بريطانيا للسفير الروسي: أنتم مسؤولون عن وفاة عامل الإغاثة

السفير الروسي أندريه كيلين
السفير الروسي أندريه كيلين
TT

بريطانيا للسفير الروسي: أنتم مسؤولون عن وفاة عامل الإغاثة

السفير الروسي أندريه كيلين
السفير الروسي أندريه كيلين

استدعت لندن، أمس (الجمعة)، السفير الروسي أندريه كيلين لديها للتعبير عن «القلق الشديد» إزاء تقارير عن وفاة بريطاني يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية. وحملت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، موسكو «المسؤولية الكاملة» عن وفاة بول يوري، بعد إعلان الانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا أن البريطاني الذي كانوا يعتقلونه توفي. وقالت تراس: «صدمت لسماع التقارير عن وفاة عامل الإغاثة البريطاني بول يوري أثناء احتجازه من وكلاء لروسيا في أوكرانيا»، مضيفة: «على روسيا أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك».
أعلن الانفصاليون الموالون لموسكو، الجمعة، وفاة يوري الذي اعتقلته القوات الموالية لروسيا في أوكرانيا. وقال ممثل عن «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد على موقع «تلغرام» إن يوري «توفي في العاشر من يوليو (تموز)»، مضيفاً أنه كان مصاباً بداء السكري. وتقول منظمات غير حكومية إن يوري كان يعمل في المجال الإنساني كمتطوع لتقديم المساعدات في أوكرانيا، بينما يشدد الانفصاليون المدعومون من موسكو على أنه كان جندياً «محترفاً». وألقي القبض على بول يوري في شرق أوكرانيا، ووجه إليه الانفصاليون في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتياً تهمة ارتكاب «أنشطة مرتزقة».
وأكدت منظمة خيرية بريطانية وفاة بول يوري (45 عاماً)، وقالت إنه كان يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية. ونفت أن تكون له أي خلفية عسكرية. وقالت شبكة بريسيديوم، وهي مؤسسة خيرية، إن يوري اعتُقل في جنوب شرق أوكرانيا في أواخر أبريل (نيسان) في أثناء محاولته مساعدة امرأة حصلت على إذن بالسفر إلى بريطانيا على مغادرة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. وتم توقيفه عند نقطة تفتيش، واحتجز ووجهت إليه تهمة «القيام بأنشطة مرتزقة» من قبل الانفصاليين في جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي كيان انفصالي لا يعترف به سوى روسيا وسوريا وكوريا الشمالية. وقالت شبكة بريسيديوم إن وزارة الخارجية البريطانية أبلغت أسرة يوري بوفاته.
وأفاد متحدث باسم الوزارة لـ«رويترز» بأنها «تسعى بشكل عاجل للحصول على توضيح من الحكومة الروسية بشأن وفاته في أوكرانيا». وقالت داريا موروزوفا، الحاصلة على منصب أمينة مظالم حقوق الإنسان في جمهورية دونيتسك الشعبية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن يوري كان يعاني من داء السكري ومشكلات في الجهاز التنفسي والكلى والقلب والأوعية الدموية. وكان يوري وبريطاني آخر يدعى ديلان هيلي قد اعتقلا عند نقطة تفتيش تسيطر عليها القوات الانفصالية في أواخر أبريل.
وقالت موروزوفا إن البريطاني شارك في معارك في أوكرانيا كما جنّد ودرب مرتزقة قبل اعتقاله. وكان يوري، المولود عام 1977، مصاباً بداء السكري من النوع الأول وبحاجة لجرعات إنسولين منتظمة، بحسب والدته ليندا يوري. وذكرت موروزوفا أن يوري كان يعاني من أمراض مزمنة وكان أيضاً يعاني من «كآبة نفسية». وقالت إنه «على الرغم من فداحة الجريمة المفترضة (المنسوبة إليه)، أُعطي بول يوري المساعدة الطبية المناسبة». وأضافت: «لكن مع الأخذ بعين الاعتبار تشخيص أمراضه والتوتر، مات في 10 يوليو».
واتهمت موروزوفا أيضاً اللجنة الدولية للصليب الأحمر برفض توفير الدواء الضروري ليوري. وبحسب شبكة بريزيديوم الإنسانية، كان يوري ناشطاً في المجال الإنساني عمل لثماني سنوات في أفغانستان. اعتقل الانفصاليون الموالون لروسيا عدداً من المواطنين الأجانب الذين اعتبروهم مرتزقة. ومن بينهم البريطانيان آيدن أسلين وشون بينر، اللذان حكمت عليهما السلطات الانفصالية في دونيتسك في يونيو (حزيران) بالإعدام. وعبرت بريطانيا عن الغضب إزاء عقوبة الإعدام الصادرة بحقهما.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.