حزب المؤتمر لـ {الشرق الأوسط}: نطالب بتمثيل متساو في جنيف

تطابق بين صالح والحوثيين في «المواقف» وسط تنافس على النفوذ

قوات المقاومة اليمنية تستعد لمواجهة مع الحوثيين في عدن أمس (رويترز)
قوات المقاومة اليمنية تستعد لمواجهة مع الحوثيين في عدن أمس (رويترز)
TT

حزب المؤتمر لـ {الشرق الأوسط}: نطالب بتمثيل متساو في جنيف

قوات المقاومة اليمنية تستعد لمواجهة مع الحوثيين في عدن أمس (رويترز)
قوات المقاومة اليمنية تستعد لمواجهة مع الحوثيين في عدن أمس (رويترز)

بعد أن أعلنت الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية التزامهما بالمشاركة في حوار جنيف الذي من المرتقب أن ترعاه الأمم المتحدة منتصف هذا الشهر دون شروط محددة، يضع حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يترأسه الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح شروطا للمشاركة. وأكد قيادي رفيع المستوى في حزب المؤتمر الشعبي العام لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب لن يشارك في لقاء جنيف بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، في حال شاركت بعض قيادات حزب المؤتمر التي أعلنت تأييدها لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ومن أبرز هذه القيادات نائب رئيس الحزب الدكتور أحمد عبيد بن دغر والشيخ سلطان البركاني، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس النواب اليمني، وهما شخصيتان سياسيتان ذواتا ثقل سياسي في اليمن..
وقال المصدر في «المؤتمر» إن حزبه أبلغ المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، رسميا بعدم قبوله أي تمثيل مزدوج للحزب في أي لقاءات. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن القيادات في حزب المؤتمر الموالين لصالح موافقون على المشاركة في لقاء جنيف على أن يكون قاعدة الحوار بين المكونات السياسية. وطالب القيادي الرفيع بتمثيل «عادل ومتساو» للأطراف اليمنية في مؤتمر جنيف. ويريد صالح ضمان موقع سياسي بارز ومتساو مع الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا خلال المفاوضات المرتقبة.
وأوضح القيادي في «المؤتمر» في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن حزب صالح لم يتسلم بعد دعوة رسمية من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمشاركة في المؤتمر بعد. وحول قائمة ممثلي حزب المؤتمر، قال المصدر إن «ذلك يرجع إلى ما بعد استلام الدعوة والاطلاع على أجندة المؤتمر». وردا على سؤال حول تطابق وجهات النظر لدى حزب المؤتمر الشعبي العام وميليشيا الحوثي إزاء القضايا التي ستناقش في جنيف، قال المصدر الرفيع في حزب المؤتمر إن «هناك تفاهمات وتطابقا كبيرا في وجهات النظر بين الطرفين، فالتطورات الحالية وحدت مواقفنا». إلا أن هناك بوادر تنافس بين الطرفين على بسط النفوذ خلال المشاورات المقبلة في جنيف.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية مطلعة أن النقاشات التي تدور، في الوقت الراهن، في الأروقة السياسية في صنعاء والرياض وعدد من العواصم، تتعلق، بشكل رئيسي، بنسبة تمثيل الأطراف التي ستشارك في جنيف، إضافة إلى أسماء المشاركين.
وقالت المصادر إن كل طرف يريد من الآخر التقدم بقائمة ممثليه كي تتم تسمية ممثليه في ضوء أهمية ومستويات ممثلي الطرف الآخر. وفي الوقت الذي أكد الحوثيون مشاركتهم في المؤتمر، قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن وفدهم الموجود في سلطنة عمان سيمثلهم في المؤتمر التشاوري، واستبعدت المصادر أن يشارك الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام بوفد موحد القوام، ويهدف مؤتمر جنيف التشاوري الذي دعت إليه الأمم المتحدة إلى مناقشة سبل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2216 الذي ينص على أن ينسحب الحوثيون من المدن التي استولوا عليها.
ويحتل الموضوع اليمني أهمية في المباحثات الحالية بين الكثير من الأطراف الدولية داخل عدد من العواصم، حيث يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مشاوراته مع الأطراف اليمنية وعدد من العواصم الخليجية والغربية، من أجل ضمان انعقاد مؤتمر جنيف للتشاور بشأن اليمن الذي من المتوقع أن يعقد في غضون عشرة أيام على أبعد تقدير.
وتتزامن التطورات على المسار السياسي مع استمرار العمليات العسكرية داخل المدن اليمنية، حيث أكد شهود عيان في عدن لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة الشعبية نفذت أمس سلسلة من الهجمات التي استهدفت مواقع الميليشيات الحوثية، إضافة إلى استمرار المواجهات العنيفة في مدينة تعز، وسعي الحوثيين وقوات صالح إلى استعادة السيطرة على المواقع التي تمكنت المقاومة من السيطرة عليها ودحرهم منها.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.