السيسي يدعو لدعم الدول الأفريقية لمواجهة تحديات التغير المناخي

المستشار الألماني حذر من «زيادة عالمية للطاقة الأحفورية»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح الجلسة رفيعة المستوى لحوار بطرسبرغ للمناخ (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح الجلسة رفيعة المستوى لحوار بطرسبرغ للمناخ (إ.ب.أ)
TT

السيسي يدعو لدعم الدول الأفريقية لمواجهة تحديات التغير المناخي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح الجلسة رفيعة المستوى لحوار بطرسبرغ للمناخ (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح الجلسة رفيعة المستوى لحوار بطرسبرغ للمناخ (إ.ب.أ)

حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الاثنين) على دعم الدول الأفريقية للتعامل مع التحديات التي يتسبب فيها التغير المناخي، الذي وصفه بأنه بات يمثل تهديداً وجودياً للكثير من الدول والمجتمعات على مستوى العالم.
وقال السيسي، خلال افتتاح الجلسة رفيعة المستوى لحوار بطرسبرغ للمناخ، إن القارة الأفريقية تتأثر بتحديات التغير المناخي «على نحو يفوق غيرها من المناطق بالنظر لخصوصية وضعها ومحدودية قدرتها على التعامل مع الأزمات وضعف حجم التمويل المتاح لها للتغلب على تلك الصعاب». وأضاف: «لقد جاءت أزمتا الغذاء والطاقة الأخيرتين لتفاقما من حجم التحديات التي يتعين على الدول الأفريقية مواجهتها، إلى جانب ما يمثله تغير المناخ من تهديد حقيقي لدول القارة التي تعاني من التصحر وندرة المياه وارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والسيول وغيرها من الأحداث المناخية القاسية التي أصبحت تحدث بوتيرة أكثر تسارعاً وبتأثير أشد من ذي قبل». وشدد على ضرورة «بذل الجهود الممكنة كافة لدعم دولنا الأفريقية وتمكينها من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية وتحقيق التنمية الاقتصادية المتسقة مع جهود مواجهة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار الظروف الوطنية الاقتصادية والتنموية لكل دولة». ولفت إلى أن استضافة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف هذا العام تأتي في سياق عالمي يتسم بتحديات متعاقبة تأتي في مقدمتها أزمة الطاقة العالمية الراهنة، وأزمة الغذاء التي تعاني الكثير من الدول النامية من تبعاتها، فضلاً عن تراكم الديون وضعف تدفقات التمويل والتأثيرات السلبية لجائحة «كورونا»، بالإضافة إلى المشهد السياسي المعقد الناجم عن الحرب في أوكرانيا.
وأكد الرئيس المصري أن «هذا يضع على عاتقنا مسؤولية جسيمة كمجتمع دولي لضمان ألا تؤثر هذه الصعوبات على وتيرة تنفيذ رؤيتنا المشتركة لمواجهة تغير المناخ».
وتعهد بألا تدخر مصر جهداً في سبيل إنجاح القمة العالمية للمناخ من خلال توفير البيئة المناسبة الجامعة لكافة الأطراف من الدول والمنظمات الدولية والمجتمع المدني وغيرها، بهدف تحقيق تقدم حقيقي على مختلف المسارات.
ومن جانبه، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس من «زيادة عالمية للطاقة الأحفورية» نتيجة لأزمة الغاز التي سببتها الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال شولتس اليوم الاثنين في «حوار بيترسبرغ» حول المناخ: «لا يمكن لأحد أن يرضى بأن تزيد حصة الطاقة المولدة من الفحم مرة أخرى... الأهم الآن أن نوضح شيئاً واحداً، هذا إجراء طارئ لفترة زمنية محدودة ولن يكون على حساب أهدافنا المناخية».
وأكد شولتس أن هذا ينطبق أيضاً على الاستثمارات في البنية التحتية للغاز مثل محطات الغاز المسال، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات يجب أن تتماشى مع هدف تحقيق الحياد الكربوني في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم في المستقبل، وقال: «على وجه التحديد: هذا يعني أننا لا نخلق أي اعتمادات جديدة ودائمة على مصادر الطاقة الأحفورية - لا هنا في ألمانيا أو في البلدان المنتجة».
وقال شولتس إنه إذا لم يتصرف العالم بشكل أسرع وأكثر حسماً واتحاداً بشأن حماية المناخ، فلن يكون من الممكن تمكين الأجيال القادمة من عيش حياة كريمة، مضيفاً أنه من المتوقع في غضون 30 عاماً أن يزيد عدد الأشخاص على مستوى العالم بمقدار ملياري شخص عما هو عليه اليوم، موضحاً أنه يتعين أن تتوفر لهم جميعاً تطلعات للرخاء ولكوكب سليم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن مطالبة المواطنين اليوم أن يكونوا أقل تنقلاً، وقال: «كيف يفترض أن يكون ذلك ممكناً في عالم تسوده العولمة ومتشابك؟».
وأوضح شولتس أن حماية المناخ لن تكون ناجحة إلا إذا كانت مدعومة من قبل غالبية المجتمع في جميع البلدان، وأضاف: «بعبارة أخرى: تنجح حماية المناخ إذا جعلت حياتنا أفضل بشكل ملحوظ - عبر إمدادات طاقة حديثة وبأسعار معقولة من خلال - على سبيل المثال - توربينات الرياح والأنظمة الشمسية بدلاً من المداخن، ومن خلال التنقل من دون عوادم... يجب أن نتعامل مع التحول إلى الحياد المناخي كبرنامج تحديث يشمل العالم كله».
وخلال «حوار بيترسبرج» للمناخ يعتزم وزراء وممثلون من نحو 40 دولة الاتفاق على المسار اللاحق في مكافحة تغير المناخ.
وتتشارك ألمانيا ومصر في تنظيم المنتدى، الذي يهدف أيضاً إلى تحديد مسار مؤتمر المناخ العالمي «كوب 27» المقرر عقده في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) في مدينة شرم الشيخ الساحلية بمحافظة جنوب سيناء المصرية.


مقالات ذات صلة

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم العربي برامج البنك الدولي تساهم في التوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن (البنك الدولي)

تدهور الأراضي الزراعية في اليمن... ونصف مليون نازح بسبب المناخ

حذّر اليمن من تدهور الأراضي الزراعية بمعدل مقلق، بالتوازي مع إعلان أممي عن نزوح نصف مليون شخص خلال العام الحالي بسبب الصراع والتغيّرات المناخية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.