«الإماراتية» ترفض طلب هيثرو: سنسيّر رحلاتنا كما هو مقرر

يواجه الركاب أوقات انتظار طويلة في مطار هيثرو وإلغاء حجوزات (رويترز)
يواجه الركاب أوقات انتظار طويلة في مطار هيثرو وإلغاء حجوزات (رويترز)
TT

«الإماراتية» ترفض طلب هيثرو: سنسيّر رحلاتنا كما هو مقرر

يواجه الركاب أوقات انتظار طويلة في مطار هيثرو وإلغاء حجوزات (رويترز)
يواجه الركاب أوقات انتظار طويلة في مطار هيثرو وإلغاء حجوزات (رويترز)

أثار قرار مطار هيثرو تقليص عدد المسافرين وطلبه من شركات الطيران التوقف عن بيع رحلات الصيف، استياء شركة طيران الإمارات، التي اتهمت طلب المطار بأنه خطوة «غير معقولة وغير مقبولة».
وصعّدت طيران الإمارات الخلاف قائلة إنها ترفض طلب المطار وهددت باتخاذ إجراءات قانونية، مشيرة إلى أنها تخطط لتسيير رحلاتها كما هو مقرر لها وفق جدول التشغيل، بحسب «رويترز».
وكان مطار هيثرو، وهو أكثر المطارات البريطانية ازدحاماً، قد طلب من شركات الطيران هذا الأسبوع التوقف عن بيع تذاكر الرحلات هذا الصيف في إطار خطته لوضع سقف لعدد الركاب الذين يسافرون يومياً من المطار إلى 100 ألف، بهدف تخفيف الضغط على خدماته الذي أدى إلى تأخر وإلغاء عدد من الرحلات.
وقالت طيران الإمارات، في بيان: «من المؤسف للغاية أن (مطار هيثرو) أمهلنا مساء أمس 36 ساعة للامتثال لخفض سعة الرحلات وفقاً لحسابات يبدو أنها تمت عشوائياً».وفي البيان، انتقدت الشركة الإماراتية بشدة إدارة مطار هيثرو بـ«التجاهل الصارخ» للعملاء. وقالت: «إنهم يرغبون في إجبار طيران الإمارات على رفض منح مقاعد لعشرات الآلاف من المسافرين الذين دفعوا الثمن، وحجزوا الأشهر المقبلة مقابل باقة عطلاتهم التي طال انتظارها لرؤية أحبائهم»، مشيرة إلى أن «الناس كانوا يتوقون لتحقيق ذلك، خصوصاً أنه جاء بعد عامين من قيود الجائحة. حتى إشعار آخر، تعتزم طيران الإمارات تسيير رحلاتها كما هو مقرر من وإلى (هيثرو)».
وقالت شركة الطيران إن 70 في المائة من ركابها من مطار هيثرو حجزوا مقاعدهم للسفر في رحلات تمر عبر دبي، ما يسلط الضوء على تأثير هذا القرار على عملياتها.
وأضافت أنه من غير المجدي من الناحية العملية نقل الرحلات بعد إشعار قصير إلى مطارات بريطانية أخرى، وأنه سيكون من المستحيل إعادة حجز مقاعد أخرى للركاب مع انشغال جميع رحلاتها بالكامل على مدى الأسابيع المقبلة. وأضافت «طيران الإمارات» أن التقليص يمثل «تخفيضاً أكبر من 50 في المائة» بالنظر إلى أن مطار هيثرو كان يتعامل مع 219 ألف مسافر يومياً في المتوسط قبل تفشي الوباء في عام 2019.
وبحسب «بي بي سي»، فسيكون الحد الأقصى لأرقام الركاب في مطار هيثرو ساري المفعول من الآن حتى 11 سبتمبر (أيلول).
وقد تأثر الآلاف من المسافرين في المملكة المتحدة بالاضطراب في الأسابيع الأخيرة؛ حيث اضطر الكثيرون للتعامل مع إلغاء الرحلات في اللحظة الأخيرة. وتوشك المملكة المتحدة على دخول موسم العطلة الصيفية الرئيسي، حيث تغلق المدارس أبوابها وهناك مخاوف من أن يتأثر المسافرون بمزيد من الاضطراب والتأخير في الرحلات.
وبالنسبة للمطارات العالمية، تتمثل المشكلة في محاولات شركات الطيران، التي ألغيت وظائفها خلال ذروة جائحة فيروس «كوفيد»، لتعيين موظفين مع عودة الطلب على السفر الدولي. لكن «طيران الإمارات» قالت إن موظفي الخدمة الأرضية والتموين لديها «جاهزون وقادرون» على التعامل مع رحلاتها المجدولة، مشيراً إلى أن «جوهر المشكلة يكمن في الخدمات والأنظمة المركزية التي تقع على عاتق مشغل المطار». واتهمت إدارة مطار هيثرو باختيار «عدم العمل بدلاً من التخطيط والاستثمار» ويواجه الآن «موقفاً صعباً» بسبب عدم كفاءتهم وعدم اتخاذ إجراءات.
وجاء في بيان طيران الإمارات: «إنهم يعفون أنفسهم من عبء التكاليف بالكامل ويزيحون الفوضى على شركات الطيران والمسافرين. جميع المؤشرات كانت تشير إلى انتعاش قوي في السفر». وقالت إنه مع تعافي السفر الدولي خلال العام الماضي، أعادت الشركة توظيف وتدريب ألف طيار.
وقالت شركة الطيران إن «نقل بعض عمليات نقل الركاب لدينا إلى مطارات أخرى في المملكة المتحدة بمثل هذا الإخطار القصير ليس بالأمر الواقعي. إن ضمان الجاهزية الأرضية للتعامل مع طائرة تسير رحلات طويلة ذات جسم عريض وعلى متنها 500 راكب وتحويل وجهتها ليس بالأمر الهين مثل العثور على مكان لانتظار سيارة في مركز تجاري».
وكان رئيس المطار، جون هولاند كاي، قد صرح يوم الثلاثاء بحسب ما نقلت «بي بي سي»، بأنه عندما تجاوز عدد الركاب المغادرين 100000 في اليوم في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك «فترات تنخفض فيها الخدمة إلى مستوى غير مقبول» تضمنت أوقات انتظار طويلة، وتأخيراً لزمن انتظار الركاب الذين يحتاجون إلى المساعدة، والحقائب التي لا تسافر مع الركاب أو تصل متأخرة، والإلغاء في اللحظة الأخيرة.


مقالات ذات صلة

الهجوم الإيراني يتسبب في أكبر اضطراب لرحلات الطيران منذ 11 سبتمبر

العالم العربي تحية مائية لطائرة تتبع خطوط طيران إمبراير في مطار شانغي بسنغافورة (أ.ف.ب)

الهجوم الإيراني يتسبب في أكبر اضطراب لرحلات الطيران منذ 11 سبتمبر

واجهت شركات الطيران العالمية اضطرابات في الرحلات الجوية بعد الهجمات التي شنتها إيران على إسرائيل بصواريخ وطائرات مُسيّرة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد طائرة تابعة لشركة «مصر للطيران» في الجو (أ.ف.ب)

تعطل شركات الطيران العربية الكبرى بعد هجوم إيراني على إسرائيل

أعلنت شركات الطيران الكبرى في أنحاء الشرق الأوسط عن إلغاء بعض رحلاتها واضطرت إلى تغيير مسار بعض الرحلات بعد إطلاق إيران طائرات مُسيَّرة وصواريخ على إسرائيل

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طائرة بوينغ 737-800 تابعة لشركة طيران «ساوث ويست» الأميركية (رويترز)

أزمة جديدة لـ«بوينغ»... سقوط غطاء محرك طائرة بعد إقلاعها

اضطرت طائرة بوينغ 737-800 تابعة لشركة طيران «ساوث ويست» الأميركية كانت متجهة إلى هيوستن إلى العودة إلى مطار دنفر الدولي بعد سقوط غطاء المحرك.

