رياض حمادة: هدفنا في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» مواكبة خطط تعافي المنطقة

قال إن «الشرق للأخبار» تقدم خدمة متعددة المنصّات تمزج بين التلفزيون والإعلام الرقمية

تملك قناة «الشرق للأخبار» بنية تحتية متقدمة واستوديوهات مزودة بالواقع المعزّز والافتراضي (الشرق الأوسط)
تملك قناة «الشرق للأخبار» بنية تحتية متقدمة واستوديوهات مزودة بالواقع المعزّز والافتراضي (الشرق الأوسط)
TT

رياض حمادة: هدفنا في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» مواكبة خطط تعافي المنطقة

تملك قناة «الشرق للأخبار» بنية تحتية متقدمة واستوديوهات مزودة بالواقع المعزّز والافتراضي (الشرق الأوسط)
تملك قناة «الشرق للأخبار» بنية تحتية متقدمة واستوديوهات مزودة بالواقع المعزّز والافتراضي (الشرق الأوسط)

يؤمن رياض حمادة، رئيس الأخبار الاقتصادية في قناة «الشرق للأخبار»، بأن الهدف الأساسي في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» هو مواكبة خطط التعافي لاقتصاد المنطقة. وأشار إلى أن تجربة القناة قدمت مفهوماً مختلفاً في قطاع الإعلام باعتبار أن التلفزيون هو إحدى المنصات التي تستخدمها «الشرق للأخبار» لتقديم محتواها، في حين أن القناة تتعامل مع فكرة «المنصات المتعددة» من خلال المزج بين التلفزيون ومنصات الإعلام الرقمية.
وقال حمادة خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» إن الإعلام، بوجه عام، وقطاع القنوات الإخبارية بشكل خاص، مرّا بفترة صعبة منذ انتشار جائحة «كوفيد 19»، إذ انتشرت الأخبار المفبركة والمشكوك بصحتها. وأردف: «من هنا جاءت الحاجة إلى منصات إخبارية وإعلامية تستعيد ثقة الجمهور»، لافتاً إلى أن «الشرق للأخبار» وُلدت كمزوّد أخبار موثوق فيه. ومن ثم، تطرق بشيء من التفصيل إلى استراتيجية «اقتصاد الشرق» ودور الذكاء الصناعي وخططهم في إطلاق منصات متخصصة.
وفيما يلي نص الحوار:

