، من سوريا إلى تركيا».

صورة موزعة من مديرية أمن هطاي للمتهم في هجوم ريحانلي جنجيز سرتل (إعلام تركي)

وفي 30 يونيو (حزيران) 2022، جلبت أجهزة الأمن التركية الإرهابي، محمد غزر، الذي يُعتقد بأنَّه العقل المدبر لهجوم ريحانلي، من أميركا، بالتعاون مع الإنتربول الدولي، في ضوء اعترافات أدلى بها مُخطِّط الهجوم، يوسف نازك، بتلقيه التعليمات من غزر، الذي كان مسجوناً في أميركا بتهمة الاتجار بالمخدرات.

ويستمرّ ضبط المتورطين في الهجوم الإرهابي المزدوج الذي حمّلته السلطات التركية لعناصر موالية لنظام بشار الأسد السابق في سوريا، على الرغم من إعلان المحكمة الجنائية العليا في أنقرة عام 2018 قراراتها ضد المتهمين بتنفيذ الهجوم.

وحوكم في القضية 33 متهماً، حُكم على 9 منهم بالسجن المؤبد المشدد 53 مرة لكل منهم، والحكم على 13 متهماً بالسجن فترات تتراوح من 15 إلى 22 سنة و6 أشهر، في حين حصل 3 على أحكام بالبراءة.

وواجه المتورطون في التفجيرات اتهامات «الإخلال بوحدة الدولة وسلامة البلاد».

وتعرَّضت بلدة ريحانلي، التي يقطنها آلاف السوريين الذين فروا من سوريا عقب اندلاع الحرب الأهلية في 2011 إلى جانب أغلبية من العلويين الأتراك في 11 مايو 2013، لتفجير مزدوج بسيارتين أسفر عن سقوط 53 قتيلاً، واتهمت السلطات التركية عناصر موالية لنظام بشار الأسد بتنفيذه.

والبلدة هي من أقرب نقاط التماس مع محافظة حلب في سوريا على الحدود التركية، وتحوَّلت إلى بؤرة ملتهبة بعدما دعمت تركيا فصائل المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.

وشهدت البلدة، في 5 يوليو (تموز) 2019 هجوماً آخر بسيارة مفخخة أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 3 سوريين داخل سيارة كانوا يستقلونها في البلدة.