«الشرق الأوسط» (أوستن)
يوميات الشرق طائرة  تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية تستعد للهبوط في شيكاغو (أ.ب)

أحدث مشكلة لـ«بوينغ»... حريق بالمحرك يلغي عملية إقلاع طائرة في تكساس

اضطرت طائرة «بوينغ 737» تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية كانت متجهة من تكساس إلى لوس أنجليس إلى وقف إقلاعها الخميس، والعودة إلى المطار بعد اندلاع حريق بمحركها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي طائرة للخطوط الجوية السويسرية (صفحة الشركة على فيسبوك)

الخطوط السويسرية تغير مسار رحلة إلى بيروت بسبب «الوضع الأمني»

قطعت الخطوط الجوية السويسرية رحلة بين زيوريخ وبيروت ليل الخميس - الجمعة بعدما عدّ خبراؤها الوضع الأمني في لبنان «يصعب تقييمه».

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

انقلابيو اليمن يحشدون المعلمين لزيارة جبهات القتال

أكثر من 2.5 مليون طالب حرمهم الحوثيون من حقهم في التعليم (رويترز)
أكثر من 2.5 مليون طالب حرمهم الحوثيون من حقهم في التعليم (رويترز)
TT

انقلابيو اليمن يحشدون المعلمين لزيارة جبهات القتال

أكثر من 2.5 مليون طالب حرمهم الحوثيون من حقهم في التعليم (رويترز)
أكثر من 2.5 مليون طالب حرمهم الحوثيون من حقهم في التعليم (رويترز)

في الوقت الذي لا يزال يعاني فيه المعلمون اليمنيون في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية أوضاعاً معيشية مأساوية بسبب توقف رواتبهم، أقدمت الجماعة، بالتزامن مع أيام عيد الفطر، على حشدهم في ريف صنعاء لإجبارهم على تنفيذ زيارات ميدانية لجبهات القتال.

وذكرت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات في الجماعة التي تدير قطاع التعليم بمحافظة صنعاء، ألزمت مديري ووكلاء مدارس حكومية في مديريات همدان، وسنحان، وبني مطر، والحيمة، وبني حشيش، بحشد منتسبي القطاع التربوي في تلك المناطق لتنظيم زيارات ميدانية لمسلحي الجماعة.

معلمون وموظفون حكوميون أجبرهم الحوثيون على زيارة الجبهات وتقديم الهدايا (إعلام حوثي)

ويندرج سلوك الجماعة الحوثية، بخصوص زيارة جبهات القتال ومقابر القتلى، ضمن برنامج خاص أعدّته لاستهداف التربويين وموظفي بقية قطاعات الدولة المغتصبة في صنعاء وريفها وبقية المناطق تحت سطوتها لإرغامهم تحت أساليب متعددة على تنفيذ تلك الزيارات الميدانية لإثبات الولاء لها.

ومن خلال وسائل القمع والحرمان من أقل الحقوق، والتهديد بالفصل الوظيفي، أجبرت الجماعة مئات المعلمين والتربويين في مديريات محافظة صنعاء على المشاركة قسراً في زيارات جماعية إما لمقابر القتلى، أو للمقاتلين في الجبهات.

واشتكى معلمون في ريف صنعاء لـ«الشرق الأوسط» من إلزام الجماعة لهم بالمشاركة في زيارات ميدانية إلى مقاتليها، متجاهلة ما يعانيه الآلاف منهم وأسرهم من الحرمان وشدة الفاقة منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب وما لحقها من توقف للمرتبات، وتدهور الخدمات، وانقطاع سبل العيش.

وأوضح أحد المعلمين، في ريف صنعاء، أنه توقّع لحظة استدعائه إلى المدرسة حصوله على مساعدة غذائية أو نقدية بمناسبة قدوم العيد، لكنه تفاجأ وكثير من زملائه بأن الاستدعاء من أجل المشاركة في زيارات جماعية إلى مختلف الجبهات.

جانب من زيارة قسرية قام بها تربويون في ريف صنعاء لمقاتلين حوثيين (إعلام محلي)

وتحدّث، ومعلمون آخرون في ريف صنعاء، عن تصاعد وتيرة الاستهداف الحوثي بحقهم، تارة بإجبارهم على تلقي دروس تعبوية، وأخرى بإرغامهم على تلقين الأفكار الطائفية لطلبة المدارس، وكذا تنفيذ زيارة جماعية إلى مقابر القتلى.

وتسعى الجماعة إلى تضليل وخداع الرأي العام الداخلي والخارجي وكذا مقاتليها في الجبهات، بأن أتباعها يحظون بشعبية في أوساط المجتمع اليمني، كما تستغل الجماعة المناسبات الدينية الأخرى ذات المنحى الطائفي لاستقطاب مزيد من المجندين من مختلف الأعمار.

وترجح مصادر تربوية في صنعاء أن الجماعة الحوثية تهدف إلى استكمال تغيير ثقافة المجتمع اليمني برمته، بمَن فيهم الكوادر التعليمية، وصبغها بأفكار طائفية، وكذا استقطاب مزيد من العاملين التربويين لصفوفها.

ويعد هذا السلوك الانقلابي امتداداً لدورات سابقة أجبرت فيها الجماعة منتسبي قطاع التعليم في صنعاء وبقية مدن سيطرتها على المشاركة بدورات تطييف قسرية.

موجات تعسف

وجاءت الإجراءات الحوثية الأخيرة بحق المعلمين متوازية مع شنّ موجات الجماعة قمع وتعسف وإذلال ضدهم بمناطق سيطرتها على خلفية رفض كثير منهم اعتناق أفكارها الطائفية، وبسبب مشاركتهم وتأييدهم انتفاضة موظفي القطاع العام المطالبين بصرف رواتبهم المتوقفة.

كما تزامنت أيضاً مع ما يعانيه قطاع التعليم بمناطق الحوثيين من تردٍ متسارع، وسط تحذيرات دولية من أن أكثر من 80 في المائة من الطلبة في اليمن في حاجة ماسة إلى مساعدات تعليمية، كاشفة عن تسرّب أكثر من 2.7 مليون طفل يمني من التعليم.

أطفال يزورون في صنعاء مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها (فيسبوك)

وفي تقرير حديث لها، ذكرت منظمة «إنقاذ الطفولة» الدولية أن نحو 4.5 مليون طفل يمني باتوا خارج المدارس، موضحة أن ثلث الأسر في اليمن أبلغت بأن لديها طفلاً واحداً على الأقل تسرّب من المدرسة، وبسبب الرسوم المدرسية الشهرية وتكلفة الكتب المدرسية أصبح التعليم بعيد المنال بالنسبة لكثير.

ووفق التقرير، فإن 2 من كل 5 أطفال، أو 4.5 مليون طفل، خارج المدرسة، مع احتمالية تسرُّب الأطفال النازحين من المدرسة بمقدار الضعف مقارنة بأقرانهم.

وأشارت المنظمة إلى أن نحو 10 ملايين طفل في اليمن بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، في وقت لا يزال فيه أكثر من نصف السكان (18.2 مليون شخص، بينهم 9.8 مليون طفل) بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة.

وأوضح التقرير أن الرسوم المدرسية الشهرية وتكلفة الكتب المدرسية تجعلان التعليم بعيد المنال بالنسبة لكثير، حيث أفاد 20 في المائة من الأسر بأن هذه الرسوم لا يمكن تحملها. وقال أكثر من 44 في المائة من مقدمي الرعاية والأطفال الذين شملهم الاستطلاع، إن الحاجة إلى دعم دخل أسرهم كانت السبب الرئيسي وراء التسرب من المدارس.