> ما استراتيجية «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» خلال الفترة المقبلة؟
- إننا نطمح في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» إلى أن نكون مزوّد الأخبار الاقتصادية الأشمل والأكثر تطوراً للناطقين باللغة العربية. ونحن منذ انطلاقتنا، نقدم رصداً لتأثير التحولات الاقتصادية وتطورات الأسواق في العالم على المنطقة، ونحاول أن نسلط الضوء دوماً على الفرص الاستثمارية في المنطقة والعالم. لذا فإننا مهتمون بتوسيع منصاتنا لتشتمل على خدمات متخصصة تركز على تغطية أخبار كل قطاع بشكل متكامل.
> ما تقييمك لتجربة «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» في محتوى الإعلام الاقتصادي العربي؟
- أعتقد أننا استطعنا خلال فترة قصيرة أن نقدم تجربة جديدة ومشوّقة تنقل الأخبار الاقتصادية بشكل مُبسط، وبصورة عالية الجودة، وبأحدث الوسائل التقنية والوسائط الرقمية الأكثر ابتكاراً. وحقاً، ترانا نركز في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» بشكل كبير على فئة الشباب، ولذا لدينا فريق خاص يقدم محتوى رقمياً مخصصاً يناسب كيفية استخدام الشباب للمحتوى، خصوصاً الأخبار الاقتصادية.
> في رأيك، ما الإضافة التي قدمتها «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» للشريحة المستهدفة؟
- خدمة «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» حاولت أن تسد فجوة القنوات الإخبارية الاقتصادية في المنطقة من حيث سهولة إيصال الأخبار والمعلومات الموثوق بها، كما أنها تتمتع باتفاقية حصرية مع «بلومبرغ» لاستخدام المحتوى، تُمكننا من الاستفادة من البيانات والإحصائيات التي نقدمها باللغة العربية مباشرةً من شبكة عالمية تضم أكثر من 2700 صحافي ومحلل مالي واقتصادي حول العالم.
> في ظل التسارع في وسائل نقل المعلومات من منصات وتطبيقات وغيرها، كيف يمكن للقنوات التلفزيونية إيجاد مساحة لها لمنافسة تلك الوسائل؟
- أعتقد أنه لا بد للقنوات التلفزيونية من خلق تجربة استثنائية للمشاهد حتى يتسنى لها أن تواكب هذا الزخم الضخم من المنصات الرقمية والصفحات التي تقدم معلومات لا حصر لها على وسائل التواصل الاجتماعي. نحن، في الواقع، لا نرى أنفسنا كقناة تلفزيونية بل كخدمة أخبار متعددة المنصات تمزج بين التلفزيون ومنصات الإعلام الرقمية، وشاشة التلفزيون هي واحدة من المنصات المتعددة التي نقدم الأخبار من خلالها. وبالنسبة لشاشة «الشرق»، لقد طورنا طرق عرض لتقديم المحتوى... فمثلاً في «اقتصاد الشرق» نقدم برنامج «مؤشرات الشرق» بطريقة مختلفة، حيث يقدم البرنامج أربعة مذيعين في آن واحد من استوديوهات الشرق في الرياض ودبي، إضافةً إلى مذيع مختص في الأخبار السياسية بالتناوب، ومحلل مختص من «الشرق للأخبار». ويصار فيه إلى استضافة أهم المحللين الاقتصاديين والمتخصصين من جميع المجالات والبنوك والمؤسسات. ثم إن هذا البرنامج يقدّم تجربة بصرية تفاعلية للمشاهد تلمّ بأهم الأخبار الاقتصادية والسياسية في المنطقة، ويمتاز البرنامج أيضاً باستخدامه أحدث التقنيات الفنية لعرض الأخبار والبيانات، مثل خاصية عرض الغرافيك والبيانات المالية من كل دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا وآسيا والأميركتين، على شاشة «إل إي دي LED» أرضية تقدم أحدث طرق عرض المحتوى للمُشاهد.
> يرى البعض أن الوسائل الجديدة أسهمت في انتشار الإشاعات وشكّلت تحدياً للمصداقية... كيف يمكن مواجهة ذلك من الإعلام الأصلي سواء كان صحفاً أو قنوات أو إذاعات؟
- لقد مرّ الإعلام بوجه عام، والقنوات الإخبارية بشكل خاص، بفترة صعبة منذ نفشي جائحة «كوفيد 19»... إذ انتشرت الأخبار المفبركة وعديمة الموثوقية، ومن هنا جاءت الحاجة إلى منصات إخبارية وإعلامية تستعيد ثقة الجمهور. وحقاً، وُلدت «الشرق للأخبار» كمزوّد أخبار موثوق فيه من الأساس، بطبيعة أننا جزء من «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» التي تضم أهم الجرائد والمجلات في المنطقة، ولأننا نستقي جميع المعلومات والبيانات الاقتصادية من شبكة «بلومبرغ العالمية».
