مؤسسات مالية أجنبية تبرم اتفاقيات مع شركات وساطة سعودية

10 أيام تفصلها عن الاستثمار المباشر في سوق الأسهم المحلية

مؤسسات مالية أجنبية تبرم اتفاقيات مع شركات وساطة سعودية
TT

مؤسسات مالية أجنبية تبرم اتفاقيات مع شركات وساطة سعودية

مؤسسات مالية أجنبية تبرم اتفاقيات مع شركات وساطة سعودية

بدأت مؤسسات مالية أجنبية في إبرام اتفاقيات مع شركات وساطة سعودية، في خطوة تستهدف الاستثمار في سوق الأسهم المحلية. يأتي ذلك في وقت من المزمع أن تكون فيه السوق السعودية، عقب نحو 10 أيام، مُتاحة للتداول أمام المؤسسات المالية الأجنبية بشكل مباشر، في تطورات تاريخية جديدة على صعيد السوق المالية في البلاد.
وفي هذا الشأن، أبلغ «الشرق الأوسط» مصدر مطلع في إحدى شركات الوساطة المالية في السعودية، أمس، بأن المؤسسات المالية الأجنبية أبرمت مجموعة من الاتفاقيات مع شركات الوساطة في البلاد، تأهبا لاستكمال بقية الشروط المنصوص عليها، والتي تسمح للمؤسسات الأجنبية بالاستثمار المباشر في سوق الأسهم السعودية. وستكون الأسهم السعودية مُتاحة أمام المؤسسات المالية الأجنبية اعتبارا من منتصف الشهر الحالي، وسط معلومات متضاربة حول حجم الأموال التي من الممكن أن تضخها المؤسسات المالية الأجنبية، بهدف الاستثمار في سوق الأسهم السعودية.
وفي السياق ذاته، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية جلسة يوم أمس الخميس على تراجع طفيف بنسبة 0.1 في المائة، مغلقا بذلك عند مستويات 9668 نقطة بخسارة 11 نقطة فقط، وسط سيولة نقدية متداولة بلغت قيمتها نحو 5 مليارات ريال (1.33 مليار دولار)، في سيولة نقدية تُعد هي الأدنى منذ نحو 12 شهرا.
من جهة أخرى، أوضحت شركة «اتحاد الخليج للتأمين التعاوني»، في بيان صحافي نشر على موقع السوق المالية السعودية «تداول» يوم أمس، أنها أتمت تسوية الخلاف المالي مع الشريك الاستراتيجي حول الأرصدة المالية المختلف عليها. وقالت «على ضوء ما تقدم ستتم معالجة التحفظ الوارد في تقرير المحاسب القانوني، وستظهر نتائج تسوية تلك الحسابات ضمن القوائم المالية الأولية للربع الثاني من العام المالي الحالي». وتابعت الشركة في بيانها «ستقوم شركة (اتحاد الخليج للتأمين التعاوني) بتقديم طلب جديد لزيادة رأس مال الشركة متضمنا المبلغ المطلوب، بحيث يكون كافيا لتغطية الحد الأدنى المطلوب من هامش الملاءة المالية عند الانتهاء من إجراءات زيادة رأس المال».
وأضافت شركة «اتحاد الخليج للتأمين التعاوني»: «تلتزم الشركة أيضا بتقديم خطة عمل محدثة لخمس سنوات بعد استيفاء متطلبات مؤسسة النقد العربي السعودي، آخذين في الاعتبار هامش الملاءة المالية والنتائج المالية للشركة في الربع الأول من هذا العام، متضمنة نتائج تسوية الخلاف المالي مع الشريك الاستراتيجي حول الأرصدة المالية المختلف عليها».
وتأتي هذه التطورات في وقت فتحت فيه السعودية مجالا أكبر أمام المؤسسات المالية الأجنبية الراغبة في ضخ أموالها للاستثمار في سوق الأسهم المحلية، وذلك عندما أكدت هيئة السوق أنه يمكن للمستثمرين الأجانب ممارسة جميع الحقوق المرتبطة بالأسهم المملوكة لهم، بما في ذلك تداول حقوق الأولوية. ويعتبر تداول حقوق الأولوية في سوق الأسهم السعودية خطوة حديثة أقدمت عليها هيئة السوق المالية في البلاد، حيث يجري تداول أسهم الشركات الراغبة في زيادة رؤوس أموالها عن طريق طرح أسهم جديدة للاكتتاب، وبالتالي تصبح أمام مالك السهم خيارات عدة، من بينها الاكتتاب أو بيع أسهم حقوق الأولوية في السوق على مستثمر آخر من حقه الاكتتاب بالتالي.
وتعتبر حقوق الأولوية إحدى قنوات الاستثمار الحديثة في سوق الأسهم السعودية، خصوصا عندما تكون الأسهم المتداولة لشركات ذات مكانة مالية جيدة، وأرباح تشغيلية مشجعة، مما يجعل المستثمرين يبحثون عن فرصة شراء أسهم الشركة عبر حقوق الأولوية، ومن ثم ممارسة حق الاكتتاب.
وأوضحت هيئة السوق المالية السعودية، الثلاثاء الماضي، أن القواعد المنظمة لاستثمار المؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة في الأسهم المدرجة الصادرة في الرابع من مايو (أيار) الماضي، التي تتألف من 29 مادة، تتيح للمستثمرين الأجانب المؤهلين والعملاء الموافق عليهم، ممارسة جميع الحقوق المرتبطة بالأسهم المملوكة لهم، بما في ذلك تداول حقوق الأولوية.
وقالت الهيئة في بيان صحافي «وفقا للقواعد سيجري تلقي طلبات تسجيل المؤسسات الأجنبية المؤهلة عن طريق الأشخاص المرخص لهم من المُقَيِّمين والمؤسسات المالية المرخص لها من هيئة السوق المالية بممارسة نشاط التعامل، وفقا للنموذج الذي حددته الهيئة، بينما سيتولى الأشخاص المرخص لهم المشار إليهم رفع الطلب إلى الهيئة لتسجيل المستثمر الأجنبي ليصبح مستثمرا أجنبيا مؤهلا من تاريخ تسجيله لدى هيئة السوق المالية».



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».