«أدوبي بريمير برو» يكشف عن ميزات الذكاء الاصطناعي المتطورة لتحرير الفيديو

«أدوبي» تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية لتحسين السرد الإبداعي للقصص في «بريمي برو» (أدوبي)
«أدوبي» تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية لتحسين السرد الإبداعي للقصص في «بريمي برو» (أدوبي)
TT

«أدوبي بريمير برو» يكشف عن ميزات الذكاء الاصطناعي المتطورة لتحرير الفيديو

«أدوبي» تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية لتحسين السرد الإبداعي للقصص في «بريمي برو» (أدوبي)
«أدوبي» تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية لتحسين السرد الإبداعي للقصص في «بريمي برو» (أدوبي)

تضع «أدوبي» (Adobe) معياراً جديداً في عالم تحرير الفيديو سريع التطور مع أحدث التحسينات التي تطرحها على «بريمير برو» (Premiere Pro) المدعوم من «Adobe Firefly» عبر ميزات ذكاء اصطناعي ثورية. مجموعة الأدوات هذه لا تجعل مهام التحرير المعقدة أكثر بساطة فحسب، بل تدمج أيضاً تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية التابعة لجهات خارجية، بما في ذلك «سورا» (Sora) من «أوبن إيه آي» (OpenAI).

أحدث ميزات «Premiere Pro» المستندة إلى الذكاء الاصطناعي توفر البساطة والابتكار في سير العمل الاحترافي (أدوبي)

مميزات إزالة وإضافة الكائنات في «بريمير برو»

تشبه إمكانات الذكاء الاصطناعي الجديدة من «أدوبي» التأثيرات التحويلية التي تظهر مع محرر الصور «Magic Editor» من «غوغل». يتضمن ذلك إزالة الكائنات أو الأشياء غير المرغوب فيها من المشاهد، وإضافة عناصر جديدة، حتى توسيع مشاهد الفيديو، وهي الإمكانات التي كان يُعتقد في السابق أنها تقتصر على تحرير الصور. على الرغم من أنها ليست الأولى التي تقدم مثل هذه الميزات، فإن دمجها في «بريمير برو»، وهو عنصر أساسي في مجتمع التحرير الاحترافي، جدير بالملاحظة بشكل خاص.

إحدى الإضافات البارزة هي ميزة «إضافة كائن» ضمن اللوحة التوليدية الجديدة، ما يسمح للمستخدمين بإدراج كائنات ثابتة في المشاهد، وتحسين الخلفيات والتدوير دون عناء. ولعل الأمر الملفت هو أداة «إزالة الكائنات» التي تستخدم تقنية الإخفاء الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي من «Firefly». هذا يمكّن المحررين من إزالة العناصر غير المرغوب فيها بسهولة وبنقرة واحدة.

ابتكار مهم آخر هو الفيديو المكافئ للتعبئة التوليدية في «فوتوشوب» (Photoshop) التي يطلق عليها اسم «Geneative Extend» في «بريمير برو». لا تعمل هذه الميزة على توسيع حجم الإطار، ولكنها تضيف إطارات إلى مقاطع الفيديو، ما يجعلها مثالية للبقاء في لحظة مؤثرة أو تعبير الشخصية لفترة أطول قليلاً.

في حين أن «أدوبي» لم تؤكد تاريخ إصدار هذه الميزات، ووعدت بطرحها في وقت لاحق من هذا العام، فإن التأثير المحتمل على سير عمل «بريمير برو» والمجال الأوسع لتحرير الفيديو لا يمكن إنكاره.

توسيع آفاق استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي

وفي تطور مثير للاهتمام، قامت «أدوبي» أيضاً بمعاينة دمج نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية التابعة لجهات خارجية في «بريمير برو». وهذا من شأنه أن يسمح للمحررين بتحسين مقاطع الفيديو الخاصة بهم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة من «سورا» (Sora) من «أوبن إيه آي» (OpenAI) و«Runway» و«Pika Labs». وعلى الرغم من أنها لا تزال في مرحلة الاستكشاف، فإن هذه المبادرة يمكن أن تضيف طبقة جديدة من الإبداع والكفاءة إلى تحرير الفيديو.

على سبيل المثال، تم عرض «سورا» وهو يقوم بإنشاء لقطات فيديو من مطالبات تحويل النص إلى فيديو، ما يوضح إمكانات أدوات الذكاء الاصطناعي هذه لتبسيط المهام المعقدة وتعزيز رواية القصص الإبداعية.

التغلب على التحديات الأخلاقية والعملية

على الرغم من هذه الاحتمالات ، فإن غزو شركة «أدوبي» لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي يثير كثيراً من الأسئلة المرتبطة بالاعتبارات الأخلاقية، وخصوصاً البيانات. وقد أكدت «أدوبي» أن نموذج «Firefly» الخاص بها تم تدريبه حصرياً على صور «أدوبي ستوك» (Adobe Stock)، ما يضمن عدم وجود مشكلات تتعلق بحقوق الطبع والنشر أو انتهاكات العلامات التجارية. ومع ذلك، فإن الكشف عن تدريب «Firefly» يضمن بعض البيانات من «ميد جورني» (Midjourney).

علاوة على ذلك، تخطط «أدوبي» لتنفيذ بيانات اعتماد المحتوى في «بريمير برو»، في ميزة تهدف إلى إضافة الشفافية من خلال وضع علامات على مقاطع الفيديو التي تم تحريرها باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع تقديم تفاصيل النماذج المحددة المستخدمة. ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا سيكون كافياً لتهدئة المخاوف بشأن الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في البيئات المهنية.


متابعة المباريات الرياضية تدعم الصحة النفسية

الدراسة وجدت أن الرياضات الشعبية مثل البيسبول كان لها تأثير أكبر على تعزيز الرفاهية (رويترز)
الدراسة وجدت أن الرياضات الشعبية مثل البيسبول كان لها تأثير أكبر على تعزيز الرفاهية (رويترز)
TT

متابعة المباريات الرياضية تدعم الصحة النفسية

الدراسة وجدت أن الرياضات الشعبية مثل البيسبول كان لها تأثير أكبر على تعزيز الرفاهية (رويترز)
الدراسة وجدت أن الرياضات الشعبية مثل البيسبول كان لها تأثير أكبر على تعزيز الرفاهية (رويترز)

أثبتت دراسة يابانية أن متابعة المباريات الرياضية تدعم الصحة النفسية والعصبية وتزيد مستويات الرفاهية لدى الأشخاص. وأوضح الباحثون بجامعة واسيدا، أن مشاهدة مباريات الألعاب الرياضية تؤدي إلى تنشيط دوائر المكافأة في الدماغ، بما يشير إلى مشاعر السعادة أو المتعة، وفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، في دورية «Sport Management Review».

وبالنسبة للعديد من الأفراد، كانت مشاهدة الألعاب الرياضية منذ فترة طويلة تتجاوز مجرد الترفيه، لتتحول إلى مصدر للمتعة والاسترخاء، خصوصاً وسط التجمعات الكبيرة؛ إذ تعزز الشعور بالانتماء والترابط بين الجماهير، وهذا الشعور لا يجعل الأفراد يشعرون بالرضا فحسب، بل يفيد المجتمع أيضاً من خلال تحسين الصحة وتعزيز الإنتاجية والحد من الجريمة.

وعلى الرغم من الاعتراف الشعبي بآثارها الإيجابية، فإن الدراسات الحالية تقدم أدلة محدودة حول العلاقة بين مشاهدة الرياضة وتعزيز الرفاهية. وإدراكاً لهذه الفجوة، أجرى الفريق 3 دراسات لرصد تأثير مشاهدة الألعاب الرياضية على صحة ورفاهية الأشخاص، باستخدام أساليب متنوعة بما في ذلك تحليل البيانات، والدراسات الاستقصائية، وتجارب التصوير العصبي.

في الدراسة الأولى، تم تحليل بيانات حول تأثير مشاهدة الرياضة على 20 ألف مواطن ياباني، وأظهرت النتائج الارتباط المستمر بين مشاهدة الألعاب الرياضية وارتفاع مستويات الرفاهية. ومع ذلك، كانت هذه الدراسة محدودة بسبب عدم قدرتها على إعطاء نظرة أعمق للعلاقة بين متابعة الرياضة والرفاهية.

