«خبزة البيضاء» تحت الحصار الحوثي... وعدد القتلى يرتفع إلى 10

«الرئاسي اليمني» وجّه بإغاثة القرية بالتنسيق مع المنظمات الدولية

جانب من اجتماع المجلس الرئاسي اليمني بقيادة الدكتور رشاد العليمي في عدن الأربعاء (سبأ)
جانب من اجتماع المجلس الرئاسي اليمني بقيادة الدكتور رشاد العليمي في عدن الأربعاء (سبأ)
TT

«خبزة البيضاء» تحت الحصار الحوثي... وعدد القتلى يرتفع إلى 10

جانب من اجتماع المجلس الرئاسي اليمني بقيادة الدكتور رشاد العليمي في عدن الأربعاء (سبأ)
جانب من اجتماع المجلس الرئاسي اليمني بقيادة الدكتور رشاد العليمي في عدن الأربعاء (سبأ)

أفادت مصادر حقوقية يمنية، اليوم (الخميس)، بأن الهجوم الوحشي في ثالث أيامه على قرية خبزة اليمنية في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) أدى إلى مقتل وإصابة 18 مدنياً بينهم أطفال ونساء، فيما وجّه مجلس القيادة الرئاسي الحكومة بسرعة إغاثة سكان القرية بالتنسيق مع المنظمات الدولية.
وكانت الميليشيات الحوثية بدأت، الثلاثاء، هجوماً على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع بعد حصار دام أكثر من أسبوع في سياق المساعي الانتقامية من أهل القرية الذين خاضوا مواجهات ضد الوجود الحوثي منذ 2014.
في هذا السياق، قالت منظمة «سام للحقوق والحريات»، إن «الهجوم الحوثي لا يزال مستمراً على قرية خبزة وسط قصف بمختلف الأسلحة الثقيلة على منازل وممتلكات المواطنين في القرية».
وتسبب الهجوم، بحسب المنظمة، في مقتل عشرة مدنيين على الأقل بينهم طفلتان وإصابة سبعة آخرين، فيما يزال عدد من السكان مجهولي المصير في ظل استمرار الحصار والقصف الحوثي.
وبحسب مصادر قبلية، استخدمت الميليشيات مختلف أنواع الأسلحة في قصف القرية ومنازلها وآبارها ومزارعها، ما تسبب في إحداث دمار واسع، وسط مخاوف من إقدام الحوثيين على ارتكاب عمليات إعدام جماعي لأهالي القرية المقدر سكانها بنحو ألفي نسمة.
في غضون ذلك، ذكرت المصادر الرسمية، أن مجلس القيادة الرئاسي واصل (الخميس) مناقشة تطورات الأوضاع المحلية، ومسار الهدنة الإنسانية، والإصلاحات اللازمة في بعض القطاعات الخدمية.
وذكرت وكالة «سبأ» أن المجلس «اطلع على تقريرين من محافظ البيضاء والجهات الأمنية حول الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها الميليشيات الحوثية في قرية خبزة المسالمة، بما في ذلك إحكام الحصار الخانق عليها ومنع الأهالي من الوصول إلى الخدمات الطبية والسلع الغذائية، ووجّه الحكومة بالتدخل العاجل لإغاثة سكان القرية المنكوبة بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية».
ومع توالي الاستنكار الحقوقي لجرائم الحوثيين بحق سكان القرية، قالت منظمة «ميون لحقوق الإنسان» إنها تلقت استغاثات لتدارك مجزرة بحق المدنيين تعد لها ميليشيا الحوثي في القرية.
ودعت المنظمة الحقوقية مكاتب الأمم المتحدة في اليمن والمجتمع الدولي لتدارك ما وصفته بـ«الوضع المأساوي» من خلال «ممارسة ضغوط بناءة وعاجلة تفضي إلى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحملة العسكرية الحوثية المستمرة منذ 12 يوماً».
ونددت المنظمة بالحملة العسكرية الحوثية ضد القرية وقالت إن «استمرار الأرتال الحوثية المدججة بالأسلحة الثقيلة في حصار المدنيين ومنع دخول المواد الغذائية أو خروج العائلات من القرية وامتهان كرامة النساء في النقاط المنصوبة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان».
وعبّرت المنظمة الحقوقية عن استنكارها لما وصفته بـ«الحصار الهمجي للمدنيين القائم على أعذار واهية في واقعة ليست الأولى»، مشيرة إلى تكرار حصار المدنيين من قبل الحوثيين في عدد من المناطق خلال السنوات القليلة الماضية أبرزها في الزاهر بالبيضاء وحجور بمحافظة حجة.
من جهته، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن قيام الميليشيات الحوثية بفرض حصار جائر على قرية «خبزة» بمديرية القريشية بمحافظة البيضاء، وقصفها العشوائي لمنازل المواطنين بقذائف الدبابات والمدفعية، الذي أدى لسقوط ضحايا بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل كل ذلك يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، وفق ما جاء في تصريحات رسمية.
وقال الإرياني إن «ارتكاب ميليشيا الحوثي هذه الجريمة النكراء في ظل سريان الهدنة، يؤكد عدم اكتراثها بدعوات وجهود التهدئة وإحلال السلام وتخفيف المعاناة عن كاهل اليمنيين»، متهماً الميليشيات الحوثية بأنها «تستغل الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة للتحشيد والتفرغ لقمع وتركيع القبائل التي لا تدين لها بالولاء، وإخضاعها لمشروعها الكهنوتي المتخلف».
وطالب الوزير اليمني «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي، بإدانة الهجوم الوحشي، وممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي لإنهائه، وملاحقة المسؤولين عنه في المحاكم الدولية، ورفع الحصار فوراً عن قرية خبزة وفتح ممر آمن للمواطنين، والسماح بإسعاف المصابين».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.