أكدت الرئاسة اللبنانية، أمس، أن الرئيس ميشال عون «ليس في وارد التخلي عن شراكته الدستورية الكاملة في تأليف الحكومة»، نافية أن يكون عون يسيء إلى مقام رئاسة مجلس الوزراء «لا في القول ولا الممارسة»، وذلك رداً على بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، أول من أمس.
وكان ميقاتي أعلن، أول من أمس، في بيان، أن مكتبه اتصل بالقصر الجمهوري لطلب موعد، فكان الجواب: «سنعود إليكم بعد قليل»، وهو ما لم يحصل حتى إصدار البيان، وتحدث عن «إساءات متكررة إلى مقام رئاسة مجلس الوزراء».
وأعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، في بيانه، أمس، أن موقف رئيس الجمهورية حيال مسألة تشكيل الحكومة ينطلق من أن الدستور «حدد صراحة الآلية الواجب اعتمادها في تشكيل الحكومات، لا سيما في الفقرة الخامسة من المادة 53، التي تنص على أن رئيس الجمهورية (يصدر بالاتفاق مع رئيس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة ومراسيم قبول استقالة الوزراء أو إقالتهم)، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية ليس في وارد التخلي عن شراكته الدستورية الكاملة في تأليف الحكومة، الأمر الذي يعني أنه لا يكفي أن يقدم الرئيس المكلف تشكيلة حكومية هي خلاصة اقتناع تولَّد لديه نتيجة المعطيات المتوافرة ومواقف الكتل والنواب والقيادات والشخصيات السياسية، بل إن لرئيس الجمهورية رأيَه وملاحظاته؛ فهو مسؤول تجاه قسمه الدستوري، وأمام الشعب، كما أن رئيس مجلس الوزراء مسؤول أمام مجلس النواب»، مشددة على أنه «ليس في الوارد لدى الرئيس عون التنازل عن هذه المسؤولية لأي سبب كان تماماً، كما ليس في حسابه قبول سياسة الفرض».
وأوضحت الرئاسة مسألة الموعد الذي طلبه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لزيارة قصر بعبدا، قائلة إن «الحقيقة أن رئيس الجمهورية لم يقفل يوماً باب القصر أمام أحد؛ فكيف أمام الرئيس المكلف؟! وحقيقة الأمر أن الرئيس كان ينتظر مقاربة جديدة من الرئيس المكلف في ضوء الملاحظات التي كان أبداها على التشكيلة المقترحة تحصيناً لها، في ضوء المهام المنتظرة من الحكومة العتيدة، في ظل التحديات والأوضاع الحساسة والخطيرة على أكثر من صعيد التي تعصف بالبلاد والعباد، والتي لا تحتمل تأبيد التصريف والرهانات الخاطئة».
وأشارت إلى أن رئيس الحكومة المكلف «اتصل بالرئيس عون قبل سفره وأفاده بأنه سيأتي لزيارته فور العودة».
وجاء في بيان الرئاسة اللبنانية أن «الاستناد إلى (محيطين) و(هامسين) و(معرقلين) و(مسيئين) لا يأتلف مع الواقع، لأن ما يريد الرئيس عون إعلانه إنما يقوله بوضوح وصراحة من دون مواربة، ويصدر عنه مباشرة أو عبر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية».
وفي المقابل، صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس نجيب ميقاتي تعقيب على بيان رئاسة الجمهورية، نورد الآتي: «إن دولة الرئيس يثمّن ما ورد في الفقرة الثالثة من البيان الرئاسي لجهة التنصّل مما يقوم به بعض اللصقاء برئيس الجمهورية من إساءات، وهذا أمر ليس خافياً على أحد، كما يثمن تأكيد فخامة الرئيس الحرص على عدم الإساءة إلى مقام رئاسة مجلس الوزراء.
وفي موضوع حق رئيس الجمهورية الدستوري، فإن دولة الرئيس أعلن أنه قدم تشكيلة حكومية تشكل خلاصة اتصالاته، وبدأ النقاش فيها مع فخامة الرئيس، وبالتالي فإن دولة الرئيس لم يقل يوماً إنه يريد أن يحجب عن رئيس الجمهورية الحق في إبداء رأيه وملاحظاته».
عون يؤكد رفضه التخلي عن المشاركة في تشكيل الحكومة
ميقاتي رداً على رئيس الجمهورية: لم أحجب عنه حقه في إبداء ملاحظته
عون يؤكد رفضه التخلي عن المشاركة في تشكيل الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة