نجاح زراعة قلبين من خنازير «معدلة جينيا» في البشر

نجاح زراعة قلبين من خنازير «معدلة جينيا» في البشر
TT

نجاح زراعة قلبين من خنازير «معدلة جينيا» في البشر

نجاح زراعة قلبين من خنازير «معدلة جينيا» في البشر

أعلنت مجموعة من العلماء عن نجاح عملية زرع قلبي خنزيرين معدلين وراثيا في البشر، في ثاني خطوة كبيرة للأمام بعملية زرع الأعضاء هذا العام.
وقال الدكتور روبرت مونتغمري مدير معهد Langone لزراعة الأعضاء بجامعة نيويورك، حيث أجريت عمليتا الزرع، خلال مؤتمر صحفي يوم (الثلاثاء) الماضي «كان من أكثر الأشياء التي لا تصدق، رؤية قلب خنزير ينبض ويضرب داخل صدر بشري».
وقد أجريت إحدى عمليات الزرع في منتصف يونيو(حزيران) وقد تم الانتهاء من الأخرى في 6 يوليو(تموز)، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
ووفق الموقع، كانت هناك مشكلة حيث أن مريضي الزرع ماتا دماغيا بالفعل مع بقاء قلبيهما ينبضان على أجهزة التنفس الصناعي.
ومن المحتمل أن يستغرق الأمر سنوات قبل أن تصبح إجراءات زرع الأعضاء البشرية روتينية وخيارات موثوقة للأشخاص المدرجين في قوائم الانتظار الطويلة للقلوب والكلى والأعضاء الحيوية الأخرى.
وأوضح مونتغمري «ستكون هناك عملية تكرارية للتعلم وتغيير التكتيكات». ومع ذلك، يأمل الطبيب في أن تصبح أعضاء الخنازير ذات يوم «مصدرا متجددا ومستداما للأعضاء، لذا لن يضطر أحد إلى الموت وهو على لائحة الانتظار». ويمكن أن يصبح المزيد من التجارب البشرية حقيقة واقعة في السنوات القليلة المقبلة.
وتم الانتهاء من أول عملية زرع قلب مشابهة لمريض على قيد الحياة في جامعة ماريلاند في يناير(كانون الثاني). وكانت عملية الزرع لرجل يبلغ من العمر 57 عاما مصاب بمرض قلبي يهدد حياته.
وفشل قلب الخنزير الجديد لبينيت بعد شهرين. وتم اكتشاف الحمض النووي لفيروس الخنازير في وقت لاحق في القلب. لكن لم يكن هناك دليل على وجود عدوى نشطة، كما قال الجراح.
وبين مونتغمري «لا نعرف حقا سبب فشل هذا القلب ولماذا مات. وهو سبب أهمية مواصلة إجراء البحوث على المتبرعين المتوفين، قبل المضي قدما في المزيد من تجارب زرع الأعضاء الحية».
من جانبه، قال الدكتور كريس كولبير طبيب الطوارئ من شيكاغو، الذي لم يشارك في البحث، لموقع «Insider» بعد سماعه الأخبار «هذه خطوة ضخمة وهائلة في الاتجاه الصحيح. إنها ليست مجرد عضو، ولكنها تطابق عضو. قلبا الخنزيرين اللذان زُرعا في جامعة نيويورك هذا الصيف كانا قادرين على العمل لمدة 72 ساعة على الأقل داخل جسم الإنسان لأنه تم تصميمهما باستخدام 10 تعديلات جينية. أربعة من التعديلات الجينية كانت للخنازير، لمنع رفض الزرع والنمو غير الطبيعي، وستة كانت لجينات بشرية مصممة لجعل أجزاء الإنسان والخنازير أكثر توافقا».
بدورها، قالت بريثي بيرلامارلا اختصاصية زراعة القلب في «ماونت سيناي» بنيويورك، والتي لم تشارك في أبحاث جامعة نيويورك لـ«Insider» «إنها حقا الحدود التالية في طب زراعة الأعضاء».
ويمكن أن تصبح عمليات زرع القلب الروتينية من خنزير إلى إنسان «ممكنة جدا» في غضون عقد من الزمن.
ووفق بريثي «قبل أن تصبح عمليات زرع قلب الخنزير روتينية، سيحتاج الأطباء إلى فهم أفضل لكيفية جعل أعضاء الخنازير المعدلة أكثر توافقا داخل أجسام البشر الحية والمتحركة، حتى لا يرفضها المتلقون». وأضافت أن «الباحثين والجراحين سيحتاجون أيضا إلى التأكد من أننا لا ننقل بعض العدوى غير المتوقعة التي قد تكون في الخنزير، والتي ستنتقل بعد ذلك إلى الإنسان». لكنها تؤكد انها لن تتفاجأ إذا ما أصبحت عمليات زرع القلب من خنزير إلى إنسان أمرا شائعا.



الحكومة المصرية تتعهد بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»

TT

الحكومة المصرية تتعهد بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»

تعهّدت الحكومة المصرية بعدم اللجوء إلى خطة «تخفيف أحمال الكهرباء»، أي قطع الخدمة مدة محددة يومياً، الصيف المقبل، وقالت إنها «وفّرت الوقود الكافي لتشغيل المحطات»، إلى جانب «التوسع في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة».

وافتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية في مدينة كوم أمبو، بمحافظة أسوان (جنوب مصر)، ضمن خطوات للحكومة المصرية للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء.

