منفذ «تفجير العنود» في العشرين من عمره.. وفخخ نفسه بمادة الـ«آر دي إكس»

اللواء التركي لـ {الشرق الأوسط}: الشمري كان ممنوعًا من السفر.. واثنان من أشقائه في مناطق الصراع

قائمة المطلوبين الـ16 ..... المفجر خالد عايد الشمري
قائمة المطلوبين الـ16 ..... المفجر خالد عايد الشمري
TT

منفذ «تفجير العنود» في العشرين من عمره.. وفخخ نفسه بمادة الـ«آر دي إكس»

قائمة المطلوبين الـ16 ..... المفجر خالد عايد الشمري
قائمة المطلوبين الـ16 ..... المفجر خالد عايد الشمري

أعلنت السلطات الأمنية السعودية، أمس، هوية الانتحاري الذي فجر نفسه بمادة الـ«RDX» خارج مسجد العنود في الدمام (شرق المملكة) متنكرا في زي نسائي، وهو خالد عايد الوهبي الشمري (20 عاما)، وذلك بعد منعه دخول المسجد من قبل المصلين. ونتج عن الحادثة استشهاد أربعة من المواطنين. وأحرزت التحقيقات في الحادثة تقدما ملموسا، وجرى القبض على العديد من الأطراف في مدن مختلفة بالسعودية، فيما أعلنت وزارة الداخلية قائمة جديدة تضم 16 مطلوبا أمنيا، على صلة بالحوادث الإرهابية في السعودية.
وقال اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الانتحاري كان محظورا من السفر، وإن المطلوبين على الأرجح موجودون في المملكة. وأوضح اللواء التركي أن التحقيقات القائمة بشأن إحباط محاولة تنفيذ جريمة إرهابية تستهدف المصلين داخل مسجد الحسين في حي العنود بمدينة الدمام أثناء أدائهم صلاة الجمعة، من قبل شخص كان متنكرا بزي نسائي أثار وضعه المريب انتباه رجال الأمن واستشعار مواطنين من المصلين لذلك، كشفت بعد إجراءات التثبت من هويته أنه يدعى خالد عايد محمد الوهبي الشمري (سعودي الجنسية) من مواليد نوفمبر (تشرين الثاني) 1995.
وقال اللواء التركي إن نتائج المعمل الجنائي أكدت، من خلال فحص عينات من بقايا جثة الإرهابي وموقع الحادث، أن المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع «آر دي إكس»، كما اتضح كذلك من إجراءات الثبت من هويات ضحايا الحادث الإرهابي، وهم عبد الجليل جمعة طاهر الأربش، وشقيقه محمد، وهادي سلمان عيسى الهاشم، ومحمد حسن علي العيسى.
وأشار المتحدث الأمني في وزارة الداخلية إلى أن الشهداء الأربعة الذين استشعروا تحركات الانتحاري، ومنعوه من دخول المسجد لتنفيذ عمليته الإرهابية، ضربوا بعملهم الشجاع وتضحيتهم بأرواحهم ودمائهم الطاهرة أصدق مثال على أن المواطن هو رجل الأمن الأول، مبينا أن التحقيقات في هذه الحوادث الإرهابية أحرزت تقدما ملموسا، وجرى ضبط العديد من الأطراف ذوي العلاقة بتلك الحوادث.
ولفت اللواء التركي إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر توجيها بمعاملة الشهداء الأربعة معاملة شهداء الواجب، ومنحهم نوط الشجاعة، تقديرا من الدولة لتضحيتهم. وأكد المتحدث الأمني في وزارة الداخلية أن الجهات الأمنية ستواصل جهودها في ملاحقة وتعقب كل من له صلة بهذا العمل الإجرامي ممن سلموا عقولهم لشعارات وإملاءات جهات لا تريد الخير بالوطن والمواطنين وتسعى إلى نقض عرى الأخوة والقربى التي سادت مجتمعنا منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز. وأضاف أن «ما أظهره المجتمع السعودي بكل فئاته وتوحد صفه تجاه هذا الإرهاب المقيت هو خير رد على أدوات الفتنة ومن يقف وراءها».
وأعلن اللواء التركي، في بيان مختلف، أنه من خلال متابعة الجهات المختصة وتقصيها مخططات هذه الفئة الضالة الموجهة للنيل من أمن هذه البلاد وأمن مواطنيها والمقيمين، تمكنت من الحصول على معلومات مهمة عن أطراف لها ارتباطات متفاوتة بتلك العناصر وبتلك الأحداث الإجرامية التي استهدفت رجل أمن الرياض، وتفجير المصلين داخل مسجد القديح بالقطيف، وإحباط العمل الإرهابي الذي كان يستهدف المصلين بمسجد الحسين في حي العنود بالدمام، وإقدام الجاني على تفجير نفسه في المواقف الأمامية للمسجد.
وأكد المتحدث الأمني في وزارة الداخلية أن المصلحة تستدعي مثول 16 سعوديا بصفة عاجلة أمام الجهات الأمنية لإثبات حقيقة كل منهم، خصوصا أنه سبق إشعار ذويهم باعتبار أنهم مطلوبون للجهات الأمنية، فيما ترغب وزارة الداخلية في التحذير من أن التعامل مع هؤلاء المطلوبين سيجعل من صاحبه عرضة للمحاسبة. ويعد هذا الإعلان فرصة سانحة لأولئك الذين استغلوا من قبل هؤلاء المطلوبين خلال الفترة الماضية في تقديم خدمات لهم للتقدم للجهات الأمنية لإيضاح مواقفهم تفاديا لأي مسألة نظامية قد تترتب عليها مسؤوليات جنائية وأمنية، وتوجيه الاتهام بالمشاركة في الأعمال الإرهابية.
وقال اللواء التركي إن وزارة الداخلية تنشر أسماء وصور المطلوبين، وهم: إبراهيم يوسف إبراهيم الوزان، وأحمد سالم أحمد الحليف الغامدي، وبسام منصور حمد اليحيى، وحسن فرج محمد القرقاح القحطاني، وحسن حميد حسن الويباري الشمري، وسعيد فلاح عايض آل رشيد، وسلطان عبد العزيز علي الحسيني الشهري، وسويلم الهادي سويلم القعيقعي الرويلي، وعبد الرحمن محمد علي البكري الشهري، وعبد الرحيم عبد الله عمر المطلق، وعبد الهادي معيض عبد الهادي المسردي القحطاني، وفيصل محمد سعيد الحميد الزهراني، ومحسن محمد محسن العصيمي العتيبي، ومحمد سليمان رحيان الصقري العنزي، ومحمد عوض سعيد الفهمي الزهراني، وهشام فهد محمد الخضير.
وأكد المتحدث الأمني أن وزارة الداخلية تدعو كل من تتوافر لديه معلومات عن أي منهم للمسارعة في الإبلاغ عنهم على الرقم 990 أو أقرب جهة أمنية، علما بأنه يسري في حق من يبلغ عن أي منهم المكافآت المقررة بالأمر السامي الكريم 46142/8، القاضي بمنح مكافأة مالية مقدارها مليون ريال سعودي (266.666 دولارا) لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين، وتزاد هذه المكافأة إلى خمسة ملايين ريال سعودي (1.3 مليون دولار)، في حال القبض على أكثر من مطلوب، كما ترتفع إلى سبعة ملايين ريال سعودي (1.8 مليون دولار) في حال إحباط عملية إرهابية.
وأوضح اللواء التركي، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن الانتحاري خالد عايد الشمري، الذي تصدى له المصلون ومنعوه من دخول المسجد، وفجر نفسه في مواقف السيارات، لم يكن متورطا في أي قضايا أمنية سابقة، وأن اثنين من أشقائه غادرا إلى مناطق الصراعات بعد استدراجهما، حيث جرى منعه من السفر احترازا لدرء تورطه في مناطق الصراع مع التنظيمات المتطرفة، وذلك بعد توافر معلومات أولية بأنه كان ضمن الأشخاص الذين ينوون السفر إلى تلك المناطق.
وقال المتحدث الأمني في وزارة الداخلية إن التحقيقات الأمنية ما زالت جارية للتثبت من علاقة الخلية التي خططت لمحاولة استهداف المصلين بمسجد الدمام، بالخلية التي استهدفت المصلين في مسجد القديح، مؤكدا أن التنظيمات الإرهابية تستدرج صغار السن، نتيجة ضعف المعلومات الشرعية التي يمتلكونها، وبالتالي يصبحون أدوات لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية.
وأشار اللواء التركي إلى أن المطلوبين الذين جرى الإعلان عنهم كانوا متوارين عن الأنظار، وبالتالي تصبح الشبهة عليهم أكثر، لا سيما أنه جرى إبلاغ ذويهم بذلك، مؤكدا أن أغلب المطلوبين على الأرجح موجودون داخل المملكة. وأضاف «هناك بعض المطلوبين لم يثبت وجودهم داخل المملكة، وربما قد تسللوا إلى مناطق الصراع».



