«رايتس ووتش»: الأسد استخدم مواد كيماوية في إدلب.. ومطالبة مجلس الأمن بتحديد مسؤوليته

مقتل 10 من الكوادر الطبية بينهم 8 على يد القوات النظامية

«رايتس ووتش»: الأسد استخدم مواد كيماوية في إدلب.. ومطالبة مجلس الأمن بتحديد مسؤوليته
TT

«رايتس ووتش»: الأسد استخدم مواد كيماوية في إدلب.. ومطالبة مجلس الأمن بتحديد مسؤوليته

«رايتس ووتش»: الأسد استخدم مواد كيماوية في إدلب.. ومطالبة مجلس الأمن بتحديد مسؤوليته

أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أنَّ النظام السوري دأب على استخدام أسلحة تحوي «مواد كيماوية سامة» ضد المدنيين في مدينة إدلب، على مدار الشهرين الماضيين، وذلك في بيان صادر عنها يوم الأربعاء الماضي، متعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وأشارت فيه إلى عجز مجلس الأمن الدولي حيال ما يجري في سوريا. هذا في الوقت الذي نشرت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الشهري الخاص بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الكوادر الطبية خلال شهر من قبل أطراف النزاع في سوريا.
من جانبه قال فيليب بولوبيون، مدير قسم الأمم المتحدة في المنظمة: «لم نجد فرصة لفحص المواد الكيماوية التي تم استخدامها في الهجمات التي وقعت خلال الشهرين الماضيين، لكن فرق الإنقاذ والأطباء كتبوا تقارير عن تلك الهجمات أكدوا فيها استخدام غاز الكلور السام».
وناشد بولوبيون مجلس الأمن الدولي، إيجاد آلية فورية من أجل تحديد مسؤولية النظام السوري بخصوص استخدامه أسلحة كيماوية محظورة أمميا، مشيرا إلى أن بعثة جمع البيانات التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ذكرت في تقرير لها في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أن غاز الكلور «استخدم لمرات وبطريقة ممنهجة» داخل سوريا، كما أن لجنة تقصي الحقائق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، ذكرت هي الأخرى أن النظام السوري لجأ إلى استخدام غاز الكلور. واتهم بولوبيون الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، بعدم اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن، في الوقت المناسب، موضحا أنَّ قوانين الحرب تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وأكد أن «استخدم أسلحة محظورة دوليا لفترات وبشكل متعمد، بمثابة جريمة حرب».
وأضاف المسؤول في المنظمة قائلا: «النظام السوري يستخدم البراميل المتفجرة التي تحتوي على مواد كيماوية سامة منذ نحو عام، والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي ما زالت في حيرة من أمرها بشأن الجهة التي سيوجهون لها الاتهامات!».
يذكر أن مجلس الأمن الدولي أصدر في شهر مارس (آذار) الماضي القرار رقم 2209 الذي اعتبر فيه أن غاز الكلور مادة سامة، وسلاحًا كيماويا، كما يعد استخدامه عسكريًا انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي، وجريمة تستوجب العقاب. يذكر أنَّ الولايات المتحدة الأميركية هددت بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري، على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيماوي «الأكبر» على ريف دمشق في أغسطس (آب) 2013، المعروف إعلاميا باسم «مجزرة الغوطة» وراح ضحيتها 1400 قتيل، ووافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيماوية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتدميرها. إلى ذلك، نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الشهري الخاص بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الكوادر الطبية خلال شهر مايو (أيار) الماضي من قبل أطراف النزاع في سوريا، الذي أكدت فيه أن القوات النظامية متورطة منذ عام 2011 بقصف واستهداف المنشآت الطبية، مشيرة إلى تورط من قبل أطراف النزاع المسلح، أيضا، التي استهدفت الكوادر الطبية بعمليات القتل والاعتقال.
يوثق التقرير مقتل 10 أشخاص من الكوادر الطبية، يتوزعون إلى 8 أشخاص على يد القوات النظامية، وطبيبة قتلت على يد تنظيم داعش، ومتطوعة من الهلال الأحمر السوري قُتلت على يد أحد فصائل المعارضة المسلحة. ويفصل التقرير في ضحايا الكوادر الطبية على يد القوات النظامية، حيث قتل في شهر مايو الماضي، طبيب وصيدلاني وممرضان؛ أحدهما سيدة، ومتطوعة في الهلال الأحمر السوري، ومسعف، وشخص واحد من كوادر العمل الطبي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.