تسريب جديد للمالكي يكشف تنسيقه مع ميليشيا لمواجهة التيار الصدري

دعا الفصائل الشيعية المسلحة إلى اتباع خط «الحرس الثوري» الإيراني

أنصار الصدر خلال صلاة "الجمعة الموحدة" التي دعا إليها الأسبوع الماضي وتزامنت مع تصريحات المالكي (إ.ب.أ)
أنصار الصدر خلال صلاة "الجمعة الموحدة" التي دعا إليها الأسبوع الماضي وتزامنت مع تصريحات المالكي (إ.ب.أ)
TT

تسريب جديد للمالكي يكشف تنسيقه مع ميليشيا لمواجهة التيار الصدري

أنصار الصدر خلال صلاة "الجمعة الموحدة" التي دعا إليها الأسبوع الماضي وتزامنت مع تصريحات المالكي (إ.ب.أ)
أنصار الصدر خلال صلاة "الجمعة الموحدة" التي دعا إليها الأسبوع الماضي وتزامنت مع تصريحات المالكي (إ.ب.أ)

كشف تسريب جديد هو الخامس ضمن ما بات يُعرف في العراق بـ«ويكليكس المالكي»، أن رئيس الوزراء السابق زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي كان يناقش شراكة مع مجموعة شيعية مسلحة، لخوض مواجهة مع «التيار الصدري» بزعامة مقتدى الصدر.
ويزيد التسجيل الجديد من احتدام الصدام بين الصدر والمالكي، على خلفية التسريبات التي هاجم فيها رئيس الوزراء السابق خصمه الشيعي البارز بعبارات قاسية، دفعت الصدر إلى الرد عليه ومطالبته بتسليم نفسه إلى القضاء واعتزال العمل السياسي.
والتسجيل الخامس في سلسلة تسريبات المالكي عبارة عن مناقشات مع ممثلي مجموعة شيعية ليست معروفة على نطاق واسع، تطلق على نفسها اسم «أمة الأخيار»، ومرجعهم الديني يدعى «آية الله الميرزا». ويعرض قيادي في المجموعة يناديه رفيقه في التسجيل «أبو حسن»، على المالكي «الولاء والبيعة» لـ«إسالة الدماء».
وفيما لم يعرف في الأوساط الشيعية عن مرجع ديني كبير له مجاميع قتالية، لكن أحاديث المالكي معهم على مدى ساعات تكشف عن وجود لهم في بعض الأوساط الشيعية في محافظات بوسط العراق وجنوبه.
وتحدث المالكي عن علاقته «الجيدة» مع قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» المدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. لكنه أضاف أن قادة «تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري والعصائب و«كتائب حزب الله» و«سيد الشهداء» و«بدر» يتبعون إيران مباشرة «ولا يهمهم شيء غير المزارع والأموال وهم بعالم آخر».
وفي نصيحة كاشفة لموقعه على خط الاستقطاب الإيراني الداخلي، دعا المالكي قيادات الفصائل المسلحة إلى اتباع خط «الحرس الثوري» الإيراني والابتعاد عن اطلاعات (وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية).

توتر ميداني بين أنصار الصدر والمالكي
ميدانياً، تصاعدت حدة التوتر بين أنصار «التيار الصدري» وحزب «الدعوة» بزعامة المالكي، لا سيما بعد أن كشف زعيم الصدر عن تعرضه لتهديد بالقتل. حزب الدعوة أصدر، اليوم (الثلاثاء)، بياناً دعا فيه إلى ما أسماه «وأد الفتنة»، متهماً «الأجهزة السرية في الداخل والخارج» بالسعي إلى إحداث «فتنة تصب الزيت على النار» واقتتال شيعي – شيعي. وأصر على أن التسجيلات «تسريب واستراق الكتروني دخل عليه التزييف والتزوير».
ونقلت تقارير محلية عن مصدر أمني تعرض منزل النائب محمود السلامي، عضو ائتلاف المالكي في محافظة ذي قار جنوبي العراق إلى هجوم من مسلحين مجهولين «أسفر فقط عن خسائر مادية».



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».