> أطلقت «الشرق» منصات متخصصة في قطاعات متعددة، كقطاع الطاقة والاقتصاد الأخضر والعملات الرقمية... كيف تقيّم هذه التجربة؟ وما الأثر المراد تحقيقه من ذلك؟
- في الحقيقة، تجربة الحسابات المتعددة تعمل بشكل جيد للغاية، لأننا نلبّي الطلب على وجود مثل هذه الحسابات المتخصصة. فكل شريحة أو قطاع قد يكون أكثر اهتماماً بالأخبار الخاصة به، لذلك نحن نمنح الأشخاص الخيار، ونخبرهم بالمواضيع المهمة لهم. هذه هي البداية فقط. وكما ذكرت، أطلقنا منصات كثيرة بالفعل، منها منصة خاصة بـ«الاقتصاد الأخضر» تركز على الأخبار والتقارير والتحليلات حول تغيّر المناخ وتأثيراته العامة على المجتمعات واقتصاداتها حول العالم. وفي هذه الخدمة لا نركز فقط على المشكلة، بل نسلط الضوء على الحلول الخضراء ونماذج الأعمال الخضراء الناجحة. ثم إن لدينا خدمة «الشرق بلومبرغ بزنس ويك» التي تقدم للمهتمين بقطاع الأعمال في المنطقة مجموعة مختارة من محتوى النسخة الدولية للمجلة، بعد إعادة صياغتها باللغة العربية. كذلك طرحنا خدمة معنية بالتكنولوجيا الحديثة هي «اقتصاد الشرق تكنولوجيا» التي توفر مجموعة واسعة من المعلومات الحصرية عن اتجاهات القطاع حول العالم. وأخيراً، أطلقنا منصة «اقتصاد الشرق- رياضة» التي تسلّط الضوء على أبرز الأعمال الرياضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول الكبرى على المستوى الرياضي، وتغطي الجانب الاقتصادي لهذا المجال، ومع رؤى حول كيفية إنفاق الأموال من الأندية الرياضية وغيرها بصورة أكثر شمولاً عن رياضات المتابعين المفضلة. واستجابةً للاهتمام الكبير بالعملات المشفّرة وتقنية «بلوكتشين» أطلقنا خدمة «اقتصاد الشرق- كريبتو»، والرموز غير القابلة للاستبدال، لتغطي تقلباتها غير المسبوقة في قيمة أي عملة من قبل، وكيفية تعامل البنوك المركزية حول العالم معها. وختاماً لا يفوتني الذكير بأن لدينا «خدمة اقتصاد الشرق- رأي» التي تغطي وجهات نظر قيّمة حول جميع مواضيع الأعمال.
> واضح أن المنطقة تشهد حراكاً اقتصادياً ضخماً لدرجة أن المنطقة باتت مؤثرة بشكل مباشر في المتغيرات الاقتصادية العالمية... هل تعتقد أن الإعلام الاقتصادي في المنطقة واكب ذلك، وما الدور الذي تلعبه «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» في مجاراة ذلك التأثير؟
- بالطبع هدفنا الأساسي في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» هو مواكبة خطط التعافي لاقتصاد المنطقة. وبالنسبة لنا في «الشرق»، أعطانا هذا الحراك الاقتصادي فرصة لإظهار مهمتنا، التي هي شرح الأخبار العالمية وتأثيرها على المواطن العربي، وتوضيح أن معظم التطورات الاقتصادية لها جوانب كثيرة على الحياة اليومية. لقد اضطلعنا بذلك عبر استخدام جميع منصاتنا وربط النقاط بين التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. نحن في «الشرق» نحاول أن نوضح لماذا يجب على الناس في المنطقة الاهتمام بالحرب في أوكرانيا، وإغلاق الموانئ في الصين، وما تأثير ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا عليهم.
> كيف ترى مدى تأثير البيانات والذكاء الصناعي على الإعلام الاقتصادي؟ وكيف تعمل «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» على الاستفادة منهما؟
- يلعب الذكاء الصناعي جزءاً أساسياً في كيفية تقديمنا للأخبار، ولقد استخدمنا التكنولوجيا التي تراكم المعرفة حول اهتمامات المستخدم وموقعه الجغرافي، وتعيد تشكيل ما تقدمه مواقع الشرق الإلكترونية ومنصاتها الرقمية بما يتناسب مع تفضيلاته وموقعه الجغرافي بالأخبار المحلية التي تناسبه. استخدامنا التكنولوجيا بهذه الطريقة يأتي استجابة للتغييرات التي تشهدها طرق استهلاك المحتوى حول العالم. إذ يزداد الاهتمام بالقضايا المحلية على حساب القضايا الكبرى، ومع ميزة الذكاء الصناعي نكون قد وفّرنا موقعاً محلياً لكل مستخدم. هذه هي البداية فقط، ونحن نُجري تجارب طوال الوقت للوصول للاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الصناعي... وعلى سبيل المثال يمكن للتكنولوجيا الحديثة إنتاج بيان صحافي، أو استخراج نشرة إخبارية إلكترونية متكاملة أوتوماتيكياً، بناءً على خبر نشرناه على منصاتنا الرقمية عن شركة معينة.