في الدراسة الثانية، شارك 208 أشخاص في تجربة مشاهدة مقاطع فيديو رياضية، وتم تقييم صحتهم النفسية قبل وبعد المشاهدة؛ إذ كشفت النتائج أن الرياضات الشعبية مثل البيسبول كان لها تأثير أكبر على تعزيز الرفاهية، مقارنة بأقل الرياضات شعبية مثل الغولف.

وفي الدراسة الثالثة، استخدم الفريق تقنيات التصوير العصبي لفحص تغيرات في نشاط الدماغ بعد مشاهدة الألعاب الرياضية؛ إذ أظهرت النتائج تنشيط دوائر المكافأة في الدماغ، مما يعزز مشاعر السعادة والمتعة.

ووجد الباحثون أن الأفراد الذين يشاهدون الألعاب الرياضية بانتظام أظهروا تغيرات في هياكل الدماغ، مما يشير إلى تأثير مشاهدة الألعاب الرياضية على الصحة العقلية والهيكلية للدماغ.

يقول الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة واسيدا باليابان البروفيسور شينتارو ساتو: «وجدنا أن كلاً من المقاييس الذاتية والموضوعية للرفاهية تتأثر بشكل إيجابي بالمشاركة في مشاهدة الألعاب الرياضية».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «مشاهدة المباريات الرياضية تعزز الفوائد طويلة المدى للأفراد من خلال إحداث تغييرات هيكلية في نظام المكافأة في الدماغ مع مرور الوقت».

وأشار إلى أنه «بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى تحسين صحتهم بشكل عام، فإن مشاهدة الألعاب الرياضية بانتظام، خصوصاً الألعاب الشعبية مثل البيسبول أو كرة القدم، يمكن أن تكون بمثابة علاج فعال».


قتل بالبطيء... أوامر حوثية بترويج شحنات لمبيدات محظورة

المبيدات الحشرية انتشرت في اليمن خلال الأعوام الأخيرة بشكل واسع (أرشيفية - رويترز)
المبيدات الحشرية انتشرت في اليمن خلال الأعوام الأخيرة بشكل واسع (أرشيفية - رويترز)
TT

قتل بالبطيء... أوامر حوثية بترويج شحنات لمبيدات محظورة

المبيدات الحشرية انتشرت في اليمن خلال الأعوام الأخيرة بشكل واسع (أرشيفية - رويترز)
المبيدات الحشرية انتشرت في اليمن خلال الأعوام الأخيرة بشكل واسع (أرشيفية - رويترز)

بينما تغصّ المستشفيات اليمنية بآلاف المصابين بأورام سرطانية، إلى جانب من يغادرون للعلاج في الخارج؛ تكشّفت المزيد من وقائع الفساد المرتبطة بدخول مبيدات محظورة وترويجها في البلاد، مع توجيه الاتهامات إلى قيادات حوثية بالتواطؤ مع تجار المواد ذات السميّة العالية مشبوهة المصدر.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر جمركية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» وجود صراع بين قيادات حوثية كبيرة حول مبيدات حشرية محتجزة في ميناء الحديدة منذ سنوات؛ وذلك بغرض تسويقها في عدد من المحافظات، وبالأخص محافظة صعدة، حيث تبرر القيادات الراغبة بدخول تلك المبيدات باحتياج مزارعي المحافظة لها.

وثيقة تكشف أوامر من أعلى هرم القيادة الحوثية للإفراج عن مبيدات محظورة محتجزة لدى الجمارك (إكس)

وذكرت المصادر أن قيادات حوثية عليا، لم تسمّها، يرجح وجود ارتباط بينها والقيادات المسيطرة على القطاع الزراعي، سعت إلى نقل تلك المبيدات إلى مخازن بعيدة عن ميناء الحديدة والساحل عموماً، متحججة باحتمالية إصابتها في قصف جوي على الميناء؛ ما يهدد البيئة البحرية بالتلوث، إلى جانب ما قد يحدث حال وقوع الانفجارات المتوقعة.

ونوهت المصادر إلى أن تلك المبيدات احتُجزت منذ 5 أعوام في ميناء الحديدة، وصدر قرار قضائي بإلزام مستورديها بإعادتها إلى بلد المنشأ، وفقاً للقانون المعمول به منذ ما قبل الانقلاب الحوثي، إلا أنه لم يجرِ تنفيذ القرار واكتُفي باحتجازها في الميناء، في حين يحاول مستوردوها بين حين وآخر الإفراج عنها وإدخالها إلى الأسواق.

وأكدت المصادر وجود إجراءات مشددة وسرية تخص تلك الحاويات ومكان احتجازها؛ ما يضع احتمالات بأنه يجري أو قد جرى التصرف في كميات منها خلال الأعوام الماضية دون انكشاف ذلك.

وكشفت وثيقة صادرة عن قطاع الجمارك الخاضع للجماعة الحوثية عن إخراج مقطورة محملة بمبيدات سامة محظورة من مقرّ جمارك صنعاء، وبتوجيهات قيادات عليا في الجماعة، واتهم الناشطون الذين كشفوا عن الوثيقة مُصدري التوجيهات بمخالفة القانون الذي يعطي وزارة الزراعة فقط صلاحية منح تراخيص دخول شحنات المبيدات الزراعية أو منعها.

إطلاق السموم

وتضمنت الوثيقة التي تعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أوامر لضابط أمن الجمارك بالسماح بخروج مقطورة، تتبع شركة «سبأ العالمية» المملوكة للتاجر الموالي للجماعة الحوثية عبد العظيم دغسان، محملة بمبيد «بروميد الميثيل» المحظور في اليمن، وبصورة سرية دون علم المسؤولين عن الجمارك؛ وهو ما رفضه الضابط الذي طلب الحصول على إذن من مدير عام الجمارك.

وثيقة تكشف ترخيص استيراد مبيد «المانكوزيب» المحظور في اليمن لصالح شركة طمس اسمها مسرّبو الوثيقة (فيسبوك)

وبحسب الوثيقة؛ فإن قائد كتيبة الخدمات التابعة للجماعة الحوثية، نبيل ضيف الله توعّد ضابط أمن الجمارك بإخراج المقطورة بالقوة، دون الحاجة إلى أي إذن من أي شخصية أخرى؛ كون هذه الأوامر صادرة من أعلى سلطة، ممثلة برئيس مجلس الحكم، ومن مدير عام القيادة والسيطرة، وليس باستطاعة أحد أن يرفضها.

وتم إرسال القياديين عبد الله الباردة ونبيل لطف الله، وهما من قيادة قوات النجدة، لتنفيذ الأوامر، واللذين طلبا من مدير عام مكتب ورقابة الجمارك إخراج المقطورة من دون أي خلافات، وبحسب الأوامر العليا، طلبا منه التواصل مع قائد النجدة أبو بدر المراني، والذي بيّنت الوثيقة أنه طلب من مدير الجمارك سرعة إخراج القاطرة تنفيذا للتوجيهات العليا.

إلا أن مدير الجمارك واصل رفضه، لكون المقطورة تحمل مبيد «بروميد الميثيل» شديد السمية والمحظور، مطالباً بموافقة وزارة الزراعة في حكومة الانقلاب، غير أن المراني هدده بالقدوم بنفسه لإخراجها، ليرسل قوة مسلحة على متن ثلاث سيارات لإجباره على تسليم المقطورة، بحضور مدير مكتب الأمن والمخابرات في الجمارك محمد محمد عبد الله عزيز.

ووفقاً لناشطين موالين للجماعة، تولوا مهام نشر قضايا الفساد التي تتهم بها قيادات وأجنحة حوثية، فإن اليمن استقبل خلال العام الماضي 15 مليون لتر من المبيدات المرخصة، بينما لا يزيد احتياجها السنوي على 3 ملايين لتر.