ولجأت الحكومة المصرية لخطة تُسمى «تخفيف الأحمال»، تقضي بقطع التيار عن مناطق عدة خلال الصيف الماضي لمدة وصلت إلى ساعتين يومياً، وذلك لتقليل الضغط على شبكات الكهرباء، بسبب زيادة الاستهلاك، في حين اشتكى مواطنون من تجاوز فترات انقطاع الكهرباء أكثر من ساعتين.

وتعهّد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بـ«عدم اللجوء إلى تخفيف أحمال الكهرباء مرة أخرى»، وقال في كلمته خلال افتتاح محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية، السبت، إن «حكومته خصصت التمويل لتوفير الوقود اللازم لاستقرار إنتاج الشبكة القومية للكهرباء»، مشيراً إلى «وضع خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة لتأمين الاستهلاك في صيف 2025».

رئيس الوزراء المصري خلال افتتاح محطة أبيدوس للطاقة الشمسية - (مجلس الوزراء المصري)-

وأوضح مدبولي أن «وزارة الكهرباء تمكّنت من حل مشكلة الانقطاعات بالتنسيق، وتحسين الإنتاجية»، إضافة إلى «وضع خطة لتأمين التغذية الكهربائية لصيف 2025 مع وزارة البترول، تقوم على سد فجوة متوقعة في الإنتاج في حدود من 3 إلى 4 آلاف ميغاواط إضافية، بتكلفة استثمارية تقارب 4 مليارات دولار»، مشيراً إلى أنه «سيتم الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة لسد فجوة الإنتاج والاستهلاك في الصيف المقبل، وتجنّب اللجوء لتخفيف الأحمال، وتقليل استيراد المواد البترولية».

وكان رئيس الوزراء المصري قد بحث خلال اجتماع حكومي، الخميس، مع وزراء الكهرباء والبترول والمالية، «ضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من الوقود في فصل الصيف المقبل»، وأكد «ضمان الجاهزية، وعدم وجود انقطاعات في الكهرباء، واستدامة واستقرار التغذية بالكهرباء بمختلف المحافظات»، وفق إفادة لمجلس الوزراء المصري.

ولجأت الحكومة المصرية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، لاستيراد 300 ألف طن مازوت، و20 شحنة من الغاز لضخ كميات كافية من الوقود لإنتاج الكهرباء، ووقف خطة انقطاع الكهرباء، في حين قدرت وزارة الكهرباء المصرية حجم الاحتياج اليومي لإنهاء انقطاعات الكهرباء بنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و10 آلاف طن من المازوت.

وعدّ مدبولي افتتاح محطة «أبيدوس» للطاقة الشمسية، «تحولاً نوعياً» في استثمار الموارد الطبيعية في بلاده، وتوظيفها بشكل «أكثر كفاءة بما يغطي الاحتياجات».

وتقام محطة «أبيدوس 1» لإنتاج الطاقة الشمسية على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتضم أكثر من مليون لوح شمسي، بقدرة إنتاجية تصل إلى 560 ميغاواط، ما يجعلها ثاني أكبر محطة للطاقة الشمسية في أفريقيا بعد محطة «بنبان» في أسوان

وتضاف المحطة لمشروعات الطاقة الشمسية في محافظة أسوان؛ حيث سبق أن افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يوليو (تموز) 2018، محطة «الطاقة الشمسية في بنبان» بأسوان، والتي تصنف الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية 2000 ميغاواط من الكهرباء، حسب مجلس الوزراء المصري.

ويعتقد خبير الطاقة المصري، علي عبد النبي، أن توسع الحكومة المصرية في مشروعات الطاقة المتجددة «خطوة ضرورية لمواجهة عجز الإنتاج في فترات ذروة الاستهلاك»، وشدد على «ضرورة اتخاذ الحكومة حزمة من الإجراءات لتحقيق أمن الطاقة، من بينها الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء».

ووضعت الحكومة المصرية استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة، تستهدف إنتاج 42 في المائة من الكهرباء، من مصادر الطاقة الجديدة بحلول عام 2030، وفق مجلس الوزراء المصري.

وطالب عبد النبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بـ«ضرورة استثمار موارد مصر الطبيعية في إقامة مزيد من مشروعات الطاقة الجديدة، مثل التوسع في محطات الطاقة الشمسية في أسوان، ومحطات الرياح في محافظتي البحر الأحمر والسويس»، مشيراً إلى «ضرورة إقامة محطات لتخزين الكهرباء للاستفادة من إنتاج مشروعات الطاقة الجديدة».

محطة أبيدوس للطاقة الشمسية - (مجلس الوزراء المصري)

من جهته، يرى أستاذ الطاقة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، جمال القليوبي، أن الحكومة المصرية «تتخذ 3 إجراءات استباقية لتأمين إنتاج الكهرباء في الصيف المقبل»، مشيراً إلى أن «أولى تلك الخطوات التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح لإنتاج نحو 4 آلاف ميغاواط من الكهرباء».

وأوضح القليوبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة المصرية تتجه لإبرام صفقات لاستيراد الغاز والوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، مع التوسع في عمليات البحث والتنقيب والاستكشافات المحلية»، مشيراً إلى أن القاهرة «تستهدف تقليل فاتورة استيراد الطاقة من الخارج، بالاعتماد على مصادر الإنتاج المحلية».

وعلى هامش افتتاح محطة «أبيدوس»، شهد رئيس الوزراء المصري، توقيع اتفاقين لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في منطقة خليج السويس، بين وزارة الكهرباء المصرية وشركة «إيميا باور» الإماراتية.