رياض حمادة

> هل لك أن تعطينا فكرة عن خطط «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» على المدى القريب في إثراء المحتوى العربي الاقتصادي؟
- نحن نعمل حالياً على إطلاق عدد من المنصات الجديدة، سواءً كانت مواقع إلكترونية أو صفحات متخصصة على وسائل التواصل الاجتماعي. وإضافةً إلى ذلك، كما أعلنا عند الإطلاق، لدينا خطط لإطلاق إذاعة وعدد من الفعاليات والمؤتمرات خلال الفترة المقبلة.
> وماذا عن التحديات التي تواجهكم خلال الفترة الحالية؟
- إننا محظوظون في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» لجهة أن لدينا اتفاقية حصرية مع شبكة عالمية فريدة من نوعها، كما أن لدينا بُنية تحتية متقدّمة واستوديوهات مزوّدة بالواقع المعزّز والافتراضي، لذا ليس أمامنا إلا أن نتفوق على أنفسنا باستمرار، ونتطلع إلى تقديم المزيد من الخدمات الإعلامية بشكل متطوّر واستباقي.
> هل تعتقد أن اختزال دور الإعلام في منصات التواصل الاجتماعي مجدٍ؟ وما رؤيتك في هذا الجانب؟
- لا... لا أعتقد أن منصات التواصل هي المصدر الإعلامي الوحيد خصوصاً للأخبار، فلا يزال التلفزيون يشكل دوراً أساسياً لفئة رجال الأعمال والقادة السياسيين وصناع القرار في متابعة الأخبار. ولكن، كما قلت سابقاً، يتحتّم على القنوات التلفزيونية تقديم تجربة تُنافس ما تقدّمه منصات التواصل الاجتماعي. وعلى سبيل المثال، إننا نقدم من خلال برنامج «طاقة»، الذي هو برنامج أسبوعي يناقش أهم الأخبار في عالم الطاقة وبدائلها في عالمنا الحديث، تجربة تفاعلية للمشاهد تعتمد تقنية تجربة الواقع الممتد (XR)، حيث تتغير أجواؤه وديكوره ديناميكياً بناءً على القصة الجاري سردها. وإذا كانت القصة تدور حول تغير المُناخ والطاقة الجديدة، يمكن عرض الأخبار كأنها في القطب الشمالي... أو إذا كان الأمر يتعلق بالطاقة الحرارية، فيمكن غمر الاستوديو بالكامل تحت الماء باعتماد تقنية تتيح دمج العالميْن الافتراضي والمادي معاً باستخدام الواقع المعزّز (AR) والواقع المختلط (MR) في العروض الحية. ومثل هذه التجارب هي المستقبل لبقاء القنوات التلفزيونية على قيد الحياة.
> ... وما العوامل التي يمكن أن تساعدكم في تحقيق أهدافكم؟
- بداية كوننا ننتمي إلى أعرق مجموعة إعلامية في المنطقة، «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام»، التي تقدم لنا كل الدعم لنكون منبراً لأخبار الاقتصاد والمال والأعمال للجمهور العربي. وفي «اقتصاد الشرق» لدينا فريق متعدد الجنسيات والثقافات واللغات من المتخصصين في صناعة الإعلام والأخبار بكل جوانبها الصحافية والتقنية من أربعين جنسية وبلداً... هذا التجانس البشري يزوّدنا بفهم أكبر لما يجري في العالم بشكل حقيقي، ما يعني توفير معلومة خبرية أدق للجمهور.
> أخيراً، هل تعاني المنطقة العربية عموماً، حسب رأيك، من نقص ما في الكفاءات القادرة على حمل لواء الإعلام الاقتصادي؟
- نحن نُؤمن بتمكين المواهب الشابة، ونرى أن في المنطقة الكثير من الكفاءات غير المستغلة. لذا نهتم كثيراً بإتاحة الفرصة لشريحة كبيرة من خريجي الصحافة والإعلام للعمل في «الشرق». كما أن أحد أركان المسؤولية الاجتماعية لدينا هو «تمكين الشباب» ومساعدتهم في بناء مستقبل واعد لهم من خلال تزويدهم بالمعلومات الدقيقة، ومنح قضاياهم وأصواتهم مكانها في كل منصات «الشرق»، والرهان على الشباب كمحرّك أساسي للشرق. وبالطبع، لدينا مبادرات أيضاً تشمل تقديم دورات تدريبية في استوديوهات «الشرق» لطلاب الجامعات من مختلف البلدان.


