مصر تبدأ تشغيل «كايرو بايك» لنشر ثقافة ركوب الدراجات

ضمن استعدادها لاستضافة قمة المناخ

دراجات مشروع كايرو بايك بميدان التحرير (محافظة القاهرة)
دراجات مشروع كايرو بايك بميدان التحرير (محافظة القاهرة)
TT

مصر تبدأ تشغيل «كايرو بايك» لنشر ثقافة ركوب الدراجات

دراجات مشروع كايرو بايك بميدان التحرير (محافظة القاهرة)
دراجات مشروع كايرو بايك بميدان التحرير (محافظة القاهرة)

في إطار استعداداتها لاستضافة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين كوب 27 (COP27)، المقرر عقده في شرم الشيخ نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بدأت مصر في تنفيذ مشروع «كايرو بايك» لنشر ثقافة ركوب الدراجات داخل العاصمة المصرية القاهرة، عبر إتاحة دراجات للتنقل بين محطات معينة، مقابل جنيه واحد في الساعة (الدولار الأميركي بـ18.93 جنيه).
وبدأت المحافظة تطبيق المشروع بشكل تجريبي في خمس محطات داخل منطقة وسط البلد، تشمل ميادين التحرير، ومحمد فريد، وعبد المنعم رياض، وشارعي الفلكي وعبد الخالق ثروت، وقال اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، في بيان صحافي، إن «المشروع يأتي بالتزامن مع استعداد مصر لاستضافة قمة المناخ كوب 27. وفي إطار سعي المحافظة لتسهيل الممارسات الصحية والبيئية، وتقليل الانبعاثات الضارة بالعاصمة، والحد من الاعتماد على السيارات، وتخفيف الكثافات المرورية بمنطقة وسط البلد».
وأوضح محافظ القاهرة أن «الفكرة تعتمد على وجود شبكة كبيرة من النقاط التي تتوافر بها دراجات للاستخدام العام، تدار عبر تطبيق على الموبايل وبأسعار منخفضة، تبدأ من جنيه للساعة، أو من خلال كارت شحن مسبق الدفع، وهو ما سيتم تنفيذه بمناطق وسط البلد وجاردن سيتي والزمالك، كبداية بأسطول من 500 دراجة، موزعة على 45 محطة، مؤمنة بالكاميرات، ويتم تتبع الدراجات بنظام تحديد المواقع (جي بي إس)».
ومشروع كايرو بايك هو نتاج شراكة بين محافظة القاهرة، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبتمويل من مؤسسة دروسوس السويسرية، ودعم فني وإشراف من قبل معهد سياسة النقل والتنمية، وتعود فكرته إلى عام 2016، وهو يتيح للمواطن استئجار الدراجة من إحدى المحطات، والتنقل بها داخل القاهرة، ثم إعادتها إلى المحطة نفسها أو محطة أخرى، من خلال الاشتراك في باقات مختلفة عبر تطبيق إلكتروني على الهواتف المحمولة.
بدوره قال وليد منصور، مدير برنامج المناخ والطاقة في مؤسسة فريديرش إيبرت الألمانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «المشي وركوب الدراجات يسهمان في الحد من الانبعاثات الكربونية الضارة»، مؤكداً أن «أهمية تقليل الاعتماد على السيارات، ونشر ثقافة المشي وركوب الدراجات، مع توفير الطرق والمسارات المؤهلة لذلك، حيث لم تعد مواجهة التغيرات المناخية رفاهية».
وأضاف منصور أن «قطاع النقل أكثر القطاعات الملوثة للبيئة، وكلفته الاقتصادية على المجتمع كبيرة جداً»، مشيراً إلى «أهمية تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، والاتجاه لتطوير وسائل النقل العام، لأن ذلك يسهم في التنمية، ويقلل من اعتماد الدولة على العملة الصعبة لتوفير الوقود وقطع الغيار، إضافة إلى أنه يقلل من الاختناق المروري، ويحسن جودة الهواء».
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للدراجات المنتشرة في الشارع، مصحوبة بعبارات تقول إن «مصر أصبحت مثل أوروبا»، معربين عن أملهم في انتشار الفكرة في أماكن أخرى على مستوى الجمهورية، ومن المقرر أن يمتد تنفيذ المشروع إلى عدة مناطق داخل نطاق محافظة القاهرة، تشمل أحياء الزمالك، وجاردن سيتي، وتسعى محافظة القاهرة «لتكون نموذجاً يحتذى في هذا المجال».
وأشار منصور إلى أنه من «المتوقع أن يواجه المشروع في بدايته بعض الصعوبات، خصوصاً أن قانون المرور المصري لا يتضمن الإشارة للدراجات»، وقال إن «أوروبا طورت في السنوات العشر قوانين المرور لتشمل مواد خاصة بالدراجات تحت مسمى قطاع النقل الخفيف، والذي يضم أي وسيلة تسير بسرعة أقل من 30 كيلومتراً في الساعة، وهو ما يجب أخذه في الاعتبار في الفترة المقبلة لضبط أوركسترا الشارع ليتضمن مسارات للدراجات، وقواعد لتنظيم حركتها»، لافتاً إلى أن «تجربة كايرو بايك هي تجربة تتم للمرة الأولى ولا بد من تقييمها ومراجعتها وتطويرها، وعدم استعجال الحكم عليها».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.