مخاوف الركود الاقتصادي تجتاح العالم

التضخم البريطاني قد ينخفض بشدة و«الأميركي» ليس مشجعاً

المخاوف تزداد حول العالم من التضخم المرتفع (أ.ف.ب)
المخاوف تزداد حول العالم من التضخم المرتفع (أ.ف.ب)
TT

مخاوف الركود الاقتصادي تجتاح العالم

المخاوف تزداد حول العالم من التضخم المرتفع (أ.ف.ب)
المخاوف تزداد حول العالم من التضخم المرتفع (أ.ف.ب)

ارتفعت معدلات التضخم في العالم بنسب كبيرة ومخيفة، أوقفت وتيرة النمو الاقتصادي الهش أساساً في معظم الدول، وهو ما أرجعه كثيرون إلى الأموال المطبوعة وقت أزمة تفشي «كورونا».
وفي الوقت الذي تحاول فيه البنوك المركزية حول العالم السيطرة على التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة، يقف أمامهم هدف آخر؛ وهو مخاوف الركود الاقتصادي، الذي يأتي بعد ارتفاع أسعار الفائدة بوتيرة مستمرة، وهو ما يلاحظه العالم في الوضع العالمي حالياً.
أمس الثلاثاء، قال محافظ «بنك إنجلترا»، آندرو بيلي، إنه ما زال يعتقد أن التضخم من المرجح أن يهبط بشكل حاد العام المقبل، وهو ما يتماشى بشكل عام مع توقعات «البنك المركزي البريطاني» التي قدمها أوائل مايو (أيار).
وأبلغ بيلي لجنة برلمانية أنه لا يتوقع أن مجموعة جديدة من التوقعات، من المنتظر أن تصدر في 4 أغسطس (آب) المقبل يعكف خبراء «بنك إنجلترا» على إعدادها، ستظهر صورة مختلفة بشكل جوهري.
وقال إن التضخم في المملكة المتحدة؛ الذي سجل أعلى مستوى في 40 عاماً عند 9.1 في المائة خلال مايو الماضي، من المرجح أن يعود إلى مستواه المستهدف البالغ اثنين في المائة في نحو عامين.
لكنه أضاف أن مزيداً من الضغوط الصعودية المحتملة على أسعار الغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا أو استمرار ضغوط التكاليف المحلية، قد يغيران ذلك. وتوقع «بنك إنجلترا» في السابق أن التضخم سيصل إلى ذروة فوق 11 في المائة بقليل في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويرى المستثمرون فرصة نسبتها 70 في المائة لزيادة أكبر من المعتاد قدرها نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة من «بنك إنجلترا» 4 أغسطس المقبل. ورفع «المركزي البريطاني» بالفعل تكاليف الاقتراض 5 مرات منذ ديسمبر (كانون الأول).
وقال «بنك إنجلترا» الشهر الماضي إنه مستعد للتحرك «بقوة» إذا لزم الأمر لمنع تضخم مرتفع من أن يصبح مترسخاً في الاقتصاد.
وقال بيلي إن من المهم احترام استقلال «بنك إنجلترا» في وقت يلقي فيه بعض المشرعين باللوم عليه في التضخم المرتفع، ويتوقع خبراء اقتصاديون أن تراجع التضخم في بريطانيا سيكون أبطأ من مناطق أخرى. وأضاف قائلاً: «آمل أن يتفهم الناس أهمية استقلالية البنك المركزي».
في غضون ذلك، قال رافاييل بوستيك، رئيس «بنك الاحتياطي الاتحادي» في أتلانتا، مساء يوم الاثنين، إن أحدث بيانات للتضخم ليست «مشجعة» بالقدر الذي كان يتمناه، مضيفاً أن غياب تحسن من شهر لآخر في وتيرة زيادات الأسعار يبرر زيادة أخرى بمقدار 75 نقطة أساس في سعر فائدة الأموال الاتحادية عندما يجتمع صانعو السياسة النقدية لـ«البنك المركزي الأميركي» في وقت لاحق هذا الشهر.
وقال بوستيك: «المعلومات التي وردت في الأشهر القليلة الماضية أشارت إلى حاجة إلى الوصول إلى موقف حيادي بسرعة أكبر»، مشيراً إلى أن سعر فائدة الأموال الاتحادية الحالي، الذي يقع في نطاق بين 1.5 في المائة و1.75 في المائة، ما زال، في رأيه، «تيسيرياً» ويشجع النشاط الاقتصادي.
وأضاف أنه بعد الزيادة المتوقعة في أسعار الفائدة في اجتماع يوليو (تموز) الحالي «سيتعين علينا أن نرى كيف سيتطور الاقتصاد». وقال أيضاً إن توقعات التضخم في الأمد الطويل «مشجعة» وتشير إلى أن الناس والأسواق لديهم ثقة بـ«مجلس الاحتياطي الاتحادي».


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.