سباق محموم في كوريا الجنوبية للحد من انتشار فيروس «كورونا»

إغلاق مئات المدارس وتعقيم مكثف للمطارات

سباق محموم في كوريا الجنوبية للحد من انتشار فيروس «كورونا»
TT

سباق محموم في كوريا الجنوبية للحد من انتشار فيروس «كورونا»

سباق محموم في كوريا الجنوبية للحد من انتشار فيروس «كورونا»

تشهد كوريا الجنوبية سباقا محموما للحد من انتشار فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (أو فيروس «كورونا») الذي أدى إلى هلاك ثلاثة أشخاص، آخرهم رجل عمره 82 عاما، توفي الليلة الماضية.
وأعلنت شركات الطيران عن إجراء «عمليات تعقيم مكثفة»، فيما أغلقت أكثر من 900 مدرسة أبوابها وتم حجر 1600 شخص، إضافة إلى 17 جملا من حدائق الحيوانات، بسبب المخاوف من إصابتهم بالمرض، كما ازدادت مبيعات الأقنعة الجراحية أي كمامات الأنف والوجه، وقالت وزارة الصحة الكورية الجنوبية في بيان إن الضحية الأخيرة للمرض كان يرقد في المستشفى مصابا بالربو والالتهاب الرئوي، وكان يشاركه في الغرفة نفسها بالمستشفى مرضى آخرون أصيبوا بالمرض. والمتوفى هو الشخص رقم 36 الذي تأكدت إصابته بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في كوريا الجنوبية، وهو أكبر تفشٍّ للمرض خارج منطقة الشرق الأوسط.
وكانت أكثر حالات الإصابة بالمرض قد وقعت في السعودية، ووصلت إلى أكثر من 1100 حالة منذ ظهوره عام 2012، ولا يزال المرض المبهم يحير العلماء ووسائل الإعلام، وأفراد الجمهور، وكذلك الخبراء الصحيون الذين يجاهدون للحيلولة دون انتشاره.
ويحذر الخبراء من السيناريو الكارثي المتمثل في أن يتحور الفيروس وينتشر بسرعة مثلما حدث مع متلازمة الجهاز التنفسي الحاد سارس، عامي 2002 و2003، الذي تسبب في وفاة نحو 800 شخص في أنحاء العالم.
وينتمي الفيروس إلى الفيروسات التاجية التي ينتمي إليها «سارس»، إلا أنه أكثر شراسة منه، إذ تقول منظمة الصحة العالمية إن معدل الوفيات بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أعلى بنسبة 38 في المائة.
ووفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية فإن غالبية حالات الإصابة بالمرض في كوريا الجنوبية ترتبط بإصابة رجل عمره 68 سنة كان قد سافر إلى الشرق الأوسط وعاد، الشهر الماضي، إلى بلاده، وزار مستشفيين وعيادتين خارجيتين «مما أدى إلى تعريض الزائرين إلى خطر الإصابة». ولم يتم حجر الرجل لأنه لم يُعرف إن كان مصابا بالمرض أم لا.
واهم أعراض المرض الحمى والسعال وصعوبة التنفس. وتستمر فترة حضانته 5 أو 6 أيام. وهو ينتقل عبر الاتصال المباشر بين البشر، كما تنقله الجمال. وأهم سبل الوقاية هي غسل الأيدي ووضع المناديل عند السعال والعطاس، وعدم ملامسة الوجه بالأيدي غير النظيفة.
وقد أظهر انتشار الإصابات في كوريا الجنوبية، وفقا للمنظمة، أن 29 شخصا قد أصيبوا به عند وجودهم في مستشفى واحد، وأن واحدا من المصابين قد انتقل إلى الصين، إلا أن السلطات تمكنت من حجره هناك. وقالت السلطات الكورية إن أول مصابين توفيا كانا امرأة (58 عاما)، ورجلا (71 عاما) من عمره.
وتمتلك كوريا الجنوبية نظاما ذا كفاءة للطوارئ، طور خصيصا منذ أعوام انتشار فيروس «سارس»، إذ تحتوي مطاراتها على مراكز لرصد علامات الأمراض التنفسية، كما جهزت 16 مستشفى فيها بوحدات عزل بيولوجي.
وقد تفاوتت آراء الخبراء الصحيين حول فاعلية طرق الحجر الصحي في درء انتقال المرض. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن كيم سانغ - هان البروفسور في مركز آسان الطبي في سيول، أن عزل أو حجر أي شخص كان على صلة بأحد المرضى المصابين بالمرض، حتى وإن لم تظهر عليه أعراض المرض، عمل بلا معنى.
وشكك الباحث في احتمال انتشار المرض في كوريا الجنوبية، لأنه ينتقل ببطء ويتطلب ملامسة مباشرة.



مسؤول في «طالبان» يحث على إلغاء حظر تعليم الفتيات والنساء في أفغانستان

شير محمد عباس ستانيكزاي الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية الأفغاني (إعلام أفغاني)
شير محمد عباس ستانيكزاي الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية الأفغاني (إعلام أفغاني)
TT

مسؤول في «طالبان» يحث على إلغاء حظر تعليم الفتيات والنساء في أفغانستان

شير محمد عباس ستانيكزاي الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية الأفغاني (إعلام أفغاني)
شير محمد عباس ستانيكزاي الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية الأفغاني (إعلام أفغاني)

حثَّ مسؤولٌ بارزٌ بحركة «طالبان» قادةَ الحركة على إلغاء حظر تعليم النساء والفتيات الأفغانيات، قائلاً إنه «لا يوجد سبب لذلك»، وذلك في انتقاد علني نادر لسياسة الحكومة. وأدلى شير عباس ستانيكزاي، النائب السياسي بوزارة الخارجية، بهذه التصريحات خلال خطاب، السبت، في إقليم خوست بجنوب شرقي البلاد.