توجيهات حوثية من مجلس الحكم الانقلابي بالسماح بتسجيل مبيدات حشرية تابعة لتاجر موالٍ للجماعة (إكس)

وتناقل الناشطون الحوثيون مقاطع من خطابات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي يوجّه فيها بمنع دخول المبيدات الحشرية المحرمة دولياً لما لها من أضرار خطيرة، واتهموا القيادات التي تعمل على تسهيل دخول المبيدات بمخالفة توجيهاته.

إلا أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي سخروا من توجيهات زعيم الجماعة، وعدوا قيادته للجماعة سبباً في كل ما يقاسيه اليمنيون من مآسٍ خلال الأعوام الماضية.

سرطانات بالجملة

وتداول الناشطون اليمنيون أرقاماً متفاوتة حول أعداد المصابين بالأورام السرطانية في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، متهمين تجار المبيدات والقادة الفاسدين بالتسبب في مفاقمة هذه الأمراض، وزيادة أعداد المصابين بها، في حين أيّدهم الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين ذكروا أن مناطقهم وقراهم لم تعرف هذا الكم من الإصابات بالسرطانات إلا في زمن سيطرة الجماعة.

وأعلن طبيب مؤيد للجماعة عن تلقيه تهديدات بسبب ما ينشره على مواقع التواصل الاجتماعي حول المبيدات وتأثيراتها الصحية الخطيرة، واتهامه بالعمل ضمن «الطابور الخامس».

صورة نشرها أحد القيادات الحوثية في القطاع الزراعي حول استخدام المبيدات الحشرية بشكل مفرط (فيسبوك)

ونشر الطبيب وثائق تكشف عن صدور تراخيص بإدخال كميات تزيد على 27 ألف كيلوغرام من مبيد «المانكوزيب» المشمول بقرارات الحظر من طرف القطاع الزراعي، وهي المادة التي تأتي في الترتيب الـ59 ضمن قائمة الحظر الصادرة عن القطاع الزراعي.

وتحدث الطبيب عن تزايد حالات الإصابات بالأورام السرطانية، خصوصاً تلك التي تصيب الجهاز الهضمي، ومعاينته بنفسه عشرات الحالات القادمة من مناطق ريفية نائية، حيث لا توجد خدمات طبية كافية، أو وسائل وأجهزة كشف متقدمة، ويجري تشخيص آلام المصابين بتلك الأورام بأنها تسمم غذائي أو بكتيري، أو التهابات وقرح معدية.

وبسبب التأخر في الكشف عن هذه الأورام، ومع استمرار تناول المواد الغذائية، إلى جانب تعاطي نبتة «القات»، فإن الأورام تستفحل بشدة إلى درجة يصعب علاجها، وتؤدي في النهاية، وفي الغالب إلى وفاة المصابين بها، كما يذكر الطبيب.

ويستغرب الناشطون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي من استمرار دخول مبيدات حشرية مصنّفة بأنها إسرائيلية المصدر، في حين ترفع الجماعة الحوثية شعار مقاطعة البضائع الإسرائيلية منذ صعودها، وحظرت خلال الأشهر الأخيرة دخول المواد والسلع الغذائية القادمة من أوروبا والولايات المتحدة بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.


بعد 193 يوماً... نتنياهو يتعهد بتحقيق أهداف الحرب

امرأة مكلومة بجانب جثة في مستشفى النجار بمدينة رفح الثلاثاء (أ.ف.ب)
امرأة مكلومة بجانب جثة في مستشفى النجار بمدينة رفح الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

بعد 193 يوماً... نتنياهو يتعهد بتحقيق أهداف الحرب

امرأة مكلومة بجانب جثة في مستشفى النجار بمدينة رفح الثلاثاء (أ.ف.ب)
امرأة مكلومة بجانب جثة في مستشفى النجار بمدينة رفح الثلاثاء (أ.ف.ب)

في اليوم الـ193 للحرب على قطاع غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن قواته ستواصل القتال حتى تحقق أهدافها المعروفة ومن بينها القضاء على حركة «حماس».

وأضاف نتنياهو خلال حديثه مع مجندين من المقرر انضمامهم إلى وحدات المهام القتالية في ألوية «جولاني» و«جفعاتي»، في قاعدة استقبال الجنود بمعسكر «تل هشومير» بوسط إسرائيل: «إنكم تتجندون في وحدات قتالية رائعة لصد عدو قاسٍ ووحوش. لقد سقط أصدقاء جيدون في هذه الحملة، وسقطوا حتى نتمكن من تحقيق هذا النصر. أمامنا 3 أهداف: القضاء على (حماس)، وإعادة المخطوفين، والتأكد من أن غزة لم تعد تشكل تهديداً لإسرائيل».

وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت بدأ فيه الجيش الإسرائيلي تجنيد لواءين احتياطيين للمهام العملياتية في قطاع غزة.

آليات إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

ويواصل جيش الاحتلال عملية برية واسعة في مخيم النصيرات وسط القطاع، للأسبوع الثاني على التوالي، في محاولة للسيطرة على المنطقة، التي تعد أحد معاقل «حماس» الرئيسية، قبل تنفيذ عملية أوسع في مدينة رفح جنوب القطاع.

والأسبوع الماضي، أعلن الجيش حملة مباغتة لتدمير البنى التحتية في وسط قطاع غزة.

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن مقاتلي مجموعة القتال التابعة للواء «ناحال» استمروا في نشاطهم في وسط القطاع، وقتلوا مسلحين من «حماس»، في وقت وجَّهَت فيه قوات «اللواء 215» قطعاً جوية تابعة لسلاح الجو لتغير على بنى تحتية، وتدمرها.

فلسطينيون يجرّون عربتهم وسط الدمار في خان يونس بجنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأعلن الناطق العسكري أن الجيش أغار على بنى تحتية ومنصات لإطلاق قذائف صاروخية إلى جانب العشرات من البنى التحتية والأنفاق والمباني العسكرية في وسط القطاع.

وعلى الرغم من أن الجيش يركّز جهده وسط القطاع، فإنه نفذ غارات برية في شمال القطاع، واستهدف سيارة شرطة تابعة لـ«حماس».

وأكدت مصادر فلسطينية أن الاحتلال قصف مركبة للشرطة الفلسطينية في حي التفاح في غزة، وقتل 8 فلسطينيين بينهم شرطيان.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، سُجّل مقتل قادة في الشرطة والأجهزة الأمنية ومسؤولين محليين وأفراد يعملون في قطاعات مخصصة لخدمة المواطنين، سواء من الشرطة أو عناصر البلديات أو لجان الطوارئ، في نهج دأبت عليه إسرائيل لتقويض حكم «حماس»، ووأد أي محاولات لإعادة إحيائه في مناطق انسحب منها الجيش الإسرائيلي، مثل شمال القطاع.

فتى فلسطيني مع أغراض تمكن من استرجاعها من بين الركام في خان يونس (أ.ف.ب)

وقصفت إسرائيل أحياءً وبيوتاً ومساجد في مناطق مختلفة في غزة، بما في ذلك النصيرات والمغازي في الوسط، وجباليا في الشمال، ورفح في الجنوب، كما توغلت في بلدة بيت حانون شمالاً، وحاصرت مدارس تؤوي نازحين هناك، ثم اعتقلت عدداً كبيراً منهم.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الاحتلال يسعى لإخلاء بيت حانون وشرق جباليا في جريمة جديدة تحت غطاء مدفعي عنيف. وأضاف: «نطالب المجتمع الدولي بوضع حد لجريمة الاحتلال بملاحقته أبناء شعبنا وتهجيرهم».

ويُعتقد أن إسرائيل تريد استغلال الوقت المتبقي قبل اقتحام رفح من أجل السيطرة على وسط القطاع، وتمشيط مناطق في شماله.