مقالات ذات صلة

«الأبحاث والإعلام» تنال حقوق تسويق برنامج «تحدي المشي للمدارس»

يوميات الشرق شعار المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تنال حقوق تسويق برنامج «تحدي المشي للمدارس»

أعلنت «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» عن شراكة استراتيجية تحصل من خلالها على حقوق حصرية لتسويق برامج تهدف لتحسين جودة الحياة للطلبة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا من تظاهرة سابقة نظمها إعلاميون احتجاجاً على ما عدوه «تضييقاً على الحريات» (أ.ف.ب)

تونس: نقابة الصحافيين تندد بمحاكمة 3 إعلاميين في يوم واحد

نددت نقابة الصحافيين التونسيين، الجمعة، بمحاكمة 3 صحافيين في يوم واحد، بحادثة غير مسبوقة في تاريخ البلاد.

«الشرق الأوسط» (تونس)
إعلام الدليل يحدد متطلبات ومسؤوليات ومهام جميع المهن الإعلامية (واس)

السعودية: تطوير حوكمة الإعلام بدليل شامل للمهن

أطلقت «هيئة تنظيم الإعلام» السعودية «دليل المهن الإعلامية» الذي تهدف من خلاله إلى تطوير حوكمة القطاع، والارتقاء به لمستويات جديدة من الجودة والمهنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي
TT

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي

يرى البعض في فرنسا أن موسم رحيل «العصافير الزرقاء» يلوح في الأفق بقوة، وذلك بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية انسحابها من منصّة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً).

الظاهرة بدأت تدريجياً بسبب ما وصف بـ«الأجواء السامة» التي اتسّمت بها المنصّة. إذ نقلت صحيفة «كابيتال» الفرنسية أن منصة «إكس» فقدت منذ وصول مالكها الحالي إيلون ماسك أكثر من مليون مشترك، إلا أن الوتيرة أخذت تتسارع في الآونة الأخيرة بعد النشاط الفعّال الذي لعبه ماسك في الحملة الانتخابية الأميركية، ومنها تحويله المنصّة إلى أداة دعاية قوية للمرشح الجمهوري والرئيس العائد دونالد ترمب، وكذلك إلى منبر لترويج أفكار اليمين المتطرف، ناهيك من تفاقم إشكالية «الأخبار الزائفة» أو «المضللة» (الفايك نيوز).

نقاش إعلامي محتدم

ومهما يكن من أمر، فإن السؤال الذي صار مطروحاً بإلحاح على وسائل الإعلام: هل نبقى في منصّة «إكس»... أم ننسحب منها؟ حقاً، النقاش محتدم اليوم في فرنسا لدرجة أنه تحّول إلى معضلة حقيقية بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، التي انقسمت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض.

للتذكير بعض وسائل الإعلام الغربية خارج فرنسا كانت قد حسمت أمرها باكراً بالانسحاب، وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية الأولى التي رحلت عن المنصّة تاركة وراءها ما يناهز الـ11 مليون متابع، تلتها صحيفة «فون غوارديا» الإسبانية، ثم السويدية «داكنز نيهتر».

أما في فرنسا فكانت أولى وسائل الإعلام المنسحبة أسبوعية «ويست فرنس»، وهي صحيفة جهوية تصدر في غرب البلاد، لكنها تتمتع بشعبية كبيرة، إذ تُعد من أكثر الصحف الفرنسية قراءة بأكثر من 630 ألف نسخة تباع يومياً ونحو 5 ملايين زيارة على موقعها عام 2023. ولقد برّر نيكولا ستارك، المدير العام لـ«ويست فرنس»، موقف الصحيفة بـ«غياب التنظيم والمراقبة»، موضحاً «ما عاد صوتنا مسموعاً وسط فوضى كبيرة، وكأننا نقاوم تسونامي من الأخبار الزائفة... تحوّلت (إكس) إلى فضاء لا يحترم القانون بسبب غياب المشرفين». ثم تابع أن هذا القرار لم يكن صعباً على الأسبوعية الفرنسية على أساس أن منصّة التواصل الاجتماعي هي مصدر لأقل من واحد في المائة من الزيارات التي تستهدف موقعها على الشبكة.

