«إجازة الأضحى» تُنعش الإقبال على مسارح الدولة بمصر

تقدم عروضاً عدة منها «الحفيد» و«حلم جميل» و«عروستي»

زحام أمام منفذ بيع تذاكر مسرح البالون (وزارة الثقافة المصرية)
زحام أمام منفذ بيع تذاكر مسرح البالون (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«إجازة الأضحى» تُنعش الإقبال على مسارح الدولة بمصر

زحام أمام منفذ بيع تذاكر مسرح البالون (وزارة الثقافة المصرية)
زحام أمام منفذ بيع تذاكر مسرح البالون (وزارة الثقافة المصرية)

شهدت مسارح الدولة بمصر، إقبالاً جماهيرياً لافتاً خلال إجازة عيد الأضحى المبارك؛ حيث ازدحمت منافذ بيع التذاكر طوال أيام العيد، لترفع المسارح شعار «كامل العدد»، بعد تسجيلها حضوراً متوسطاً في الأسابيع الماضية.
وقدم البيت الفني للمسرح، الذي يتبعه عدد كبير من المسارح الحكومية المنتشرة في مناطق عدة بوسط القاهرة، 9 عروض بالقاهرة والإسكندرية، فبينما قدم المسرح القومي عرضه «الحفيد» بطولة لوسي، والمأخوذ عن رواية الأديب الكبير عبد الحميد جودة السحار ومن إخراج يوسف المنصور، قدمت فرقة المسرح الكوميدي عرض «حلم جميل» بطولة سامح حسين، وحنان عادل، ومن إخراج إسلام إمام على «المسرح العائم الكبير» بالمنيل.
وشاركت فرقة «مسرح الغد» بعرض «صانع البهجة» من إعداد وإخراج ناصر عبد المنعم على مسرح الغد بالعجوزة، أما فرقة مسرح الطليعة فقدمت عرضين هما «ليلة القتلة» من تأليف خوسيه تريانا وإخراج صبحي يوسف، بقاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة، و«الحب في زمن الكوليرا» عن رائعة غابريال ماركيز، كتابة منير بباوي ومن إخراج السعيد منسي بقاعة زكي طليمات بمسرح الطليعة.
وحرص البيت الفني للمسرح على تقديم عروض للأطفال، في مقدمتها عرض «عروستي» الذي قدمته فرقة مسرح القاهرة للعرائس، تأليف محمد بهجت وإخراج محمد نور على مسرح القاهرة للعرائس بالعتبة، بينما قدمت فرقة المسرح القومي للأطفال عرض «الجميلة والوحش» من تأليف ناصر محمود وإخراج محمود حسن، على مسرح «متروبول» بالعتبة.
وكان لعروض السيرك القومي، التابع للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، نصيب الأسد من الإقبال الجماهيري الواسع على عروض مسارح الدولة خلال إجازة الأضحى؛ حيث شهدت عروضه بالقاهرة والإسكندرية والدقهلية، إقبالاً كبيراً من الجمهور؛ حيث علق السيرك القومي بالعجوزة لافتة كامل العدد وكذلك سيرك جمصة بالدقهلية. وعلى مسرح البالون، تفاعل الحضور مع العرض المسرحي «سندباد» تأليف إسلام إمام وإخراج شادي الدالي، وبقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون، عرضت مسرحية «لحظة حب» بطولة بهاء ثروت ولمياء كرم، وعلى مسرح جمصة الصيفي أقيم عرض «أنا العريس» بطولة مصطفى درويش وعايدة غنيم.
واعتبرت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الإقبال الجماهيري على عروض مسارح الدولة خلال عيد الأضحى، دليلاً على ثقة الجمهور بالمنتج الثقافي الوطني، ومعبراً عن قدرة المجتمع على انتقاء المواد الفنية المميزة.
وأضافت، في بيان صحافي لها، أول من أمس، أن «الإبداع الجاد وسيلة فاعلة لبناء الإنسان وتطوير الوعي»، مشيرة إلى «نجاح خطوات تحقيق العدالة الثقافية بين جموع المصريين من خلال الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تنفذها الوزارة بأسعار رمزية في شتى ربوع مصر».
وتحظى مسرحية «حلم جميل» بطولة سامح حسين باهتمام لافت من الجمهور، ويلتزم صناع العمل الذي عالجه درامياً طارق رمضان وأخرجه إسلام إمام، بالرؤية الأساسية للعمل الأصلي التي تنطلق من عدة تساؤلات جوهرية يبدو أنها ستظل دون إجابات شافية على مر الزمان: هل السعادة لا تتحقق إلا بالمال؟ ولماذا نجد أثرياء يلتهمهم الاكتئاب رغم إمكاناتهم المادية الهائلة؟ وهل ممكن فعلاً أن يكون الحب بديلاً للأرصدة المصرفية؟ ولماذا نجد كثيراً من قصص العشق مهددة بالتحطم على صخرة الفقر والإمكانات الضعيفة؟
وينحاز العرض المسرحي للطابع الغنائي الموسيقي عبر توظيف الكثير من «المجاميع» في أداء حركي راقص يتخذ من حقبة الملكية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، لا سيما فترة الملك فاروق، إطاراً مرجعياً على مستوى الزمن.
وقدمت وزارة الثقافة المصرية برنامجاً حافلاً بموسم عيد الأضحى، شهد انطلاق المرحلة الثانية لمشروع «سينما الشعب» وعروضاً متنوعة بمختلف المواقع الثقافية ومسارح الدولة.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
TT

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطُر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل بالحقل.

ويقول بانايوتاروبولوس: «كل شيء أتعلمه مثير للاهتمام، ووجودي هنا أمر ينير العقل».

وفي تمام الساعة 7:45 مساءً، رن الجرس في فصل آخر، وها هو عالَم اليونان الكلاسيكي يستدعي الرجل المتقاعد الذي وضع حقيبته المدرسية وكتبه على مكتب خشبي صغير.

وببدلته الداكنة وحذائه اللامع، لا يبدو بانايوتاروبولوس أنيقاً فحسب في الغرفة التي تزين جدرانها رسومات الجرافيتي، بل هو أيضاً أكبر طالب يحضر في المدرسة الليلية الثانية في وسط أثينا.

فعلى الأقل نصف زملائه في الصف هم في عمر أحفاده، وقد مر ما يقرب من 70 عاماً منذ آخر مرة ذهب فيها الرجل الثمانيني إلى المدرسة.

ويقول التلميذ الكبير وهو يسترجع ذكريات طفولته في إحدى قرى بيلوبونيز: «تركت المدرسة في سن الثانية عشرة لمساعدة والدي في الحقل، لكن كان لدي دائماً في عقلي وروحي رغبة في العودة، وتلك الرغبة لم تتلاشَ قط».

وعندما بلغ الثمانين، أخبر التلميذ الحالي وصاحب المطعم السابق زوجته ماريا، وهي خياطة متقاعدة، بأنه أخيراً سيحقق رغبته، فبعد ما يقرب من 5 عقود من العمل طاهياً وفي إدارة مطعم وعمل شاق وحياة شاقة في العاصمة اليونانية، دخل من بوابات المدرسة الليلية الثانية في العام الماضي.

واليوم هو مُسجَّل في صف من المفترض أن يحضره المراهقون في سن الخامسة عشرة من عمرهم، وهي الفكرة التي جعله يبتسم قبل أن يضحك بشدة ويقول: «آه، لو عاد بي الزمن للخامسة عشرة مرة أخرى، كثيراً ما كان لديَّ هذا الحلم بأن أنهل من نبع المعرفة، لكنني لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أعيش الحلم بالفعل».