وتقول إسرائيل إنها فككت كتائب الشمال، وبقيت أمامها كتيبتان في الوسط، و4 في رفح.

وتستعد إسرائيل لاقتحام رفح رغم معارضة الولايات المتحدة.

دمار واسع في خان يونس الثلاثاء (أ.ف.ب)

وقال مسؤولون إسرائيليون لشبكة «سي إن إن» الأميركية إنه كان مقرراً أن يبدأ سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط منشورات على أجزاء من رفح، الاثنين، وسط استعدادات لهجوم بري على المدينة، لكن تلك الخطط تأخرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب هجوم إيران على إسرائيل.

وقال أحد المسؤولين إن «إسرائيل لا تزال مصممة» رغم تصاعد التحذيرات الدولية والإقليمية من تداعيات الاجتياح المحتمل للمنطقة التي يوجد فيها نحو 1.5 مليون نازح.

وتفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيماً على الأخبار المتعلقة بموعد اجتياح رفح.

ومع مواصلة الحرب على القطاع في اليوم 193، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 33843 قتيلاً و76575 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

دمار واسع جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس بجنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وبينما تكلف الحرب مع كل يوم إضافي سقوط مزيد من الضحايا والخسائر، تكثفت المساعي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وسمح جيش الاحتلال، تحت ضغط أميركي، بتدفق أكبر للشاحنات التي تحمل الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية لسكان غزة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن 553 شاحنة مساعدات مرت عبر معبر كرم أبو سالم ومعبر نيتسانا خلال اليومين الماضيين، بينما جرى تنسيق دخول 126 شاحنة من جنوب قطاع غزة إلى شماله.

وساعد تدفق الوقود والدقيق إلى شمال القطاع، بافتتاح المخابز هناك بعد شهور من مجاعة طالت حياة أطفال ورضّع. وهذا التغيير في تسهيل إدخال المساعدات جاء بضغط أميركي كبير.


الحوثيون ينقلون مركز هجماتهم البحرية إلى أرياف تعز

صواريخ حوثية تقول الحكومة اليمنية إنها إيرانية المنشأ (إعلام حوثي)
صواريخ حوثية تقول الحكومة اليمنية إنها إيرانية المنشأ (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون ينقلون مركز هجماتهم البحرية إلى أرياف تعز

صواريخ حوثية تقول الحكومة اليمنية إنها إيرانية المنشأ (إعلام حوثي)
صواريخ حوثية تقول الحكومة اليمنية إنها إيرانية المنشأ (إعلام حوثي)

كانت الساعة تتجاوز السابعة بقليلٍ مساء يوم الأحد الماضي (بتوقيت اليمن)، عندما هزّ صوت انفجار كبير المنطقة الريفية في مديرية حيفان التابعة لمحافظة تعز (جنوب غرب) قبل أن يتبين محمد علي أن الصوت لصاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه البحر الأحمر وليس نتيجة استهداف المنطقة بضربة جوية كما كان يظن.

ويقول محمد وهو معلم في ريف تعز لـ«الشرق الأوسط» كان الانفجار كبيراً أرعب الأطفال واعتقدنا في بداية الأمر أن هناك غارة جوية استهدفت مواقع الحوثيين، لكننا شاهدنا الصاروخ وهو يتجه نحو ساحل البحر الأحمر فأدركنا أن الحوثيين قد نقلوا هذه الصواريخ إلى المناطق الداخلية من المحافظة (تعز) ليسهل إطلاقها بعيداً عن الرصد الأميركي.

القوات الغربية تمكنت من اعتراض عشرات الهجمات الحوثية (الجيش الأميركي)

ويبيّن الرجل أن الخطورة تكمن في أن الجماعة الحوثية تتمركز في مناطق سكنية وزراعية، ولهذا فإن هذه التجمعات السكانية ستكون معرضة للخطر، سواء في حال فشل إطلاق الصواريخ وسقوطها وسط هذه التجمعات والمزارع، أو في حال رصد هذه المواقع، ومن ثم استهدافها من قبل القوات التي تقودها الولايات المتحدة لتأمين حركة الملاحة.

وفي اليوم التالي لهذه الحادثة أكدت مصادر عسكرية في القوات الحكومية اليمنية العاملة في الساحل الغربي أن الصاروخ سقط في البحر بعيداً عن السفينة المستهدفة، فيما ذكرت مصادر محلية أن قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت غارات استهدفت مواقع عسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين في ريف محافظة تعز.

واتضح لاحقاً، وفق المصادر، أن هذه الغارات أدت إلى تدمير صاروخ باليستي وأربع طائرات من دون طيار كانت معدة للإطلاق نحو البحر لاستهداف السفن التجارية في جنوب البحر الأحمر.

تمركز في المرتفعات

وحسب سكان في مديرية حيفان التابعة لمحافظة تعز، فإن الحوثيين زادوا من تمركزهم العسكري في تلك المناطق وبالذات المرتفعات الجبلية المطلة على القرى والمزارع، مع تقييد الجماعة حركة السكان بحجة حماية تلك المواقع وإخفاء التجهيزات العسكرية داخلها.

وذكر السكان أن طفلاً أُصيب بشظايا قصف مدفعي للجماعة الحوثية حين سقطت قذيفة من موقع تمركز الجماعة في جبل المنظرة، وسط إحدى المزارع في منطقة الضباب التابعة لعزلة الأثاور في مديرية حيفان.

وأصيب الطفل أجمل صالح (11 عاماً) بجروح بالغة في أنحاء متفرقة من جسده، ونقل إلى المستشفى، في حين اشتكى السكان من سلسلة الانتهاكات التي يتعرضون لها بصورة مستمرة نتيجة وجود المواقع العسكرية وسط التجمعات السكانية.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية حكومية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين ونتيجة فاعلية الضربات التي تعرضت لها مواقعهم في محافظات الحديدة وحجة وصعدة من قبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، قاموا بنقل جزء من الصواريخ والطائرات المسيرة إلى ريف محافظة تعز باعتبار أن المحافظة تطل على البحر الأحمر، ويسهل استخدام الصواريخ قصيرة المدى، وكذلك الطائرات دون طيار في استهداف حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر.

هجمات الحوثيين أدت إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بحمولتها الخطرة (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته المصادر، فإن الحوثيين استخدموا في السابق صواريخ بعيدة المدى من المرتفعات الجبلية في محافظة البيضاء والمطلة على محافظتي أبين والضالع لاستهداف السفن في خليج عدن، حيث تحاول الجماعة عبر هذا التكتيك تجنب الضربات الجوية الغربية التي حدت من قدرتها على مهاجمة السفن انطلاقاً من محافظتي الحديدة وحجة المطلتين على البحر الأحمر مباشرة.

وقالت المصادر إن الحوثيين كانوا في بداية العمليات ينفذون عملية إلى ثلاث عمليات ضد سفن الشحن والقطع العسكرية التي تتولى تأمين حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، لكنهم الآن ينفذون عملية أو عمليتين كل أسبوعين، وغالباً ما يتم اعتراض الصواريخ والمسيرات التي يطلقونها، ولم تلحق أي أضرار بالسفن التجارية أو العسكرية.


تونس تتفق مع «الناتو» على تكثيف الحوار لـ«وقف التهديدات»

نبيل عمار مستقبلاً الأميرال باور (موقع وزارة الخارجية التونسية)
نبيل عمار مستقبلاً الأميرال باور (موقع وزارة الخارجية التونسية)
TT

تونس تتفق مع «الناتو» على تكثيف الحوار لـ«وقف التهديدات»

نبيل عمار مستقبلاً الأميرال باور (موقع وزارة الخارجية التونسية)
نبيل عمار مستقبلاً الأميرال باور (موقع وزارة الخارجية التونسية)

تمخضت زيارة الأميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي يقوم بها إلى تونس في إطار جولة بالمنطقة، عن اتفاق الطرفين على تكثيف الحوار السياسي المنتظم بين الجانبين.