بصمات ماسك غيّرت «إكس» (تويتر سابقاً)

«سلبيات» كثيرة بينها بصمات إيلون ماسك

من جهتها، قررت مجموعة «سود ويست» - التي تضم 4 منشورات تصدر في جنوب فرنسا هي «سود ويست»، و«لاروبوبليك دي بيريني»، و«شارانت ليبر» و«دوردون ليبر» - هي الأخرى الانسحاب من منصّة «إكس»، ملخصّة الدوافع في بيان وزع على وسائل الإعلام، جاء فيه أن «غياب الإشراف والمراقبة، وتحديد عدد المنشورات التابعة لحسابات وسائل الإعلام، وإبدال سياسة التوثيق القديمة بواسطة أخرى مدفوعة الثمن، كانت العوامل وراء هذا القرار».

أيضاً الموقع الإخباري المهتم بشؤون البيئة «فير» - أي «أخضر» - انسحب بدوره من «إكس»، تاركاً وراءه عشرين ألف متابع لدوافع وصفها بـ«الأخلاقية»، قائلا إن مضامين المنصّة تتعارض مع قيمه التحريرية. وشرحت جولييت كيف، مديرة الموقع الإخباري، أنه لن يكون لهذا القرار تأثير كبير بما أن الحضور الأهم الذي يسجّله الموقع ليس في «إكس»، وإنما في منصّة «إنستغرام»، حيث لديه فيها أكثر من 200 ألف متابع. ولكن قبل كل هؤلاء، كان قرار انسحاب برنامج «لوكوتيديان» الإخباري الناجح احتجاجاً على التغييرات التي أحدثها إيلون ماسك منذ امتلاكه «إكس» قد أطلق ردود فعل كثيرة وقويّة، لا سيما أن حساب البرنامج كان يجمع أكثر من 900 ألف متابع.

سالومي ساكي

... الفريق المتريّث

في المقابل، وسائل إعلام فرنسية أخرى فضّلت التريّث قبل اتخاذ قرار الانسحاب، وفي خطوة أولى اختارت فتح باب النقاش لدراسة الموضوع بكل حيثياته. وبالفعل، عقدت صحيفة «ليبيراسيون»، ذات التوجّه اليساري، جلسة «تشاور» جمعت الإدارة بالصحافيين والعمال يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للبحث في مسألة «البقاء مع منصّة (إكس) أو الانسحاب منها؟». وفي هذا الإطار، قال دون ألفون، مدير الصحيفة، في موضوع نشر بصحيفة «لوموند»، ما يلي: «نحن ما زلنا في مرحلة التشاور والنقاش، لكننا حدّدنا لأنفسنا تاريخ 20 يناير (كانون الثاني) (وهو اليوم الذي يصادف تنصيب دونالد ترمب رئيساً للمرة الثانية) لاتخاذ قرار نهائي».

الوضع ذاته ينطبق على الأسبوعية «لاكروا» التي أعلنت في بيان أن الإدارة والصحافيين بصّدد التشاور بشأن الانسحاب أو البقاء، وكذلك «لوموند» التي ذكرت أنها «تدرس» الموضوع، مع الإشارة إلى أن صحافييها كانوا قد احتفظوا بحضور أدنى في المنصّة على الرغم من عدد كبير من المتابعين يصل إلى 11 مليوناً.