في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
TT

في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم (الأحد)، أعمال «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بمناسبة مرور 30 عاماً على «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، وسط حضور واسع من عدد من المسؤولين المعنيّين والأطباء والمهتمّين بالمجال.

وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، افتتح الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، الحفل، الذي يوافق اليوم الدولي للتوائم الملتصقة، مشيراً خلال كلمة ألقاها نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، إلى أن عمليات التوائم الملتصقة تعدّ تحديات معقدة بما في ذلك ندرتها، حيث يقدّر معدل حدوثها بنحو 1 لكل 50 ألف ولادة، مما يتطلب تكريس الجهود العلمية والطبية لتجاوز تلك التحديات وتكثيف المساعي الإقليمية والدولية بما يكفل تذليل الصعاب في هذا المجال.

ولفت إلى أن بلاده أولت اهتماماً منذ أكثر من 3 عقود بحالات التوائم الملتصقة، إيماناً بأهمية تمكينهم بحقوقهم في التمتّع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية، مضيفاً أن ذلك أنتج تقديم نموذج متميز في الرعاية الطبية جسّده البرنامج، وتمثّل في رعاية 143 حالة من 26 دولة وإجراء 61 عميلة فصل ناجحة، مما جعله واحداً من أكبر البرامج الطبية الإنسانية المتخصّصة على مستوى العالم.

وأكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين أن «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة» هو الوحيد المتخصص عالمياً في فصل التوائم الملتصقة، وانطلاقاً من تجربة السعودية الناجحة في عمليات فصل التوائم الملتصقة ودورها، وإيماناً منها بأهمية الاهتمام بهذه الفئة، بادرت المملكة بتقديم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يوماً دولّياً للتوائم الملتصقة، لتعزيز الوعي بحالات التوائم الملتصقة على جميع المستويات.

ودشّن الأمير فيصل بن بندر الموقع الإلكتروني لـ«البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، كما رعى عدداً من الاتفاقيات التي وقعها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» مع عدد من الجهات ذات العلاقة لدعم وتمكين أعمالها الإنسانية.

وشهد افتتاح المؤتمر تكريم عدد من الأطباء والشخصيات التي أسهمت في مسيرة عمليات فصل التوائم الملتصقة منذ عقود.

من جانبه، هنّأ تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، السعودية على قيادتها في تنظيم هذا المؤتمر المهم بمناسبة اليوم العالمي للتوائم الملتصقة، مؤكّداً أن المؤتمر يوفِّر فرصة لطرح «رؤى حاسمة من الابتكارات الجراحية إلى الاستراتيجيات طويلة المدى»، مما يشكل مبادرات نادرة في المجال، مشدّداً على دعم المنظمة الكامل للسعودية في هذا الإطار.

وأشاد أدهانوم بالدور الرائد للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، عادّاً أن ما يقدمه البرنامج يمثِّل تقدّماً مذهلاً في العلوم الطبية، ويظهر التزاماً بكرامة وحياة الأطفال المتأثرين وأسرهم، موجّهاً شكراً خاصاً للدكتور عبد الله الربيعة على الدور الذي يلعبه محلّياً وعالمياً في هذا النوع من الجراحات النادرة.

وكشف أدهانوم أن 8 ملايين من الأطفال يعانون من تشوّهات عند ولادتهم، و40 ألفاً يموتون خلال أول شهر من ولادتهم، وتستمر التحدّيات طوال فترة حياة أولئك الأفراد، مثمّناً دور السعودية في مجال التوائم الملتصقة وسجلّها في دعم العائلات وإنشاء منصّات لتوسيع نطاق تسجيل التوائم، مما يساعد الدول ذات المداخيل المتوسطة والقليلة في مواجهة هذه الحالات النادرة.

وأكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أن هذا التجمع يأتي احتفالاً بمناسبة مرور 3 عقود على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، منوّهاً بتوجيه القيادة السعودية بحضور التوائم الذين تم فصلهم في السعودية، «ليكونوا سفراء على تصدّر السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للعالم في هذا المجال الإنساني والطبي الدقيق».

وأضاف الربيعة أن البرنامج منذ بدايته عام 1990، رعى 143 حالة من 26 دولة، وجرى فصل 61 توأماً بنجاح، مع بقاء 7 حالات بانتظار قرار الفصل، وسلّط الضوء على أن البرنامج يعكس التوجه الاستثماري لبلاده في تطوير الكوادر الطبية والتعليم المتخصص، مع الاعتماد على التقنيات الحديثة، ونوّه بالدعم المستمر للقيادة السعودية التي أسهمت في تحقيق إنجازات عالمية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن كل الطلبات التي رفعت لمقام القيادة لإحضار الحالات من خارج السعودية قوبلت بالموافقة على الدوام إلى جانب الدعم بما في ذلك الدعم المالي.

وشدّد الربيعة على أن البرنامج سيواصل العطاء والتقدم في هذا المجال، مؤكداً الرسالة الإنسانية التي يحملها البرنامج بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق.

وكانت جلسات المؤتمر انطلقت اليوم (الأحد)، وتستمر حتى غد (الاثنين)، وأشار الدكتور عبد الله الربيعة خلال جلسة حوارية، إلى أن السعودية وضعت نظاماً صحيًّا رقميّاً عبر التقنية بهدف العناية بالتوائم الملتصقة، لافتاً إلى هناك أخلاقيات متعلقة بالتوائم الملتصقة وعمليات فصلهم، وشدّد على أنها لا بد أن تشمل عوائلهم.

وعن صعوبة الوصول إلى الحالات التي تحتاج للتدخل الجراحي في مناطق النزاع، كشف الربيعة عن رقم قياسي تمثّل في تنفيذ 40 عملية جراحية في يوم واحد للاجئين في مناطق بسوريا وتركيا عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».

ووفقاً للمسؤولين، سيتبادل المشاركون من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بعض التوائم الملتصقة الذين تم فصلهم في إطار البرنامج تجاربهم، لتعزيز التفاهم حول التحديات والفرص القائمة في هذا المجال، وتعزيز جبهة موحدة لمعالجة الصعوبات.