وخلال اليوم الأول من الزيارة، التي بدأت أمس وتنتهي اليوم الثلاثاء، التقى الأميرال باور نبيل عمار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، واستعرضا علاقات التعاون المثمرة بين تونس ومنظمة حلف شمال الأطلسي، وسبل مزيد دعم علاقات الشراكة بينهما؛ خدمةً للمصلحة المشتركة للطرفين، ومن أجل التصدي معاً للتهديدات، ومختلف الرهانات المشتركة.

وأوردت وزارة الخارجية التونسية على موقعها الرسمي أن تونس ومنظمة حلف شمال الأطلسي بحثتا التحديات الكبرى التي تواجه دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وسبل التعامل معها في إطار الحوار المتوسطي الذي يتم الاحتفاء هذه السنة بالذكرى الـ30 لإنشائه. كما تم الاتفاق بين الطرفين على تكثيف الحوار السياسي المنتظم الذي يجمع تونس بمنظمة حلف شمال الأطلسي، وعلى ضرورة إدماج محاور تعاون جديدة بينهما، على غرار الهجرة والتحوّلات المناخية ومكافحة الإرهاب.

يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية منحت تونس منذ سنة 2015 صفة «حليف مميز» خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي السابق الباجي قائد السبسي خلال تولي أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وهي شراكة تسعى تونس من خلالها إلى تعزيز التعاون العسكري بهدف محاربة التنظيمات الإرهابية، نافية أن تكون لها تبعات خطيرة على سيادة البلاد، أو على مصلحة جيرانها، وخصوصاً الجزائر.

وتمكن هذه الصفة تونس من النفاذ إلى الفائض العسكري للأسلحة، والحصول على تمويلات أميركية لشراء عتاد عسكري، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في الأبحاث والبيانات بين وزارتي الدفاع لكلا البلدين. وقد حصلت عدة بلدان عربية على هذه الصفة، من بينها مصر والبحرين والأردن والكويت والمغرب.

وكانت عدة أطرف سياسية قد عبّرت عن تحفظاتها من منح تونس هذه الصفة، بدعوى أنها تهدد بعض بلدان المغرب العربي، وأن الولايات المتحدة تسعى من خلال ذلك لتطويق الجزائر بتشييد قواعد عسكرية لها في المغرب وتونس، وهو ما تم نفيه في الحال.


تقرير: شراكة طهران المتنامية مع موسكو تعزز قدرات البلدين

TT

تقرير: شراكة طهران المتنامية مع موسكو تعزز قدرات البلدين

امرأة إيرانية تمر أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل تحمل صور صواريخ إيرانية  في طهران15 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
امرأة إيرانية تمر أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل تحمل صور صواريخ إيرانية في طهران15 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

دعت إحدى شركات تصنيع الأسلحة الروسية في مارس (آذار) الماضي، وفداً من الإيرانيين إلى جولة تسوق لكبار الشخصيات في مصانع الأسلحة الروسية.

وحظي الزائرون السبعة عشر بوجبات غداء وعروض ثقافية، وفي اليوم الأخير، زار الوفد الإيراني مصنعاً متخصصاً في إنتاج أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، وهو أمر يُعتقد أنه جزء من استراتيجية تعاون أعمق بين البلدين.

يخضع المصنع الحربي ««NPP Start، في مدينة يكاترينبرغ، لعقوبات أميركية لدعمه حرب روسيا ضد أوكرانيا. ومن بين صناعاته - منصات إطلاق متنقلة ومكونات أخرى للبطاريات المضادة للطائرات - بما في ذلك نظام «S - 400» الروسي، والذي يقدر المحللون العسكريون أنه قادر على اكتشاف وتدمير طائرات الشبح التي تقودها إسرائيل والولايات المتحدة. حسبما أفادت صحيفة «واشنطن بوست».

وصفت وثيقة روسية مسربة جزءاً من رسائل البريد الإلكتروني الإيراني المسروق التي نشرها مجموعة من القراصنة على الإنترنت في فبراير (شباط)، الجولة بأنها عرض للإمكانات العلمية والتقنية والقدرات الإنتاجية التي يمكن أن تقدمها روسيا لإيران.

ووصف مسؤولو الاستخبارات الأميركية الزيارة بالشراكة الاستراتيجية العميقة بين موسكو وطهران خلال العامين الماضيين منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا. حيث وافقت إيران في عام 2022 على توريد آلاف الطائرات دون طيار والصواريخ لروسيا خلال الصراع مع أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، امتزجت العلاقات بين البلدين بالاتفاقيات العسكرية وتبادل التكنولوجيا، مما عزز قدرة إيران على مواجهة أي هجمات محتملة من إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وحسب الصحيفة، تبقى تفاصيل الصفقات غير واضحة، ولكن يُعتقد أنها تشمل توريد طائرات «Su - 35» وهي واحدة من القاذفات المقاتلة الأكثر قدرة في روسيا، وتحديثاً كبيراً محتملاً للقوات الجوية الإيرانية التي تتكون بشكل أساسي من طائرات أميركية وسوفياتية أعيد بناؤها، يعود تاريخها إلى عام 1979. وتقديم المساعدة الفنية لأقمار التجسس الإيرانية، وكذلك المساعدة في بناء الصواريخ لوضع المزيد من الأقمار الاصطناعية في الفضاء. وتطوير القدرات الدفاعية لإيران، مما يرفع مكانتها بوصفها شريكاً استراتيجياً لروسيا.

ومن ناحية أخرى، تسعى إيران إلى تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال شراء بطاريات «S - 400» الروسية، لحماية منشآتها العسكرية والنووية من أي هجمات محتملة. وعلى الرغم من عدم وجود دليل علني على تسليم هذه البطاريات، فإن الخبراء يشيرون إلى أن هذه الخطوة تعكس تصميم إيران على تعزيز قدراتها الدفاعية.

صرح كان كاسابوغلو، زميل بارز في معهد هدسون في واشنطن، بأن «تسليح روسيا لقواعدها في سوريا بالأنظمة الدفاعية المتطورة قد يجعل المجال الجوي الإيراني مكاناً أكثر خطورة».

وقال مسؤولون استخباراتيون إن التطورات الأخيرة مع تصاعد التوترات في سوريا، تشير إلى التطور في مجال صناعة الطائرات دون طيار، حيث بدأت روسيا في تصنيع طائرات «شاهد - 136» دون طيار. ووفقاً لوثائق مسربة، تظهر أدلة على قيام مهندسين روس بإدخال تحسينات على تصميم الطائرات الإيرانية دون طيار. ويعمل البلدان على تطوير أنواع جديدة من الطائرات دون طيار بشكل مشترك، مما يثير المخاوف بشأن تصعيد الصراع وزيادة التوتر في المنطقة.

تقول الرسائل الإلكترونية المسربة إن الاختبارات العسكرية ساهمت في تعزيز الاتفاق للحصول على أكثر من 600 طائرة دون طيار بتصميم إيراني، معظمها يتم بناؤه على الأراضي الروسية وبمساعدة إيرانية. وتكشف الوثائق المسربة عن مفاوضات طويلة حول كيفية دفع روسيا ثمن هذه الطائرات.

وفي يناير (كانون الثاني)، نشر المدونون الأوكرانيون صوراً لبقايا طائرة دون طيار تبدو مطابقة لطراز معين بعد أن تم إسقاطها في منطقة مجهولة من وسط أوكرانيا، مما أثار تساؤلات حول استخدام هذه التكنولوجيا في النزاعات الإقليمية.

وفي هذا السياق، يقول فابيان هينز، محلل الدفاع والخبير في الطائرات دون طيار وأنظمة الصواريخ: «إن هذه الطائرات تتميز بالسرعة الهائلة، مما يجعل من الصعب اعتراضها، وأشار إلى أن تكلفتها قد تكون أعلى بكثير بسبب صعوبة بناء محركاتها النفاثة».

