الميليشيات الحوثية وقوات صالح تسيطران على «مثلت النقبة الاستراتيجي» في جنوب اليمن

مصادر يمنية: أي محاولة للحوثيين للتقدم نحو حضرموت ستكون «مغامرة غير محسوبة»

الميليشيات الحوثية وقوات صالح تسيطران على «مثلت النقبة الاستراتيجي» في جنوب اليمن
TT

الميليشيات الحوثية وقوات صالح تسيطران على «مثلت النقبة الاستراتيجي» في جنوب اليمن

الميليشيات الحوثية وقوات صالح تسيطران على «مثلت النقبة الاستراتيجي» في جنوب اليمن

قالت مصادر محلية في جنوب اليمن إن الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تتحرك باتجاه محافظة حضرموت، شرق البلاد، بعدما سيطرت على منطقة النقبة بمحافظة شبوة، على بعد 170 كيلومترًا تقريبًا من ميناء بالحاف لتصدير الغاز.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن أرتالاً من الدبابات من منطقة الضلعة الجبلية القريبة من مثلث النقبة الذي يصل الطريق القادم من محافظتي عدن وأبين بالطريق المؤدي إلى حضرموت عبر شبوة. وأقامت تلك الميليشيات نقاطًا أمنية لتفتيش السيارات، كما قامت بقطع الإمدادات القادمة للمقاومة الشعبية بعدن وأبين من شبوة وحضرموت. ويستخدم هذا الطريق في نقل جرحى المقاومة من عدن وأبين إلى مستشفى عزان الحكومي بشبوة أو المستشفيات الأخرى بمحافظة حضرموت.
يأتي هذا بعد أن استطاعت قوات الحوثي، ظهر يوم الجمعة الماضي، إجبار المقاومة الشعبية بمفرق الصعيد على التراجع والانسحاب إلى مناطق أخرى أكثر تحصينًا، بعد أن استمر القتال فيها لأكثر من أسبوع. وواجهت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مجاميع قبلية بقيادة الشيخ صالح بن فريد العولقي، وأخرى من قبائل الواحدي بقيادة الشكيلة القميشي، والمقاومة الجنوبية بقيادة أحمد ناصر باعوضة، لتنسحب بعدها المجاميع المسلحة لمنطقة الرحيل الجبلية على بعد كيلومترين اثنين من منطقة عزان، وأخرى انسحبت لقرن السوداء على بعد 3 كيلومترًا من مثلث النقبة بقيادة الشكيلة القميشي.
وتسيطر الآن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بمحافظة شبوة على المناطق الممتدة من بيحان غرب العاصمة عتق إلى النقبة، لتفصلها عن دخول حضرموت المناطق التي تسيطر عليها قبيلة الواحدي من النقبة حتى ميفع حجر التي تبعد عن المكلا نحو مائتي كيلومتر، مرورًا بميناء بالحاف لتصدير الغاز، الذي تحرسه لجان شعبية بقيادة خالد العظمي. وتواجه الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح صعوبة في التمدد نحو محافظة حضرموت بسبب المساحة الجغرافية الكبيرة والمسافات الطويلة بين المدن والقرى، وهو الأمر الذي سوف يجعل تحركاتهم مكشوفة لقوات التحالف في تلك المناطق المؤيدة لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. وحسب مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، فإن أي محاولة للحوثيين للتقدم نحو حضرموت سوف تكون «مغامرة غير محسوبة»، وذلك لأن المنطقة تحتاج إلى قوات برية كبيرة، نظرًا للمساحة الشاسعة لحضرموت، إضافة إلى أن القوات الموالية للشرعية توجد في المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، حاضرة وادي حضرموت وثاني مدن المحافظة، بالإضافة إلى أن قوات حلف قبائل حضرموت تنتشر في كثير من مدن ساحل حضرموت وتحيط بمدينة المكلا من مختلف الاتجاهات، وأعربت المصادر عن اعتقادها أن القوات الموالية للشرعية «في حالة جاهزية» تامة لمواجهة أي محاولات للحوثيين للتمدد نحو محافظة حضرموت.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.