الاقتصاد السعودي لمتوسط نمو 3.9 % خلال السنوات الأربع المقبلة

«الشورى» طالب بوضع خطة تشجع التوطين الصناعي في تقنيات الفضاء والفلك

الاقتصاد السعودي يعطي مؤشرات نمو وفق تقديرات المؤسسات الائتمانية والمنظمات الدولية (الشرق الأوسط)
الاقتصاد السعودي يعطي مؤشرات نمو وفق تقديرات المؤسسات الائتمانية والمنظمات الدولية (الشرق الأوسط)
TT

الاقتصاد السعودي لمتوسط نمو 3.9 % خلال السنوات الأربع المقبلة

الاقتصاد السعودي يعطي مؤشرات نمو وفق تقديرات المؤسسات الائتمانية والمنظمات الدولية (الشرق الأوسط)
الاقتصاد السعودي يعطي مؤشرات نمو وفق تقديرات المؤسسات الائتمانية والمنظمات الدولية (الشرق الأوسط)

في حين توقعت وكالة التصنيف الائتماني «موديز»، أول من أمس، نمو اقتصاد المملكة بمعدل متوسط يبلغ نحو 3.9 في المائة خلال الأعوام من 2022 حتى 2026، موضحة العوامل المؤدية لهذا النمو، التي منها استمرار الضبط المالي، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، قال الدكتور أسامة العبيدي، المستشار وأستاذ القانون التجاري الدولي بمعهد الإدارة العامة بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، إن معدلات النمو المتوقعة للمملكة من بين أفضل المعدلات لدول مجموعة العشرين، مفيداً أن التحسن في الميزانية العامة ساهم في رفع التصنيف الائتماني للبلاد.
وذكر الدكتور أسامة العبيدي أن توقعات «موديز» نتيجة طبيعية لاستمرار الضبط المالي السعودي الحكومي، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط وتباطؤ نمو زيادة إنتاجه بسبب الأزمة الأوكرانية، واستمرار مشروعات التنوع الاقتصادي في ضوء «رؤية 2030».
وأوضح الدكتور العبيدي أن الوكالة منحت السعودية تصنيفاً ائتمانياً مرتفعاً عند «A1»خلال الشهر الماضي، مع نظرة مستقبلية مستقرة، نتيجة لهذا الضبط والإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد السعودي وتنميته، كما أدت الزيادة المضطردة في إنتاج النفط، ضمن اتفاق تحالف «أوبك»، إضافة إلى زيادة نمو الناتج غير النفطي، إلى رفع سقف توقعات «موديز».
وأكد العبيدي أن التحسن في الميزانية العمومية نتيجة لارتفاع أسعار النفط وزيادة الإيرادات غير النفطية وخفض الدين العام وزيادة الأصول الخارجية المملوكة من صندوق الاستثمارات العامة، ساهم في تحقيق التصنيف الائتماني المرتفع، بالإضافة إلى قدرة البلاد على التعافي من جائحة «كورونا» وزيادة الناتج المحلي الإجمالي السعودي.
وواصل المستشار أن التزام الحكومة السعودية بالإصلاحات المالية ساهم في تحقيق هذا النمو، بما في ذلك برنامج الاستدامة المالية، الذي يهدف إلى تعزيز الانضباط المالي، وتحسين فاعلية إدارة المالية العامة، ودعم إعادة بناء الاحتياطيات، كإحدى ركائز القواعد المالية، موضحاً أن البرنامج تمكن خلال الفترة من 2015 إلى 2020 من نمو الإيرادات غير النفطية بنسبة تتجاوز 18 في المائة، مقارنة بـ10 في المائة خلال 2015.
وأضاف أن مركز السعودية الرائد والقيادي في أسواق النفط، كونها إحدى الدول المصدرة القليلة القادرة على إنتاج النفط بأقل التكاليف على مستوى العالم، وتغطية النقص في المعروض النفطي العالمي، مما يزيد من أهميتها ودورها الاقتصادي العالمي.
وتابع أن الإنفاق الرأسمالي من قبل صندوق الاستثمارات العامة على المشروعات الكبرى والاستثمارات العالمية يدعم بدوره التنوع الاقتصادي وتوفير الوظائف بغضّ النظر عن الإنتاج النفطي.
وبيّنت «موديز»، في تقريرها المفصّل، أن نقاط القوة الائتمانية للمملكة مستمدة من ميزانيتها العامة، المدعومة بمستويات دين معتدلة ومخزون احتياطي مالي ضخم، بالإضافة إلى مخزون كبير ثابت من احتياطيات نفطية ذات تكاليف استخراج منخفضة، ونظام مالي مستقر ومنظم، تعزز من متانة ملفها الائتماني السيادي.
من جهة أخرى، طالب مجلس الشورى السعودي وزارة الصناعة والثروة المعدنية استحداث معيار قياسي لمدى امتداد القيمة المضافة للمواد الخام الرئيسية بالمملكة، من أجل الاستفادة منها محلياً، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة للإسراع في وضع خطة استراتيجية، لدعم وتشجيع التوطين الصناعي في مجال تقنيات الفضاء والفلك.
وبيّن المجلس، خلال جلسته العادية التاسعة والأربعين للعام الثاني من الدورة الثامنة، أمس (الأربعاء)، أنه على الوزارة العمل مع الجهات المعنية لدعم وتشجيع مشروعات الخدمة الصناعية في مجالات الصيانة والخدمات الهندسية والإنشائية، وإيجاد مؤشرات القياس المناسبة.
إلى ذلك، أنهى مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية، أمس (الأربعاء)، مرتفعاً 102.99 نقطة، ليقفل عند مستوى 11864.34 نقطة، بتداولات وصلت قيمتها 7.9 مليار ريال (2.1 مليار دولار).
وبلغت كمية الأسهم المتداولة 217 مليون سهم، تقاسمها أكثر من 410 آلاف صفقة، سجلت فيها أسهم 119 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت 81 على تراجع.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».