أفغانيات يتظاهرن ضد قرار حرمانهن من التعليم (متداولة – أرشيفية)

وقال للحضور، خلال مراسم دينية بمدرسة، إنه «لا يوجد سبب لحرمان النساء والفتيات من التعليم»، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الأحد.

وأضاف: «لم يكن هناك مبرر لذلك في الماضي، ولا يجب أن يكون هناك مبرر على الإطلاق». وكانت الحكومة قد منعت تعليم الفتيات بعد الصف السادس.

وقال ستانيكزاي، في مقطع فيديو نشره الحساب الرسمي له على موقع «إكس»: «نطالب القيادة مجدداً بفتح أبواب التعليم».

فتيات أفغانيات في الطريق إلى المدرسة قبل قرار حظر التعليم (متداولة)

فعل ظالم بحق 20 مليون شخص

وأضاف: «نحن نرتكب فعلاً ظالماً بحق 20 مليون شخص من بين 40 مليون شخص، ونحرمهن من جميع حقوقهن. هذا ليس من صفات الإسلام، ولكن خيارنا الشخصي أو الطبيعة». يُشار إلى أن ستانيكزاي كان يترأس في السابق فريق «طالبان» خلال المباحثات التي أدَّت للانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان.

طابور من الأفغانيات في انتظار حصولهن على المعونات الغذائية في العاصمة كابل (متداولة)

يذكر أن الحكومة الأفغانية كانت قد منعت الإناث من التعليم بعد الصف السادس، وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، وردت تقارير تفيد بأن السُلطات أوقفت أيضاً تدريب النساء في القطاع الطبي، والدورات التعليمية المُخصصة لهن في هذا المجال.

وفي أفغانستان، لا يمكن للنساء والفتيات تلقي العلاج إلا على أيدي طبيبات ومتخصصات في الرعاية الصحية. وحتى الآن، لم تؤكد السلطات حظر التدريب الطبي.

وقال ستانيكزاي، في مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «ندعو القيادة مرة أخرى إلى فتح أبواب التعليم. نحن نرتكب ظلماً بحق 20 مليون شخص من أصل 40 مليون نسمة، بحرمانهم من جميع حقوقهم. هذا ليس في الشريعة الإسلامية، بل هو نتيجة لخياراتنا الشخصية أو طبيعتنا».

أفغانية تعمل على الحاسوب من منزلها في كابل (أ.ف.ب)

وهذه ليست المرة الأولى التي يقول فيها ستانيكزاي إن النساء والفتيات يستحققن الحصول على التعليم، حيث أدلى بتصريحات مماثلة في سبتمبر 2022، أي بعد عام من إغلاق المدارس للفتيات، وقبل أشهر من فرض حظر على دخولهن الجامعات.

أول دعوة علنية لزعيم الحركة

لكن تصريحات ستانيكزاي الأخيرة تُمثَّل أول دعوة علنية له لتغيير السياسة، وأول نداء مباشر إلى زعيم «طالبان» هبة الله أخوند زاده.

وقال إبراهيم بهيس، وهو محلل في برنامج جنوب آسيا بمجموعة الأزمات الدولية، إن ستانيكزاي كان يدلي بتصريحات مماثلة بشكل دوري يؤكد فيها أن التعليم حق لجميع النساء الأفغانيات. وأضاف: «مع ذلك، يبدو أن التصريح الأخير يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث إنه يدعو فيه علناً إلى تغيير السياسة، ويشكك في مدى شرعية النهج الحالي».

أفغانيات عاملات بالتطريز (أرشيفية)

وفي العاصمة الباكستانية إسلام آباد، دعت الحائزة جائزة «نوبل للسلام»، ملالا يوسفزاي، القادة المسلمين، في وقت سابق من الشهر الحالي، إلى تحدي «طالبان» بشأن تعليم النساء والفتيات.

الحائزة جائزة «نوبل للسلام» ملالا يوسفزاي تتحدث خلال جلسة لمناقشة تعليم الإناث في العالم الإسلامي حضرها مندوبون عن «منظمة التعاون الإسلامي» في إسلام آباد بباكستان في 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

جاء ذلك خلال حديثها في مؤتمر استضافته «منظمة التعاون الإسلامي» و«رابطة العالم الإسلامي».

وقالت الأمم المتحدة إن الاعتراف بحكومة «طالبان» يكاد يكون مستحيلاً في ظل استمرار حظر تعليم الإناث وتوظيفهن، وعدم السماح لهن بالخروج إلى الأماكن العامة دون ولي أمر ذكر.

ولا تعترف أي دولة بحركة «طالبان» حكومةً شرعيةً لأفغانستان، إلا أن دولاً مثل روسيا بدأت في بناء علاقات معها، كما تعمل الهند على تطوير علاقاتها مع السلطات الأفغانية الحالية.

وفي دبي، في وقت سابق من الشهر الحالي، أظهر اجتماع بين أكبر دبلوماسي هندي فيكرام ميستري، ووزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، مدى عُمق التعاون بين البلدين.