من جانب آخر، إذا كان القرار صعب الاتخاذ بالنسبة لوسائل الإعلام لاعتبارات إعلانية واقتصادية، فإن بعض الصحافيين بنوا المسألة من دون أي انتظار، فقد قررت سالومي ساكي، الصحافية المعروفة بتوجهاتها اليسارية والتي تعمل في موقع «بلاست» الإخباري، إغلاق حسابها على «إكس»، ونشرت آخر تغريدة لها يوم 19 نوفمبر الماضي. وفي التغريدة دعت ساكي متابعيها - يصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف - إلى اللّحاق بها في منصّة أخرى هي «بلو سكاي»، من دون أن تنسى القول إنها انسحبت من «إكس» بسبب إيلون ماسك وتسييره «الكارثي» للمنّصة.

وفي الاتجاه عينه، قال غيوم إرنر، الإعلامي والمنتج في إذاعة «فرنس كولتو»، بعدما انسحب إنه يفضل «تناول طبق مليء بالعقارب على العودة إلى (إكس)». ثم ذهب أبعد من ذلك ليضيف أنه «لا ينبغي علينا ترك (إكس) فحسب، بل يجب أن نطالب المنصّة بتعويضات بسبب مسؤوليتها في انتشار الأخبار الكاذبة والنظريات التآمرية وتدّني مستوى النقاش البنّاء».

«لوفيغارو»... باقية

هذا، وبين الذين قرّروا الانسحاب وأولئك الذين يفكّرون به جدياً، يوجد رأي ثالث لوسائل الإعلام التي تتذرّع بأنها تريد أن تحافظ على حضورها في المنصّة «لإسماع صوتها» على غرار صحيفة «لوفيغارو» اليمينية. مارك فويي، مدير الصحيفة اليمينية التوجه، صرح بأنها لن تغيّر شيئاً في تعاملها مع «إكس»، فهي ستبقى لتحارب «الأخبار الكاذبة»، وتطالب بتطبيق المراقبة والإشراف بحزم وانتظام.

ولقد تبنّت مواقف مشابهة لـ«لوفيغارو» كل من صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية، ويومية «لوباريزيان»، وقناة «تي إف1» و«إم 6»، والقنوات الإخبارية الكبرى مثل «بي إف إم تي في»، و«سي نيوز». وفي حين تتّفق كل المؤسّسات المذكورة على أن المنّصة «أصبحت عبارة عن فضاء سام»، فهي تعترف في الوقت نفسه باستحالة الاستغناء عنها، لأن السؤال الأهم ليس ترك «إكس»، بل أين البديل؟ وهنا أقرّ الصحافي المعروف نيكولا دوموران، خلال حوار على أمواج إذاعة «فرنس إنتير»، بأنه جرّب الاستعاضة عن «إكس» بواسطة «بلو سكاي»، لكنه وجد الأجواء مملة وكان النقاش ضعيفا، الأمر الذي جعله يعود إلى «إكس»، حيث «الأحداث أكثر سخونة» حسب رأيه.

أما الصحافي المخضرم جان ميشال أباتي، فعلى الرغم من انتقاده الشديد للمنصّة وانسحاب برنامج «لوكوتيديان» - الذي يشارك فيه - من «إكس» - فإنه لم يفكر في إغلاق حسابه لكونه الإعلامي الفرنسي الأكثر متابعة؛ إذ يسجل حسابه أكثر من 600 ألف متابع.

في هذه الأثناء، وصفت كارين فوتو، رئيسة موقع «ميديا بارت» الإخباري المستقّل الوضع «بالفخ الذي انغلق على وسائل الإعلام»، حيث «إما البقاء وتعزيز أدوات الدعاية لليمين المتطرّف وإما الانسحاب والتخلّي عن مواجهة النقاش». وللعلم، من الملاحظ أن المنصّة غدت حاجة شبه ماسة لأصحاب القرار والساسة، حيث إن بعضهم يتوجه إليها قبل أن يفكّر في عقد مؤتمر صحافي، وهذا ما حدا بالباحث دومينيك بوليي، من معهد «سيانس بو» للعلوم السياسية، إلى القول في حوار لصحيفة «لوتان» إن منصّة «إكس» بمثابة «الشّر الذي لا بد منه»، إذ تبقى المفضّلة لدى رجال السياسة للإعلان عن القرارات المهمة، وللصحافيين لتداولها والتعليق عليها، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي جو بايدن اختار «إكس» للإعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي الأخير.