دراسة كبرى: لقاحات «كورونا» قد تسبب تغيرات ملحوظة في الدورة الشهرية

سيدة تتلقى لقاح «كورونا» في نيجيريا (أ.ب)
سيدة تتلقى لقاح «كورونا» في نيجيريا (أ.ب)
TT
20

دراسة كبرى: لقاحات «كورونا» قد تسبب تغيرات ملحوظة في الدورة الشهرية

سيدة تتلقى لقاح «كورونا» في نيجيريا (أ.ب)
سيدة تتلقى لقاح «كورونا» في نيجيريا (أ.ب)

توصلت دراسة جديدة إلى أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا قد تتسبب في تغيرات ملحوظة في الدورة الشهرية للنساء، حيث إنها تزيد من فرص حدوث نزيف حاد وغير عادي.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن التي تسلط الضوء على الآثار الجانبية للقاحات «كورونا» على دورات الحيض.
وقام الباحثون التابعون لكلية الطب بكل من جامعة إلينوي وجامعة واشنطن، بإجراء استطلاع عبر الإنترنت في أبريل (نيسان) 2021، شاركت فيه 39 ألف سيدة من جميع أنحاء العالم، تتراوح أعمارهن بين 18 و80 عاماً.
وتم سؤال المشاركات عن مدى انتظام دورتهن الشهرية قبل وبعد تلقي لقاح «كورونا»، وعن اسم اللقاح الذي قمن بتلقيه.
وعلى حد علم الباحثين، لم تعانِ أيٌّ من المشاركات من فيروس كورونا قبل التطعيم.
وأظهرت الدراسة، التي نشرت في مجلة «Science Advances»»، أن 42 في المائة من السيدات اللواتي كانت لديهن دورات شهرية عادية ومنتظمة قبل اللقاح عانين من نزيف حاد بعد تلقيه، بينما أبلغت 44 في المائة منهن عن عدم حدوث أي تغيير، وأفادت 14 في المائة من المشاركات بأن الدورة الشهرية أصبحت أخف بعد التطعيم.

وأشار الباحثون إلى أن الأمر اللافت للانتباه هو أن بعض المشاركات في الدراسة كن يتناولن موانع الحمل طويلة المفعول، وبعضهن كن في سن اليأس، ما يعني أن الدورة الشهرية لديهن كانت من المفترض أن تكون منقطعة، إلا أن نسبة كبيرة منهن عانين من نزيف بعد إحدى جرعات اللقاح أو كلتيهما.
فوفقاً للنتائج، عانت 71 في المائة من النساء اللواتي تناولن موانع الحمل من هذا النزيف مقابل 66 في المائة من النساء في سن اليأس.
وقالت كاثرين لي، عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية في كلية الطب بجامعة واشنطن، والمؤلفة الرئيسية للدراسة، «أعتقد أنه من المهم أن يعرف الناس أن هذا يمكن أن يحدث، لئلا يصابوا بالصدمة بعد ذلك».
ولفتت لي إلى أن دراستها وجدت أيضاً أن بعض الخصائص الديموغرافية قد تكون أكثر تأثيراً على شدة الدورة الشهرية والتغيرات الخاصة بها.
وأوضحت قائلة إن المشاركات اللواتي استخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية، أو تم تشخيصهن بمشكلة إنجابية مثل مرض بطانة الرحم المهاجرة، أو الأورام الليفية، أو متلازمة المبيض متعدد التكيسات، كن أكثر عرضة للإصابة بنزيف أكثر غزارة خلال دوراتهن الشهرية.
كما لفتت إلى أن النساء اللواتي عانين من آثار جانبية أخرى للقاحات، مثل الحمى أو التعب، كانت لديهن أيضاً فرصة أكبر للمعاناة من تغيرات ملحوظة في الدورة الشهرية.
وأكدت لي أن هذه التغيرات لم يكن لها علاقة بنوع اللقاح الذي تلقته النساء، بل حدثت مع جميع أنواع اللقاحات.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.