خرافات بثوب علمي... خلطات ووصفات خطيرة تخدع المرضى

أحدثها يسمى «خلطة هتلر»... و300 إيراني توفوا بعد شرب كحول لعلاج «كورونا»

الحقنة المركبة قد تؤدي إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية وتوقف فى عضلة القلب ثم الوفاة (أرشيفية-رويترز)
الحقنة المركبة قد تؤدي إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية وتوقف فى عضلة القلب ثم الوفاة (أرشيفية-رويترز)
TT

خرافات بثوب علمي... خلطات ووصفات خطيرة تخدع المرضى

الحقنة المركبة قد تؤدي إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية وتوقف فى عضلة القلب ثم الوفاة (أرشيفية-رويترز)
الحقنة المركبة قد تؤدي إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية وتوقف فى عضلة القلب ثم الوفاة (أرشيفية-رويترز)

يقول الفيلسوف آدم سميث في تعريفه لـ«العلم» بأنه هو «الدواء لسموم الخرافات»، ولكن هناك في المقابل نوع من «العلم الزائف»، وصفه المؤلف الآيرلندي الشهير جورج برنارد شو، بأنه «أخطر من الجهل».
وإذا كان من السهل وصف وتحديد الخرافة، فإن خطورة «العلم الزائف» في أنه يضع ثوب العلم على الخرافة، حتى يستطيع خداع ليس فقط البسطاء، ولكن أيضاً قطاعات ليست بالبسيطة من المتعلمين، وهو ما حدث مع أحدث خرافات هذا النوع في مصر، والمسماة بـ«حقنة هتلر».
ويتم بيع تلك الحقنة في بعض الصيدليات المصرية، وهي عبارة عن «مضاد حيوي، وكورتيزون ومسكن»، تم خلطهم في حقنة واحدة، وبعد الحصول عليها يشعر المريض بأنه أصبح بصحة جيدة، وفور أن يعاوده التعب يتم اللجوء إلى الصيدلي للحصول على نفس الحقنة مجددا.
وخطورة هذه الحقنة أن بعض المرضى قد لا يستطيعون تحملها، وقد تؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف في عضلة القلب ثم الوفاة، كما أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، الدكتور حسام عبد الغفار، أمس (السبت)، خلال مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التلفزيونية.
https://www.youtube.com/watch?v=MAgDRhKGkqM
وهذه الحقنة التي يتم تركيبها في الصيدليات، هي الأحدث في سلسلة «العلم الزائف»، الذي يعاني منه كثير من دول العالم العربي وأفريقيا وبعض الدول الآسيوية، والتي تصرف فيها الأدوية بدون وصفة طبية، بما يفسح المجال لمثل هذه الخرافات التي ترتدي ثوب العلم.
ومن الخرافات الأخرى التي رصدها موقع «ميدسين نت» الهندي فيما يتعلق ببعض الأدوية التي تستخدم معا مثل حقنة هتلر، اتجاه بعض الأطباء إلى وصف «الفياغرا» مع الأدوية التي تحتوي على النترات، بزعم أن ذلك يعطي مزيدا من القوة الجنسية، لأن كلا الدواءين موسع للأوعية الدموية.
ولكن ما تؤكد عليه جابين بيجوم الحاصلة على دكتوراه في الطب من كلية ديكان للعلوم الطبية في حيدر آباد بالهند، في التقرير الذي نشره الموقع في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أن استخدامهما معاً يمكن أن تكون له تأثيرات خافضة للضغط، وإذا انخفض ضغط الدم عن المعدل الطبيعي، فقد تشعر بالإغماء أو عدم وضوح الرؤية والجفاف والغثيان والدوار وقلة التركيز.
وبالإضافة لهذا المثال، أشارت بيجوم إلى كثير من «العلم الزائف» في إطار الخلطات الدوائية، ومنها مثلا وصف الكحول مع المواد الأفيونية لتخفيف الألم، وتكمن خطورة مزجهما في أنهما معا يعملان على إبطاء جهازك العصبي، وإذا تناولت جرعة زائدة من كليهما معا، فقد يؤدي ذلك إلى إبطاء أداء الجسم كثيرا، وبعض الأعراض الشائعة لهذا المزيج هي فقدان الوعي، ومعدل التنفس البطيء للغاية، والغيبوبة، والموت في النهاية.
ومن الخلطات الخطيرة أيضاً، هي «البنزوديازيبينات» مع المواد الأفيونية، وتستخدم الأولى كأدوية تعطى لمجموعة واسعة من الأمراض، مثل الغثيان والقيء والاكتئاب ونوبات الهلع وآلام العضلات، وفي حين أنها تعمل بمفردها بشكل رائع، إلا أنها لا تختلط جيدا مع المواد الأفيونية.
وتقول بيجوم: «كلا العقارين مهدئ بطبيعته، مما يعني أنهما سيجعلان من يحصل عليهما يشعر بالنعاس الشديد، وعند تناول جرعات كبيرة، يمكن لهذه الأدوية إبطاء أو حتى إيقاف المراكز الرئيسية للدماغ، وكثير من الوفيات المرتبطة بالبنزوديازيبين ترجع إلى مشاركته مع المواد الأفيونية».

خلطات الأعشاب
ولا يقل خطورة عن هذا الشكل من «العلم الزائف»، نوع آخر يروج له بعض الأطباء وهو تركيبات الأعشاب، التي قد تؤدي إلى مضاعفات مختلفة في الكلى، والموت على المدى الطويل.
ويتم تحضير هذه الخلطات من خليط من جذور النباتات ولحائها وأوراقها، والتي يتم نقعها في الماء أو في الكحول في بعض الدول.
وتقدر «منظمة الصحة العالمية» أن حوالي 80 في المائة من السكان في البلدان النامية لا يزالون يعتمدون على تركيبات الأعشاب لتلبية احتياجاتهم من الرعاية الصحية الأولية.
ويقول الدكتور جون أوكوه، وهو طبيب نيجيري شهير ومؤسس لأحد المراكز الشهير لغسيل الكلى في تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» في 19 مارس (آذار) 2019، أن خطورة تركيب الأعشاب هي أنه لا يمكن للمرء التأكد من أنه تناول جرعة زائدة أو منتهية الصلاحية، وهو ما يمكن أن يؤثر على الوظائف المتعددة للكلى والكبد، والتي تعتبر ضرورية لعمل الجسم، كما يمكن أن يؤدي إلى تسمم الدم، ومشاكل في الجهاز الهضمي، والتقيؤ، والإسهال، وفقر الدم، وحتى الموت.
ومع ذلك، لا يستبعد الدكتور أوكوه فاعلية هذه الأعشاب، ولكن يجدر التأكيد على أنه إذا تم تناولها، فيجب أن يتم ذلك بعد البحث العلمي الشامل والموافقة عليها، كما يجب أن يتم تقديمها للمريض في عبوة دوائية تتضمن الجرعة المناسبة وتاريخ الصلاحية.

العلم الزائف و«كورونا»
ومن أخطر أنواع العلم الزائف في مجال الأدوية، هو ذلك الذي يتم تقديمه في دراسات علمية يتم تنفيذها بغرض إثبات حقائق مغايرة للواقع من أجل الترويج لدواء ما، وهو ما حدث كثيرا خلال جائحة «كورونا» الحالية.
وروج مناهضو لقاحات «كورونا» لدواء «الإيفرمكتين» كحصن أمان لمن يصاب بالفيروس، معتمدين على دراسات تم تنفيذها لإثبات فاعليته، وثبت أن أغلبها لم يلتزم الباحثون فيها بالمعايير العلمية، بل إن بعضهم تعمد الخداع بشكل واضح.
وتشكلت مجموعة من العلماء لهم تاريخ في اكتشاف العلوم المزيفة لمراجعة الدراسات التي أجريت على هذا الدواء، وذلك بعد أن اكتشف طالب الطب الحيوي جاك لورانس مشاكل في دراسة خرجت من مصر، كانت تتضمن الكثير من العيوب، أخطرها استخدام مرضى تبين أنهم ماتوا قبل بدء التجربة السريرية، لإثبات فاعلية الدواء مقارنة بالأدوية الأخرى.
ويقول تقرير نشره موقع «بي بي سي» في 6 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، إن العيوب كانت متنوعة في إجمالي 26 دراسة تم فحصها، وكان من أبرز تلك العيوب التي رصدت في خمس دراسات، وجود دليل على أن البيانات ربما تكون مزيفة.
ويقول الدكتور كايل شيلدريك، الطبيب والباحث بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، وأحد أعضاء المجموعة التي تحقق في الدراسات: «تم العثور على دراسة حديثة في لبنان تحتوي على مجموعات من تفاصيل 11 مريضاً تم نسخها ولصقها مراراً وتكراراً، مما يشير إلى أن العديد من المرضى الواضحين في التجربة لم يكونوا موجودين بالفعل».
ومن العلم الزائف أيضاً في جائحة «كورونا»، ما أشاعه رئيس قسم التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية في مصر مجدي نزيه، خلال لقاء تلفزيوني من أن «أكلة مصرية قديمة اسمها الشلولو من أكفأ مقومات المناعة والمضادات لفيروس كورونا».
وقال خلال استضافته في برنامج «باب الخلق» الذي كان يذاع على قناة «النهار» الفضائية المصرية، بأن «الشلولو تتكون من الملوخية الناشفة والماء المثلج والبصل والثوم والليمون والملح».
https://www.youtube.com/watch?v=_KW1xLRPHRg
وكانت إيران هي الأخرى ضحية لخرافة ارتدت ثوب العلم، وهي أن شرب الكحول الصناعي يمكن أن يؤدي إلى التعافي من «كورونا»، وهذا النوع يسمى بـ«الخمر المغشوش»، وهو كحول عديم اللون، قابل للمزج مع المياه لكنه أخف منها، وقابل للاشتعال، وتسبب هذا الاعتقاد بحسب وسائل إعلام إيرانية، في وفاة أكثر من 300 شخص.
وحذرت «منظمة الصحة العالمية»، بعد انتشار هذه الخرافة، من أن شرب الكحوليات لا يقي من الإصابة بفيروس «كورونا»، مشيرة إلى أن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية «يمكن أن يكون ضاراً بالصحة، حتى أنه يضر بنظام المناعة في الجسم»، وفقاً لبيان للمنظمة صدر في 16 أبريل (نيسان) من عام 2020.
https://twitter.com/WHOWPRO/status/1402407056225673218?s=20&t=891jablHumvVAYoE_vqF4A

حلول للمواجهة
وإذا كان النوع الأخير من العلم الزائف لا تتم مواجهته إلا بمزيد من التدقيق في الدوريات العلمية التي تنشر الأبحاث العلمية التي قد تعطي مصداقية لأشياء غير حقيقية، فإن الأنواع الأخرى تحتاج إلى مزيد من الرقابة لمضان عدم صرف الأدوية من الصيدليات بدون وصفة طبية، وتشديد العقوبة على المخالفين، مع مزيد من التوعية للمرضى، كما يطالب محمد علي عز العرب، مستشار المركز المصري للحق في الدواء لـ«الشرق الأوسط».
ويقول عز العرب: «المشكلة أعمق من خلطات دوائية يتم تقديمها بدون وصفة طبية، فالأمور الأبسط من ذلك قد لا تقل خطورة بل تزيد».
ويضيف: «على سبيل المثال، هناك أكثر من سبب للصداع، قد يكون منها حدوث نزيف بالمخ، فعندما أعطي للمريض مسكنا لمجرد أنه جاء للصيدلية شاكيا من الصداع، فأنا بذلك أخرته عن معالجة سبب المشكلة، ونفس الأمر يحدث في أعراض أخرى، مثل القيء، والذي قد يكون من أسباب حدوثه ذبحة صدرية».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
TT

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية وتاريخها الممتد في عمق الحضارة المصرية.

واستهدفت الفعالية التي نُظمت، الأحد، بالتعاون بين مؤسسة «دروسوس» وجمعية «نهضة المحروسة» تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الإبداع في مجالات التراث والفنون والحِرف اليدوية، في الاحتفاظ بسمات حضارية قديمة، كما تستهدف تعزيز دور الصناعات الإبداعية باعتبارها رافداً أساسياً للتنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك إبراز أهمية الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.

وأكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن «هذه الفعالية تعزز روح التعاون والرؤية المشتركة وتشجيع التبادل الثقافي»، لافتاً في كلمة خلال الاحتفالية إلى أن «المتحف المصري الكبير ليس متحفاً تقليدياً، وإنما هو مُجمع ثقافي يحتفي بالتاريخ والثقافة المصرية ويشجِّع على الإبداع والابتكار الذي يرتكز على الماضي لينطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً».

الحِرف اليدوية تحمل طابعاً تراثياً (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح غنيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف عبارة عن منارة ثقافية هدفها ليس فقط عرض الآثار، لكن أيضاً عرض التراث المصري سواء المادي أو غير المادي، وربطها بالحضارة المصرية القديمة وعبر عصور مختلفة وصولاً إلى العصر الحديث».

وتضمنت الفعالية جولة بالمتحف تمت خلالها زيارة البهو، حيث تمثال الملك رمسيس، والدَّرَج العظيم، وقاعات العرض الرئيسة، وكذلك المعرض الخاص بالفعالية، كما اختتمت فرقة «فابريكا» الفعالية، حيث قدَّمَت أوبريت «الليلة الكبيرة»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

ويضيف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أن «الجمعيات الأهلية أو الجهات المتخصصة والمعنية بالتراث نحاول أن نعرضها في المتحف بشكل لائق ومشجع لمن يقومون على هذه الحِرف والفنون».

جانب من فعالية «تأثير الإبداع» للفنون التراثية والحِرف اليدوية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار إلى أن الفعالية تضمنت عرض مجموعات من الخزف وكذلك فنون على الأقمشة والأعمال الخاصة بالخشب وأعمال متنوعة في المجالات كافة.

ويعدّ المتحف المصري الكبير من أهم المتاحف المصرية المنتظر افتتاحها، ووصفه رئيس الوزراء المصري في تصريحات سابقة بأنه سيكون «هدية مصر للعالم»، ويقع المتحف على مساحة 117 فداناً، ضمن مشهد مفتوح على منطقة الأهرامات الثلاثة، وتُعوّل مصر عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، ومن المنتظر أن يشهد عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة لدى افتتاحه الرسمي بشكل كامل.

وتضمنت الفعالية التي شهدها المتحف رحلة عبر الزمن اصطحبتهم من الماضي حيث الحضارة الخالدة، مروراً بالحاضر ورموزه الفنية، نحو صورة لمستقبل أكثر ابتكاراً وإبداعاً.

وتعدّ فعالية «تأثير الإبداع» إحدى الفعاليات المتنوعة التي يستضيفها المتحف المصري الكبير في إطار التشغيل التجريبي الذي يشهده ويتيح لزائريه زيارة منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم والبهو الزجاجي، والمنطقة التجارية، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسة التي تم افتتاحها جزئياً.