من جانبه، يرى ديفيد أولبرايت، الخبير في أنظمة الأسلحة الإيرانية، أن هذا التعاون يمكن أن يوفر لإيران فرصة لتقييم أداء تلك الطائرات في سياق النزاعات المحتملة. ويظهر التسريب الذي أورده أن مهندسين روساً قد قدموا تحسينات على تصميمات الطائرات الإيرانية دون طيار، مما قد يعزز قدراتها بشكل كبير.

وعلى الرغم من عدم تصدير أنظمة مثل «S - 400» إلى إيران، يرى أولبرايت أن تبادل المعرفة التكنولوجية يمكن أن يعزز قدراتها بشكل هادئ دون إثارة قلق في الغرب.

وبهذه التطورات، يتجه العالم نحو فترة من القلق بشأن تصاعد التعاون العسكري بين إيران وروسيا، مما قد يثير تساؤلات حول توازن القوى الإقليمي والدولي.


قائد المهمة البحرية الأوروبية في «الأحمر»: عملنا لم يتأثر بهجوم إيران على إسرائيل

الأدميرال فاسيليوس غريباريس يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين... الصورة في لاريسا اليونان 16 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأدميرال فاسيليوس غريباريس يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين... الصورة في لاريسا اليونان 16 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

قائد المهمة البحرية الأوروبية في «الأحمر»: عملنا لم يتأثر بهجوم إيران على إسرائيل

الأدميرال فاسيليوس غريباريس يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين... الصورة في لاريسا اليونان 16 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأدميرال فاسيليوس غريباريس يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين... الصورة في لاريسا اليونان 16 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

قال قائد المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر لوكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الثلاثاء)، إن العمليات لم تتأثر بأول هجوم مباشر على الإطلاق تشنه إيران على إسرائيل، لكن المهمة بحاجة إلى سفن قتالية إضافية لحماية السفن التجارية التي تبحر عبر «منطقة شاسعة».

وبدأ الاتحاد الأوروبي المهمة البحرية في البحر الأحمر في فبراير (شباط) لحماية السفن من الهجمات التي تشنها حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقال قائد العمليات الأميرال فاسيليوس غريباريس لوكالة «رويترز» من مقر المهمة في مدينة لاريسا اليونانية: «حتى الآن لا دليل على أن الوضع زاد سوءاً».

وذكر مسؤولون في لاريسا أن المهمة دمرت من منتصف فبراير حتى الآن عشر طائرات مسيرة، واعترضت أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر. كما رافقت 79 سفينة تجارية لعبور المنطقة بأمان.

وتنظم فرقاطات المهمة الأربع، وهي من اليونان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، دوريات في منطقة واسعة تمتد من جنوب البحر الأحمر إلى شمال غربي المحيط الهندي، أي ضعف مساحة دول الاتحاد الأوروبي.

واستطرد غريباريس قائلاً إن المهمة ستطلب من السلطات الأوروبية إشراك مزيد من السفن الحربية في البحر الأحمر. وأضاف: «نحتاج إلى ضعف العدد الموجود لدينا حالياً على الأقل».


مشاريع سعودية إنسانية في السودان وجواره بـ61 مليون دولار

د.عبد الله الربيعة خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للسودان ودول الجوار بالعاصمة باريس (واس)
د.عبد الله الربيعة خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للسودان ودول الجوار بالعاصمة باريس (واس)
TT

مشاريع سعودية إنسانية في السودان وجواره بـ61 مليون دولار

د.عبد الله الربيعة خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للسودان ودول الجوار بالعاصمة باريس (واس)
د.عبد الله الربيعة خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للسودان ودول الجوار بالعاصمة باريس (واس)

أعلن د.عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي السعودي، المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أن المملكة «ستنفّذ في الفترة القادمة مشاريع إغاثية وإنسانية في السودان والدول المجاورة بمبلغ يزيد على 61 مليون دولار بالتنسيق مع المنظمات الأممية والدولية والمحلية».

وشدد الربيعة، حسب بيان صدر عن المركز، (الثلاثاء)، على أن «المملكة لن تسمح بغضّ الطرف عن الأزمة السودانية والدول المجاورة لها أو تناسيها». لافتاً إلى أن السعودية «في مقدمة الداعين إلى أهمية التوصل إلى السلام الدائم والشامل بالسودان والداعمين للجهود الإنسانية بها».

وقال الربيعة في كلمة له خلال المؤتمر الدولي للسودان ودول الجوار في باريس، (الاثنين)، إنه «في الوقت الذي أدت فيه المملكة دوراً محورياً في استضافة وتسهيل المفاوضات لحل الصراع في السودان، وجهت قيادة المملكة بتقديم مساعدات إلى السودان بقيمة 100 مليون دولار وإعلان إضافة مبلغ يزيد على 20 مليون دولار، وستنفذ المملكة في الفترة القادمة مشاريع إغاثية وإنسانية في السودان والدول المجاورة بمبلغ يزيد على 61 مليون دولار بالتنسيق مع المنظمات الأممية والدولية والمحلية».

جانب من توقيع اتفاقية التعاون المشترك للوقاية من التدهور الغذائي لدى الأطفال والنساء في السودان (واس)

وأكد الربيعة في المؤتمر الدولي الذي نظّمته فرنسا والاتحاد الأوروبي بمشاركة الدول الراعية لجهود السلام في السودان وكبار المانحين والمنظمات الأممية والدولية «أن الروابط الوثيقة بين السعودية والسودان، دعت المملكة إلى التحرك بشكل عاجل لتسيير جسور إغاثية كان منها 13 طائرة و4 جسور بحرية لتقديم المساعدات الإنسانية الشاملة وتنفيذ 43 مشروعاً إنسانياً في السودان والدول المجاورة بما يربو على 59 مليون دولار بالشراكة مع المنظمات الأممية والدولية والمحلية، كما أرسل المركز 20 فريقاً طبياً متطوعاً إلى السودان».

وقدم الربيعة باسم السعودية الشكر إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي على مبادرتهما لعقد المؤتمر الإنساني العالمي، مؤمّلاً أن يُفضي إلى استحداث مسارات تدعم جهود العاملين في المجال الإنساني وتسهّل وصول الإمدادات الإنسانية للمتضررين في جمهورية السودان.

كما شدد على أن المملكة مستمرة في سعيها للوصول إلى حل سلمي مستدام هناك، وستواصل من خلال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» دورها الإنساني.

د.عبد الله الربيعة وسيندى ماكين عقب اتفاقية التعاون لتقديم المساعدات الغذائية في جنوب السودان (واس)

ووقّع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، الاثنين، اتفاقيتَي تعاون مشترك مع «برنامج الغذاء العالمي؛ لتقديم المساعدات الغذائية الطارئة للسكان المحتاجين الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان، وللوقاية من سوء التغذية الحاد المعتدل للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات في السودان، وذلك على هامش المؤتمر الدولي للسودان في باريس».

ووقّع الاتفاقيتين د.عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، مع سيندى ماكين المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي.

وتهدف الاتفاقية الأولى إلى الوقاية من سوء التغذية بين الأطفال دون سن الثانية والأمهات الحوامل والمرضعات من خلال تمكين الوصول إلى المساعدات الغذائية والصحية، يستفيد منها 6265 فرداً.

وتهدف الاتفاقية الثانية إلى الوقاية من التدهور الغذائي لدى الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، وتقديم المساعدات الغذائية إلى المستفيدين، ويتضمن ذلك شراء وتوزيع 132.40 طن من المكملات الغذائية، يستفيد منها 29423 فرداً.

يأتي ذلك امتداداً للمشاريع الإنسانية والإغاثية التي تنفّذها المملكة عبر ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة» للوقوف مع الشعب السوداني الشقيق، ودعم الأمن الغذائي في السودان ومختلف أنحاء العالم بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة.